السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة نرجو من جميع الاعضاء اللتزام بقوانين المنتدى وعدم نشر برنامج او فلم او اغنية او اي شئ له حقوق ملكية كما يمنع نشر السيريالات والكراكات للبرامج ومن يخالف تلك التعليمات سيتم حظر حسابة للابد والسلام عليكم ورحمة الله

الشاعر المتنبى فى اى عصر كان وما هى جنسيته واين عاش وما هى اهم قصائده ؟

0 تصويتات
سُئل أكتوبر 28، 2015 في تصنيف مواضيع عامة بواسطة أوس (153,660 نقاط)

3 إجابة

0 تصويتات
تم الرد عليه نوفمبر 18، 2015 بواسطة أيمن (165,650 نقاط)
 
أفضل إجابة
فكيف السبيل إلى إخماد ذكره؟!· وقد أشار الثعالبي إلى ما لشعره من القبول التام بين الخاص والعام. كما أشار الواحدي إلى شغف أهل عصره
بديوانه وعكوفهم على حفظه وروايته. ومن طريف ما يُروى في هذا الصدد أن رجلاً من أهل بغداد كان يكره المتنبي، وآلى على نفسه ألا يسكن بمدينة يُذكر فيها أو يُنشد شعره، فهاجر من بغداد، وكان كلما دخل مدينة
وسمع بها ذكره يرحل عنها؛ حتى وصل أقصى بلاد الترك فسألهم عن المتنبي فلم يعرفوه فأقام بينهم، فلما كان يوم الجمعة سمع الخطيب ينشد بعد أن ذكر أسماء الله الحسنى:  
أساميًا لم تزده معرفة   وإنما لذة ذكرناها  
فعاد إلى بغداد·. والقصة على ما فيها من مبالغة تبيِّن شيئاً من الحق، وهو اشتهار ذكر المتنبي وشعره كأنه كان يعني نفسه بقوله:  
وتركُك في الدنيا دويًا كأنما   تداول سمعَ المرء أنمله العَشْر  
الأغراض. طرق المتنبي مختلف أغراض الشعر وأبوابه من مدح وفخر وغزل ووصف للطبيعة والمعارك الحربية والحكم والأمثال والهجاء والطرَد وغيرها. فأجاد في شتى أبواب الشعر، وانفرد بفنون منها قل أن يزاحمه فيها
مزاحم.
المدح. بدأ المتنبي حياته الشعرية بالمدح وأحصى الدارسون في ديوانه 112 قصيدة مدح عدا القطع. وأهم صفة كان يسبغها على ممدوحيه الشجاعة مقرونة بالكرم مع ذكر أسلاف الممدوح. ثم هو يشبِّه ممدوحه بالغيث والمطر
والسحاب والأسد، وهو أسلوب تقليدي. ومما أنفرد به أو كاد تشبيه ممدوحيه بالأنبياء في الهيبة والجمال كقوله:  
من يزره يزر سليمان في الملك   جلالاً ويوسف في الجمال  
ومن ميزاته أنه ينقطع لممدوحه فلا يمدح أحدًا معه إلا نادرًا، وأبرز ما في مدحه أنه يتغنى بنفسه ويقاسم الممدوح القصيدة ويجعل من نفسه ندًا له.
الرثاء. أغلب رثائه يعد من رثاء المناسبات وتقديم واجب العزاء، ويستثنى من ذلك رثاؤه جدته ورثاؤه فاتكًا، وبدرجة أقل رثاء خولة أخت سيف الدولة. ولذا نراه يميل إلى تحكيم العقل في رثائه ويحث على التعزية
والسلوان ويرسل الحكم في فلسفة الموت:  
سُبقنا إلى الدنيا فلو عاش أهلها   مُنعنا بها من جيئة وذهوب
تملُّكها الآتي تملَّك سالب   وفارقها الماضي فراق سليب  
وكثيرًا ما ينتقل إلى الحديث عن فقدان الأحبة وفناء الدنيا وسطوة الموت.
