أتمنى من محللينا الأساسيين وخبراء في الإقتصاد في منتدانا وأصحاب الخبرة الطويلة في الأسهم مساعدتي وربما الكثير من المستثمرين في توضيح بعض الأمور..

نعرف أن الأزمة الحالية كبيرة لكن نعرف أنها ليست هي الأزمة الأولى في التاريخ التي تمر بالأسواق ولن تكون الأخيرة بالطبع إلا إذا توقف الكون عن الحركة وانتهى الجنس البشري من الوجود لذلك أعتقد يمكنني طرح بعض الإستفسارات المشروعة:

1. بالنظر في الأزمات العالمية السابقة -وإن قال البعض أنها أقل حدة من الحالية- أسأل هل انتهت الأزمات السابقة؟ والأهم هو كيف كانت نهاية الأزمات هل كان الكل يعرف توقيت نهايتها؟ هل انتهت فجأة وظل السوق يصعد لمت أب أياماً عديدة؟ هل كان عند المحللين أو المستثمرين صورة واضحة عن توقيت نهاية الأزمات السابقة أم أنها انتهت بالتدريج دون أن يحس أحد؟

2. في أزمتنا الحالية أسواق الأسهم بدأت النزول أو (الإنهيار) قبل تفحل الأزمة الإقتصادية بشهور كما قال بعض الأخوان وكأنها استشعرت قدوم الأزمة .. والسؤال هو: ماذا كان يحدث عند انتهاء الأزمات الإقتصادية السابقة في العالم؟ هل كانت أسواق الأسهم ترتفع مقدماً أي قبل انتعاش الإقتصاد العالمي كما سبقت انهيار الإقتصاد بالنزول؟

لم أقرأ لأي محلل أن المال سينعدم من الوجود أو أن الأزمة الإقتصادية ستستمر قرناً من الزمن بل الكل يؤكد أنها ستنتهي حتى لو اختفت بعض الشركات من الوجود وأعتقد أننا يجب أن نعيش الوضع الواقع بدلاً من التذمر

مكتوب علينا (أو على الكثير) أن نكون في سوق الأسهم في هذا الزمن من التاريخ وأن نكون في السوق عند وقوع الأزمة..كل من يلعن ويسخط في السوق اشترى اسهمه وهي في قمة من القمم (غالباً لأنه لم يكن يعلم أنها ليست القاع).. الندب على الحظ لا ينفع.. لكن إذا حاولنا أن نعرف ما هي بوادر الصعود فربما نكون من المحظوظين في استغلاله..

ولذلك أطلب من خبرائنا (وخصوصاً المحللين وخبيرنا الإقتصادي) التكرم بإفادتنا عن هذه الإستفسارات وتوضيح كيف انتهت الأزمات السابقة، فربما يساعدنا ذلك على استغلال فرص كبيرة.. وتفادي تكرار الخطأ بالشراء من القمة والتقوقع والتذمر والإنتظار عندما تكون الأسعار (ربما) في قاع كل القيعان التاريخي

أرجو الإفادة وخصوصاً من محللينا وخبيرنا الإقتصادي.. مع جزيل الشكر

7 thoughts on “هل نحن محظوظون دون أن ندرك ذلك؟

  1. اللعبة العالمية والدائرة التي تدور بين فترة وأخرى هي السر الخفي عن عيون أكثر العالم .. وهي التي سببت هذه النكسة الاقتصادية العالمية .. وتكرر الكلام نفسه مع تكرار الدائرة نفسها !

    قبل أن أبدأ ..
    سأقول لكم السر لتتابعون بعد ذلك قراءة المقالة وقراءة التاريخ فيها وتتفحصوا كيف كنا وكيف صرنا وماذا سيحدث مستقبلاً !
    السر يكمن في ثلاث كلمات فقط ..!
    ” منْ المدين لمَن !؟”
    هذا باختصار هو سر الأزمة العالمية الخفي ..
    سأتعرض لثلاث أشياء رئيسة لفهم أحداث وأحوال الأزمة العالمية الحالية ..

    أولاً .. التاريخ ..
    ثانياً .. الرأسمالية ..
    ثالثاً .. المخرج ووضعنا نحن !

    قبل ستة أشهر .. وبالتحديد في 17 مارس كتبتُ عن نكسة العقار المرتقبة.. وكنتُ أتابع الكثير من الكتاب الاقتصاديين وهم يحذرون من أن موج أزمة الرهن العقاري الأمريكي التي بدأت قبل سنتين سيضرب شواطئ العالم قريباً وسيكون أثره أكبر من أن يتصور ..
    وقتها .. كان الجميع يضحك ويكرر نفس الكلمات التي سقتها في تلك المقالة ” العقار يمرض ما يموت ” وغيرها !
    الآن .. وضعوا أيديهم على قلوبهم .. وعرفوا أن الخطر قريبٌ جداً .. وأن بورصة وول ستريت ستؤثر فيهم وكأنهم في صالاتها !

