السلام عليكم،،،

اليوم يايبكم قصيدة من اروع القصايد

ذات المعاني المستحدثة & الألفاظ الجزلة

في احدى روائع الشاعر المرحوم ابن ظاهر الماجدي
” المتوفى حوالي عام 1123 هـ “

شاعر معروف جداً ، يمثل ظاهرة غير عادية في دنيا الامارات
لما يمتاز به من خصوبة الفكر ، و روعة الحكمة ، و المثب و صدق التصوير

٬٫

دفع شاعرنا الى نظمها نسيم عليل أوحى طيبه الى قلبه بذكريات جميلة
فاشتجاش الشعر من مكمنه

كما زاد ولوعه بذكريات صباه هديل حمائم يسجعن على رأس رابية لا يدري ما خطبهن

كما انهن لا يدرين ما يقاسيه من تباريج الشوق و آلامه انه يحن يحن لتلك الأيام
الخالية التي قضاها سعيداً هانئاً بين مسامرة الاصدقاء و احتساء لبن النياق

و كيف تبدل به الحال و فرقته تصاريف الزمان ، فكم صاحب غالِ تناءت به الديار
و شط به المزار ، فأصبح اثراً بعد عين

ثم ينتقل بنا الماجدي الى وصف مهاجمة الشيب له ، و كيف غشّى شعره الأسود البياض
الذي يراه الشاعر اظلم في عينه من الظلام؟

و لقد تشبث بالشباب يستبقيه ، فأبى عليه ممتنعاً

فألتفت الى الشيب متسائلاً :
ماذا يا ترى انا صانع معك ؟

فـ رد عليه الشيب مطمئناً :
اصبر يا هذا و لا تجزع ، فلست الوحيد .. فقبلك الكثير الكثير
و لو كان يفدى الشباب لافتداه من سبقوك بحد سيوفهم و رؤوس رماحهم

فلم يملك الشاعر الا ان يفوض أمره الي الله عز و جل قائلاً :
لعل في المشيب لنا ثواباً ، فـ الشباب لا يطيل عمراً ، كما ان الشيب لا يقصره

لكن شاعرنا رغم ذلك يتبرم بالشيب و مساوئه و يصف لنا من تلك المساويء
ضعف سمعه و خور قواه ، و إن الشيب لا يتيح له الرؤية الواضحة
و لا القوة القوة الكافية

لكنه جلابٌ للهموم ، طارد للنوم
فماذا يصنع و هذا حال الدنيا ، فليس بعد الشباب الا المشيب

و لا بعد الحياة سوى الممات

ثم يعود بنا الى ايام صباه ، فيحدثنا عنها و عن تلك الفتاة الفاتنة
التي يحدها الغزال على سحر عيونها

و لكم ضمهما من مقام و أنس برؤيتها أياماً ثم تدخل الزمن كـ عادته ففرق ما جمع
و شتت ما إلتأم ، فما للشاعر ابن الظاهر الا ان يرفع كف الضراعة الى الله

و يدعو ان يسقي تلك المواطن الغالية من ماء المزن الهتون ، و ينبت فيها العشب
فـ يضل الماء في غديرها شهراً تؤمه الناس ضاربة حوله الخيام

