تلبية لبعض الأعضاء سابقاً أضع هذا الموضوع الذي أخذته من مجلة الكترونية نوادر الايمان والصور جمعتها لكم شخصياً.

صلاح الدين
فارس نبيل وبطل شجاع

عرف في كتب التاريخ في الشرق والغرب بأنه فارس نبيل وبطل شجاع وقائد من أفضل من عرفتهم البشرية وشهد بأخلاقه أعداؤه من الصليبيين قبل أصدقائه وكاتبوا سيرته، إنه نموذج فذ لشخصية عملاقة من صنع الإسلام، إنه البطل صلاح الدين الأيوبي محرر القدس من الصليبيين وبطل معركة حطين.
نسبه ونشأته

نسبه ونشأته

هو أبو المظفر يوسف بن أيوب بن شاذي الملقب بالملك الناصر صلاح الدين.
اتفق أهل التاريخ على أن أباه وأهله من (دوين) وهي بلدة في آخر أذربيجان وأنهم أكراد روادية، والروادية بطن من الهذبانية، وهي قبيلة كبيرة من الأكراد.
يقول أحمد بن خلكان: قال لي رجل فقيه عارف بما يقول وهو من أهل دوين إن على باب دوين قرية يقال لها (أجدانقان) وجميع أهلها أكراد روادية وكان شاذي ـ جد صلاح الدين ـ قد أخذ ولديه أسد الدين شيركوه ونجم الدين أيوب وخرج بهما إلى بغداد ومن هناك نزلوا تكريت ومات شاذي بها وعلى قبره قبة داخل البلد.
ولد صلاح الدين سنة 532هـ بقلعة تكريت لما كان أبوه وعمه بها والظاهر أنهم ما أقاموا بها بعد ولادة صلاح الدين إلا مدة يسيرة، ولكنهم خرجوا من تكريت في بقية سنة 532هـ التي ولد فيها صلاح الدين أو في سنة ثلاث وثلاثين لأنهما أقاما عند عماد الدين زنكي بالموصل ثم لما حاصر دمشق وبعدها بعلبك وأخذها رتب فيها نجم الدين أيوب وذلك في أوائل سنة أربع وثلاثين.
يقول بن خلكان: أخبرني بعض أهل بيتهم وقد سألته هل تعرف متى خرجوا من تكريت فقال سمعت جماعة من أهلنا يقولون إنهم أخرجوا منها في الليلة التي ولد فيها صلاح الدين فتشاءموا به وتطيروا منه فقال بعضهم لعل فيه الخيرة وما تعلمون فكان كما قال والله أعلم.
ولم يزل صلاح الدين تحت كنف أبيه حتى ترعرع ولما ملك نور الدين محمود بن عماد الدين زنكي دمشق لازم نجم الدين أيوب خدمته وكذلك ولده صلاح الدين وكانت مخايل السعادة عليه لائحة والنجابة تقدمه من حالة إلى حالة ونور الدين يرى له ويؤثره ومنه تعلم صلاح الدين طرائق الخير وفعل المعروف والاجتهاد في أمور الجهاد.

صلاح الدين في مصر
هرب الوزير الفاطمي شاور من مصر من الوزير ضرغام بن عامر بن سوار الملقب فارس المسلمين اللخمي المنذري لما استولى على الدولة المصرية وقهره وأخذ مكانه في الوزارة كعادتهم في ذلك وقتل ولده الأكبر طي بن شاور فتوجه شاور إلى الشام مستغيثا بالملك العادل نور الدين بن زنكي وذلك في شهر رمضان 558هـ ودخل دمشق في الثالث والعشرين من ذي القعدة من السنة نفسها فوجه نور الدين معه الأمير أسد الدين شيركوه بن شاذي في جماعة من عسكره كان صلاح الدين في جملتهم في خدمة عمه وهو كاره للسفر معهم وكان لنور الدين في إرسال هذا الجيش هدفان:
أحدهما: قضاء حق شاور لكونه قصده ودخل عليه مستصرخا.
والثاني: أنه أراد استعلام أحوال مصر فإنه كان يبلغه أنها ضعيفة من جهة الجند وأحوالها في غاية الاختلال فقصد الكشف عن حقيقة ذلك.
وكان كثير الاعتماد على شيركوه لشجاعته ومعرفته وأمانته فانتدبه لذلك وجعل أسد الدين شيركوه ابن أخيه صلاح الدين مقدم عسكره وشاور معهم فخرجوا من دمشق في جمادى الأولى سنة 559هـ فدخلوا مصر واستولوا على الأمر في رجب من السنة نفسها.
ولما وصل أسد الدين وشاور إلى الديار المصرية واستولوا عليها وقتلوا الضرغام وحصل لشاور مقصودة وعاد إلى منصبه وتمهدت قواعده واستمرت أموره غدر بأسد الدين شيركوه واستنجد بالإفرنج عليه فحاصروه في بلبيس، وكان أسد الدين قد شاهد البلاد وعرف أحوالها وأنها مملكة بغير رجال تمشي الأمور فيها بمجرد الإيهام والمحال فطمع فيها وعاد إلى الشام، وأقام أسد الدين بالشام مدة مفكرا في تدبير عودته إلى مصر محدثا نفسه بالملك لها مقررا قواعد ذلك مع نور الدين إلى سنة 562هـ
وبلغ نور الدين وأسد الدين مكاتبة الوزير الخائن شاور للفرنج وما تقرر بينهم فخافا على مصر أن يملكوها ويملكوا بطريقها جميع البلاد فتجهز أسد الدين وأنفذ معه نور الدين العساكر وصلاح الدين في خدمة عمه أسد الدين، وكان وصول أسد الدين إلى البلاد مقارنا لوصول الإفرنج إليها واتفق شاور والمصريون بأسرهم والإفرنج على أسد الدين وجرت حروب كثيرة.
وتوجه صلاح الدين إلى الإسكندرية فاحتمى بها وحاصره الوزير شاور في جمادى الآخرة من سنة 562هـ ثم عاد أسد الدين من جهة الصعيد إلى بلبيس وتم الصلح بينه وبين المصريين وسيروا له صلاح الدين فساروا إلى الشام.
ثم إن أسد الدين عاد إلى مصر مرة ثالثة وكان سبب ذلك أن الإفرنج جمعوا فارسهم وراجلهم وخرجوا يريدون مصر ناكثين العهود مع المصريين وأسد الدين طمعا في البلاد فلما بلغ ذلك أسد الدين ونور الدين لم يسعهما الصبر فسارعا إلى مصر أما نور الدين فبالمال والرجال ولم يمكنه المسير بنفسه خوفا على البلاد من الإفرنج، وأما أسد الدين فبنفسه وماله وإخوته وأهله ورجاله
يقول بن شداد: لقد قال لي السلطان صلاح الدين قدس الله روحه كنت أكره الناس للخروج في هذه الدفعة وما خرجت مع عمي باختياري وهذا معنى قوله تعالى {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم} (البقرة:216)
وكان شاور لما أحس بخروج الإفرنج إلى مصر سير إلى أسد الدين يستصرخه ويستنجده فخرج مسرعا وكان وصوله إلى مصر في شهر ربيع الأول سنة 564هـ ولما علم الإفرنج بوصول أسد الدين إلى مصر على اتفاق بينه وبين أهلها رحلوا راجعين على أعقابهم ناكصين وأقام أسد الدين بها يتردد إليه شاور في الأحيان وكان وعدهم بمال في مقابل ما خسروه من النفقة فلم يوصل إليهم شيئا وعلم أسد الدين أن شاور يلعب به تارة وبالإفرنج أخرى،وتحقق أنه لا سبيل إلى الاستيلاء على البلاد مع بقاء شاور فأجمع رأيه على القبض عليه إذا خرج إليه، فقتله وأصبح أسد الدين وزيرا وذلك في سابع عشر ربيع الأول سنة 564هـ ودام آمرا وناهيا و صلاح الدين يباشر الأمور مقرراً لها لمكان كفايته ودرايته وحسن رأيه وسياسته إلى الثاني والعشرين من جمادى الآخرة من السنة نفسها فمات أسد الدين.
وذكر المؤرخون أن أسد الدين لما مات استقرت الأمور بعده للسلطان صلاح الدين يوسف بن أيوب فبذل الأموال وملك قلوب الرجال وهانت عنده الدنيا فملكها وشكر نعمة الله تعالى عليه، وأعرض عن أسباب اللهو وتقمص بقميص الجد والاجتهاد، استعدادا لمواجهات مستمرة مع الصليبيين من جهة ومع خزعبلات الدولة الفاطمية من جهة أخرى.