وأحر مراثيه كانت في جدته التي كان يحبها حبًا جمًا. وقصة موتها تزيد في الفاجعة؛ يروى أنها أرسلت إليه لتودعه وداعها الأخير فانطلق من الشام إلى العراق وأرسل إليها لتقدم عليه في بغداد. ولما وصلها كتابه
اشتد بها السرور فحُمَّت وماتت، فقال محرِّمًا على نفسه السرور الذي قتلها وشارحًا سبب موتها:  
أتاها كتابي بعد يأس وترحة   فماتت سرورًا بي فمتُّ بها غمًا
حرام على قلبي السرور فإنني   أعد الذي ماتت به بعدها سُمَّا  
ومراثيه الأخرى على جودتها في بابها، يغلب طابع التعزية عليها كما أُخذَ عليه إلغاء الحواجز بينه وبين الأمير وأهل بيته كقوله في أم سيف الدولة:  
بعيشك هل سلوت فإن قلبي   وإن جانبت أرضك غير سال  
وفي قصيدته في رثاء خولة أخت سيف الدولة طفرات ووثبات ما كان المجتمع في وقته ليقبلها كقوله:  
أرى العراق طويل الليل مذ نعيت   فكيف حال فتى الفتيان في حلب  
الهجاء. هجاء المتنبي قليل لايتعدى مائتي بيت. ونَفَسُه الشعري قصير فيه، وأغلبه مقطوعات. وأطول هجائه قصيدة في كافور وأخرى في إسحاق بن كروس. وهجاؤه وجداني صادق التعبير عميق الألم، وهو لا يهجو إلا إذا
أوذي. ويعد هجاؤه كافورًا من أجمل شعره؛ حيث وصفه وصفًا كاريكاتيريًا ساخرًا، ولكنه ظلمه في كثير من هجائه له؛ فوصفه بقلة الوفاء والمطال والمكر وخلف المواعيد، وعيَّره بأصله الوضيع وبأنه كان عبدًا
لحجَّام، وبضخامة مِشْفره وغلظ يديه ورجليه، ونسي أن هذه الصفات لم يجلبها كافور لنفسه فلا يستحق أن يُذم بها، بل يستحق الإشادة لما وصل إليه وهو على هذه الصفة. وأشهر أهاجيه فيه:  
عيد بأية حال عدت يا عيد ؟   بما مضى أم لأمر فيك تجديد ؟  
وفيها:  
من علَّم الأَسْوَد المخصيّ مكرمة   أقومه البيض أم آباؤه الصِّيد
أم أذنه في يد النخاس دامية   أم قدره وهو بالفلسين مردود  
الوصف. المتنبي شاعر واصف طويل الباع إذا تفرغ لفنه. ولكن أنى له هذا التفرغ وهو أبدًا مشغول بما يريده الإنسان المثقل بالمطامح والهموم، المطارد من مكان إلى مكان. لم يسعد نفسه بالتمتع بمنظار الطبيعة وقد
مر بقسط صالح منها في لبنان ودمشق وغوطتها، وحلب وبساتينها، وشواطئ النيل، وهذا لا يعني أنه مقفر من الوصف، فله الوصف الجيد المنثور في القصائد من مثل قوله في الثلج:  
لـَبـَسَ الثلوجُ بها عليَّ مسالكي   فكأنها ببياضها سوداء  
أو قوله في وصف لبنان:  
وعقاب لبنان وكيف بقطعها   وهو الشتاء وصيفهن شتاء  
أو قوله في السحاب:  
ألم تر أيها الملك المفدى   عجائب ما لقيت من السحاب
تشكَّى الأرض غيبته إليه   وترشف ماءه رشف الرضاب  
وأشهر ما وقع له من وصف نكتفي منه بالإشارة إلى ثلاث قصائد هن من أروع ما قيل في الوصف لا في شعره فحسب بل في الشعر العربي، الأولى: قصيدته في بدر بن عمار ووصف فيها الأسد والثانية في وصف بحيرة طبرية،
والثالثة في وصف شعْب بوَّان.
كما أنه خص الخيل بطائفة من الأوصاف لأنها وسيلة مهمة من وسائل الحرب. كما وصف كلاب الصيد والظبي في الطرَد.
