ان قرار “المحاسبة والمسائلة” الجاري تفعيلها حاليا في سوق دبي يعتبر خطوة جريئة لتعزيز الشفافية ووضع السوق في مساره الصحيح, ولكن يبدوا أن طريقة تطبيق القرار لم يكن موفقا حتى الان. وهذا واضح من خلال التكتم الشديد من الجهات المسؤولة ومراوغة الشركات المتهمة في تاكيد الخبر وتسرب الاخبار وتاكيدها من الاعلام الاجنبي. وهذا بدوره ادى الى عدم وصول الاخبار الى جميع فئات المتداوليين والمساهمين في نفس الوقت والزمن “طبعا صغار المستثمرين اخر الناس علما بالاخبار”.

ولذلك المتتبع لتحركات اسعار اسهم “شركات الاختلاسات” او تحركات مؤشر السوق يجد بأن هناك “فئة معينة” من المتداولين كانوا على علم بما سيحدث من استصدار “قرار الاعتقالات والمحاسبة” بفترة زمنية كافية للتخلص من اسهمهم او الخروج من السوق …

فلو تتبعنا مسار تحركات سهم ديار فقد تجمد عند حدود 3 دراهم وبداء التسييل عند هذا السعر ولم يتحرك ايجابا مع وضع السوق في تلك الفترة, وبعده بفترة جاء خبر الاختلاس بعد ان فقد السهم جزء كبير من سعره.

اما سهم “دبي الاسلامي” فقد تجمد السهم عند حدود 10 دراهم بعد توزيع الارباح في شهر 4, والمتتبع لسعر السهم في تلك الفترة يجد بان هناك تداولات مريبة على السهم في تلك الفترة, واذكر انني اتخذت قرار البيع عند 9.50 درهم “على خسارة” واتصلت في احد الموظفين في بنك دبي الاسلامي وقلت له هل هناك اي مشاكل على البنك حيث ارى هناك تداولات مريبة على السهم ولكنه لم يكن على علم بشئ. وبعده بفترة تأكد خبر “الرشوة” واعتقال احد المسؤوليين في البنك ولكن بعد فقدان السهم لجزء كبير من سعره.

طبعا عدم تحرك سوق دبي وفقدانه لمكسابه المتواضعه منذ بداية السنة وتذبذبه المريب للجميع يولد الشك بالعلم المسبق “لتلك الفئة” باستصدار “قرار المسألة والمحاسبة” والاستفادة منه. ومن هنا يبدو وبعد التأكيد الرسمي على المضي قدما في تطبيق قرار “المسألة والمحاسبة” هذا لا يمنع من استخدام واستقصاء اخبار المسألة في اتخاذ القرار الاستثماري على المدى القريب, حتى ولو أن جزء كبير من هذا الخبر قد استفادت منه “تلك الفئة”. وهذا ايضا لا يمنع من إستخدام نظرية تركيب قطع الفسيفساء لإكمال اللوحة في اتخاذ القرار الاستثماري “mosaics theory” وخاصة يبدوا اننا نعيش سنة المكاشفة والمحاسبة. وايضا هذا لا يمنع بأن يكون إعلان قرار ” المسألة والمحاسبة” مادة دسمة للمضاربين في نشر الاشاعات لخلق البلبة في السوق والاستفادة منها.

وبما اننا نعيش في سوق الاسهم, وهو سوق مبني أساسا على بناء التوقعات على اساس المعطيات الحالية والتاريخية, أنا شخصيا اتوقع بأن تحذوا سوق أبوظبي نفس الطريق بأعلان “المسألة والمحاسبة” .. ولكن متى وكيف .. فهذا يعتمد على القراءة الدقيقة لتحركات “تلك الفئة” … مجرد توقعات قد أكون مخطئا ..

لا تكن سلبيا في تلقي الاخبار السلبية … ولكن حاول الاستفادة منها في حماية رأس المال وزيادة ارباحك … فهذه لعبة الاسواق المالية … لا توجد فيها الرحمة والصدقة … إنما “الصراع على المال”

6 thoughts on “هل كان هناك تسريب لقرار المسألة والمحاسبة .. ومن المستفيد .. وكيف استفيد

  1. محفظة منتدى الامارت للاوراق المالية

    حان وقتها

    المنتدى يزخر بالمحللين والمضاربين الاشاوس والاعضاء المخلصين

    كونوا مؤثرييييييين

Comments are closed.