هجوم الإفرنج على مصر

ولما علم الإفرنج استقرار الأمر بمصر لصلاح الدين علموا أنه يملك بلادهم ويخرب ديارهم ويقلع آثارهم لما حدث له من القوة والملك واجتمع الإفرنج والروم جميعا وقصدوا الديار المصرية فقصدوا دمياط ومعهم آلات الحصار وما يحتاجون إليه من العدد، ولما رأى نور الدين ظهور الإفرنج ونزولهم على دمياط قصد شغلهم عنها فنزل على الكرك محاصرا لها، فقصده فرنج الساحل فرحل عنها وقصد لقاءهم فلم يقفوا له.
ولما بلغ صلاح الدين قصد الإفرنج دمياط استعد لهم بتجهيز الرجال وجمع الآلات إليها ووعدهم بالإمداد بالرجال إن نزلوا عليهم وبالغ في العطايا والهبات وكان وزيرا متحكما لا يرد أمره في شيء ثم نزل الإفرنج عليها واشتد زحفهم وقتالهم عليها وهو يشن عليهم الغارات من خارج والعسكر يقاتلهم من داخل ونصر الله تعالى المسلمين به وبحسن تدبيره فرحلوا عنها خائبين فأحرقت مناجيقهم ونهبت آلاتهم وقتل من رجالهم عدد كبير.

تأسيس الدولة الأيوبية

واستقرت الأمور لصلاح الدين ونقل أسرته ووالده نجم الدين أيوب إليها ليتم له السرور وتكون قصته مشابهة لقصة يوسف الصديق عليه السلام، ولم يزل صلاح الدين وزيرا حتى مات العاضد آخر الخلفاء الفاطميين 565هـ وبذلك انتهت الدولة الفاطمية وبدأت دولة بني أيوب (الدولة الأيوبية).
ولقب صلاح الدين بالملك الناصر وعاد إلى دار أسد الدين فأقام بها، وثبت قدم صلاح الدين ورسخ ملكه.
وأرسل صلاح الدين يطلب من نور الدين أن يرسل إليه إخوته فلم يجبه إلى ذلك وقال أخاف أن يخالف أحد منهم عليك فتفسد البلاد، ثم إن الإفرنج اجتمعوا ليسيروا إلى مصر فسير نور الدين العساكر وفيهم إخوة صلاح الدين منهم شمس الدولة توران شاه بن أيوب، وهو أكبر من صلاح الدين.
و ذكر ابن الأثير ما حدث من الوحشة بين نور الدين وصلاح الدين باطنا فقال: وفي سنة 567هـ حدث ما أوجب نفرة نور الدين عن صلاح الدين وكان الحادث أن نور الدين أرسل إلى صلاح الدين يأمره بجمع العساكر المصرية والمسير بها إلى بلد الإفرنج والنزول على الكرك ومحاصرته ليجمع هو أيضا عساكره ويسير إليه ويجتمعا هناك على حرب الإفرنج والاستيلاء على بلادهم فبرز صلاح الدين من القاهرة في العشرين من المحرم وكتب إلى نور الدين يعرفه أن رحيله لا يتأخر وكان نور الدين قد جمع عساكره وتجهز وأقام ينتظر ورود الخبر من صلاح الدين برحيله ليرحل هو فلما أتاه الخبر بذلك رحل من دمشق عازما على قصد الكرك فوصل إليه وأقام ينتظر وصول صلاح الدين إليه فأرسل كتابه يعتذر فيه عن الوصول باختلال البلاد المصرية لأمور بلغته عن بعض شيعة العلويين وأنهم عازمون على الوثوب بها وأنه يخاف عليها مع البعد عنها فعاد إليها فلم يقبل نور الدين عذره، وكان سبب تقاعده أن أصحابه وخواصه خوفوه من الاجتماع بنور الدين فحيث لم يمتثل أمر نور الدين شق ذلك عليه وعظم عنده وعزم على الدخول إلى مصر وإخراج صلاح الدين عنها.
ووصل الخبر إلى صلاح الدين فجمع أهله وفيهم والده نجم الدين أيوب وخاله شهاب الدين الحارمي ومعهم سائر الأمراء وأعلمهم ما بلغه عن عزم نور الدين على قصده وأخذ مصر منه واستشارهم فلم يجبه أحد منهم بشيء فقام تقي الدين عمر ابن أخي صلاح الدين وقال إذا جاء قاتلناه وصددناه عن البلاد ووافقه غيره من أهله فشتمهم نجم الدين أيوب وأنكر ذلك واستعظمه وكان ذا رأي ومكر وعقل وقال لتقي الدين اقعد وسبه وقال لصلاح الدين أنا أبوك وهذا شهاب الدين خالك أتظن أن في هؤلاء كلهم من يحبك ويريد لك الخير مثلنا فقال لا فقال والله لو رأيت أنا وهذا خالك شهاب الدين نور الدين لم يمكنا إلا أن نترجل له ونقبل الأرض بين يديه ولو أمرنا أن نضرب عنقك بالسيف لفعلنا فإذا كنا نحن هكذا كيف يكون غيرنا وكل من تراه من الأمراء والعساكر لو رأى نور الدين وحده لم يتجاسر على الثبات على سرجه ولا وسعه إلا النزول وتقبيل الأرض بين يديه وهذه البلاد له وقد أقامك فيها وإن أراد عزلك فأي حاجة له إلى المجيء يأمرك بكتاب مع نجاب حتى تقصد خدمته ويولي بلاده من يريد وقال للجماعة كلهم قوموا عنا ونحن مماليك نور الدين وعبيده يفعل بنا ما يريد فتفرقوا على هذا وكتب أكثرهم إلى نور الدين بالخبر.
ولما خلا أيوب بابنه صلاح الدين قال له أنت جاهل قليل المعرفة تجمع هذا الجمع الكثير وتطلعهم على ما في نفسك فإذا سمع نور الدين أنك عازم على منعه عن البلاد جعلك أهم الأمور إليه وأولاها بالقصد ولو قصدك لم تر معك أحدا من هذا العسكر وكانوا أسلموك إليه وأما الآن بعد هذا المجلس فسيكتبون إليه ويعرفونه قولي وتكتب أنت إليه وترسل في المعنى وتقول أي حاجة إلى قصدي يجبي نجاب يأخذني بحبل يضعه في عنقي فهو إذا سمع هذا عدل عن قصدك واستعمل ما هو أهم عنده والأيام تندرج والله في كل وقت في شأن والله لو أراد نور الدين قصبة من قصب سكرنا لقاتلته أنا عليها حتى أمنعه أو أقتل ففعل صلاح الدين ما أشار به والده فلما رأى نور الدين الأمر هكذا عدل عن قصده وكان الأمر كما قال نجم الدين أيوب وتوفي نور الدين ولم يقصده وهذا كان من أحسن الآراء وأجودها.

المواجهة مع الإفرنجة



المواجهة مع الإفرنجة


في سنة 572هـ اسقرت الأمور بمصر والشام للدولة الأيوبية، وكان أخو صلاح الدين شمس الدولة توران شاه قد وصل إليه من اليمن فاستخلفه بدمشق ثم تأهب للغزاة من الإفرنجة، فخرج يطلب الساحل حتى وافى الإفرنج على الرملة وذلك في أوائل جمادى الأولى سنة 573هـ وكانت الهزيمة على المسلمين في ذلك اليوم، فلما انهزموا لم يكن لهم حصن قريب يأوون إليه فطلبوا جهة الديار المصرية وضلوا في الطريق وتبددوا وأسر منهم جماعة منهم الفقيه عيسى الهكاري وكان ذلك وهنا عظيما جبره الله تعالى بمعركة حطين المشهورة.
أقام صلاح الدين بمصر حتى لم شعثه وشعث أصحابه من أثر هزيمة الرملة ثم بلغه تخبط الشام فعزم على العود إليه واهتم بالغزاة فوصله رسول “قليج أرسلان” صاحب الروم يلتمس الصلح ويتضرر من الأرمن فعزم على قصد بلاد ابن لاون ـ وهي بلاد سيس الفاصلة بين حلب والروم من جهة الساحل ـ لينصر قليج أرسلان عليه فتوجه إليه واستدعى عسكر حلب لأنه كان في الصلح أنه متى استدعاه حضر إليه ودخل بلد ابن لاون وأخذ في طريقه حصنا و أخربه ورغبوا إليه في الصلح فصالحهم ورجع عنهم ثم سأله قليج أرسلان في صلح الشرقيين بأسرهم فأجاب إلى ذلك وحلف صلاح الدين في عاشر جمادى الأولى سنة ست وسبعين وخمسمائة ودخل في الصلح قليج أرسلان والمواصلة وعاد بعد تمام الصلح إلى دمشق ثم منها إلى مصر.