الغزل. لم يخص المتنبي هذا الفن بقصيد وإنما كان يأتي في مطالع قصائده مما دفع بعض النقاد إلى القول إنه غليظ القلب لايحب، وليس كذلك. ولعل طغيان النظرة التي حاول أن يشيعها في شعره من عنف في الرجولة
وانشغال بمعالي الأمور، والأحداث الجسام التي مرت به، هي التي أخفت بريق الغزل في شعره فبدا باهتًا متكلفًا:  
وكان أطيب من سيفي معانقة   أشباه رونقه الغيد الأماليد
لم يترك الدهر من قلبي ولا كبدي   شيئًا تتيمه غيد ولا جيد  
ولكن هذا العنف يخفي وراءه نفسًا رقيقة تحس الجمال وتنفعل به، يقول:  
أصخرة أنا ما لي لا تحركني   هذي المدام ولاهذي الأغاريد  
وقد تناول في مطالع قصائده مختلف فنون العشق والغزل: من سهاد وسقم، وطيف خيال، وتأثر بجمال المحبوبة، واشتهر عنه حبه للأعرابيات وازوراره عن الحضريات، لأنه تنقل في القبائل وعايش الأعرابيات فرأى الجمال
الطبيعي، لا أصباغ ولا ألوان:  
ما أوجهُ الحضَرِ المستحسناتُ به   كأوجه البدويات الرعابيب
حُسْنُ الحضارة مجلوب بتطرية   وفي البداوة حسن غير مجلوب
أفدي ظباء فلاة ما عرفن بها   مضغ الكلام ولاصبغ الحواجيب  
الفخر. كان فخره نتيجة طبيعية لزهوه وتعاظمه وشعوره بامتيازه؛ وكان يقرن فخره بمدح الممدوح. ومن عجيب أمره أنه يفخر ويمدح في بيت واحد كقوله:  
شاعر اللفظ خدنه شاعر المجـ   ـد كلانا رب المعاني الدقاق  
وكثيرًا ما كان يفخر بشخصه مُعليًا شأن ذاته المتفوقة:  
أمِطْ عنك تشبيهي بما وكأنه   فما أحد فوقي ولا أحد مثلي  
وقوله:  
لتعلم مصر ومن بالعراق   ومن بالعواصم أني الفتى
وأني وفيت وأني أبيت   وأني عتوت على من عتى  
كما يفخر بشعره وكان يعلم قدره:  
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي   وأسمعت كلماتي من به صمم  
أو:  
وعندي لك الشرد السائرات   لا يختصصن من الأرض دارا  
ويرتبط بهذا احتقاره للحساد ومصاولته الأعداء من الشعراء:  
أفي كل يوم تحت ضبني شويعر   ضعيف يقاويني قصير يطاول  
وكان المتنبي يفتخر بالقوة وبتحمل المصائب، وهو يرفض الضيم، فارس لايهاب الموت، ولا يرعوي عن رمي نفسه في المهالك. وقد أدى به فخره إلى التهلكة، يحكى أنه عندما كاد ينجو بالهرب ناداه غلامه: ألست القائل:
 
الخيل والليل والبيداء تعرفني   والسيف والرمح والقرطاس والقلم  
فقال له قتلتني قتلك الله، وعاد إلى القتال وقاتل حتى قُتل.
الحكمة. نثر المتنبي الحكم والأمثال في قصائده وهذه لاتتأتى إلا عن علم غزير وتجارب غنية، ولذلك تأتي حية معبرة يتناقلها الناس. وقلما نجد شاعرًا له هذا القدر من الحكم والأمثال المتداولة حتى عند أولئك
الذين تفرغوا لهذا الفن كأبي العتاهية. وساعده على ذلك أيضًا اطلاعه على فلسفة الهنود والفرس واليونان. وقد ذكر له الحاتمي في رسالته مائة بيت مقتبسة من أقوال أرسطو، وعدها وهنًا وسرقة، وليست كذلك، بل تدل
على الاطلاع والثقافة. ومن أمثلتها:
قال أرسطو: ¸إذا كانت الشهوة فوق القوة كان هلاك الجسم دون بلوغها·.
وقال المتنبي:  
وإذا كانت النفوس كبارًا   تعبت في مرادها الأجسام  
وقال أرسطو: ¸علل الأفهام أشد من علل الأجسام· وقال المتنبي:  
يهون علينا أن تُصاب جسومنا   وتسلم أعراض لنا وعقول  
وقال أرسطو: ¸الظلم من طبع النفوس، وإنما يصدها عن ذلك إحدى علتين: علة دينية أو علة سياسية لخوف الانتقام· وقال المتنبي:  
والظلم من شيم النفوس فإن تجد   ذا عفة فلعلة لا يظلم  
حكمة المتنبي مبثوثة في ثنايا قصائده؛ قد تأتي في بيت أو في نصف بيت ومن أمثلة ذلك:  
ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى   عدوًا له ما من صداقته بُدُّ  
وفي نصف بيت:  
" أنا الغريق فما خوفي من البلل "  
" وفي عُنق الحسناء يُستحسن العقد "  
" مصائب قوم عند قوم فوائد "  
" ومن قَصَد البحر استقل السواقيا "  
" وخير
0 تصويتات
تم الرد عليه نوفمبر 12، 2015 بواسطة صوت الحمام (153,980 نقاط)
المتنبي (303-354هـ، 915-965م). أبو الطيب أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبدالصمد الجعْفي الكندي. سيد شعراء القرن الرابع الهجري ويعده البعض أكبر شعراء العربية، ومن
أبرز شعراء العالم. ينتهي نسبه إلى كَهْلان من اليمن، وهي قبيلة عربية ذات فصاحة ولسن.