    قبل 79 سنة .. حدث كساد كبير !

    وتلك النكسة التاريخية الشهيرة في عام 1929 م وهي أسوأ كارثة اقتصادية عالمية عرفها التاريخ وتسمى بـ The Great Depression ، لا زال الكثير من المحليين يعيدون أوراقها بين أيديهم ويحللون أسبابها وكيف خرجت أمريكا التي كانت أكبر المتضررين منها وقتها ..

    كانت تلك الأيام هي أصعب أيام الفقر والبطالة التي طالت العالم أجمع ..

    الكساد بدأ قبل سقوط البورصات العالمية بستة أشهر .. وفي أكتوبر ” نفس شهرنا هذا ! ” في عام 1929م انهارت بورصة وول ستريت وخسرت 40 % من قيمة الأسهم المسجلة !

    في منتصف العشرينات كان هناك إقبال كبير من عامة الشعب الأمريكي على البورصات .. ووصلت قمة أسعارها في 1929 م حتى جاء يوم الثلاثاء الأسود الشهير ( 24/10/1929 م ) والتي انهارت فيه بورصة وول ستريت وكافة البورصات الأمريكية .. ثم جاء بعد ذلك ما يسمى بالخميس الأسود أيضاً ( 29 أكتوبر / 1929 م ) وعادت موجة قوية للبيع .. حتى كان المعروض للبيع وقتها 16,410,030 سهماً دون أن يوجد مشتري واحد !

    أفلس الأفراد وكذا الكثير من البنوك والشركات والمؤسسات وأصبحت الكثير من العوائل تعيش على نفقات الجمعيات الخيرية !

    لن أفصل أكثر في الأحداث التاريخية .. وما تبع تلك النكسة الشهيرة .. لكني أذكر بأنها ليست وحدها !

    يقول الاقتصاديون .. أن الزمن يدور والنكسة تعود بعد 12 سنة أو 25 سنة .. ويقول كيوساكي المليونير الشهير بأن الأغنياء يقفون دائماً عند شفا الحفرة فلا يقعون أما الفقراء فإنهم يقبلون قبيل النهاية ويقعون في النهاية دائماً !

    حدثت نكسة عقارية شهيرة أيضاً في أمريكا وبريطانيا وكافة العالم ولكن الناس تنسى !
    وذلك في نهاية الثمانينات من القرن المنصرم … حتى فقدت العقارات الأمريكية أكثر من 60% من أسعارها والعقارات البريطانية أكثر من 45% من أسعارها ..
    العقار بالأساس هو أساس المشكلة !
    تبدأ الفكرة بالبيع بالتقسيط مع ارتفاع الفائدة حال عدم التسديد … البائع يخرج سندات .. والسندات يؤمن عليها .. وتباع السندات لأفراد تجار في أماكن بعيدة .. والكل يظن أنه يملك السلعة !
    تبدأ عملية الانهيار بتوقف المشتري عن تسديد الفائدة .. وتخاذل البنك البائع ببيع العقار حتى ينزل أكثر من قيمته التي أخرج عليها سندات وأمن عليها .. ثم ينهار البنك .. ثم تنهار شركة التأمين .. ثم يفلس مشتري السندات .. ويخرج من بينهم المشتري الأول كأقل الخاسرين !
    فكرة الرأسمالية تقوم على .. الجشع ثم الجشع ثم الجشع !
    فلا يمكن أن يفكر المرء إلا بالجشع الذي يجعله يأكل أهله وذويه كأقرب الناس إليه .. قبل أن يشرع بأكل البقية ..

    دائماً ..

    الاقتصاد حينما يرتفع يصبح الأغنياء هم الأبطال .. وحينما ينهار يكونوا هم الضحايا في عيون الناس ..
    في أواخر السبعينات ظهر الأخوة ( هانت )… وحاولوا السيطرة على سوق الفضة .. وصفق العالم لعبقريتهم وفي النهاية كانوا مشردين مطلوبين ثم مسجونين !
    وفي أواخر الثمانينات ظهر ( مايكل ملكن ) وكان ملك الخردة آنذاك .. ففي يوم واحد كان عبقرياً ولكنه زج به في السجن بعد انهيار الأسواق وقتها ..
    والتاريخ يعيد نفسه الآن !
    وستجد بعد عمليات الإفلاس الكبيرة التي حدثت الكثير ممن سيطالبون من قبل الإنتربول العالمي وقد كانوا يوماً نجوم الشاشة والفلاشات !
    لن تتوقف هذه الأزمة بحل أمريكا المؤقت .. ولو أنفقت ضعفي ما أعلنت عن ضخه في السوق ..
    المشكلة تكمن في نقص الثقة .. والثقة لا تشتري بالطمأنينة بالكلام وكثرة ترداده ..
    اللحظة القاصمة حينما يفقد العالم أجمع ثقته بنفسه !
    وهذا ما حدث لحظة أن انهارت كافة الأسواق العالمية ..