مراسلو الرابطة
منى-سارة 4/7/2008مراسلو الرابطة


حطّين




معركة بداية نهاية الصليبّيين….
و قرية شهدت انتصار صلاح الدّين




جبل شامخ شمال شرقي فلسطين، يطل على واد صغير تقبع على أطرافه قرية تشرف على سهل يقضي إلى بحيرة طبريا؛ هو جبل حطين وقرية حطين وسهل حطين، الذي شهد تلك الموقعة الشهيرة التي انتصر فيها صلاح الدّين، في معركة فاصلة مع الصليبيين، كانت بداية نهايتهم واندحارهم عن بلاد الشّام، وكانت أوّل الطريق إلى تحرير بيت المقدس.


أسباب الّنصر:


لم يكن النصر في معركة حطّين وليد يوم وليلة، إنما كان نتاج سنوات من الإنجازات السياسيّة والفكريّة والاقتصاديّة والعسكريّة، قام بها السلطان صلاح الديّن الأيّوبيّ، وارتبطت بهدنة استمرت أربع سنوات مع الصليبيين-لكنهم نقضوها –واستمرت هذه التحضيرات مدة عشر سنوات.


من هذه الانجازات توظيف إمكانيات وطاقات مصر الهائلة التي كانت مجمّدة ومعزولة في عهد الفاطميين للانتصار على الصليبيين. فأعاد مصر إلى الخلافة العبّاسية، وأحل الفكر السنّي محل المذهبية الإسماعيلية الباطينية، بإقامة المدارس السنّية التي كانت بمثابة مؤسسات وجامعات ضخمة سخى بالإنفاق عليها والاهتمام بها، فكانت تدرس مذاهب السنّة الأربعة.


شدّد على أهمية الانتماء الفكري بين الدولة و الأمّة بدل الانفصام الذي كان موجوداً بينهما، فتحولت المناهج كلها إلى المذهب السني، ومع “الدولة” والعلم والفكر والتعليم تحول القضاء إلى المذاهب السنية أيضًا.


على الجهة الاقتصادية حل “الإقطاع الحربي” في استثمار الأرض الزراعية محل نظام “الإلتزام” أي إقتصاد الحرب و المعركة وبلغة الفقه الإسلامي؛ هو وقف الأرض على الجهاد في سبيل الله. فأصبحت الزراعة مخصصة للإنفاق على فرق و أمراء الأجناد مما حقق الولاء والانتماء بين المحكومين والحكام.


سبقت معركة حطين عدة مناوشات ومعارك لإحكام الطوق على الصليبيين ولتأمين الطريق بين مصر والمشرق العربي وأيضا تأمين طريق الحج.فدخل دمشق وحمص وحماة وفتح اليمن وعقد تحالفًا مع الموصل وحلب-لكن عاد وفتحها بالقوة بعد نقض أمير حلب للاتفاق-وأرمينيا والجزيرة وأربيل وكيفا وماردين وقونية.


وتحصينًا للجبهة العامة المكرسة كل طاقاتها وإمكاناتها وجميع ثغورها لتحقيق استراتيجية التحرير، بلغ صلاح الدين حد التشديد ضد كل الأيديولوجيات والفلسفات و الأفكار المخالفة للسنة-عقيدة الأغلبية-فقضى عليها. فالوضع لا يحتاج لتمييع الجبهة الفكرية بل إلى التجييش والتميز عن الآخر والكراهية له كشرط من شروط الانتصار والتعبئة.


بالإضافة إلى هذه الإنجازات فإنها نابعة من قائد للأمة رباني بكل ما للكلمة من معنى..فقد تميز بالعلم والتفقه بأمور الشرع والصدق والشجاعة والكفاءة وحب التضحية والتواضع وحسن اختيار من يعاونه وإصلاح الجيش والقدرة على التعليم وإعداد القادة. كما تميز صلاح الدين بالتخطيط وحسن الإدارة والإعداد الاقتصادي ودراسة الواقع. كما اهتم منذ سنوات طويلة بالإعداد النفسي لجند المسلمين لأنه كان يعلم أنه بقدر الإهتمام بالجانب المعنوى والنفسى للفرد بصفة عامة وللجندي بصفة خاصة بقدر ما تزيد قدرة تحمله أمام المواقف الصعبة. ولقد منّ الله على الأمة الإسلامية بهذا القائد بعد أن كانت فقدت الأمل بالقيادة، لكنّ الله هيئ لها صلاح الدين لكي يعيد لها فجر عزتها.


معركة حطين:

وقعت معركة “حطين” في 22 ربيع الثاني سنة 583هـ4 تموز/ يوليو سنة 1187م أي بعد تسعين عامًا من بدء اجتياح الصليبيين لديار الإسلام. وذلك بعد أن قام أرناط حاكم الكرك بعمل طائش أدى إلى نقض الهدنة وإشعال الحرب، فاستولى على قافلة تجارية متجهة من مصر إلى دمشق، وأسر حاميتها ورجالها، وألقى بهم أسرى في حصن الكرك. فبعث صلاح الدين إليه مقبحًا فعله، وتهدده إذا لم يرد أموال القافلة ويطلق سراح الأسرى. وبدلاً من أن يستجيب أرناط أساء الرد، واغتر بقوته، ورد ّعلى رسل صلاح الدين بقوله:”قولوا لمحمد يخلصكم”. وأصر على رأيه فلم يبقى لصلاح الدين سوى الحرب والقصاص.


عبأ صلاح الدين قواه واستعد للمعركة بعد أن أعد لها عشر سنوات. وتجمعت جيوشه من مصر وحلب والجزيرة وديار بكر ودمشق واتجهت إلى حصن الكرك فدمرته بعد حصاره وكذلك اتجهت إلى الشوبك وفعلت به مثل ذلك. ثمّ اتجت إلى بانياس قرب طبرية وكانت القوات الصليبية قد تجمعت واتحدت فيما بينها ناقضة الهدنة تحت قيادة ملك بيت المقدس .


ولإجبار الصليبيين على المسير إليه وهم متعبون، هاجم صلاح الدّين طبرية حيث كانت تحتمي زوجة ريموند الثالث، مما اضطرّ الصليبيين بالزحف إلى طبرية بصعوبة تحت أشعة شمس تمّوز/يوليو، تعاني قلة الماء ووعورة الطريق وكان صلاح الدين وجنوده ينعمون بالماء الوفير مدّخرين قواهم لساعة الفصل ورابط عند قرية حطين.


وقد حرص صلاح الدين على أن يحول بين الصليبيين والوصول إلى الماء في الوقت الذي اشتد فيه ظمؤهم، كما أشعل المسلمون الناّر في الأعشاب والأشواك التي تغطي الهضبة-المطلة على طبرية-، وكانت الريح على الصليبيين ،فحملت حر النار والدخان إليهم، فقضى الصليبيون ليلة سيئة يعانون العطش والإنهاك، وهم يسمعون تكبيرات المسلمين وتهليلهم الذي يقطع سكون الليل، ويهز أرجاء المكان، ويثير الفزع في قلوبهم.

عندما أشرقت شمس يوم السبت الموافق (24 من ربيع الآخر 583هـ = 4 من يوليو 1187م)، اكتشف الصليبيون أن صلاح الدين استغل ستر الليل ليضرب نطاقًا حولهم، وبدأ صلاح الدين هجومه الكاسح.حاول الصليبيون أن يحتموا في جبل حطين والتراجع لكن المسلمون شددوا عليهم، وسقطت خيمة الملك الصليبي “جاي لوزنجان” فسجد صلاح الدين وقبّل الأرض وشكر الله عز وجل، فكانت هزيمة جيش الصليبيين، حتى بقي منهم ملك بيت المقدس ومعه مائة وخمسون من الفرسان، فسيق إلى خيمة صلاح الدين، ومعه أرناط صاحب حصن الكرك وغيره من أكابر الصليبيين، فاستقبلهم صلاح الدين أحسن استقبال، وأمر لهم بالماء المثلّج، ولم يعط أرناط، فلما شرب ملك بيت المقدس أعطى ما تبقّى منه إلى أرناط، فغضب صلاح الدين وقال: “إن هذا الملعون لم يشرب الماء بإذني فينال أماني”، ثم كلمه وذكّره بجرائمه وقرّعه بذنوبه، ثم قتله وقال: “كنت نذرت مرتين أن أقتله إن ظفرت به: إحداهما لما أراد المسير إلى مكة والمدينة، والأخرى لما نهب القافلة واستولى عليها غدرًا”..


نتائج معركة حطين:


كانت معركة حطين بمثابة كارثة حلت على الصليبيين حيث فقدوا أعظم فرسانهم وخيرتهم وأسر وقتل منهم أعداداً هائلة. وكانت بالنسبة للمسلمين أول الطريق نحو تحرير بيت المقدس، فشرع صلاح الدين بتحرير المدن والثغور والحصون واحدة تلو الاخرى:طرابلس، عكا، بيروت، صيدا، يافا، قيسارية، عسقلان وأهم قلاع الصليبيين جنوبي طبرية وغيرها من المدن التي استسلمت بعد فتح بيت المقدس.. حتى توجت جهوده بتحرير بيت المقدس في (27 من رجب 583هـ = 12 من أكتوبر 1187م).


