قال: «كأس العالم ابتزاز وفساد مالي.. وأين ضمير العالم»

القذافي يعشق إيفرتون ويحـترم بلاتر.. ويكره الـ «فيفا»

دبي التاريخ: 13 مارس 2011 الامارات اليوم

كشفت صحيفة «الميرور» البريطانية، أخيرا، أن العقيد معمر القذافي عاشق لفريق إيفرتون الإنجليزي الذي يعتبر أحد أندية شمال انجلترا وهو الجار اللدود لليفربول، وأشارت «الميرور» أن «قصة عشق القذافي لإيفرتون بدأت حينما زار الفريق ليبيا عام 1979 في رحلة، وأعجب القذافي كثيرا بإيفرتون لدرجة أنه قام بتغيير زي المنتخب الليبي إلى الأزرق بالكامل وهو لون الزي الذي يرتديه إيفرتون»، وأضافت «الميرور» أن «القذافي قام بمكافأة كل لاعب في الفريق الذي كان يقوده المدرب غوردن لي وقتها بسجادة عربية فاخرة».

وعلى الرغم من حبه وعشقه فريق ايفرتون، الا ان تناقضات القذافي في طرح الافكار بقيت مثارا للجدل، إذ يتحدث في كتابه «الاخضر» في قسـم الرياضــة والفروسية تحديدا عن فساد الاتحاد الدولي لكرة القدم الـ (فيفا)، وبطولات كأس العالم التي تتحكم فيها الدول الغنية، ثم يعود بعد الانتقادات والاتهامات اللاذعة التي وجهها لـ«فيفا» ويصف القذافي رئيس الـ «فيفا» السويسري جوزيف بلاتر بالرجل الحكيم، وقال «السيد بلاتر هو رجل حكيم، إنه ليس برجل فاسد، شخصيا أنا أحترمه، ولكننا غير متأكدين إن كان يملك القدرة على تغيير بطولة كأس العالم أو إلغائها».

إلى ذلك وبالعودة إلى الكتاب الأخضر، ففي الفصل الثالث من قسم الرياضة والفروسية من الكتاب الأخضر، تحت عنوان «الفيفا: إصلاح أم إلغاء»، الذي تم وضعه في الموقع الرسمي لمعمر القذافي في يونيو ،2006 يرى القذافي أن «بطولة كأس العالم تحولت إلى مشروع اقتصادي من الاستغلال والابتزاز، بدلا من أن يكون مشروعا للرياضة والترفيه، وبعد ذلك تحولت إلى الفساد وأصبحت مشروعا فاسدا».

وأضاف: «تمت عملية غسل الأموال وتزوير الجوازات تحت مسمى كأس العالم، وعقدت الألعاب الوهمية للحصول على المال، من خلال الأسعار المتضخمة للتذاكر».

ولفت القذافي إلى أن «الفساد وصل إلى مرحلة من التهديد بالقتل والإيذاء الجسدي، والتسبب في إلحاق الخسائر المادية بكل من يحاول أن يفتح ملفات الفساد».

واستمر القذافي في انتقاده الشرس لـ«الفيفا» وبطولات كأس العالم، إذ وصف بطولة كأس العالم بأنها تحولت إلى «سوق للعبيد»، وقال: «بطولة كأس العالم تحولت إلى سوق للعبيد، وأصبحت ممارسة الاتجار في البشر واسعة الانتشار، فيتم شراء اللاعبين وبيعهم من دولة إلى أخرى ومن نادٍ إلى آخر، الشباب في الدول الفقيرة يصبحون عبيدا للدول الغنية».

وأضاف: «العبودية والاتجار في البشر من إفريقيا إلى أوروبا وأميركا ومن أميركا الجنوبية إلى أوروبا عادت إلى الحياة عبر بوابة كأس العالم، هذا الإذلال بالشباب يقع لأنهم فقراء ولأنهم يأتون من دول إفريقية وأميركية جنوبية وبعض الدول الآسيوية الفقيرة، لهذا السبب وحده يتم شحن هؤلاء الشباب إلى معسكرات العبيد الخاصة بأندية الدول الغنية، فالأندية المكونة لـ(الفيفا)، هي أندية الدول الغنية».

واتهم القذافي الـ«فيفا» وبطولات كأس العالم بأنها «يتم التحكم فيها من قبل الدول الغنية، والدول الفقيرة لن تحظى أبدا بشرف استضافة بطولة كأس العالم».

وأضاف: «لو تمنت هذه الدول الفقيرة أن تستضيف بطولة كهذه، فإنه حتى وإن أعطت كل ما لديها من أجل الحصول على هذا الشرف، وحتى وإن ركعت على ركبتيها متوسلة إلى رئيس وقيادات الـ(فيفا)، فإنها لن تحظى بهذا الشرف مطلقا، لماذا؟ لأن استضافة بطولات كأس العالم تتطلب مجالات للعب فيها وهي مقترنة بمعايير خاصة متوافرة للدول الغنية فقط».

وتابع: «تتطلب استضافة بطولات كأس العالم نوعاً معيناً من البنى التحتية، فغالب دول العالم الثالث تعاني ضعف البنى التحتية في مجالات الاتصالات والمواصلات والمطارات والموانئ والفنادق وغيرها، كل هذه الشروط تسببت بشكل طبيعي في جعل استضافة بطولات كأس العالم، احتكارا للدول الغنية فقط، لهذا فإن بطولة كأس العالم ليست حدثا دوليا ولا تنتمي إلى جميع الناس».

ويرى القذافي أن «بطولات كأس العالم عززت اليمين المتطرف والميول العنصرية في العالم» ويشرح القذافي سبب ذلك، بالاستشهاد على دليل «لا يدحض»، حسب وصفه وهو «واقع أن الاتحادات التي تساند الأندية الرياضية هي اتحادات عنصرية من اليمين المتطرف». وتساءل القذافي «أين هو ضمير العالم؟». وانتقد القذافي المليارات التي تصرف على بطولة كأس العالم، مشيرا أنه من الأفضل صرف هذه المبالغ على محاربة الفقر والمرض والمحافظة على البيئة.

وقال: «ضمير العالم يحتاج إلى الاستيقاظ، فإن كانت المليارات من الدولارات تصرف حاليا على بطولة فارغة ككأس العالم، فإنه من الأفضل صرفها على الفقراء من خلال محاربة الفقر والمرض والمحافظة على البيئة، وسيكون ذلك أفضل لجميعنا عوضا عن هدر المليارات على الرياضة والرهان على كأس العالم».

وأضاف: «كان من المتوقع أن يتجاوز حجم الرهانات في الرياضة في 2006 إلى أكثر من 250 مليار دولار، وحجم النشاط الرياضي في أميركا في ،2004 تجاوز 200 مليار دولار، الفضائح والفساد في هذه اللعبة سيتم الكشف عنها في كتاب الصحافي البريطاني آندرو جينينغس، وبعض تلك الفضائح وقضايا الفساد قد تم الكشف عنها من قبل تقارير صحافية أوروبية». وأعطى القذافي حلا لاستضافة كأس العالم، وتجلى هذا الحل في أن «لكل دولة الحق في استضافة بضع مباريات لكأس العالم على أساس سعة الدول، وبغض النظر عن الشروط الظالمة المفروضة من قبل كأس العالم».

وأضاف: «يجب توزيع المباريات بين دول منطقة أو قارة معينة، فالتوزيع يجب أن يتم على أساس القدرة الاستيعابية من الدول المعنية».