هل التعدد نعمة ام نقمة ؟؟

هذا المقال مبني على قصتين مختلفتين من جيلين مختلفين ، وأحببت أن اسرد لكم القصتين لتكونوا معي الصورة التي ارتسمت في ذهني ، الأولى وهي ما سمعتها من شخص قارب عمره الثمانين ونقلها عن والده وقد تكون حسب استنتاجاتي سنة 1910م ، ويرويها لي هذا العجوز والابتسامة تملا وجهه ، فيحكي لي أن والده كان معروف عنه الشهامة والنبل وكان لا يرد مسكينا ولا يسكت عن حق مظلوم ، وإذا حدث أمر تطلب فيه رأي سديد كان أول من يلجأ إليه الناس ، وكان والده متزوجا من والدته وأمه فلانة وأمه فلانة وأمه فلانة ، هنا (وكأن احد قد دعا علي بان يصيبني موقف محرج لا أنساه طوال حياتي) ضحكت وحاولت أن اكتم ضحكتي ولكن لم تفلح محاولتي في أن لا تصل الضحكة لأذن العجوز الذي استشاط غيضا وأنبني بأسوأ العبارات القوية التي أحسستني بمدى سخافتي وقلة أدبي وعدم احترامي لمن هو اكبر مني في السن ، ولكن أصر العجوز أن يعرف لماذا ضحكت ؟؟ فأخبرته بان والده ما شاء الله لم يبق على الأخضر واليابس وتزوج من أربع ، ضحك العجوز وقال لي في الماضي إذا حصل أن توفى رجل في القبيلة أو تطلقت امرأة فبعد انتهاء العدة لا تكمل سوى أشهر قليلة وتكون في عصمة رجل آخر إلا القليل ولا تكمل عندهم المراة ال 30 الا وهي في عصمة رجل ، الا من كانت سمعتها او سمعت اهلها شائنة (خايسة) ، وقام وهو يضحك ويقول : عيال النيدو ما فيهم فايدة يضحكون على الرجال.

ولا ادري لماذا عندما قال لي العجوز هذا الكلام تذكرت موقف مر به احد معارفنا منذ عدة سنوات ، فقد كان متزوجا وله ابنتان وتوفت خالته وكانت لها بنت في 30 من عمرها ، ليس لها احد فقد كانت وحيدة أمها وأبيها ، وكان أهلها من الأب لا يعيشون في الإمارات ، ومن الأم لم يكن عندها سوى خالتها وخالها المنوفي ، فاخبر الرجل زوجته بنيته للزواج منها ، وذلك لبقائها تحت عصمة رجل ، ولكن الزوجة لم توافق على هذا الطلب ، وطلبت الطلاق من زوجها الجاحد الذي على حد قولها كان ينتظر الفرصة ليتزوج ، اتخذ الزوج موقف حازما ولم يلتفت إلى تهديدات زوجته وتزوج من ابنة خالته ، فأصرت المرأة على موقفها وقالت في ادعائها أن زوجها خانها وأهدر كرامتها وجعلها عرضت لكلام الناس ، لم يطلقها ولكن بعد أن وصل الأمر إلى القضاء ، وبعد مرور سنة على هذا الموضوع طلقها الزوج وكانت الحسرة تتملكه على هذا القرار ، وفي الجانب الآخر أقامت المرأة حفلة (طلاق).

ومن هذه القصتين نرى ان واقعنا أصبح نقمة لنا (مع ان ازدياد عدد الحريم يحثنا ان نتزوج وهذه نعمة) فالخبر يفرح قلب الرجل (ولكن قلت الرجل) ، عند النظر للماضي نجد تناقضا كبيرا جدا ، فبالأمس كان عدد الرجال اقل أو يساوي عدد الحريم ولكن كانوا يتزوجون أكثر من امرأة ، وكانت لهم إماء (جمع امة وهي الجارية) فلم يكن الأمر مجرد وجود أكثر من امرأة في حياتهم أو لمجرد إشباع الرغبات الجنسية ، فقد كانت سنة الحياة ، واليوم أصبح عدد الرجال ضعف (دبل لعيال النيدو) النساء ، ولا يمكن الآن شراء امة (جارية) ، فما سبب ازدهار التعدد في الماضي وقلته حاليا مع إننا وبشهادة أكثر من محلل ودكتور نفسي في حاجة له وقد يكون حبل النجاة من تدهور الأخلاق وبيع الأعراض ، ولكن لنكن واقعيين ونرمي القناع الذي نخدع به أنفسنا وننظر داخل اعماقنا لغرائزنا ، ما هو سبب كثرة الخيانات الزوجية وما هو الحل ؟؟ ان كانت للرجل ففطرته تقوده للزواج بأكثر من امرأة وقد لا يجد في امرأة أشياء يحبها وهذا الشيء قد يكبته لينفجر يوما في معصية أو نزوة تدمر البيت الزوجي ، فالزواج من أخرى قد يجعله يتنفس من خلالها وينقذ البيت الأول ، ومن جهة أخرى فالزواج من أكثر من امرأة يجعل الزوج ينشغل بهن فيبتعد عن التفكير في غيرهن (أصلا ما شي وقت يحك راسه) ، ووسائل الاتصال الحديثة قربت الزوج أكثر من أي وقت مضى ، فعند حدوث أي طارئ تستطيع ان تجده بأسرع وقت .

