موظفو الجوازات و«الشحاتين»!
سامي الريامي

دور موظف الجنسية والإقامة، القابع خلف «كاونتر» القادمين في مختلف مطارات الدولة، هل هو مقتصر فقط على تمرير الجواز على لوحة الكمبيوتر للتأكد من المعلومات الواردة فيه، والتأكد من أن الشخص القادم ليس من المطلوبين، ثم وضع «ختم» الدولة على أي ورقة فيه، ومن ثمّ: «حمد الله على السلامة.. تفضّل»؟!

لا أقصد هنا التقليل من شأن الموظفين، فهم للأمانة مجموعة من الشباب والشابات المجتهدين «بيّض الله وجوههم»، تجدهم في أوقات النهار والليل، وفي الأسحار، وهم يؤدون عملهم وسط الضغط الهائل من أعداد القادمين. ولكن ما أقصده هو عدم وجود «صلاحيات» إضافية تعطى لهؤلاء الموظفين، ليتم من خلالها، استخدامهم كخط دفاع أول ضد تسرّب مجموعة من غير المرغوب فيهم إلى داخل الدولة.

الجميع يعلم أن موظف الهجرة الأميركي، والكندي، وفي بعض الدول الأخرى، لديه الصلاحية في عدم إدخال أي فرد إلى البلد، لو شك ـ لمجرد الشك ـ في أي شيء، صحيح أن الآونة الأخيرة شهدت تمادي بعضهم في استخدام هذه الصلاحية، لكن المبدأ هو أن هذا الموظف هو خط دفاعي «فاعل» لحماية البلد من أي شيء مشبوه.

في المقابل، نعاني نحن في الإمارات من دخول أعداد كبيرة جداً من «المتسوّلين» تحديداً، خصوصاً في هذه الفترة من العام، بطريقة قانونية، وبتأشيرات «رجال أعمال»، ومن المنافذ الرسمية، بكل ثقة ورباطة جأش، من دون أن يلتفت إليهم أحد.

بعضهم تبدو عليه بوضوح شديد علامات التسوّل من النظرة الأولى، وبعضهم يحمل إعاقة واضحة، سواء في يديه أو رجليه، ومعظمهم لا يمكن أن يكونوا رجال أعمال، مهما حاولوا التنكّر والتخفي، فالكتاب واضح وبيّنٌ من عنوانه، ومع هذا يدخلون بكل سهولة، من دون أن يعترضهم أحد، أو يدقق على المعلومات الموجودة على التأشيرة أحد!

نستغرب بشدة من وجود «شحاتين» محترفين، ومنظمين، تماماً كما في الأفلام، أعضاء مفقودة، أو أمراض واضحة، وأشكال عجيبة غريبة، وهذا ما سنلحظه قريباً جداً في المساجد بعد صلاة التراويح، وفي الفرجان والمراكز التجارية. أساليب عدة ومنوّعة، والهدف واحد، والسؤال الذي نطرحه دائماً عند مشاهدة هؤلاء هو: «كيف دخلوا البلد»؟!

دخلوا البلاد لأن التدقيق يتم على الأوراق فقط، والتي يسهل استخراجها و«تزويرها» أحياناً، في كثير من الأحيان لا ينظر الموظف في وجه القادم، ويركّز فقط على الجواز..لا يلتفت أحد إلى الشكل أو المظهر، ولا يسأل أي موظف نفسه، كيف لهذا «مقطوع اليد» أن يحصل على تأشيرة زيارة، من دون أن يكون له أقارب مثلاً، وكيف لرجل أعمال يمتهن التجارة، وشكله وحتى «شنطه وحاجياته»، تشير إلى أن «بائع سمبوسة»، ربما تكون «وايد عليه»!

لم لا نعطي هؤلاء الشباب والشابات العاملين في المطارات الفرصة، والصلاحية لممارسة عملهم بنوع من «الحسّ»، ولم لا نعطيهم الثقة بصدّ الكثيرين من غير المرغوب فيهم للدخول، لا مانع من أن يخطئوا مرة أو مرتين، أو حتى 10 مرات، لكنهم بالتأكيد سيكتشفون الكثير، والكثير جداً، من «بلاوي» التأشيرات، و«بلاوي رجال الأعمال الشحاتين»!

reyami@emaratalyoum.com

8/27/2008 7:36:14 AM

9 thoughts on “موظفو الجوازات و«الشحاتين»!

  1. صحيح كيف رجل اعمال بهذه المواصفات

    والله ياخوي انا معاك ميه ميه

    ولكن من بيطبق

    والسموحة

  2. ولا يدري اب شي ها الريامي

    خل يسير مطار دبي الدولي بس ويشوف كيف موظفي الجوازات شغالين
    يعني مافي شي كامل والكمال لله
    لازم 1% من المتسولين يدشون البلاد

  3. كلام سليم 100% و لازم يتم تعميمه في المطارات ..

    بس الصراحه بعد نحن لازم ما نبخس في حق شباب الجوازات لأنهم يقومون بواجبهم و نحن ما نقول انه ما عندهم الصلاحيات .. لأنه موظف ختم الجواز يختلف عن موظف التدقيق و كلهم قايمين بواجبهم …

    و ان شاءلله نسأل الله الصلاح في امورنا

Comments are closed.