حياة المتنبي
أسرته. ولد المتنبي سنة 303هـ في حي كندة بالكوفة وأرضعته امرأة علوية. لاتذكر كتب التاريخ شيئًا ذا بال عن أسرته، ولم يذكر المتنبي نفسه عن أسرته سوى جدته وكان يعدها أمّه إذ هي التي تولت تنشئته ورعايته.
ويدل رثاؤه إياها على تعلقه بها وحبه لها. ولايحفظ التاريخ من أسرته سوى ابن واحد له يسمى ¸محسَّد·، على خلاف في زوجته أشامية هي أم عراقية. ولا تنبئ مصادر المتنبي إن كانت أسرته تصحبه في أسفاره أم لا،
ولكن شعره ـ بوجه عام ـ يكاد ينفي اصطحابه الأسرة.
وأرجح الأقوال أن أسرته كانت رقيقة الحال، وشهر والده بعيدان السقاء للدلالة على مهنته. ولعلّ رقة حال أسرته كانت دافعًا قويًا إلى تكسبه بالمدح وإثبات ذاته المتفوقة.
نشأته. نشأ بالكوفة، وكان يختلف أول أمره في التعليم إلى كُتّاب فيه أولاد الأشراف من العلويين. وبدأ بتعلم العربية لغة وإعرابًا وشعرًا. وارتحل إلى البادية طلبًا لفصاحة القبائل العربية فاكتسب في مجالسها
شيئًا من الفصاحة والبلاغة حين جالس الأعراب وشافههم. ولكن لم يطل به ذاك المقام فعزم سنة 320هـ على الرحيل إلى بغداد. وواصل مسار رحلته مصعدًا من بغداد إلى ديار ربيعة بين النهرين، ثم إلى الموصل ونصيبين
ورأس عين. وانحدر بعد ذلك إلى بادية الشام، فقيل: ادعى النبوة وتبعه خلق كثير من البدو، فخرج إليه لولو أمير حمص فقبض عليه وسجنه، وتضاربت حول ذلك الروايات، ولكن الثابت أنه أودع السجن في سنة 321هـ. وكان
مستخفًا بالسجن أول أمره، ولكن لمّا طال مقامه ولم يُطلق سراحه أرسل قصيدة يستعطف فيها الأمير الذي أودعه السجن. فخرج من السجن وقد لصق به لقب المتـنبي.
شخصيته. وُصف المتنبي بأنه كان رجلاً ملء العين، تام الخلقة، لايخلو من جفاء وخشونة. وعرف بالجرأة والإقدام والبعد عن ضعف النفس وخورها. ولعلّ حياته الأولى في البادية كان لها أثر في صفاته وأخلاقه. ومن
مشهور قوله خطابه لنفسه حاضًا إياها على الجرأة والمخاطرة:  
ردي حياض الردى يا نفس واتـَّركي   حياض خوف الردى للشاء والنَّعَم  
أما بيته:  
الخيل والليل والبيداء تعرفني   والسيف والرمح والقرطاس والقلم  
فكان ولايزال من الأبيات السَّيارة.
أدت حياة الفقر التي نشأ المتنبي عليها إلى اتخاذه الشعر حرفة يأكل بها الخبز. ويكشف شعره أبدًا إصراره في طلب الرزق:  
ضاق صدري وطال في طلب الرز   ق قيامي وقل عنه قعودي  
ومن أجل هذا الرزق، كانت صفاته وأخلاقه تتشكل في اتصاله بممدوحيه. فلم يكن شاعرًا يمدح فحسب وهو في بلاط سيف الدولة بل كان فارسًا يخوض غمار الحروب ويصفها أجمل وصف.