    الحق !

    أنني ربما أقرأ فوائد للخليج وأهله من هذه الأزمة المالية .. فالتضخم الذي حدث في الأسعار وزيادتها وزيادة سعر البترول الذي زود الكثير منها .. ربما تبدأ تعود أدراجها بعد عزف الكثير من الناس عن شراء العقار للاستثمار وقلة البناء وكذا المخاوف والهلع الذي بدأ ينتشر في المجالس وعلى ألسن الناس من صرف الأموال بغير وجهها أو تبذيرها .. خصوصاً ونحن نرى بأعيننا أن العالم يعاني ويخاف من الغد القريب فضلاً عن البعيد ..

    كان المخرج وسيبقى بالاقتصاد البديل .. وهو الاقتصاد الإسلامي الحر الذي يقوم على أسس وضعها ربنا تعالى .. والعالم يبحث عن البديل الآن ..
    لن أتحدث عن الاقتصاد الإسلامي البديل لأن الحديث عنه سيطول .. لكني أطرح سؤالاً أخيراً ..
    هل نحن بحق على استعداد لعرض ما لدينا من اقتصاد بديل عن الاقتصاد الرأسمالي القائم على الحرية والديمقراطية ووقودهما الجشع ..؟

  2. د. جلال أمين

    عندما حدث السقوط المدوي لبعض المؤسسات المالية الأميركية الكبرى في منتصف شهر سبتمبر الماضي، ثم توالى سقوط بنوك أو مؤسسات مالية، واحدة بعد الأخرى، حدث ما كان لابد أن نتوقعه، وهو تسابق خصوم الرأسمالية إلى إعلان سقوط النظام الرأسمالي، إذ اعتبروا ما حدث دليلا قاطعا على صحة ما كانوا يقولونه دائما: «الرأسمالية نظام سيئ، والاشتراكية أفضل منها، والعالم لابد أن يكون مقبلا على تصحيح خطأه».

    قرأت هذا المعنى في تصريحات ومقالات عربية وأميركية وأوروبية، ولابد أن نفس المعنى قد تكرر في كثير مما نشر في مختلف أنحاء العالم، فالعداء للرأسمالية ظاهرة شائعة، وقد قدمت الرأسمالية بالفعل طوال أكثر من قرنين، أسبابا وجيهة لنقدها والسخط عليها. المدهش مع ذلك أن هؤلاء النقاد العتاة للرأسمالية لا يريدون أن يتعظوا، أي أن يتعلموا من التاريخ.

    فمنذ أن تنبأ كارل ماركس قبل حوالي قرن ونصف، بسقوط الرأسمالية وحلول الاشتراكية محلها، دأب أتباعه، بل وكثير من غير أتباعه من الاشتراكيين، على توقع سقوط وشيك للرأسمالية، وكأن نبوءة ماركس على وشك التحقق.

    فكلما مرّت الرأسمالية بضائقة، أزمة مالية كانت أو كساد اقتصادي، أو إضرابات للمطالبة بزيادة الأجور أو حتى مظاهرات ضد العولمة.. الخ، قال هؤلاء المعادون للرأسمالية إن سقوطها أصبح قاب قوسين أو أدنى، وأنه لن يمر وقت طويل قبل أن نسمع بانتصار الاشتراكية.

    تكرر هذا القول عندما وقعت أحداث سبتمبر الماضي ورغم أن هذا القول ليس بجديد فإني وجدته مدهشا مثلما وجدت أمثاله من قبل، وذلك لأكثر من سبب.

    فأولا: ليست هذه المرة الوحيدة التي تدخل فيها الرأسمالية في أزمة شديدة ثم تخرج منها. لقد أحصى صندوق النقد الدولي منذ وقت قريب، عدد ما وقع من أزمات مالية في العالم الرأسمالي خلال الثلاثين عاما الماضية فوجده يفوق المئة.

    وأحصى بعض المؤرخين الاقتصاديين عدد الأزمات التي مرّ بها الاقتصاد الأميركي فوجدها بمعدل أزمة كل ثماني أو تسع سنوات، ولكن الرأسمالية فيما يظهر، تنهض في كل مرة من كبوتها وتواصل المسيرة. فلماذا لا نتعلم من التاريخ؟ صحيح أن الأزمة الحالية تبدو أشد من كثير مما سبقها، ولكن حتى أزمة ؟؟؟؟ وما تلاها من الكساد، استطاعت الدول الرأسمالية تجاوزها، وحققت معدلات نمو عالية جدا في ربع القرن التالي لانتهائها.

