دراكـــــولا

دراكولا … أصل الكلمة من الرومانية وتعني ببساطة “ الشيطان ”، غير أنها أصبحت لصيقة بمصاصي الدماء المنسوبين أساساً للأمير الروماني “ فلاد سيبيش ” الذي حكم منطقة ترانسلفانيا الرومانية في النصف الأول من القرن الخامس عشر الميلادي وعرف بقسوته تجاه الخصوم و أيضاً تجاه قطاع الطرق واللصوص والمجرمين ….

ويذكر المؤرخين أن خصوم الأمير ” فلاد ” هم من كتب عن ظاهرة مص الدماء ونسبوها إلى دراكولا نكاية به وتخويفاً منه … وإمعانا في إظهار وحشيته … لكن من المصادفات هو أن شكل دراكولا ” الأمير فلاد ” كان مرعباً حقاً فقد تميز بأنف طويل وحاد .. وجبهة عريضة وفكين كبيرين وبنية جسدية قوية وقامة فارعة …

ثم مالبث الأمر أن تطور على يد ” هوليود ” حتى تفننت في تصوير طرق دراكولا في امتصاص دماء ضحاياها وتعذيبهم وكيفية الإيقاع بهم …

لكن هل دراكولا صورة وحيدة مقتصره على ماذكر من أفعال .. ومقتصرة في ذات الوقت على هاتين الشخصيتين فقط؟

أم أن هناك الكثير من ” الدراكولات ” ( إن صح الجمع ) تعيش بيننا في هذه الأيام … تلبس لباسنا وتأكل من طعامنا ولربما تحادثنا وتلاطفنا… ولكن أفعالها مطابقة لأفعال هذه الأسطورة؟

هل دراكولا هو فقط مصاص الدماء .. أو قل كما في مسلسل الكرتون ” بومبوو ” مصاص الدماء والقازولين أم أن هناك صور أخرى ؟

خطرت في بالي هذه الفكرة حينما تفكرت قليلاً في مسألة غلاء الأسعار المنتشرة كالحمى بالرغم من الأزمة العالمية… وإستغلال الكثر من التجار لحاجة الناس …

الصورة ذاتها … شخصية قوية محتكرة .. وشخصية ضعيفة يُمص دمها ويشرب منه … وهي تصيح الرحمة … وتستجدي الشفقة … وتطلب العطف والمغفرة …

إذن فالمنطق يقول ان النتيجة ستكون ذاتها إن تساوت المعطيات …