لقد عرف العالم مفهوم تجارة العملة لعصور خلت و يمكن تعقبه في منطقة الشرق الأوسط و العصور الوسطى. بعدئذٍ أعد المصرفيون التجاريون الدوليون وثائق تدعى الكمبيالات و قد أتاح هذا الطرف الثالث من الدفعات القابلة للتحويل المرونة و نمو صفقات تبادل العملات.
أما الآن فقد تغير العالم و اتخذت تجارة العملة الحديثة شكلاً آخر, ففي وقتنا الحاضر أضحى سوق تبادل العملات (FOREX) أكبر سوق في العالم. فبعد أن تم تعويم العملات مقابل بعضها بعضاً شهد تبادل العملات نمواً هائلاً من ناحية حجم التبادل و لإلقاء نظرة عن كثب تالياً بيانات إجمالي الحركة اليومية:

السنة – إجمالي الحركة
1977 – 5 مليار دولار
1987 – 600 مليار دولار
1992 – 1 تريليون دولار
2000 – 1.5 تريليون دولار
2007 – 2.7 تريليون دولار

هل تعلم أن إجمالي الحركة في سوق العملات للعام 2007 تعادل 3 أضعاف إجمالي حركة سوق الأسهم و السندات مجتمعين!

إن سوق تبادل العملات (Forex) هو سوق خارج البورصة و بمعنى آخر لا يوجد له مكان محدد للتداول فقد يكون في أحد الطوابق في أي سوق للأوراق المالية. و يتكون من البنوك و شركات السمسرة و الأنظمة الأخرى المربوطة بالكمبيوتر و شبكات الاتصالات و التي تكون غالباً الإنترنت. كما أن عدم وجود مكان محدد لسوق تبادل العملات (Forex) يتيح العمل فيه 24 ساعة في اليوم و خمسة أيام في الأسبوع. و تساهم جميع الدول المتطورة في وجوده فالمراكز الرئيسية لصفقات تبادل العملات (Forex) هي لندن و نيويورك و طوكيو.

و تعد المجموعات التالية من أهم المشاركين في السوق:

المطوقون- و هم عادة من الشركات المتوسطة و الكبرى للتصدير و/أو الاستيراد أو الشركات التي تتعامل بطرق أخرى مع العملات الأجنبية بحثاً عن الحد من مخاطر العملة. و نظراً لارتفاع دين الأفراد الخاص فقد أصبح بإمكان المستثمرون الفرديون الانضمام لهذه المجموعة. و تساهم تقنيات التطويق في الحد من مخاطر العملة.

المضاربون – و هم أيضاً شركات لكنهم في الغالب مستثمرون فرديون يبحثون عن الربح من التغير في سعر الصكوك الثانوية مع مرور الوقت.

الموازنون – هم مستثمرون من ذوي الأصول الهامة و الذين يديرون معاملات تجارية في سوقين مختلفين في وقت واحد مستفيبدين من فروقات صرف العملات لجني أرباحهم حيث أن عدم فعالية السوق تعطي الفرصة للاستفادة و الربح من الاختلافات في أسعار الصكوك المالية.

صناع السوق – المؤسسات المالية ( مثل شركات السمسرة) و التي تلعب دور الوسطاء في المعاملات التجارية بين الموازنين و المطوقين. و تعمل أيضاً على توفير السيولة لسوق تبادل العملات (Forex).
لقد ساهم العدد الهائل من المشاركين في سوق تبادل العملات (Forex) في جعله أكثر الأسواق المالية سيولةً في العالم الأمر الذي يجعل من المستحيل التلاعب حتى بالنسبة للبنوك المركزية في أكثر الدول تطوراً و لهذا السبب فإن التجار الذين لديهم القدرة على توقع التحركات المستقبلية للأسعار بدقة يمكن لهم تحقيق أرباح طائلة في السوق.

و في الختام فإنه يمكن القول بأن سوق تبادل العملات هو سوق محدد يختلف عن كافة الأنظمة المالية الأخرى حول العالم و يمكن تلخيص هذه الاختلافات فيما يلي:

– إمكانية الوصول لكل من المؤسسات المالية و التجار الفرديون في كافة العملات الرئيسية.
– كمية و سيولة مضمونتين.
– الإحساس بكم هائل و متواصل من العوامل المتغيرة.
– تجارة على مدار 24 ساعة و لخمسة أيام في الأسبوع.
– فعالية عالية جداً مقارنة بالأسواق المالية الأخرى.