السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة نرجو من جميع الاعضاء اللتزام بقوانين المنتدى وعدم نشر برنامج او فلم او اغنية او اي شئ له حقوق ملكية كما يمنع نشر السيريالات والكراكات للبرامج ومن يخالف تلك التعليمات سيتم حظر حسابة للابد والسلام عليكم ورحمة الله

كيف ترى فلسفة الإمام الغزالى حول مصدر الإلزام الخُلقى .. ؟!!

0 تصويتات
سُئل يونيو 15، 2015 في تصنيف مواضيع عامة بواسطة رشا (156,930 نقاط)
للتسهيل على من لا يعلم .. سأعرض مصدر الإلزام الخُلقى عند الفلاسفة اختصارًا .. و هو انحصر فى أربع مصادر عندهم .. 1- مادى نفعى .. و هو يقوم على أساس المنفعة فما كان يُحقّق الفائدة سيلتزم به الإنسان و ما يُحقّق الألم و الخسارة سينأى عنه و بالتالى يكون مصدر الإلزام هو المنفعة الشخصية و هذا المصدر رفضه الإمام الغزالى رضى الله عنه لأنّ هذا مبدأ أنانى قد يسمح للإنسان بالسرقة أو القتل أو إيذاء الغير إن أمن العقوبة و ضمن تحقيق الفائدة لنفسه .. 2- مادى اجتماعى .. و هو يقوم على أساس الالتزام بقوانين المُجتمع و الانصياع لها بحيث أنّ ما يراه المُجتمع صوابًا سينفّذه حتّى يكون عند رضا و تأييد المُجتمع و كى لا يتعرّض للعقوبة أو الإهانة من مُجتمعه و ما يراه المُجتمع خطأ سيبنفّذه لنفس السبب و هذا المصدر رفضه الإمام الغزالى رضى الله عنه لأنّه قائم على عدم المسئولية الفردية و على مُخالفة الواقع فالفرد يستطيع صناعة اختياراته الحرّة التى تغيّر من قيم المُجتمع و مصيره و أحيانًا تثور على قيم المجتمع و تعدّلها .. 3- وجدانى .. و هو مبدأ يقوم على العاطفة و الشعور فما يُشعر الإنسان براحة ضميره و سعادته سيستمرّ به و يلتزم عليه أمّا ما لا يُشعره بالراحة و لا يسعده سيبتعد عنه و هذا المبدأ رفضه الإمام الغزالى رضى الله عنه لأنّه يقوم على معيار هوائى غير ثابت و قائم على الهوى و كأنّ النفس هى التى تختار مع أنّ النفس أمّارة بالسوء و تحتاج لتربية و تهذيب فالإنسان مثلًا يحبّ الراحة و يركن إليها و يرتاح ضميره فى البُعد عن المسئوليات فهذا سيجعل منه كسولًا شرهًا نهمًا لإرضاء راحته الوجدانية و التخلّى عن واجباتها إضافةً لكون النفس أصلًا تحتاج لتربية فهناك نفوس معوّجة لا تصلح كمعيار أصلًا .. 4- العقل .. و هو يقوم على مبدأ الواجب العقلى المُجرّد من ثوابت عقلية لا يختلف فيها أحد مثل الحقّ و الخير و الجمال و الحكمة و الثوابت الذهنية مثل (2 + 2 = 4) و استنباطات و استدلالت عقلية دونما أى مُدخلات أو مصادر أخرى سوى القناعة العقلية و هذا المبدأ رفضه الإمام الغزالى رضى الله عنه لأنّه قائم على العقل و العقل فى الأساس يحتاج للتعلّم و التدريب بحيث يعمل على التأمّل و التفسير و التبرير و الفهم و هذا يسهل خداعه و يكثر خطأه بالإضافة لاحتياجه دومًا لمصدر يتعلّم منه ماهية الأشياء قبل الحكم عليها .. فعرض الإمام الغزالى المصدر الخامس و هو العقل الشرعى أو العقل المُقيّد بالشرع فالعقل عند الإمام الغزالى رضى الله عنه هو القوّة النفسية التى تقوم على إدراك الأشياء و تمييزها و الحُكم عليها و التعامل معها و لمّا كان العقل صحيحًا فى ثوابته العقلية الأوّلية فهو قادر على الحُكم على الشرع (الدين الصحيح و المصدر الإلاهى) من خلال مجموع ثوابته و بذلك يثبت لديه صدق ثوابت الشرع (تعاليم الإلاه) و على هذا يستسلم العقل لتفاصيل الدين التى ستكون مصدرًا سليمًا للعقل و للوجدان و للمُجتمع و للنفعية الذاتية يتعلّم منها العقل و يتشبّع بها الوجدان و يتعامل بقوانينها المُجتمع و تنضبط بها المنفعة الذاتية فيكون الشرع هو الحكم على ضوابط الأمور و يكون العقل هو القدرة على فهم الشرع و مُراد الشارع (الله تبارك و تعالى) و يكون الوجدان هو النفس التى تربّت على مكارم غايات و أهداف الشرع و تكون المنفعة محكومة برضا الله و ضوابطه السوية و يكون المُجتمع منضبط بالعقد الاجتماعى العادل بين حقوق الفرد و حقوق المُجتمع .. لذا السؤال هو .. كيف ترى فلسفة الإمام الغزالى حول مصدر الإلزام الخُلقى .. ؟!!
تحديث للسؤال برقم 1
khalid12ht (جابر .الأنصاري) .. تشرّفت فى السؤال بوجودك .. :)
...