و يختتم الماجدي قصيدته بـ مدح قبيلة بني هلال
و وصفهم بالصناديد عند لقاء الأعداء

٬٫

القصيدة :-

يقول المايدي ابيات شعر(ن)
ترا بنيانها عنوان مابي

يذكرني الى منّي طلعت
على دربـ(ن) رفيع البني نابي

و ذكرني هواي و زاد مابي
حمامـ(ن) ناح في روس الروابي

حمام فيه مختلف اللحون
حزينـ(ن) مستليع أو شي رابي

و لا ادري بما وآله عليه
و لا هو زاد في الماضي درابي

على دهر(ن) مضى لي من زمان
رعاك الله يا عصر التصابي

ربينا في بهيات الشباب
على حلوة رعيـّ(ن) و اختلابي

و اداري شرهة الخل الودود
و هو ينوي الصدود أو لا درابي

تبدل عقب ذاك الحال حال
عتابـ(ن) و القلوب ابلا عتابي

و شطّت بي صروف النايبات
عن الأولاف و ابتعد المدابي

و كمـّ(ن) صاحبـ(ن) عندي ضنين
تنايت به إكاربه عن إرجابي

حيث نّه عاين الطلب اللحوق
و حلّ البوم في ميرا لغرابي

على راسي فقلت انّه يلف
غشاني مفرقي و ياّ النقابي

بليت ابهمتـ(ن) ما استطعها
عشية ينتهي عنّي شبابي

عزيته لا تسير أنا اباك
ربيع إخواك ماذا ينقفابي

تخليني لمن لا أهتويه
يجوز المستجير ابلا مثابي

أبا معه الهزيمة قال تمّ
بغينا با نهوش إيلاه مآبي

و قلت الشيب كيف الشور فيك
و قال الصبر منك أو لا تهابي

تظنّ الانت عادات المشيب
فكم قبلك و انت من الحسابي

و لو هو نيفدا كانوا فدوه
بحد السيف و اطراف الحرابي

فقلت الانت صلحك ما يدوم
و لو صافيت فيك الأنجلابي

جهالة من عطاك أسرار حال
على غرّات قلبـ(ن) مستذابي

فلنت ابمانع تقدير ربـ(ن)
فربت في المشيب إلنا ثوابي

عليك الحفظ يا جار السرور
الى عادك مغيفـ(ن) من جنابي

و كم من شايبـ(ن) امهل عليه
و خلاه الزمان ايلين شابي

جليل الشوف و ان حقّ القيام
إيقوم الا على زمعيه حابي

و لا ينظر و لو تومي عليه
و لو ناديت ما رد الجوابي

ليالي بين طيّ الجانحات
لكن ابها سوام النمل دابي

و قلبـ(ن) كنّ فيه اللاّضيات
شواب مثل مخمي المطابي

وعدّتني الهموم لذيذ نوم
أراعي للنجوم امتى الغيابي

أرى الدنيا ممر ابلا مقرّ
و ارى الأرواح آخرها الذهابي

و تاليت الحيات الا الممات
و تاليت الممات الاّ الحسابي

ثلاثـ(ن) ما أرى عنهن مطاف
مؤرختـ(ن) بآيات الكتابي

قبا اللوح الجديم و لو بغيت
يضمّه ولف ما هذا ابقابي

طرالي ما مضى لي من زماني
رعاك الله يا عصر التصابي

و يوم اصياي غر(ن) في هواي
و لي شرك يصيد الا البيابي

نحيلة حال للشّاجي غزال
يفرّق بينهن لبس الثيابي

نحيل الحال يوم الارتحال
كحيل العين للعشّاق سابي

الى من انتوا عقب المقام
و عقوا عنه مستور الحجابي

يدناّ له الى الحق الضعين
أبو فطرين مصبوغ العلابي

و سيع الصدر ماهو بالعيول
ايلين العرش واباها الموابي

تواما مثل كتفان الجراد
عيالـ(ن) ذا يطف و ذاك دابي

و قام ايهيف برقوم تغيف
و رزمـ(ن) من ملاعبو الهدابي

صنايع من يزين ابها الرقود
مصد(ن) بي و لانا عنه مابي

الى جال اللثام عن الوشام
و بانت ثناباه العذابي

و بن الا اخف خوفـ(ن) يبين
لرمّاي الوشات أو يشمتابي

ثنايا ظعن مقرود الثنايا
الى قفّا نعوي له ارقابي

تنايت به اظهور امعطفات
حنايا ارقابهن سمح العلابي

وقافا ما عطاني منه طوع
يداري الواش صمـ(ن) ما ينابي

كتومـ(ن) ما يخبرني بحال
و هذا ليس منّه يشمتابي

ملاقاته إظنون بعد حول
حوالي موطنه امنين رابي

الى نام الأنام سرى الغمام
سريع الثايبات إمن الشعابي

يتم الماي في مغناه شهر(ن)
جلوب الريح من غشي الثيابي

الى وافا سبوعينـ(ن) تمامـ(ن)
و لف النبت جلباب الترابي

اتجي اظعاين البيت الرفيع
تلوف الحضر ماشي تهابي

بنوفيها بحمر أو صيد نمر
و سمر(ن) ما بنوها بالتغابي

عتات الأمر ركبو فوق ضمر(ن)
مطاويع من الخيل العرابي

شلاغيف الرجال بني هلالـ(ن)
الى من البلاشب إلتهابي

طفوا نيران حرب المغتدين
و خلوا حامي النيران جابي

وراها اليوم خالية الربوع
من النزلات خالية الكعابي

و لافيها بهاه أو في وراه
زوال مثل ما طلّ الظبابي

و صلى الله على سيد قريش
عدد ما هل مزنـ(ن) من سحابي

٬٫
ما قرأتموه منقول بـ تصرّف
من كتاب
[ تراثنا من الشعر الشعبي ]
الجزء الأول

جمع و تحقيق :
الشاعر / محد بن خليفة أبو شهاب – رحمه الله –

اتمنى ان القصيدة عيبتكم
و في انتظار آرائكم و تعليقاكم

للأمانة : الموضوع منقوول

4 thoughts on “يقول المايديـے ابيات شعر(ن) . . .

Comments are closed.