ماذا عملنا بالهوية؟ وماذا عملنا للهوية؟ آخر تحديث:الاثنين ,28/04/2008

عبدالرحمن بن علي الجروان

عام الهوية هو عام الوطن، هو عام الانتماء، وهو عام أرضنا التي عليها نشأنا وترعرعنا، وبحرنا الذي طالما أغنانا بعطائه وأراحنا بجماله. هو عام اللغة العربية التي بها نتواصل ونتحابب ونتخاصم، والثقافة العربية الإسلامية التي من نسيجها حيكت عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة، وهو عام العدالة التي تشكل أساس بنيان ديننا، وهو عام التربية الوطنية التي تعلمنا كيف نصحو على حب الوطن، وكيف نتعلق بحبات رمله، ونتنشق نسمات هوائه، ونتذوق قطرات مائه، وهو عام من عمل لأهل الوطن ومجده. لا شيء يعادل الوطن، تنمية بهذا الشكل هي تهديد لمستقبل الوطن، ستؤدي بلا شك إلى أن تدفع الأجيال القادمة ضريبة عالية، وستكون ضحية لما نتمتع به نحن من نعمة.

نعم نتشبث بالهوية الوطنية، تعبيراً عن محبة الوطن ووفاء لمن أسس الاتحاد ورعاه وشيد بنيانه، ورفع صرحه.

فماذا فعلنا لإعادة الاعتبار لهويتنا الوطنية بعدما أعملنا تشويهاً في صورتها وأعنا على طمس معالمها؟ هل بحثنا في أسباب تواري هويتنا، ألم نكتشف بعد أن أهم سبب هو الهجرة الأجنبية المكثفة (التي لم يكن لها مثيل إلا الهجرة إلى العالم الجديد إلى أمريكا واستراليا، واستيطان المهاجرين فيها حيث أصبحوا هم حكامها وأصحابها وملاكها). نحن في دولة الإمارات العربية المتحدة وفي دول الخليج الأخرى نعيش كجزر صغيرة في وسط محيط هائج. فنحن بلدان قليلة السكان تحيط بها من داخلها كما من خارجها كثافات سكانية هائلة، تضيق بهم الأرض بما رحبت. فإذا لم نوقف تدفق الهجرة فستكون مثل سيل العرم، عندما انهار السد وخرج العرب من اليمن منتشرين في الجزيرة العربية.

لكن هذه المرة لن يكونوا عرباً.

حقائق الأمور وثوابت التاريخ تؤكد أن الغلبة دائماً في نهاية الأمر للأكثرية والهزيمة للأقلية. الهجرة الحديثة لبلادنا ليست كما كانت في السابق هجرة عمال وفنيين، بل هجرة مدعومة بقوة اقتصادية ومادية، تملك وتدير كثيراً من المفاصل الاقتصادية المهمة، بل وقد تكون منظمة.

نعم الهيمنة في نهاية الأمر للأكثرية، بعد أن دخلت مفاهيم دولية جديدة على العالم مثل مفاهيم حقوق الإنسان، والديمقراطية، واتفاقيات نظم الحقوق السياسية والاجتماعية والثقافية للمهاجرين وغيرها.

أمثلة قريبة منا علينا أن نأخذ العبر منها، ففي دولة فيجي، أصبحت الغلبة للمهاجرين، حيث أضحت الحكومة بيدهم، رئيس الوزراء ورئيس البرلمان والوزراء، وعندما قام المواطنون الأصليون باسترداد السلطة كان مصيرهم مقاطعة الدول المجاورة لهم، باعتبار أن عملهم ليس ديمقراطياً وليس دستورياً وبالتالي فإن مصيرهم السجون، سرعان ما عادت السلطة للمهاجرين.

وعندما نالت ماليزيا استقلالها في الخمسينات من بريطانيا وجدت نفسها تعج بالمهاجرين الصينيين، فقررت أن تحفظ لأبنائها الأصليين حق إدارة الحكم والشؤون العامة وتم إقرار ذلك في دستور ماليزيا الاتحادية. ولكن كما تعلمنا الحياة من حولنا فمن يهيمن على الاقتصاد يسيطر على السياسة ومن يسيطر على السياسة يهيمن على الاقتصاد وهكذا أصبح المهاجرون الذين لم يكن لهم حق اعتلاء المناصب السياسية والسيادية المهمة، القوة الاقتصادية المسيطرة، ولها تأثير كبير في مجريات الحياة السياسية.

