يحدث في «تعليمية» أم القيوين

بقلم :فضيلة المعيني

مع بداية السنة الدراسية ـ وعلى غير العادة ـ ارتفعت الأصوات في مدارس منطقة أم القيوين التعليمية تشكو واقعا حسبناه عاديا لا يلبث أن يتلاشى وتعود الأمور إلى مجاريها، خاصة فيما يتعلق بعدم توفير وجبات للطلبة ومنع فتح المقاصف المدرسية حتى لبيع مياه يروي بها الطلبة ظمأهم، فضلا عن معاناة الأهالي الشديدة عند شراء الزي المدرسي وهي مشكلة تكررت في أكثر من إمارة.

لكن ها هي الأيام مرت والتذمر بدا زائدا وأبسط ما قدمه البعض من وصف لحال الميدان التربوي هناك أنه أصبح «مؤرقا»، تارة بسبب التنقلات بين المعلمين والمعلمات بما لا يمت لمصلحة العملية التعليمية والتربوية بصلة، وتفريغ الميدان من كفاءات، ونقل معلمات لم يمض على آخر قرار نقلهن أكثر من سنتين.
واستقالات وطلب الإحالة إلى التقاعد بين صفوف الكثيرات، وقرارات تعسفية، أمور أدت إلى ما لا يحمد عقباه حين ساءت العلاقة بين إدارة المنطقة وبعض الميدان التربوي الذي يرى أن العلاقة أصبحت تتسم بالدكتاتورية ومركزية التخطيط والتنفيذ، وأن هناك من فهم خطأ الصلاحيات الإدارية والفنية التي منحتها وزارة التربية والتعليم للمناطق التعليمية.
مبعث الضجر أيضا كما يرويه تربويون هو تدخل المنطقة في تفاصيل العمل اليومية للمعلم وفرض خطط عمل تحول دون تميز المعلم على آخر وتمنع الإبداع خاصة في الأنشطة الصفية وغيرها من الأمور التي تتطلب أن يكون للمعلم دور في إبراز قدرات طلابه من خلال ما يعده لهم وما يظهرونه بدورهم من مهارات تصقل جوانب أخرى من شخصيتهم وتعزز تحصيلهم الأكاديمي.
هؤلاء لا يشككون في نوايا المنطقة التعليمية نحو بلوغ أسمى الأهداف، لكن لا ينكرون أيضا أهمية أن يسلك الكبير السلوك الأمثل لنيل ما يصبو إليه وأن يدفع بالحب لا بالعصا الكوادر العاملة لديه نحو بذل المزيد والالتزام حتى يؤتي ثماره.
نقول إن الميدان التربوي وبالأخص المدارس ربما كانت أكثر من غيرها في حاجة لأن يسودها الاستقرار والهدوء والأمان والحرية والسلام، حتى يستطيع من فيها أن يعطي ما لديه، وحتى يكون ما يعطيه مثمرا ونافعا، عدا ذلك، فلن ينوب التعليم سوى المزيد من الضعف كنتيجة طبيعية لحالة عدم الاستقرار الذي يعيشها من فيه.

9 thoughts on “يحدث في «تعليمية» أم القيوين/بقلم :فضيلة المعيني

  1. عادي مفاجآت السبوع الاول من العام الدراسي وهذا بسبب تقارب دوام الاداريين والمعلمين ويا الطلبة واكيد ما بيكون فيه تنسيق اداري في بداية الاسبوع الاول اشوفه عادي وهاي امور صغيرة يمكن تداركها بعد الانتظام في الدراسة

    وان شاء الله يكون عامنا عام مثابرة ونجاح وتفوق


  2. سبحان الله ..

    مجال التعليم دائما في بلادنا العربية من أتعس المجالات
    وليت أحد المختصين يوضح ويبين السر في هذا الأمر

    إدارات التعليم بالذات الرسمية تجدها دوما تعاني من سوء الإدارة وبالتالي كثرة المشاكل
    والنتيجة طبعا الضحية الطالب والمعلم والعلوم ..

    معروف في العالم أن التعليم يجب أن يواكب التطور الإجتماعي لتكون المكتسبات فعالة
    يمكن أن تخدم سوق العمل وبالتالي يتطور المجتمع ..
    ونحن عندنا نجد أن إدارات التعليم هي من تفتعل المشكلات وهي التي تتعمد أن تعرقل
    سير العملية التعليمية أحيانا بقرارات سلبية تقتل الوقت وتضيع الجهود

    ماذا يضير لو تركوا المعلمات يمارسن مهامهن في جو مريح ومستقر ؟؟
    لماذا النقل المزعج بدون دراسة جدوى لهذا النقل
    لماذا لا يراعى فيه أبسط حقوق المعلم ليتمكن من العطاء في جو مريح مشجع للبذل
    لماذا لا يفرّغ المعلم ويهيء نفسيا ليقوم بعمله على أفضل وجه

    مثال من واقع مشاهدة ومعايشة .. قبل كم سنة كانت المعلمات القاطنات في مدينة أبوظبي
    يفرض عليهن العمل سنتين أو أكثر في مناطق نائية !! ويعد هذا شرطا ملزما للإستمرار في المهنة والوظيفة

    ولنتصور معاناة المعلمات في التنقل صباحا وظهرا وبالذات الحوامل بين ابوظبي ومناطقها النائية التي قد تبعد
    عنها عشرات الكيلو مترات .. يعني توصل المعلمة بيتها وكأنها قادمة من سفر يومي متعب جسديا ونفسيا

    وصراحة لا أعرف سبب هذا التعذيب المتعمد وهل هو تطفيش للكوادر الوطنية أم أنه من ضمن عادات وتقاليد
    وزارة التربية التي لا يجوز التخلي عنها بأي صورة كانت ..

    اليوم وظيفة المعلم هي أهم وأخطر وظيفة وكلنا نعرف ذلك ولكن الإدارات التعليمية لا تعرف !!
    ماتعرفه فقط أن تضغط وتتعب وتبهدل وتعذب المعلمين والمعلمات الذين هم سبب وجود هذه الإدارات

    كلمة حق في مجلس أبوظبي للتعليم .. أخيرا تنفسنا تطويرا وأحس المواطن أن هناك أناسا يعملون
    لتطوير التعليم ومساعدة المعلمين وتشجيعهم للإستمرار وبذل الجهد لمصلحة العلم وطالبه ومعلمه

    شكرا كبيييرة لمجلس بوظبي للتعليم
    وشكرا أكبر وإمتنان كامل لمن يقف وراء جهودهم بالدعم والمساندة ..

    الله يوفق الجميع

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك …
    لك مني أجمل تحية .

Comments are closed.