هذا وقد أصدر صلاح الدين عفواً عن الأسرى لتزين تاريخه الناصح ، ولتبين للعالم ولأوروبا عظمة هذا القائد المسلم. ولمعاملة صلاح الدين للمقدسيين بعد الفتح كلام لا ينتهي ومواقف لا تقل أهمية وعظمة عن أحداث ومواقف الفتح العسكري.



………………………………………… …………………………………..
مراسلو الرابطة مبادرة شبابية لا تعبر بالضرورة عن موقف
رابطة الطلاب المسلمين في لبنان



المصادر:
شبكة المشكاة الاسلامية
اسلام اون لاين
ويكيبيديا


يتبع أرجو عدم الرد حتى انتهي

27 thoughts on “بالصور قصة صلاح الدين الأيوبي رجل من فولاذ لم يكرره التاريخ وصور قبره حقيقية ….

  1. ياليت يطلع لنا واحد مثل صلاح الدين هالحين …تسلمين الغلا على هالمجهود الطيب ربي يعطيج العافية يارب

    شكراً على هذه الكلمات العذبة وهذا المجهود لعيون الأعضاء .

    صور


    صور

  2. ياليت يطلع لنا واحد مثل صلاح الدين هالحين …تسلمين الغلا على هالمجهود الطيب ربي يعطيج العافية يارب

  3. شكلكم ما انتبهتوا لكلامي الأخير ارجو عدم الرد حتى انتهي
    مستعيلين ههههههههههه
    بس ما عليه عسى تشوفون الباقي وصور قبره .
    كل الود

  4. من مواقف صلاح الدين

    لما فتح الله تعالى عليه بنصره في حطين جلس صلاح الدين في دهليز الخيمة لأنها لم تكن نصبت بعد وعرضت عليه الأسارى وسار الناس يتقربون إليه بمن في أيديهم منهم وهو فرح بما فتح الله تعالى على يده للمسلمين ونصبت له الخيمة فجلس فيها شاكرا لله تعالى على ما أنعم به عليه واستحضر الملك جفري وأخاه و أرناط وناول السلطان جفري شربة من جلاب وثلج فشرب منها وكان على أشد حال من العطش ثم ناولها لأرناط وقال السلطان للترجمان قل للملك أنت الذي سقيته وإلا أنا فما سقيته وكان من جميل عادة العرب وكريم أخلاقهم أن الأسير إذا أكل أو شرب من مال من أسره أمن فقصد السلطان بقوله ذلك ثم أمر بمسيرهم إلى موضع عينه لهم فمضوا بهم إليه فأكلوا شيئا ثم عادوا بهم ولم يبق عنده سوى بعض الخدم فاستحضرهم وأقعد الملك في دهليز الخيمة.
    وأحضر صلاح الدين أرناط وأوقفه بين يديه وقال له: ها أنا أنتصر لمحمد منك ثم عرض عليه الإسلام فلم يفعل فسل سيفه فضربه بها فحل كتفه وتمم قتله من حضر وأخرجت جثته ورميت على باب الخيمة،فلما رآه الملك على تلك الحال لم يشك في أنه يلحقه به فاستحضره وطيب قلبه وقال له لم تجر عادة الملوك أن يقتلوا الملوك وأما هذا فإنه تجاوز الحد وتجرأ على الأنبياء صلوات الله عليهم وبات الناس في تلك الليلة على أتم سرور ترتفع أصواتهم بحمد الله وشكره وتهليله وتكبيره حتى طلع الفجر ثم نزل السلطان على طبرية يوم الأحد الخامس والعشرين من شهر ربيع الآخر وتسلم قلعتها في ذلك النهار وأقام عليها إلى يوم الثلاثاء.
    تحرير عكا وما حولها

    ورحل صلاح الدين طالبا عكا فكان نزوله عليها يوم الأربعاء وقاتل الصليبيين بها بكرة يوم الخميس مستهل جمادى الأولى سنة 583هـ فأخذها واستنقذ من كان بها من أسارى المسلمين وكانوا أكثر من أربعة آلاف نفس واستولى على ما فيها من الأموال والذخائر والبضائع لأنها كانت مظنة التجار وتفرقت العساكر في بلاد الساحل يأخذون الحصون والقلاع والأماكن المنيعة فأخذوا نابلس وحيفا وقيسارية وصفورية والناصرة وكان ذلك لخلوها من الرجال لأن القتل والأسر أفنى كثيرا منهم ولما استقرت قواعد عكا وقسم أموالها وأساراها سار يطلب تبنين فنزل عليها يوم الأحد حادي عشر جمادى الأولى وهي قلعة منيعة فنصب عليها المناجيق وضيق بالزحف خناق من فيها، فقاتلوا قتالا شديدا ونصره الله سبحانه عليهم فتسلمها منهم يوم الأحد ثامن عشرة عنوة وأسر من بقي فيها بعد القتل ثم رحل عنها إلى صيدا فنزل عليها وتسلمها في غد يوم نزوله عليها وهو يوم الأربعاء العشرون من جمادى الأولى وأقام عليها ريثما قرر قواعدها وسار حتى أتى بيروت فنازلها ليلة الخميس الثاني والعشرين من جمادى الأولى وركب عليها المجانيق وداوم الزحف والقتال حتى أخذها في يوم الخميس التاسع والعشرين من الشهر المذكور وتسلم أصحابه جبيل وهو على بيروت، ولما فرغ من هذا الجانب رأى أن قصده عسقلان أولى لأنها أيسر من صور فأتى عسقلان ونزل عليها يوم الأحد السادس عشر من جمادى الآخرة من السنة وتسلم في طريقه إليها مواضع كثيرة كالرملة والداروم وأقام في عسقلان المناجيق وقاتلها قتالا شديدا وتسلمها في يوم السبت نهاية جمادى الآخرة من السنة وأقام عليها إلى أن تسلم أصحابه غزة وبيت جبريل والنطرون بغير قتال وكان بين فتح عسقلان وأخذ الإفرنج لها من المسلمين خمس وثلاثون سنة فإنهم كانوا أخذوها من المسلمين في السابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة 548هـ.
    تحرير القدس

    قال ابن شداد: لما تسلم صلاح الدين عسقلان والأماكن المحيطة بالقدس شمر عن ساق الجد والاجتهاد في قصد القدس المبارك واجتمعت إليه العساكر التي كانت متفرقة في الساحل فسار نحوه معتمدا على الله تعالى مفوضا أمره إليه منتهزا الفرصة في فتح باب الخير الذي حث على انتهازه بقوله من فتح له باب خير فلينتهزه فإنه لا يعلم متى يغلق دونه وكان نزوله عليه في يوم الأحد الخامس عشر من رجب سنة 583هـ وكان نزوله بالجانب الغربي وكان معه من كان مشحونا بالمقاتلة من الخيالة والرجالة وحزر أهل الخبرة ممن كان معه من كان فيه من المقاتلة فكانوا يزيدون على ستين ألفا خارجا عن النساء والصبيان ثم انتقل لمصلحة رآها إلى الجانب الشمالي في يوم الجمعة العشرين من رجب ونصب المناجيق وضايق البلد بالزحف والقتال حتى أخذ النقب في السور مما يلي وادي جهنم ولما رأى أعداء الله الصليبيون ما نزل بهم من الأمر الذي لا مدفع له عنهم وظهرت لهم إمارات فتح المدينة وظهور المسلمين عليهم وكان قد اشتد روعهم لما جرى على أبطالهم وحماتهم من القتل والأسر وعلى حصونهم من التخريب والهدم وتحققوا أنهم صائرون إلى ما صار أولئك إليه فاستكانوا وأخلدوا إلى طلب الأمان واستقرت الأمور بالمراسلة من الطائفتين وكان تسلمه في يوم الجمعة السابع والعشرين من رجب وليلته كانت ليلة المعراج المنصوص عليها في القرآن الكريم فانظر إلى هذا الاتفاق العجيب كيف يسر الله تعالى عوده إلى المسلمين في مثل زمان الإسراء بنبيهم وهذه علامة قبول هذه الطاعة من الله تعالى وكان فتحه عظيما شهده من أهل العلم خلق ومن أرباب الخرق والزهد عالم وذلك أن الناس لما بلغهم ما يسره الله تعالى على يده من فتوح الساحل وقصده القدس قصده العلماء من مصر والشام بحيث لم يتخلف أحد منهم وارتفعت الأصوات بالضجيج بالدعاء والتهليل والتكبير وصليت فيه الجمعة يوم فتحه وخطب القاضي محيي الدين محمد بن علي المعروف بابن الزكي.
    وقد كتب عماد الدين الأصبهاني رسالة في فتح القدس،وجمع كتابا سماه الفتح القسي في الفتح القدسي وهو في مجلدين ذكر فيه جميع ما جرى في هذه الواقعة.
    وكان قد حضر الرشيد أبو محمد عبد الرحمن بن بدر بن الحسن بن مفرج النابلسي الشاعر المشهور هذا الفتح فأنشد السلطان صلاح الدين قصيدته التي أولها:

