مذبحة في ساحة التغيير وصالح يعلن “الطوارئ”


في تطور خطير، وضع اليمن مجدداً على مفترق طرق الحرب الأهلية، سقط 46 قتيلاً وأكثر من 400 جريح في “مجزرة جماعية” ارتكبتها القوات الموالية للنظام وأنصار الحزب الحاكم بحق المعتصمين في “ساحة التغيير” أمام جامعة صنعاء عقب صلاة الجمعة التي أطلقوا عليها “جمعة الإنذار”، الأمر الذي أثار ردود فعل غاضبة على الساحتين الداخلية والخارجية، واستثار تظاهرات تضامنية مع ضحايا “المجزرة” في مختلف المحافظات، قابلها المزيد من الإجراءات الأمنية ونشر المزيد من قوات الجيش ووحدات الأمن المركزي في مختلف المناطق . وفيما أعلن الرئيس علي عبد الله صالح حالة الطوارئ، معرباً عن أسفه لسقوط هؤلاء الضحايا، واصفاً إياهم بأنهم شهداء الديمقراطية، ردت المعارضة بإغلاق باب الحوار مع السلطة، مؤكدة أنه لم يعد هناك مجال للتوصل إلى تفاهم مع الحكومة، وجددت تمسكها بمطلب واحد ووحيد وهو رحيل الرئيس وتسليم السلطة إلى الشعب صاحبها ومالكها الحقيقي .

واتهم الشيخ عبدالمجيد الزنداني الرئيس صالح برفض المبادرة التي قدمها العلماء لحل الأزمة اليمنية، وطالبه بالتنحي عن الحكم ونقل صلاحياته إلى نائبه عبدربه منصور هادي . ووصف الوضع في اليمن بعد أحداث أمس ب “الخطير”، وقال “وصلنا إلى طريق مسدود بعد أن كنا قد أصبحنا في حالة مكوكية يومية بين الرئيس والمعارضة، لكن وجدنا أن الأخ الرئيس يرفض المطالب”، مشيراً إلى أنه خرج من صنعاء إلى أرحب احتجاجاً على قمع الاعتصامات السلمية .

وأعلن وزير السياحة نبيل الفقيه عن استقالته من الحكومة التي يترأسها علي محمد مجور، ومن عضويته في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، الذي سبق أن اقترح على الرئيس إجراء انتخابات رئاسية مبكرة قبل نهاية العام . كما أعلن وزير الزراعة السابق الدكتور جلال فقيرة استقالته من عضويته في الحزب الحاكم احتجاجاً على “المجزرة” .

في الأثناء توالت ردود الفعل التي نددت بالقمع الدامي لحركة الاحتجاج في اليمن، وأدانت قطر “الاستخدام المفرط للقوة” بحق المعتصمين، وطلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما من نظيره اليمني تيسير التظاهرات السلمية . وندد أمين عام الأمم المتحدة “بشدة” باستخدام السلطات اليمنية الذخيرة الحية ضد المتظاهرين . وأعربت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون عن “الاستياء” حيال إطلاق النار على المتظاهرين وسقوط قتلى في صفوفهم . كما نددت فرنسا “بحزم” ب”الهجمات الدامية” ضد المتظاهرين المطالبين برحيل صالح .