    وثانيا: حصل النظام الرأسمالي على صكّ بالغ القوة لإثبات قدرته على الاستمرار، عندما أصاب النظام الاشتراكي ما أصابه في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات من القرن العشرين، أي منذ نحو عشرين عاما. كان السقوط المدوي لحائط برلين في ؟؟؟؟، والذي تلاه سقوط نظام بعد آخر من النظم الاشتراكية في شرق أوروبا، بما في ذلك الاتحاد السوفييتي، شيئا يشبه تقديم الاعتذار من جانب الاشتراكيين إلى خصومهم، ونكوصا من جانبهم عما زعموه من أن المرشح للسقوط هو النظام الرأسمالي، وأن المرشح للبقاء هو الاشتراكية.

    كان لينين، الذي بنى في روسيا أول دولة اشتراكية في سنة ؟؟؟؟، قد ألف كتابا في مطلع القرن بعنوان «الاستعمار أعلى مراحل الرأسمالية» متنبئا بأن هذا التطور الذي تمّر به الرأسمالية سوف ينتهي بحلول الاشتراكية، وينتهي بهذا إلى الأبد استغلال الإنسان للإنسان.

    فكم كانت سخرية التاريخ قاسية، عندما سقط النظام الاشتراكي بعد قيامه بسبعين عاما، وحل محله نظام أقرب إلى الرأسمالية منه إلى أي نظام آخر، وكأن ما حدث هو على عكس نبوءة لينين، أن «الرأسمالية أعلى مراحل الاشتراكية!».

    وثالثا: أن مفكري الرأسمالية لم يبنوا دفاعهم عن الرأسمالية فقط على أساس إنكارهم لوقوع الأزمات بين الحين والآخر. لقد اعترفوا بوقوعها، بل كانوا على استعداد للاعتراف بأن وقوع الأزمات الدورية من طبيعة النظام الرأسمالي نفسها. ولكنهم فقط هوّنوا من شأنها، فذهبوا إلى أن النظام الرأسمالي قادر على تصحيح نفسه بنفسه، وأن قوى السوق، متى تركت حرة، كفيلة بإعادة الأمور إلى نصابها، إذ إنها تولّد بذاتها العلاج الكفيل بالقضاء على المرض.

    بل لقد ذهب أحدهم إلى وصف ما يحدث خلال أزمات الرأسمالية بأنه من قبيل «التدمير الخلاّق» (Creative Destruction)، إذ إن الأزمة تضطر المشروعات الفاشلة إلى الخروج وترك حلبة المنافسة للمشروعات القادرة، بدليل صمودها للأزمة، فكأن الرأسمالية تجدّد نفسها كل فترة، فتزيل ما علق بها من أعشاب ضارة، لكي تستمر بعد هذا في النمو والتجديد.

    إن المدافعين عن الرأسمالية يمكنهم الآن، كما كان بإمكانهم من قبل عند وقوع أي أزمة سابقة، أن يقولوا: نحن لم ننكر قط أن الأزمات الدورية ظاهرة لصيقة بالرأسمالية. بل ونعترف أيضا بأن النظام الاشتراكي الذي تتحكم في ظله الدولة في كل قرارات الإنتاج والتسعير والتوزيع، قد يستطيع تجنب الأزمات المالية والاقتصادية (إذا استطاع أيضا أن يقلل إلى الحد الأدنى من علاقاته بالعالم الرأسمالي).

    إن الأزمات ثمن علينا دفعه في ظل الرأسمالية، ولكنه ثمن (هكذا يمكنهم أن يقولوا) نحن على استعداد لدفعه في سبيل الحصول على مزايا الرأسمالية : وهى تشجيع الابتكار والتجديد المستمرين، ومن ثم جعل الحياة أكثر ثراء وتنوعا وأقل كآبة. ناهيك عن أن الحريات السياسية أكثر توفرا، في العادة، في ظل النظام الرأسمالي منها في غيره.

    أما خصوم الرأسمالية العقلاء، فعليهم أن يعترفوا بأن رفضهم للرأسمالية لا يعتمد أساسا على تكرر الأزمات المالية والاقتصادية، بل يستند إلى أشياء أخرى، تتعلق بتوزيع الدخل، أي باتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، كما يستند إلى ما قد يسببه إطلاق الحرية لقوى السوق من أضرار بالحياة الاجتماعية والثقافية.

    إذا كان كل هذا صحيحا فإن الأزمة المالية التي بدأت في الشهر الماضي، لا تحسم في الحقيقة الخلاف بين أنصار الرأسمالية وأنصار الاشتراكية. فمازال الخلاف قائما، وسيظل محتدما، أيا كانت النتيجة التي ستسفر عنها هذه الأزمة.

Comments are closed.