الخليج 09/09/2007
أكد محمد حسن عمران رئيس مجلس إدارة مؤسسة “اتصالات” ان الشركة تعتزم خوض المنافسة للحصول على الرخصة الثانية للهاتف الثابت في مصر، معتبرا أنها بمثابة استكمال لأعمال شبكة الاتصالات المتحركة لاتصالات في مصر. كما أعلن عن دخول الشركة في المنافسة على الرخصة الجديدة للهاتف المتحرك في قطر، وذلك في إطار الاستراتيجية التوسعية التي تهدف لتبوؤ مكانة متقدمة بين شركات الاتصالات العالمية.

ونفى عمران في حديث مع “الخليج” على هامش “جيتكس” أن يؤثر انتقال بعض الخبرات والكوادر البشرية للشركة المنافسة في مسيرة اتصالات، مشيرا الى أن السوق الاماراتي اصبح من أكثر الاسواق العالمية جذبا لمثل هذه الخبرات. وقال عمران ان التفاوض مع شركة “دو” لاستخدام بنية تحتية مشتركة لتفعيل المنافسة في مجالس الانترنت والنطاق العريض أمر مقبول وفق الأسس التجارية المعمول بها عالمياً. وأبدى عمران ارتياحه لنجاح صفقة استحواذ “اتصالات” على 40% من شبكة الاتصال في نيجيريا بشراكة مع مبادلة، معتبرا أن السوق النيجيري سوق واعد، ويشهد نموا مطردا، خاصة في قطاع الاتصالات حيث ما زالت نسب نفاذ خدمة المحمول منخفضة، وفي ما يلي نص الحوار:

* ما الهدف من شراكتكم الاستراتيجية مع مبادلة؟ وهل هي نواة لمشاريع مشتركة مستقبلا؟
– أولاً أود التأكيد على أن شركة مبادلة شركة حكومية تابعة لحكومة أبوظبي، ولديها العديد من النشاطات الاستثمارية داخل الدولة وخارجها.

ومبدأ التفاوض على شرائنا لحصة من شبكة الاتصالات النقالة لمبادلة في نيجيريا موضع حديث ومفاوضات منذ فترة طويلة.

وارتكزت محادثتنا على أهمية الخروج بشراكة تحقق مصالح الطرفين وتظهر الوجه الحضاري لدولة الإمارات العربية المتحدة، في نيجيريا التي تعد من الاسواق المهمة والواعدة بالقارة الافريقية.

ولا شك ان المفاوضات كشفت عن حقيقة الارضية المشتركة التي تنطلق منها استراتيجية العمل في كلتا الشركتين.

ومن ثم كللت الصفقة بالنجاح بعد الاتفاق على شراء اتصالات 40% من شبكة مبادلة في نيجيريا.

* لكن ما نقاط الجذب بالسوق النيجيري التي دفعتكم لإبرام الصفقة؟

” يبرز قطاع الاتصالات النيجيري كأحد اكثر القطاعات الاقتصادية نموا بسبب ضعف نفاذ وانتشار خدمة المحمول بين سكان الدولة، رغم العوامل الاقتصادية الإيجابية”

هناك العديد من نقاط الجذب بالسوق النيجيري أهمها انها أكبر دولة إفريقية من حيث عدد السكان ويتجاوز عدد سكانها ال 135 مليون نسمة كما أن الاقتصاد النيجيري ما زال يشهد نسب نمو متزايدة خلال السنوات الأخيرة، وهي نسب نمو مدعومة بالثروة النفطية بالبلاد.

ويبرز قطاع الاتصالات النيجيري كأحد اكثر القطاعات الاقتصادية نموا بسبب ضعف نفاذ وانتشار خدمة المحمول بين سكان الدولة، رغم العوامل الاقتصادية الإيجابية التي أشرنا اليها لذلك فإننا نرى ان “اتصالات” ستقدم اضافة حقيقية للسوق خاصة ان الشركة اكتسبت خبرات متراكمة بعملها في العديد من الاسواق المشابهة، وذات الكثافة السكانية العالية مثل مصر وباكستان، بالإضافة الى خبراتنا بدول غرب افريقيا، والتي تحتاج نوعية مختلفة من الحلول وهو الأمر الذي أكسبنا قدرات تنافسية هائلة، فقد تجاوز عدد المشتركين بشبكتنا في غرب افريقيا المليوني مشترك.

* هل هناك مشروعات مستقبلية مشتركة مع مبادلة؟
– مبادلة شركة محلية كبيرة لها وجود قوي بالسوق المحلي والخارجي ولكن لا توجد حتى الآن مفاوضات محددة حول إقامة شراكة جديدة في مشروع بعينه.

* أعلنتم عن طموح الشركة بأن تصبح في مقدمة شركات الاتصالات العالمية، ما ملامح استراتيجيتكم للوصول لهذه المكانة؟
– عندما أعلنا عن طموحنا بأن تصبح اتصالات في مقدمة شركات الاتصالات العالمية كانت رؤيتنا واقعية تنطلق من معطيات حقيقية حيث إن “اتصالات” تتبوأ الآن مكانة متميزة ومرموقة في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا حيث تعمل “اتصالات” في أكبر ثلاث أسواق عربية وهي الإمارات والسعودية ومصر، كما تعمل في عدد من الأسواق الإفريقية المهمة مثل تنزانيا والسودان شرقاً إلى جانب سبعة دول أخرى في غرب إفريقيا، بالإضافة إلى وجودنا في السوق النيجيري مؤخراً بعد استحواذنا على 40% من شبكة مبادلة.