ويرتبط بهذه الصفة من أخلاق المتنبي إيمانه بالقوة وتمجيده للأقوياء واحتقاره للجبن والجبناء. فكانت القوة من صفاته اللازمة. وكثيرًا ما وصف في شعره ـ بفخر واعتزاز ـ مدار هذه القوة وما تفجرّه في نفسه من
مكامن الإبداع. يقول في إحدى قصائده:  
فنال حياة يشتهيها عدوه   وموتًا يشهِّي الموت كل جبان  
عاهد المتنبي نفسه أول عهده أن يجعل الحرب ـ ومدارها القوة ـ سبيله لتحقيق الغايات وإدراك الأماني. فجاء تعبيره عن نفسه قويًا حين حمل على الزمان وأهله:  
ومن عرف الأيام معرفتي بها   وبالناس روى رمحه غير راحم  
ومدار أخلاق المتنبي أن نفسه كانت مفتونة بهذه القوة: قوة في الحرب، وفي مواجهة النفس، وصبر على الشدائد، واحتمال للأذى، هي قوة حتى في مواجهة الموت:  
غير أن الفتى يلاقي المنايا   كالحات ولا يلاقي الهوانا  
وقد ترجم المتنبي هذ القوة في مواقف عملية ارتبطت بصدق وصفه للحروب واحتقاره لمظاهر الضعف لدى الجبناء:  
وإذا لم يكن من الموت بدٌ   فمن العجز أن تموت جبانا  
إن من أبرز صفات المتنبي ـ التي انعكس أثرها على أخلاقه ـ طموحه؛ طموح لا تحده حدود، طموح جعله لايدري ما يريد من الأيام: تارة يطمح في ولاية يدير أمرها فيكون له عِزٌ وجاه وسلطان، وأخرى يطمح في مجهول
لايستطيع له تحديدًا. لذلك شقي المتنبي بطموحه كثيرًا. فكان الطموح، مع إيثاره القوة عاملين مؤثرين في صلته بالحياة والأحياء من حوله. ودفعه هذا الطموح أن يلقي مراسيه مطوفًا في بلاطات الحكام والأمراء.
يقول لكافور في لقاء بينهما:  
وغير كثير أن يزورك راجل   فيرجع ملكًا للعراقيين واليا  
ويلح على كافور في هذا الطلب حين يحس تراخيًا منه:  
أبا المسك هل في الكأس فضل أناله   فإني أغنِّي منذ حين وتشرب  
ويرجِّح بعض الدارسين أن طموحه كان ثمرة لعصره المثقل بالاضطرابات والدسائس؛ فشهوة المجد في نفسه لم تكن أقل منها في نفوس غيره من أولئك الطامحين في إمارات تتقاذفها الأيدي كل زمان وحين. وجد المتنبي أن
طموحه يخرجه من داره ليلقي به في صدر هذا الأتون الملتهب.
وكان الصدق من صفات المتنبي؛ صدقٌ جعله يترفع عن الكذب إذ لايليق بأمجاد الرجال، وهذا الصدق ـ لدى المتنبي ـ صنو للجد:  
في الصدق مندوحة عن الكذب   والجد أولى بنا من اللعب  
وكان في أخلاق المتنبي ترفع عن حياة أهل عصره، وما تمور به من تهافت على اللذات والشهوات. فأخلاقه محمودة وسيرته خالية من الموبقات.
ولعل الإحساس بالعظمة الذي جعل ذاته المتفوقة تبلغ حدًا مرضيًا ـ كان من صفات المتنبي التي خاض فيها الباحثون كثيرًا. رأى بعضهم أنه يعاني من جنون العظمة أو من عقدة نرجسية ورأى آخرون أن هذا الإحساس
بالعظمة استجابة طبيعية لذكائه وتفوقه. وزاد من إحساس المتنبي بذاته المتفوقة أن حساده كانوا له بالمرصاد، فربط مدحه بهجائهم:  
إن أكن مُعْجَبًا فعجبُ عجيبٍ   لم يجد فوق نفسه من مزيد
أنا تِرب الندى ورب القوافي   وسمام العدا وغيظ الحسود
أنا في أمة تداركها الله   غريب كصالح في ثمود  
وديوان المتنبي حافل بشعر كثير يعبر تعبيرًا صادقًا وعميقًا عن هذا الاعتداد بالنفس والشعور بالتفوق. وقد أدى هذا الاعتزاز بالمتنبي إلى مخاطبة الأمراء دون مهابة؛ مخاطبة الصديق للصديق والند للند. ورد أنه
كان ينشد الشعر جالسًا أمام سيف الدولة وأن طاهرًا العلوي أجلسه على سريره وجلس بين يديه.
