” الشيزوفرونيا ” فى الطب النفسى تعرف بأنها حالة إنفصام الشخصية و يعانى مريضها أعاذنا الله و إياكم من حالة إزدواج فى الشخصية أى أنه يتعامل بشخصيتين متناقضتين دون أن يدرى أو يعلم بحقيقة حالته

و هذا تماماً ما تعانيه الأسواق المحلية بل معظم الأسواق الناشئة و إنتقلت العدوى تدريجياً إلى المتداولين بتلك الأسواق

جماعة يرفعون شعار ” تباً للإستثمار و المضاربة هى الحل ” و يهرولون خلف النتائج المالية للشركات التى لا تعنى المضارب بينما تعنى المستثمر فى المقام الأول

جماعة يطلقون على أنفسهم ” المضاربين الأشاوس ” بينما تجدهم يتباكون و يندبون حظهم فى الهبوط المستمر للسوق و المضارب لا يعنيه صعود أو هبوط السعر بقدر وجود مساحة مناسبة من التذبذب السعرى صعوداً أو هبوطاً

و جماعة يطلقون على أنفسهم ” المستثمرين ” يهرولون خلف النتائج المالية و لا يبحثون عن إنعكاساتها على التوزيعات السنوية للمساهمين و التى هى أساس المفاضلة بين البدائل الإستثمارية المتاحة

و الكل لا يريد إسترجاع شريط الماضى أو الوقوف لحظة لأخذ العبر و لو أردنا الإقتباس من مشاركات الأعضاء منذ نهايات عام 2007 و ما تناولته فى نهاية كل ربع سنوى أو فى النتائج السنوية المجمعة سنجد مصطلح ” الفاكس ” على كل لسان و هو الشغل الشاغل للجميع و عصا موسى المنتظرة لإنتشال السوق من الغرق و الإرتفاعات المنتظرة و بعد وصول ” الفاكس ” و تأثيره على السوق نجد الشخصية الأخرى تظهر على الساحة تحمل كل انواع اللوم و القذف

عندما حققت إعمار أرباح تفوق 6 مليار درهم فى نهاية 2007 و كان سعر السهم يدور حول 12 درهم وزعت 20 فلساً و هبط السهم فى فجوة بدرهم كامل ( شيزوفرونيا ) و عندما حققت خسائر فى الربع الأخير من عام 2008 هبط السهم ثم إرتد فى نهاية الجلسة و حقق بعدها صعوداً كبيراً ( شيزوفرونيا )

إذاً النتائج الربع سنوية و النتائج السنوية و ما يتبعها من إعلانات التوزيعات هى مجرد تداولات موسمية يستغلها الكبار فى تحقيق أهدافهم مستغلين فى ذلك نفسية الصغار و ما يتداولونه فى المنتديات و تتغير إستراتيجتهم ما بين تحقيق ما فى نفوس الصغار مرة ثم السير عكسهم مرة أخرى

يا سادة يا كرام

الأرباح التشغيلية لإعمار جيدة و هى الأهم فأرباح أو إيرادات النشاط الجارى و مدى قدرة الشركة على توليدها هى المحك و البقاء فى السوق هو الأهم و الخسائر نتيجة قرارات إستثمارية خاطئة يمكن محاسبة الإدارة عليها فى الجمعيات العامة

يا سادة يا كرام

تأثير نتائج إعمار على السوق لن يكون سوى يوم أو يومين بالكثير سواء صعوداً أو هبوطاً و لن يكون مقياساً للسوق على المدى المتوسط أو الطويل

يا سادة يا كرام

لا أحد يستطيع الجزم بما سوف يحدث بجلسة الأحد سواء من يرى إيجابية الأرباح و يبشر بصعود صاروخى أو من يرى سلبيتها و يتوعد بهبوط عنيف فكل هذا ما هو إلا تكهنات و تنجيم و أمانى فى نفوسهم

يا سادة يا كرام

من يمتلك السهم فعليه الثبات إن هبط فهو سوف يعاود الصعود مجدداً و بسرعة كبيرة و إن صعد و إرتأى سعر مناسباً فليبع فهو سيعاود الهبوط أيضاً و من هم خارج السوق فإنتظار إستقرار حركة السهم بعيداً عن تأثيرا أخبار النتائج

الخلاصة

الأرباح لن تكون المحك الرئيسى خلال تلك المرحلة و القدرة على البقاء و توليد إيرادات تشغيلية هو الأهم و المؤشر الأكثر فاعلية لتحديد الفرص التاريخية إن سمح لنا كبيرنا بو شهاب فى إستعارة هذا المصطلح فهو أول من أطلقه فى المنتدى

9 thoughts on “((( نتائج إعمار ))) و (( شيزوفرونيا السوق )))

  1. ليس كل من قرأ فهم واتعظ موضوع في غاية الاهمية درس يجب على كل من يقرأه ان يعمل بمغزاه لينجو من التضارب في الاراء والافكار الطائرة التي تغزو عقولنا

    تشكر محللنا على هذا الطرح وبارك الله فيك لما تقدمه للاخوة الاعضاء

    تقبل تحيات اخوك ابو عيسى

  2. ومنذ متي كانت نتائج اعمار لها دخل بحركة السهم في سوق 99% من المتعاملين فيه يضاربون علي الافلاس ولا يستثمرون بما فيهم اكبر المحافظ

    اعمار بالربع الاول كانت نتائجه كلنا عارفينها ورغم ذلك صعد 4.20

    صروح قريبا اعلنت نتائج سلبية ومن بعدها السهم طار من 2.5 الي 2.90

    سوق لا يتفاعل بشكل طبيعي مع الاخبار والاعلانات الربعية سيظل سوق اقرب الي المقامرة

    منه الي المتاجرة وبختك يا بوبخيت

    كانت تلك مشاركة لي في موضوع السوق الي اين منذ قليل
    وهي تؤكد علي ما طرحته بموضوعك اخي الكريم
    جوزيت خيرا علي الطرح

  3. سؤال للخبير رجل المطر : هل تعتقد مع عودة قطاع العقار الامريكي للحركة والتحسن أن نشهد في الارباع المقبلة اعادة تدوير المخصصات التي فقدتها اعمار من جراء محو الاصول لشركتها في امريكا من ميزانيتها ؟

Comments are closed.