فما هي الأسباب التي تمنع الأزواج بالزواج من الثانية أو حتى الثالثة والرابعة ، لاشك بان هناك عوامل ومؤثرات كثيرة وأهمها في نظر العجوز هو (النيدو) ، ولكن هل هو بالفعل ما قصده العجوز بأنه لم يعد في هذا الزمن رجال ، ما نراه حولنا من تحويلات للجنس (الجنس الثالث ) واسترجال المرأة ( البويات ) ، هل هذا هو السبب ؟؟ في نظري هناك سبب جوهري وهو نظرة المرأة للزواج ، في السابق قد تجد المرأة تتحامل في قلبها وهي العاطفية التي تأخذ كل شيء بحساسية لفترة ثم ترضخ للأمر الواقع وهي المضحية لأجل من تحب فتتنازل لأجل راحته ، ولا تسمي هذا الشيء بالخيانة إنما يكون سنة الحياة ، أما اليوم فمع ازدياد تدخل المرأة في كل شيء وحتى مسؤولية البيت فأصبحت لديها كلمة لا ترد وفعلا يا إخواني أصبح هناك مكان للمرأة في القلب باسم الخوف وليس الحب ، وهذا الشيء يجعل الرجل يفكر ألف مرة قبل أن يتزوج عليها ، ولا اعني هنا التخويف بالضرب أو ما شابه ، بل بخسارة المرأة أو الأطفال أو حتى البيت (بعض الحريم لا يهمدن حتى تسجل البيت باسمهن كعربون للوفاء (وهو في الأصل خوف من شيء لا بد من وقوعه)) فاصبح الرجل يضحي بحق أعطاه الله إياه ، ولماذا تسمية التعدد بالخيانة , فاسألوا مهند ونور واسألوا لميس ، واسألوا الإعلام الذي يحمل الأفكار الغربية للزواج ، للعلم فان أكثر الخيانات هناك (بسبب عدم شرعية التعدد) وأكثر قضايا الطلاق هناك أيضا (العصمة في يد المرأة ) ، فالمرأة تتوقع أن يكون حبيبها كقيس وعنترة وليعلموا أنهم كانوا واحد من مليون ، فليس كل رجل كمجنون ليلى وليس كل امرأة ليلى.

وانوه إنني خاطبت الجميع وليس الرجال وانأ متأكد أن المرأة لن تستطيع فهم الرجل ولكن نصيحة لجميع أخواتي المتزوجات إنهن كحارس لشجرة ، في غابة لشجر قليل وكثر الجوع فيها , فمصير الشجرة أن تكبر و تثمر ، فإنها سنة الحياة ، ولن تستطيعي التقاط جميع محصول الشجرة لوحدك ، فإما أن تجعلي من يساعدك في الشجرة لتضمني حصولك على حقك بالكامل ، ام تكون الشجرة عرضة للسرقة من بعض الذين لا يمتلكون شجرة لأنهم في النهاية بشر ولهم غرائز وسيخربون شجرتك بأيديهم المتسخة بالأمراض لينقلونها لك ، وستجعلين بعض الثمر يذهب سدى وهناك المئات من العفيفات اللاتي يردن لو لقمة من هذه الحياة ولكن بالحلال.

في الختام لاغير هذا الجو المشحون اليكم بهذه النكتة الطريفة عن التعدد :

الزوج : يا حرام يا زوجتي العزيزة انظري الى العراقيات انهن بحاجة لمن يقف بجانبهن (تلميح للزواج).
الزوجة : نعم لقد رايتهن ولكني ارى ان حال اخواتي الصوماليات اردى فما رايك ان تقف الى جانبهن.

9 thoughts on “هل التعدد نعمة ام نقمة ؟؟

  1. الزواج بشكل عام نعمه والريال من حقه يعدد لكن ما أجمل أن يتنازل عن حقه من أجل اسعاد شريكة حياته وام عياله .

  2. هل التعدد نعمة أم نقمة؟

    الإجابة:- الزواج نعمه والتعدد أيضا نعمه ولو كان نقمه ما كان الله حلله للرجال… وأنا أتمنى أن أتزوج الثانية والثالثه في أسرع وقت ممكن…. وشكرا على كتابة الموضوع مع التحفظ على النكته ..

Comments are closed.