    هذا الذي كانت الآمال تنتظر*****فليوف لله أقوام بما نذروا

    وهي طويلة تزيد على مائة بيت يمدحه ويهنيه بالفتح.
    يقول بهاء الدين بن شداد في السيرة الصلاحية: نكس الصليب الذي كان على قبة الصخرة وكان شكلا عظيما ونصر الله الإسلام على يده نصرا عزيزا ، وكان الإفرنج قد استولوا على القدس سنة 492هـ ولم يزل بأيديهم حتى استنقذه منهم صلاح الدين، وكانت قاعدة الصلح أنهم قطعوا على أنفسهم عن كل رجل عشرين دينارا وعن كل امرأة خمسة دنانير صورية وعن كل صغير ذكر أو أنثى دينارا واحدا فمن أحضر قطيعته نجا بنفسه وإلا أخذ أسيرا وأفرج عمن كان بالقدس من أسرى المسلمين وكانوا خلقا عظيما وأقام به يجمع الأموال ويفرقها على الأمراء والرجال ويحبو بها الفقهاء والعلماء والزهاد والوافدين عليه وتقدم بإيصال من قام بقطيعته إلى مأمنه وهي مدينة صور ولم يرحل عنه ومعه من المال الذي جبي له شيء وكان يقارب مائتي ألف دينار وعشرين ألفا وكان رحيله عنه يوم الجمعة الخامس والعشرين من شعبان من سنة 583هـ
    الصليبيون في عكا

    بلغ صلاح الدين أن الإفرنج قصدوا عكا ونزلوا عليها يوم الاثنين ثالث عشر رجب سنة 585هـ فأتى عكا ودخلها بغتة لتقوى قلوب من بها و استدعى العساكر من كل ناحية فجاءته وكان العدو بمقدار ألفي فارس وثلاثين ألف راجل ثم تكاثر الإفرنج واستفحل أمرهم وأحاطوا بعكا ومنعوا من يدخل إليها ويخرج وذلك يوم الخميس فضاق صدر السلطان لذلك ثم اجتهد في فتح الطريق إليها لتستمر السابلة بالميرة والنجدة وشاور الأمراء فاتفقوا على مضايقة العدو لينفتح الطريق ففعلوا ذلك وانفتح الطريق وسلكه المسلمون ودخل السلطان عكا فأشرف على أمورها ثم جرى بين الفريقين مناوشات في عدة أيام وتأخر الناس إلى تل العياضية وهو مشرف على عكا وفي هذه المنزلة توفي الأمير حسام الدين طمان وذلك ليلة نصف شعبان من سنة خمس وثمانين وخمسمائة وكان من الشجعان.
    قال ابن شداد سمعت السلطان ينشد وقد قيل له إن الوخم قد عظم بمرج عكا وإن الموت قد فشا في الطائفتين :

    اقتلاني ومالكا*****واقتلا مالكا معي

    يريد بذلك أنه قد رضي أن يتلف إذا أتلف الله أعداءه، وهذا البيت له سبب يحتاج إلى شرح وذلك أن مالك بن الحارث المعروف بالأشتر النخعي كان من الشجعان والأبطال المشهورين وهو من خواص أصحاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه تماسك في يوم معركة الجمل المشهورة هو وعبد الله بن الزبير بن العوام وكان أيضا من الأبطال وابن الزبير يومئذ مع خالته عائشة أم المؤمنين وطلحة والزبير رضي الله عنهم أجمعين وكانوا يحاربون عليا رضي الله عنه فلما تماسكا صار كل واحد منهما إذا قوي على صاحبه جعله تحته وركب صدره وفعلا ذلك مرارا وابن الزبير ينشد :

    اقتلاني ومالكا*****واقتلا مالكا معي

    يريد الأشتر النخعي.
    قال ابن شداد ثم إن الإفرنج جاءهم الإمداد من داخل البحر واستظهروا على الجيوش الإسلامية بعكا وكان فيهم الأمير سيف الدين علي بن أحمد المعروف بالمشطوب الهكاري والأمير بهاء الدين قراقوش الخادم الصلاحي وضايقوهم أشد مضايقة إلى أن غلبوا عن حفظ البلد فلما كان يوم الجمعة سابع عشر جمادى الآخرة من سنة 587هـ خرج من عكا رجل عوام ومعه كتب من المسلمين يذكرون حالهم وما هم فيه وأنهم قد تيقنوا الهلاك ومتى أخذوا البلد عنوة ضربت رقابهم وأنهم صالحوا على أن يسلموا البلد وجميع ما فيه من الآلات والعدة والأسلحة والمراكب ومائتي ألف دينار وخمسمائة أسير مجاهيل ومائة أسير معينين من جهتهم وصليب الصلبوت على أن يخرجوا بأنفسهم سالمين وما معهم من الأموال والأقمشة المختصة بهم وزراريهم ونسائهم وضمنوا للمركيس لأنه كان الواسطة في هذا الأمر أربعة آلاف دينار ولما وقف السلطان على الكتب المشار إليها أنكر ذلك إنكارا عظيما وعظم عليه هذا الأمر وجمع أهل الرأي من أكابر دولته وشاورهم فيما يصنع واضطربت آراؤه وتقسم فكره وتشوش حاله وعزم على أن يكتب في تلك الليلة مع العوام وينكر عليهم المصالحة على هذا الوجه وهو يتردد في هذا فلم يشعر إلا وقد ارتفعت أعلام العدو وصلبانه وناره وشعاره على سور البلد وذلك في ظهيرة يوم الجمعة سابع عشر جمادى الآخرة من السنة وصاح الإفرنج صيحة عظيمة واحدة وعظمت المصيبة على المسلمين واشتد حزنهم ووقع فيهم الصياح والعويل والبكاء والنحيب.
    ثم ذكر ابن شداد بعد هذا أن الإفرنج خرجوا من عكا قاصدين عسقلان ليأخذوها وساروا على الساحل والسلطان وعساكره في قبالتهم إلى أن وصلوا إلى أرسوف فكان بينهما قتال عظيم ونال المسلمين منه وهن شديد ثم ساروا على تلك الهيئة تتمة عشر منازل من مسيرهم من عكا فأتى السلطان الرملة وأتاه من أخبره بأن القوم على عزم عمارة يافا وتقويتها بالرجال والعدد والآلات فأحضر السلطان أرباب مشورته وشاورهم في أمر عسقلان وهل الصواب خرابها أم بقاؤها فاتفقت آراؤهم أن يبقى الملك العادل في قبالة العدو ويتوجه هو بنفسه ويخربها خوفا من أن يصل العدو إليها ويستولي عليها وهي عامرة ويأخذ بها القدس وتنقطع بها طريق مصر وامتنع العسكر من الدخول وخافوا مما جرى على المسلمين بعكا ورأوا أن حفظ القدس أولى فتعين خرابها من عدة جهات وكان هذا الاجتماع يوم الثلاثاء سابع عشر شعبان سنة سبع وثمانين وخمسمائة فسار إليها فجر الأربعاء ثامن عشر الشهر قال ابن شداد وتحدث معي في معنى خرابها بعد أن تحدث مع ولده الملك الأفضل في أمرها أيضا ثم قال لأن أفقد ولدي جميعهم أحب إلي من أن أهدم منها حجرا ولكن إذا قضى الله تعالى ذلك وكان فيه مصلحة للمسلمين فما الحيلة في ذلك قال ولما اتفق الرأي على خرابها أوقع الله تعالى في نفسه ذلك وأن المصلحة فيه لعجز المسلمين عن حفظها وشرع في خرابها فجر يوم الخميس التاسع عشر من شعبان من السنة وقسم السور على الناس وجعل لكل أمير وطائفة من العسكر بدنة معلومة وبرجا معينا يخربونه ودخل الناس البلد ووقع فيهم الضجيج والبكاء وكان بلدا خفيفا على القلب محكم الأسوار عظيم البناء مرغوبا في سكنه فلحق الناس على خرابه حزن عظيم وعظم عويل أهل البلد عليه لفراق أوطانهم وشرعوا في بيع ما لا يقدرون على حمله فباعوا ما يساوي عشرة دراهم بدرهم واحد وباعوا اثني عشر طير دجاج بدرهم واحد واختبط البلد وخرج الناس بأهلهم وأولادهم إلى المخيم وتشتتوا فذهب قوم منهم إلى مصر وقوم إلى الشام وجرت عليهم أمور عظيمة واجتهد السلطان وأولاده في خراب البلد كي لا يسمع العدو فيسرع إليه ولا يمكن من خرابه وبات الناس على أصعب حال وأشد تعب مما قاسوه في خرابها وفي تلك الليلة وصل من جانب الملك العادل من أخبر أن الإفرنج تحدثوا معه في الصلح وطلبوا جميع البلاد الساحلية فرأى السلطان أن ذلك مصلحة لما علم من نفس الناس من الضجر من القتال وكثرة ما عليهم من الديون وكتب إليه يأذن له في ذلك وفوض الأمر إلى رأيه وأصبح يوم الجمعة العشرين من شعبان وهو مصر على الخراب واستعمل الناس عليه وحثهم على العجلة فيه وأباحهم ما في الهري الذي كان مدخرا للميرة خوفا من هجوم الإفرنج والعجز عن نقله وأمر بإحراق البلد فأضرمت النيران في بيوته وكان سورها عظيما ولم يزل الخراب يعمل في البلد إلى نهاية شعبان من السنة وأصبح يوم الإثنين مستهل شهر رمضان أمر ولده الملك الأفضل أن يباشر ذلك بنفسه وخواصه ولقد رأيته يحمل الخشب بنفسه لأجل الإحراق، وفي يوم الأربعاء ثالث شهر رمضان أتى الرملة ثم خرج إلى “اللد” وأشرف عليها وأمر بخرابها وخراب قلعة الرملة ففعل ذلك وفي يوم السبت ثالث عشر شهر رمضان تأخر السلطان بالعسكر إلى جهة الجبل ليتمكن الناس من تسيير دوابهم لإحضار ما يحتاجون إليه ودار السلطان حول النطرون وهي قلعة منيعة فأمر بتخريبها وشرع الناس في ذلك.