فأدت هذه النفس المتفوقة بالمتنبي إلى قدر وافر من الإحساس بالإباء والشمم:  
خليليَّ إني لا أرى غير شاعر   فَلـِمْ منهم الدعوى ومنِّي القصائد
فلا تعجبا إن السيوف كثيرة   ولكن سيف الدولة اليوم واحد  
لم يكن المتنبي يعرف المداراة وتلك صفة فتحت عليه أبواب الأذى وأكسبته العداء. لم يكن يصانع أو يجامل. وقصصه مشهورة في هذا المقام في مواقفه مع أبي فراس وابن خالويه والمهلبي والصاحب بن عبَّاد وغيرهم كثير.
أصابوه بكثير من الأذى إذ لم يصانع في أمورهم، فلو صانع لعاش في حمى وأمان.
ومن أنبل مقومات شخصيته إخلاصه في حبِّه ووفائه لمن أحب:  
خلقتُ ألوفاً لو رجعت إلى الصبا   لفارقت شيبي موجع القلب باكيا  
وكان هذا الوفاء نابعًا من كريم خلق وصدق مشاعر، ومن ثم فهجاؤه الأمراء الذين سبق أن مدحهم من قبل لم يكن لعدم إخلاص وود، إنما كان احتقارًا لهم وازدراءً ومراجعة للنفس.
ولعل من سلبيات شخصيته مزاجه المتقلب وتناقضه في بعض المواقف. فلم يكن من الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس. ولم يكن يخلو من مزاج متشائم مرده سوء الظن بهم:  
غيري بأكثر هذا الناس ينخدع   إن حاربوا جبنوا أو حدثوا شجعوا  
كما رُمِي بالبخل والحرص على المال وكان يدافع عن هذه الدعوى وإن نقلت الكتب والمرويات قصصًا عن بخله. ولايُنكر أن المال كان للمتنبي وسيلة لتحقيق آماله المفقودة؛ فقد نشأ في أسرة فقيرة وأدرك أن الجاه
والسيادة يحتاجان إلى سلطان المال، ولكن فلسفته في ذلك أن جمع المال مخافة الفقر، هو الفقر نفسه.  
ومن ينفق الساعات في جمع ماله   مخافة فقر فالذي فعل الفقر  
فالمتنبي لم يكن بخيلاً ولكنه صاحب فلسفة تنبع من معاناة حقيقية أدرك خلالها قيمة المال وأثره البالغ في الحياة. ليس المال لديه مطلبًا لذاته ولكنه عون لدفع عاديات الحياة:  
وما رغبتي في عسجد أَستفيده   ولكنها في مفخر استجدُّه  
وقوام هذه الفلسفة ـ التي قد تبدو بخلاً ـ يتضح في نصحه كافورًا ألا يسرف في العطاء فيذهب ماله في طلب المجد فيذهب المجد إذا ذهب المال. فصاحب المال بلا مجد فقير زري، وصاحب المجد بلا مال يوشك أن يزول عنه
مجده، فالمال ـ من وجهة نظره ـ وسيلة لا غاية:  
فلا ينحلِل في المجد مالك كلُّه   فينحلَّ مجد كان بالمال عقده
ودبِّره تدبير الذي المجد كفه   إذا حارب الأعداء والمال زنده
فلا مجد في الدنيا لمن قل ماله   ولا مال في الدنيا لمن قل مجده  
أثر علمه وثقافته على شعره
يُظهر ديوان المتنبي فيضًا من المعارف المتنوعة المشارب. فشعره يبين عن شاعر عالم ومثقف ولكنه لم يكن ممن يتعمدون إثقال الشعر بهذه المعارف التي تُخرج الشعر عن عفو الخاطر ولمحات الإحساس. فالمتنبي كان كثير
الدرس والاطلاع، شهر بارتياده دكاكين الوراقين وملازمته لها. كما لازم أشهر علماء عصره من اللغويين والأدباء كالزجَّاج وابن السرَّاج والأخفش الأصغر وابن دُريد وأبي علي الفارسي وجلس إلى نفطويه وابن<br /
0 تصويتات
تم الرد عليه نوفمبر 16، 2015 بواسطة حمادة (153,490 نقاط)
عراقــــي ...  وما ادراك ما العراقي ....
...