السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إن نصيب الإنسان من الدنيا عمره، فإن أحسن استغلاله فيما ينفعه في دار القرار فقد ربحت تجارته، وإن أساء استغلاله في المعاصي والسيئات حتى لقي الله على تلك الخاتمة السيئة فهو من الخاسرين، وكم حسرة تحت التراب، والعاقل من حاسب نفسه قبل أن يحاسبه الله وخاف من ذنوبه قبل أن تكون سبباً في هلاكه

ففي الساعات الأخيرة من عمر الانسان, تظهر علامات ودلائل على خاتمة ذلك الانسان, فإن كانت خيراً فخير, حيث يستبشر بها صاحبها خيراً، وتطمئن بها نفسه, وإن كانت سوى ذلك, والعياذ بالله, فقد غوى.

وأقدم لكم هنا غالياتي صوراً من حسن خاتمة بعض الناس
وأسأل المولى عز وجل أن يرزقنا خاتمة حسنة ويجعل خير أعمارنا آخرها وخير أعمالنا خواتيمها

***************************************
لما نزل الموت بالعابد الزاهد عبد الله بن إدريس اشتد عليه الكرب فلما اخذ يشهق بكت ابنته فقال : يا بنيتي لا تبكي فقد ختمت القرآن في هذا البيت أربعة آلاف ختمة .. كلها لأجل هذا المصرع …

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

أمّا عامر بن عبد الله بن الزبير فلقد كان على فراش الموت يعد أنفاس الحياة وأهله حوله يبكون فبينما هو يصارع الموت سمع المؤذن ينادي لصلاة المغرب ونفسه تحشرج في حلقه وقد أشتدّ نزعه وعظم كربه فلما سمع النداء قال لمن حوله : خذوا بيدي ..!! قالوا : إلى أين ؟…

قال : إلى المسجد … قالوا : وأنت على هذه الحال !!

قال : سبحان الله … !! أسمع منادي الصلاة ولا أجيبه خذوا بيدي

فحملوه بين رجلين فصلى ركعة مع الإمام ثمّ مات في سجوده

نعم مات وهو ساجد

*************************************

واحتضر عبد الرحمن بن الأسود فبكى فقيل له : ما يبكيك !! وأنت أنت يعني في العبادة والخشوع .. والزهد والخضوع ..

فقال : أبكي والله أسفاً على الصلاة والصوم ثمّ لم يزل يتلو حتى مات..
&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

وها هو هارون الرشيد لما حضرته الوفاة وعاين السكرات صاح بقواده وحجابه:

اجمعوا جيوشي فجاؤوا بهم بسيوفهم ودروعهم لا يكاد يحصي عددهم إلا الله كلهم تحت قيادته وأمره فلما رآهم … بكى ثم قال:

يا من لا يزول ملكه .. ارحم من قد زال ملكه ..ثم لم يزل يبكي حتى مات..

************************************

أما عبد الملك بن مروان فإنه لما نزل به
الموت جعل يتغشاه الكرب ويضيق عليه النفس فأمر بنوافذ غرفته ففتحت فالتفت فرأى غسالاً فقيراً في دكانه .. فبكى عبد الملك ثم قال : يا ليتني كنت غسالاً .. يا ليتني كنت نجاراً .. يا ليتني كنت حمالاً .. يا ليتني لم آلِ من أمر المؤمنين شيئاً .. ثم مات…

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

وهذا مشهد من عصرنا الحديث

رجل عاش أربعين سنة يؤذن للصلاة لا يبتغى إلا وجه الله ، وقبل الموت مرض مرضاً شديداً فأقعده فى الفراش ، وأفقده النطق فعجز عن الذهاب إلى المسجد ، فلما اشتد عليه المرض بكى ورأى المحيطون به على وجهه أمارات الضيق وكأنه يخاطب نفسه قائلاً يارب أؤذن لك أربعين سنة وأنت تعلم أني ما ابتغيت الأجر إلا منك، وأحرم من الأذان فى آخر لحظات حياتي. ثم تتغير ملامح هذا الوجه إلى البشر والسرور ويقسم أبناؤه أنه لما حان وقت الآذان وقف على فراشه واتجه للقبلة ورفع الآذان فى غرفته وما إن وصل إلى آخر كلمات الآذان لا إله إلا الله

خر ساقطاً على الفراش فأسرع إليه بنوه فوجدوا روحه قد فاضت إلى مولاها .

*************************************

لقد أجرى الكريم عادته بكرمه أن من عاش على شىء مات عليه ومن مات على شىء بعث عليه

فإن من أدلة حسن الخاتمة أن يوفق العبد قبل موته للبعد عما يغضب ربه سبحانه، والتوبة من الذنوب والمعاصي ، والإقبال على الطاعات وأعمال الخير
ومما يدل على هذا المعنى ما صح عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أراد الله بعبده خيرا استعمله. قالوا كيف يستعمله ؟ قال : يوفقه لعمل صالح قبل موته .
رواه أحمد والترمذي والحاكم . وقال الترمذي: حديث حسن صحيح

وما هو حالك أنت أخيتي الحبيبة؟؟؟
انظري إلى عملك كل يوم
واسألي نفسك
هل أعمالك صالحة بحيث تموتين على خاتمة حسنة؟؟؟
أم هي غير ذلك والعياذ بالله

منقووول

أسال الله لي ولكم المغفرة وقبل الموت توبة

5 thoughts on “حسن الخاتمة…ماذا حضرت لها؟؟

  1. جزاك الله خيراً أختي شمسه على هذه الموعظة فنعم الموعظة وكم نحن بحاجة لمثل هذه المواعظ فلا تحرمينا من مثل هذه المشاركات

    وفقكم الله

Comments are closed.