    الصلح مع الصليبيين

    ثم ذكر ابن شداد بعد هذا أن الانكتار وهو من أكابر ملوك الإفرنج سير رسوله إلى الملك العادل يطلب الاجتماع به فأجابه إلى ذلك واجتمعا يوم الجمعة ثامن عشر شوال من السنة وتحادثا معظم ذلك النهار وانفصلا عن مودة أكيدة والتمس الانكتار من العادل أن يسأل السلطان أن يجتمع به فذكر العادل ذلك للسلطان فاستشار أكابر دولته في ذلك ووقع الاتفاق على أنه إذا جرى الصلح بيننا يكون الاجتماع بعد ذلك ثم وصل رسول الانكتار وقال إن الملك يقول إني أحب صداقتك ومودتك وأنت تذكر أنك أعطيت هذه البلاد الساحلية لأخيك فأريد أن تكون حكما بيني وبينه وتقسم البلاد بيني وبينه ولا بد أن يكون لنا علقة بالقدس وأطال الحديث في ذلك فأجابه السلطان بوعد جميل وأذن له في العود في الحال وتأثر لذلك تأثرا عظيما قال ابن شداد وبعد انفصال الرسول قال لي السلطان متى صالحناهم لم تؤمن غائلتهم ولو حدث بي حادث الموت ما كانت تجتمع هذه العساكر وتقوى الإفرنج والمصلحة أن لا نزول عن الجهاد حتى نخرجهم من الساحل أو يأتينا الموت هذا كان رأيه وإنما غلب على الصلح.
    قال ابن شداد ثم ترددت الرسل بينهم في الصلح و تم الصلح بينهم يوم الأربعاء الثاني والعشرين من شعبان سنة 588هـ ونادى المنادي بانتظام الصلح وأن البلاد الإسلامية والنصرانية واحدة في الأمن والمسالمة فمن شاء من كل طائفة يتردد إلى بلاد الطائفة الأخرى من غير خوف ولا محذور وكان يوما مشهودا نال الطائفتين فيه من المسرة ما لا يعلمه إلا الله تعالى وقد علم الله تعالى أن الصلح لم يكن عن مرضاته وإيثاره ولكنه رأى المصلحة في الصلح لسآمة العسكر ومظاهرتهم بالمخالفة وكان مصلحة في علم الله تعالى فإنه اتفقت وفاته بعد الصلح فلو اتفق ذلك في أثناء وقعاته كان الإسلام على خطر.
    ثم أعطى للعساكر الواردة عليه من البلاد البعيدة برسم النجدة دستورا فساروا عنه وعزم على الحج لما فرغ باله من هذه الجهة وتردد المسلمون إلى بلادهم وجاءوا هم إلى بلاد المسلمين وحملت البضائع والمتاجر إلى البلاد وحضر منهم خلق كثير لزيارة القدس.
    فرسان المعبد وصلاح الدين
    Templer knights

    السلام عليكم..

    ..فرسان المعبد..
    اعتقد اننا قد سمعنا هذا الاسم من قبل.
    هذه الطائفة التي شاركت في الحروب الصليبية وتحولت من مجرد شرمذة فقيرة الي قوة كبيرة في اروبا لا يستطيع مجابهتها احد ..

    و بالطبع كلنا نعرف الحروب الصليبة

    في هذا الموضوع ستعرف الكثير عن فرسان المعبد ..
    ..البدايات ..

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    لم تعرف اوربا قبل الحروب الصليبيه انشاء الجمعيات السريه على مثل شامل عام كالذى عرفه المشرق والاسلام على وجه التحديد فكانت الحروب الصليبيه وسيله لوقوف الدعاه واصحاب النظريات الثوريه واحرار المفكرين من ابناء الغرب على اسرار الجمعيات السريه ونظمها والحركات الهدامه ونظمها واساليبها من شيوخ الاحرار(الماسونيين) واقطاب الملاحدة و انشئت معظم الجمعيات السرية فى الغرب باالاخص جمعيات الاغتيال المنظم مثل الكربوناري والنهليست والاخاء الجهمورى الايرلندى وغيرها.

    عرف الغربيون هذه النظم فى مهاد الحروب الصليبية كما عرفوا غيرها من نظم المشرق وشئونه وكانت اول جمعيه سريه انشئت على اثر هذا الاحتكاك بين الشرق والغرب هي جمعية فرسان المعبد او “فرسان المسيح ومعبد سليمان” وتعرف فى الرواية العربيه بالداوية.

    بداية تنظيم فرسان المعبد

    ابان الحروب الصليبية في القرن الثاني عشر تشكلت طريقة غامضة تحت اسم “فرسان المعبد Templer knights”

    كانت الصبغة الظاهرية للحروب الصليبية كانت دينية، الا ان العامل الاقتصادي كان يشكل دافعاً قوياً لها لا يمكن انكارها

    فاوروبا كانت تعيش انذاك في فقر مدقع وكان السياح إلى الشرق – ولا سيما إلى الشرق الاوسط – يتحدثون عن الغنى والرفاه في هذه البلدان ويفتحون شهية شعوب اوروبا لغزو هذه البلدان

    فلما دعا البابا اوريان الثاني عام 1095 ملوك وامراء وشعوب اوربا إلى انقاذ الاراضي المقدسة في فلسطين من ايدي المسلمين هب الجميع لتلبية ندائه وهكذا تشكل الجيش الصليبي .. . والدليل على ان العامل الديني لم يكن الدافع الوحيد هو ان هذا الجيش الصليبي قام بنهب المدن التي مر بها حتى وان كانت هذه المدن مسيحية.

    فمثلا تعرضت مدينة القسطنطينة (اسطنبول)- وكانت من اشهر المدن المسيحية- إلى نهب كبير من قبل الجيش الصليبي في الحملة الصليبية الخامسة.

    ولا نتعرض هنا إلى وصف الوحشية التي اتصفت بها هذه الجيوش، والمذابح العديدة التي اوقعوها بالمسلمين، فهذا حديث يطول وهو ليس موضوعنا هنا. ولكن نقول ان هذه الجيوش عندما وصلت إلى مدينة القدس عام 1099 واستولت عليها بعد حصار قصير اوقعت مذبحة رهيبة بسكانها من المسلمين واليهود، ويكفي الرجوع إلى كتاب ” اوغوسط كري August c.Krey” لمعرفة الفضائح التي ارتكبها الجيش الصليبي في القدس.
    ولكن المهم بالنسبة للجيش الصليبي أصبح هو المحافظة على هذه الاراضي التي استولوا عليها والتي كانت تمتد من فلسطين حتى منطقة انطاكيا. وأسسوا دولة صليبية فيها لذا ظهرت بعض الطرق العسكرية.

    هاجر اصحابها من اوروبا إلى فلسطين وعاشوا فيها اول الأمر معيشة الرهبان ولكنهم كانوا يتدربون على القتال للقتال ضد المسلمين. ولكن إحدى هذه الطرق سلكت طريقاً مختلفاً…

    ..وكانت هذه هي البداية..