وتمثل تلك الاستحواذات والمشاريع الضخمة مرحلة أولى لاستراتيجيتنا التي تهدف إلى الوصول إلى مكانة متقدمة بين شركات الاتصالات العالمية.

وسوف تكثف “اتصالات” جهودها في المرحلة المقبلة على دراسة الفرص الاستثمارية في مختلف الأسواق العالمية لتعزيز تلك المكانة التي وصلت إليها الشركة.

* هل يمثل احتكار الشركات العالمية لتقنيات تكنولوجيا الاتصالات والشبكات تحدياً أمام اتصالات في سبيل وصولها إلى المقدمة؟
– لدينا علاقات طيبة ومتميزة مع جميع الشركات المنتجة لتكنولوجيا الاتصالات والشبكات وتمتد تلك العلاقات الاستراتيجية لتشمل أهم منتجي التكنولوجيا بأوروبا وأمريكا ودول شرق آسيا بالإضافة إلى الصين وكوريا ولا شك أن تنوع الموردين استراتيجي ومقصود وعلى سبيل المثال فإن لدينا شراكات استراتيجية معلنة مع شركات نوكيا وسيمينس وهواوي لذلك لا أرى أي عقبة يمكن ان تواجهنا مستقبلاً في هذا الصدد.

* تم ضخ ملايين الدولارات لبقاء شبكات الجيل الثالث فهل كانت استجابة العملاء بحجم تلك الاستثمارات؟
– أود أن أوضح ان استثمارات الجيل الثالث لم تكن بتلك الضخامة حيث ان الاستثمار الأساسي والأكبر يكون غالباً في بناء الأبراج والبيئة التحتية ولا تستحوذ الاستثمارات الموجهة للجيل الثالث إلا على قدر قليل، إذا قورنت بإجمالي حجم الاستثمارات ولحرص “اتصالات” الاستراتيجي على أن تكون من طليعة الشركات التي تقدم احدث تقنيات الاتصالات لا يمكن أن تتأخر الشركة عن تقديم مثل هذه الخدمات المتطورة لعملائنا في جميع الدول التي نعمل بها.

وأعتقد أن انتشار خدمات الجيل الثالث مرتبط إلى حد بعيد بقدرة الشركة على استحداث تطبيقات عملية ومتطورة خصوصاً في مجال الانترنت عبر المحمول.

ومن الملاحظ ان السوقين السعودي والإماراتي قد شهدا تطوراً ونمواً ملحوظين خلال الفترة الأخيرة في ما يخص عدد مستخدمي الجيل الثالث للمحمول خاصة مع توفيرنا لإمكانية ربط المحمول بالكمبيوتر الشخصي للحصول على خدمة انترنت فائقة السرعة.

* لكن الأسواق العربية عموماً تواجه نقصاً حاداً في المحتوى العربي الملائم للبث على أجهزة الهاتف المحمول؟
– أقمنا تحالفات استراتيجية مع شركات انتاج المحتوى سواء التلفزيوني أو على الانترنت في مصر والإمارات والسعودية وهي خطوة أولى تمهيداً لتحقيق اندماجات وتحالفات استراتيجية انسجاماً مع التوجه العالمي للاندماج بين شركات الاتصالات وشركات انتاج المحتوى. حيث إن المحمول لم يعد وسيلة للاتصال الصوتي فقط بل تخطى ذلك بفضل تكنولوجيا الجيل الثالث إلى أن يكون أهم وسائل التصفح على الانترنت وتلقي البث التلفزيوني المباشر وغيرها من تطبيقات الجيل الثالث الحديثة.

* إلى أي مدى تأثرت حصتكم السوقية وايرادتكم المالية بدخول “دو” لحلبة المنافسة؟
– حصول “دو” على حصة من مشتركي “اتصالات” أمر طبيعي مع دخولها حلبة المنافسة بالسوق المحلي والنتائج المالية النصفية لاتصالات كانت أفضل بكثير من نتائج الشركة عن نفس الفترة من العام الماضي وهي نتائج واقعة فاقت توقعاتنا فكثيرا ما تتسبب المنافسة في تمديد وتوسيع حجم السوق.

” سوف تدخل “اتصالات” المنافسة للحصول على رخصة المشغل الثاني للهاتف الثابت في مصر “

وأعتقد أن نتائج تفعيل المنافسة بين الشركتين سيكون لها المزيد من النتائج الإيجابية على المديين المتوسط والبعيد.

* كيف سيكون تعاطي اتصالات مع رخص التشغيل الجديدة المطروحة بالمنطقة وخاصة الرخصة الثانية للثابت في مصر والمحمول بقطر؟
– سوف تدخل “اتصالات” المنافسة للحصول على رخصة المشغل الثاني للهاتف الثابت في مصر لأننا نعتقد انها ستكمل منظومة الاتصالات المتطورة التي نقدمها للسوق المصري.

