عائشة تعمل بصبر أمّ وقوة عائلة

بدأت رحلة كفاحها لإيجاد عمل مناسب لتوفير نفقات واحتياجات أطفالها، فجاءتها فكرة طبخ وبيع المأكولات الشعبية والحلويات وبيعها لسكان المنطقة، مع خدمـة توصيل للمنازل، وذلك بمساعدة أبنائها الذكور. وتابعت: «كنت أسعى إلى الحصول على وظيفة دائمة تؤمن لأولادي دخلاً ثابتاً، بحيث لا أعتمد على الطبخ مصدراً رئيساً، فعملت موظفة صندوق في جمعية الاتحاد التعاونية، إلا أن الراتب لم يكن يكفي، فقررت إلى جانب عملي متابعة دراستي الثانوية لأحصل على وظيفة جيدة». وأضافت: «كان يومي شاقاً إلا أن رؤية أولادي سعداء كانت تُنسيني التعب، كنت أعمل أكثر من تسـع ساعات، بينها ساعـة للراحـة كنت أستغلها في إعادة أطفالي من مدارسهم، على أن أبقى معهم في السيارة لحين انتهاء الاستراحة، فيما هم يراجعون دروسهم إلى أن تنتهي ساعات عملي، بعدها أصطحبهم إلى المنزل وأعد لهم الطعام وأراجع معهم دروسهم، قبل أن يحين موعد ذهابي إلى المدرسة المسائية لأكمل تعليمي».

بعد سنوات، حصلت الظاهري على الشهادة الثانوية، وانتقلت إلى العمل في مصرف محلي في وظيفة ثابتة، أمّنت لها ولأطفالها المتفوقين حياة كريمة، إلا أن طموح الظاهري كان أكبر من أداء وظيفة مكتبية، فانتقلت إلى العمل في القطاع الجمركي، واختارت المهنة الأكثر خطورة وهو العمل في التفتيش الجمركي في مطار دبي. خلال فترة عملها، التي استمرت سنتين، تمكّنت الظاهري من إحباط تهريب أكبر ضبطية شيكات سياحية مزوّرة بقيمة 12 مليون درهم، كانت في حقيبة مسافر قادم من نيجيريا، إذ لاحظت توتر وتردد ظهرا على المهرب، بينما كان يضع حقائبه على جهاز فحص الأمتعة أثناء عبوره بوابة التفتيش، وبعد اكتشاف الشيكات المهرّبة، التي كان من المفترض استخدامها في الأسواق المحلية، أنكر المسافر معرفته بوجودها، بحجة أن الحقيبة المضبوطة تعود إلى مسافر آخر طلب منه المساعدة لأنه «تجاوز الوزن المسموح به».

وأسهمت الظاهري في إحباط عمليات تهريب مخدرات وذخائر وطلقات رصاص، وبضائع مقلّدة، أثناء عملها في تفتيش حقائب القادمين في مطار دبي.