    بداية تنظيم فرسان المعبد
    او
    …”جنود عيسى ومعبد سليمان للفقراء”…

    وقد تشكلت عام 1118م .

    ..نشاة فرسان المعبد..

    ّ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    لقد انشئت فى سنة 1118م .
    عقب انتهاء الحرب الصليبية الاولي واستيلاء الصليبين على انطاكية وبيت المقدس وتعيين جودفرى دى بويون ملكا على بيت المقدس بتسعة عشر سنة .
    وقام بانشائها عصبة من تسعة سادة فرنسيين برئاسة هوك دى بايان وجودفرو دى سنتومار .

    سبب التسمية

    والسبب الذي من أجله ارتبط اسم هذه الطريقة بمعبد سليمان هو انهم اتخذوا التل الموجود بجوار آثار معيد سليمان مقراً لهم. وسرعان ما كسب هؤلاء الجنود الفقراء ثروة كبيرة جراء قيامهم بحراسة الحجاج المسيحيين الوافدين إلى فلسطين، واخذهم مبالغ كبيرة منهم…
    و انقلب الجنود الفقراء إلى اغنياء، وبدأت هذه الطريقة باعمال الاقراض بالربا حتى انهم يعدون من اوائل من أسسوا نوعاً من المصارف الربوية القائمة مع اعطاء الصكوك.

    منهج فرسان المعبد

    الراى الراجح ان الفرسان كانوا خوارج على النصرانية لا يؤمنون بالوهية المسيح ولعلهم كانو مانوية او ثنويه ويعرف لوازلير بنظراياتهم فى الالوهيه بقوله ” يعترف فرسان المعبد فى نفس الوقت بآله للخير لا يصل البشر اليه وليست له اشكال مادية ظاهره واله للشر يمثلونه بصنم وهو الاله الادنى منظم العالم المادى وسيده وخالق الخير والشر الذى نفس الشر فى الخليقه”

    هدف فرسان المعبد

    قطعوا العهد على نفسهم بان يتركوا الفروسية الدنوية وان يقوموا بحراسة الطرق وحماية طريق الحجاج الى القبر المقدس وكان ملك بيت المقدس حينذاك بلدوين الثانى
    فقدم للجمعية جناحا من قصره الواقع بالقرب من منطقة معبد سليمان لتقيم فيه ولهذا سميت بفرسان المعبد
    وفى سنة 1128م صادق مجلس تروى المقدس على انشاء الجمعية وكذالك صادق عليه البابا واصدرت لفرسان المعبد وثيقة اقسموا فيها بالتزام الفاقة والعفة والطاعة شعارا للجمعية

    قبول العضويات في فرسان المعبد

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    كانت الجمعيه تقبل في صفوفها بالاخص الفرسان الخوارج والمذنبين بعد توبتهم ،وكان من اهم امتيازاتهم الدينيه ان اعضائها لم يكونوا قابلين للنفي من الكنيسه .

    واسبغ البابوات حمايتهم علي الجمعيه ، وسمح لها بان تكون لها كنائسها الخاصه .
    ولم يمض علي قيامها سوى القليل حتى ذاعت مبادؤها وانتشرت فى سائرانحاء اروبا .

    سيد المعبد كان رئيس الهيئه فى البدايه يسمى (سيد المعبد ) ايام ان كان مركزها فى بيت المقدس

    فلما سقطت المملكه اللاتينيه فى ايدى المسلمين ، ولجات الجمعيه الى جزيره قبرص وكان يسمى (بالاستاذ الاعظم ) .

    وكانت الهيئه منذ بدايتها تنقسم الى مراتب اربعه هى :

    (1) الفرسان
    (2) القساوسه

    (3) الجاويشيه و التابعون
    (4) الخدم واهل الطرف .


    قام فرسان المعبد بادىء بدء بطائفه من الاعمال القيمه ، وامتازوا بالاخلاص والشجاعه في كثير من المعارك ، ولكن التزامهم الا يعيشوا من غيرالصدقات ادي الى ان تماطرت عليهم الهبات الضخمه من كل صوب

    فكثرت اموالهم ونبذو قسم الفاقه وانتشروا في الاقطار الاوروبيه وغدوا قبل نهايه القرن الثانى عشر جمعيه غنيه شديده الباس واقطعت املاكا عظيمه في فرنسا واسبانيا و ايطاليا و المانيا

    وغدت المعارك الصليبيه للفرسان مصدرا للجاه و الثراء ، و ناهض زعماؤهم الملوك في الفخامه والسلطان والبذخ واستمر سلطانهم ينمو ويتوطد ما بقيت الفكره الصليبية قائمة لانقاذ الاراضي المقدسة ، واقترن تاريخ الجمعية بسير الحرب الصليبية التى كانت مبعث قيامها

    ..سجل فرسان المعبد..

    ّّ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    بدات قوة فرسان المعبد في التحول الي من حماية اخوانهم في الدين الى سلبهم ، ومن محالفه الصليبين الى نبذهم ، بل خيانتهم ومحاربتهم في بعض المواقف

    من ذلك ما ينسب اليهم من انهم كانوا علي تفاهم مع حاميه دمشق الاسلاميه حينما اخفق الامبراطور كونراد الثالث في الاستيلاء علي المدينه سنه 1148م

    _انهم في سنه 1145باعوا الي المسلمين اميرا مسلما اراد ان ينتصر بمبلغ ستين الف دينار

    _ في سنه 1166 سلموا بطريق الخيانة حصنا الي الملك نور الدين ، فشنق امورى ملك بيت المقدس ، منهم اثني عشر

    _ينسب اليهم انهم كانوا علي اتصال بالاسماعيليه في الشام ، وشركاء لهم في تدبير عده من جرائم الاغتيال التي ذهب ضحيتها عدد من امراء الفرنج وكبار فرسانهم .

    _ فاشتركوا في موقعة حطين (سنه 1187م ) التى انتصر فيها السلطان صلاح الدين ، وقتل منهم عدد كبير .
    ولما سقط بيت المقدس في يد المسلمين لجا الفرسان الي قلعه منيعه بنوها بالقرب من عكا .

    _في سنه 1218م اشتركوا مع الحملة الصليبية الخامسة في حصار دمياط . ثم اشتركوا بعد ذلك في موقعة المنصورة الي جانب لويس التاسع ، وقتلوا جميعا ما عدا ثلاثة منهم , وهم الذين دفعوا الجزية لتحرير لويس التاسع من الاسر.

    ومن جهة اخرى فقد غدا الفرسان في اوربا قوة سياسية يحسب حسابها ، وغدوا للملوك اصدقاء ونصحاء ، وكانت لهم املاك كثيرة في سائر بلدان اوروبا من العقار والمال . وكانوا يقومون باعمال الصيرفه الدولية ويغنمون من ذلك ارباحا طائلة
    ..قوة فرسان المعبد..

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    في الواقع انهم تغلغلوا في جميع النواحى والشئون ، ونظموا لهم فروعا قويه في جميع البلدان واحرزوا الاملاك الضخمة ، وباشروا

    كثيرا من الاجراءات الماليه التى تقوم بها البنوك اليوم كاصدار السندات والتحاويل ودفع الارباح عن الودائع ، وادارة الحسابات الخاصة ، وكانوا فوق ذلك عضدا قويا للساده والاحبار يفرضون علهم الضرائب علي اقطاعاتهم ويقومون بتحصيلها.

    علي ان كثيرين يؤكدون براءه الفرسان من التهم التى اسندت اليهم
    ومن هؤلاء معاصرهم الشاعرالكبير دانتى الجييرى ، ومنهم فى العصر الحديث المؤرخ الايطالي فيالانى

    ومن مؤرخى فرنتا مينية وجيزو ورينان . وكذلك يوجد بين المحدثين من يؤيد ادانتهم مثل المستشرق فون هامار .
    والظاهر ان الفرسان كانوا بالنسبه للتهم التي وجهت اليهم مذنبين وابرياء في نفس الوقت

    اعنى انهم كانو يكشفون عن اسرارهم وتعاليمهم الدينية الى عدد من الدعاة المقربين وأن السواد منهم كان يجهل هذه الاسرار او بعبارة اخرى كان للفرسان طريقتان فى تجنيد الاعضاء تقترن احداهما بالانكار وانتهاك تعاليم الدين والاخلاق ولا تستعمل هذه الطريقة الا مع المخلصين و المتنورين والاحرار من المفكرين والاخرى عادية للدهماء وكافة الناس .وهذه هي خطة معظم الجمعيات السرية ولا سيما الاسماعيلية .