كما أننا سنخوض المنافسة على الرخصة الجديدة للهاتف المتحرك بقطر.

* حصلتم على رخصة التشغيل الثابت في مصر بسعر مرتفع فما تقييمك لأداء ونتائج الشركة خلال الفترة الماضية؟
– بالفعل حصلنا على الرخصة الثالثة للمحمول في مصر بسعر عال لكن أداء الشركة أكد جدوى هذا الاستثمار الضخم حيث استبق الأداء جميع توقعاتنا ففي الوقت الذي كنا نخطط فيه إلى الوصول إلى عشرة ملايين مشترك خلال السنوات الثلاث الأولى فإننا نرى الآن ووفقاً للمعدلات الحالية ان عدد المشتركين سيتجاوز هذا الرقم بكثير.

* هل يقوم جهاز تنظيم الاتصالات المصري بالدور المنوط به لحماية السوق من بعض الممارسات السلبية مثل حرق الاسعار؟
– هناك اجتهاد ملموس من جهاز تنظيم الاتصالات المصري لمواجهة بعض الممارسات السلبية ولدى الجهاز رغبة حقيقية لتوفير أجواء تنافسية سليمة بين جميع المشغلين في السوق المصري ونحن نتعاون مع الجهاز بشكل فعال وأعتقد أن الأمور تسير بطريقة إيجابية.

* ما تقييمك لتجربة التجوال المحلي في مصر وهل تقدم الخدمة بمناطق التجوال المحلي بنفس الجودة؟
– اتفاقيات التجوال المحلي تقع ضمن خطة الدولة لفتح الاسواق وعقدنا تلك الاتفاقية مع كلا المشغلين في مصر “فودافون وموبينيل” كما قدمناها لمنافسنا المحلي “دو” وقد تم انجاز تلك العملية بشكل احترافي وناجح في الحالتين.

” انجزنا الاستحواذات الضخمة في باكستان ومصر من خلال مواردنا الذاتية وأعتقد ان التوسعات المستقبلية أيضا ستكون من خلال التمويل الذاتي”

* في ظل هذا الكم الكبير من الاستحواذات والتوسعات للاتصالات، ما وسائل التمويل التي ترونها مناسبة في المرحلة المقبلة؟
– انجزنا الاستحواذات الضخمة في باكستان ومصر من خلال مواردنا الذاتية وأعتقد ان التوسعات المستقبلية أيضا ستكون من خلال التمويل الذاتي من موارد الشركة التي تشهد نمواً مطرداً. أما في حال الحاجة إلى موارد اضافية سنلجأ إلى الاقتراض من المؤسسات المالية المحلية أو العالمية التي تربطنا بها علاقات جيدة.

* كيف تم تجاوز الصعوبات التي واجهتكم بالسوق الباكستانية؟
– واجهنا العديد من التحديات مع دخولنا السوق الباكستاني، حيث جاءت عملية الاستحواذ على إحدى الشركات القائمة معقدة ولكننا استطعنا تجاوز تلك الصعوبات وشهدت الشركة تحسناً هائلاً في أدائها ونتائجها مع تغير أسلوب وطريقة العمل.

نقبل التفاوض مع “دو” لاستخدام بنية مشتركة على أسس تجارية

أكد محمد حسن عمران أن انتقال عدد من العاملين بشركة “اتصالات” للعمل بالشركة المنافسة أمر طبيعي لم يؤثر في مسيرة الشركة التي تعج بالكثير من الكوادر والخبرات التي تمثل أفضل العناصر العاملة في قطاع الاتصالات بالمنقطة ويساعدنا على ذلك أن السوق الإماراتي أصبح من أكثر الأسواق العالمية جذباً لتلك الخبرات.

وعن المنافسة في جميع المناطق التي قدمت فيها “دو” خدمة الإنترنت والنطاق العريض بشكل حصري خلال الفترة الماضية، قال تنص تراخيص التشغيل الممنوحة ل “دو” و”اتصالات” على تقديم الخدمة بجميع انحاء الدولة ونظراً لظروف سابقة قدمت احدى الشركات خدماتها بشكل حصري من منطقة معينة واعتقد أن التوجه القوي لهيئة تنظيم الاتصالات لفتح المنافسة من جميع انحاء الدولة توجه ايجابي ويصب في مصلحة المشترك.

ولدى سؤاله إذا ما كان سيتم من خلال إطلاق المنافسة في مجال الانترنت والنطاق العريض استخدام المشغلين لبنية تحتية مشتركة، أوضح أنه “مازالت هناك العديد من البدائل المطروحة لآلية إطلاق المنافسة في هذين المجالين والمتعارف عليه عالمياً هو أن يكون لكل مشغل بنيته التحتية المستقلة”.

وتابع: “لكننا نقبل التفاوض مع “دو” في إطار استخدام البنية التحتية ل “اتصالات” في جميع أنحاء الدولة بناء على أسس تجارية وفق المعايير العالمية المعمول بها في هذا الشأن”.