    وهذه ما يراه لوازلير فى كتابه تعاليم عن تعاليم الفرسان حيث يقول { اذا نحن رجعنا الى تعاليم جمعية المعبد كما وصلت الينا لم نجد ابدا ما يؤيد التهم الغريبة الشنيعة التى ازيعت فى التحقيق ولكن الم يكن للجمعية خلاف التعاليم العامة تعاليم اخرى سواء مكتوبه او شفويه تخول او تفرض ارتكاب هذه الافعال
    عنى تعاليم سرية لا تكشف الا للخاصة الاعضاء }

    ..فرسان المعبد واوروبا ..
    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    مع ان فرسان المعبد ضعفوا في فلسطين بعد هزيمة “حطين” الا انهم حافظوا على كيانهم في اوروبا، بل ازدادوا نفوذا بمضي الوقت ولا سيما في فرنسا، حتى اصبحوا “دولة داخل دولة” في العديد من الدول الاوروبية.

    وادى هذا إلى قلق الملوك والحكام. كما باتوا مكروهين حتى من رجال الدين هناك لأن فرسان المعبد بدأوا يبتعدون عن العقيدة المسيحية وانقلبوا إلى طريقة منحرفة عن التعاليم المسيحية والكنسية.
    لانهم تبنوا بعض التعاليم السرية الباطنية وسرت الاشاعات بانهم يقومون بطقوس غريبة.
    ..صلاح الدين وفرسان المعبد..

    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    صورة للبطل صلاح الدين الايوبي..

    يقول المستشرق الإنجليزي المشهور (توماس أرنولد) في كتابه (الدعوة إلى الإسلام) عن حرب القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي:
    «إن نفس أخلاق صلاح الدين كانت هي الداعية لكثير من الصليبيين الذين كانوا يعادون الإسلام والمسلمين إلى اعتناق هذا الإسلام، ومن الذين اعتنقوا الإسلام أحد فرسان المعبد»

    أن فرسان المعبد هم فدائيون صليبيون، خرجوا متنكرين للإسلام يحاولون جهدهم أن يقضوا عليه ومن الذين اعتنقوا الإسلام أحد فرسان المعبد يسمى (روبرت أوف) في عام1185م أي حوالي عام 581ه‍ اعتنق الإسلام بسبب تأثير أخلاق صلاح الدين عليه، ولقوة شكيمة المسلمين ومضاء عزيمتهم

    وتمسكهم بأهداب دينهم، وقد كان ذلك قبل أن يستولي صلاح الدين على القدس بسنتين وقبل الاستيلاء على القدس فرَّ خمسة من فرسان المعبد عن ملك القدس إلى صفوف صلاح الدين

    ولقد استطاع صلاح الدين بصبره وثباته وبإيمانه وعزمه أن يقف أمام جيوش الصليبيين في وقتٍ رمته فيه أوروبا بأفلاذ كبدها

    فقد اجتمع على حربه كل الأوروبيين؛ فالقيصر (فريدريك) كان من الذين يحاربون صلاح الدين و(ريكارد)
    ملك بريطانيا و(ليو بولد) النمساوي وآخرون من ملوك فرنسا، وسائر ملوك أوروبا قد اجتمعوا تحت قيادة (ريكارد) ملك إنجلترا لحرب صلاح الدين،

    ولكنهم لم يستطيعوا أن يثنوا من عزيمته ولم يستطيعوا أن يقهروه في ذلك الوقت لان الاسلام كان قويا في النفوس

    كان فرسان المعبد هؤلاء في أقسى الناس على المسلمين واشتركوا في أفظع المذابح ضد المسلمين. لذا عندما هزم البطل صلاح الدين الايوبي الصليبين في معركة حطين عام 1187م واستعاد مدينة القدس من أيديهم، صفح عن معظم المسيحيين، ولكنه لم يصفح عن فرسان المعبد بل أعدمهم.

    ..فرسان المعبد والماسونية ..
    ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

    عندمت أعلن الملك الفرنسي فيليب والبابا كلمنت الخامس تحريم هذه الطريقة والقاء القبض على اعضائها عام 1307م. ومع ان بعضهم نجح في الفرار إلا انه تم القبض على معظم أفرادها.

    وفي أثناء المحاكمات الطويلة التي اعقبت هذا القبض اعترف هؤلاء بانهم تركوا الدين المسيحي فعلا وانهم كانوا يهينون السيد المسيح (ع) وأمه.
    لذا فقد تم اعدام زعمائهم وعلى رأسهم “الاستاذ الاعظم” جاكوس مولاي Jacques de Molay عام 1314م وسجن الباقون فانفرط عقد هذه الجمعية او هذه الطريقة في فرنسا.

    ولكن هذه المحاكمات والاعدامات لم تستطع القضاء على فرسان المعبد. فقد نجح بعضهم في الفرار من فرنسا ملتجئين إلى ايرلندة وملكها “روبرت بروس Robert Bruce” الذي كان الملك الوحيد في اوروبا الخارج عن إمرة البابا ونفوذه وسيطرته.

    وهناك لموا صفوفهم مرة اخرى. ولكنهم وجدوا طريقة جديدة في التخفي عن الانظار والاستمرار سراً في نشاطهم… تسللوا إلى منظمة “البنائين” وكانت من اقوى المحافل المدنية في بريطانيا آنذاك، وسرعان ما سيطروا عليها تماماً ثم تغير اسم هذا المحفل إلى “محفل الماسونية”.

    اذن لم يختف فرسان المعبد، بل استمروا بنشاطهم وعقائدهم تحت سقف “المحفل الماسوني”. ويعترف الماسونييون في تركيا بهذه العلاقة بين فرسان المعبد والماسونية.

    ويكفي الاشارة إلى المقالة التي ظهرت في مجلة الماسونيين الأتراك واسمها” معمار سنان Mimar Sinan ” العدد 77 عام 1990 صفحة 78-81 بقلم “اندر آركون Ender Arkun” تحت عنوان “نظرة سريعة إلى جهود الماسونيين في التطور الفكري”…

    اي ان الماسونيين اليوم بعقائدهم وفلسفتهم امتداد لـ “فرسان المعبد”.

    أواخر أيامه

    بعد الصلح سنة 588هـ توجه السلطان إلى القدس ليتفقد أحوالها وتوجه أخوه الملك العادل إلى الكرك وابنه الملك الظاهر إلى حلب وابنه الأفضل إلى دمشق وأقام السلطان بالقدس يقطع الناس ويعطيهم دستورا ويتأهب للمسير إلى الديار المصرية وانقطع شوقه عن الحج ولم يزل كذلك إلى أن صح عنده مسير مركب الانكتار متوجها إلى بلاده في مستهل شوال فعند ذلك قوي عزمه أن يدخل الساحل جريدة يتفقد القلاع البحرية إلى بانياس ويدخل دمشق ويقيم بها أياما قلائل ويعود إلى القدس ومنه إلى الديار المصرية.
    قال ابن شداد: وأمرني صلاح الدين بالمقام في القدس إلى حين عوده لعمارة مارستان أنشأه به وتكميل المدرسة التي أنشأها فيه وسار منه ضاحي نهار الخميس السادس من شوال سنة ثمان وثمانين وخمسمائة ولما فرغ من افتقاد أحوال القلاع وإزاحة خللها دخل دمشق بكرة الأربعاء سادس عشر شوال وفيها أولاده الملك الأفضل والملك الظاهر والملك الظافر مظفر الدين الخضر المعروف بالمشعر وأولاده الصغار وكان يحب البلد ويؤثر الإقامة فيه على سائر البلاد وجلس للناس في بكرة يوم الخميس السابع والعشرين منه وحضروا عندهم وبلوا شوقهم منه وأنشده الشعراء ولم يتخلف أحد عنه من الخواص والعوام وأقام ينشر جناح عدله ويهطل سحاب إنعامه وفضله ويكشف مظالم الرعايا فلما كان يوم الاثنين مستهل ذي القعدة عمل الملك الأفضل دعوة للملك الظاهر لأنه لما وصل إلى دمشق وبلغه حركة السلطان أقام بها ليتملى بالنظر إليه ثانيا وكأن نفسه كانت قد أحست بدنو أجله فودعه في تلك الدفعة مرارا متعددة ولما عمل الملك الأفضل الدعوة أظهر فيها من الهمم العالية ما يليق بهمته وكأنه أراد بذلك مجازاته ما خدمه به حين وصل إلى بلده وحضر الدعوة المذكورة أرباب الدنيا والآخرة وسأل السلطان الحضور فحضر جبرا لقلبه وكان يوما مشهودا على ما بلغني.
    ولما تصفح الملك العادل أحوال الكرك وأصلح ما قصد إصلاحه فيه سار قاصدا إلى البلاد الفراتية فوصل إلى دمشق في يوم الأربعاء سابع عشر ذي القعدة وخرج السلطان إلى لقائه وأقام يتصيد حوالي غباغب إلى الكسوة حتى لقيه وسارا ج

Comments are closed.