ألم نكتشف بعد التناقض في تصرفاتنا أننا نبني ونبني وندعو الآخرين للتملك والاستيطان ثم نريد أن نحافظ على هويتنا ووطننا؟

ألم نكتشف بعد أن لغة الشارع، ولغة العمل، باتت الإنجليزية وأصبحت لغة تدريس في كثير من مدارسنا وجامعاتنا؟ نحن لا نريد أن نكون (لا قدر الله) مثل سنغافورة التي فرضت اللغة الإنجليزية كلغة مشتركة لكل سكان سنغافورة من السكان الأصليين والسكان المهاجرين.

هل حينما يتعلم أبناؤنا لغة ليست لغتهم يضمن ذلك لهم النجاح؟ لا والله لم ترق أمة بلغة غيرها. نعم نتعلم لغات الأرض كلها، نعم للاستفادة من تجارب وتقدم الأمم ولكن بلغتنا. إحلال لغة أجنبية بدلاً من لغة الوطن هو إحلال ثقافة وقيم وتقاليد وبالتالي إنشاء مجتمع.

نعم العالم قرية صغيرة، نعم نحن في عصر التكنولوجيا والعولمة، حيث لم تعد فيه المسافات بين البلدان قصيرة فحسب، بل أصبحت فيه الأمم وثيقة الاتصال ببعضها، ومع ذلك لكل أمة خصوصيتها. فلا ينبغي لنا أن نرفع كل الحواجز من أجل الانفتاح على الآخرين، ونكون مكشوفين من دون حماية أو حصانة حضارية وثقافية. فليس الأمر اننا ضد الآخرين بل نحن مع الآخرين ولكن من دون تفريط بالثوابت. نحن بحاجة الى أن نتصالح ونتعاون مع محيطنا العربي مهما كان فيه من ضعف وتخلف، إذ علينا أن نقويه وأن نتقوى به.

“لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد” (آل عمران).

ألم نكتشف بعد أن اللغة هي الهوية بالدرجة الأولى؟ ألا نعلم أن الخطوة الأولى التي اتخذها كمال أتاتورك لتحويل تركيا الى دولة علمانية كانت إلغاء الحروف العربية من اللغة التركية واستبدالها بالحروف اللاتينية، حتى يصعب على الشعب التركي تعلم دينه.

ولقد كان قرار مجلس الوزراء الصادر في مارس/ آذار من هذا العام 2008 باعتماد اللغة العربية في المخاطبات والمعاملات في الوزارات الاتحادية شيئاً جميلاً ومقدراً، ولكن الأجمل أن يصدر قانون يلزم كافة المؤسسات الاتحادية والمحلية به ويحدد آلية لتنفيذه ويعاقب من يخالفه.

هناك دول كثيرة لديها مثل هذه القوانين، مثل فرنسا التي أصدرت قانوناً يمنع استعمال المصطلحات الأجنبية، إذا ما وجد مثلها بالفرنسية.

الحزب المسيحي الألماني (الحاكم) يحتج على هيئة مطارات ألمانيا لأنها تستعمل الإرشادات في المطارات باللغة الإنجليزية أكثر من الألمانية.

والبرلمان الفرنسي يحتج على إحدى الفضائيات الفرنسية لأنها اشتركت بأغنية إنجليزية في المسابقة الدولية للأغنية هذا العام، واعتبرت ذلك إهانة واحتقاراً للغة الفرنسية.

أيها السادة الكرام!

نريد وطناً راقياً متقدماً حضارياً معتزاً بأصالته وانتمائه العربي والإسلامي وليس وطناً كما قال الشاعر:

ولكن الفتى العربي فيها

غريب الوجه واليد واللسان

اللهم احفظ بلادنا وقادتنا.

عندما يصدر هذا من شخصيه وطنيه بحجم وخبرة عبدالرحمن الجروان ..وشخصيه وطنيه اخرى بحجم

ضاحي خلفان ..فاقل ما يجب عمله ان نعطي انفسنا فسحه من الوقت للمراجعه والتقييم حتى نعرف

الى اين نحن سائرون..

حفظ الله لنا وطننا وشيوخنا..

4 thoughts on “ماذا عملنا بالهويه..؟

  1. انا اقول الهويه الوطنيه فعل مب قول

    الوطنيه ان افتح فرص العمل للمواطنين في شركاتي ان كنت من اصحاب الشركات

    الوطنيه ان لا اتاجر بالتأشيرات ولا اقبل ان اكون صاحب رخصه تجاريه مؤجره

    الوطنيه ان لا اتزوج بوافده واترك بنت البلد

    الوطنيه انه عندما اقبل على قرار استثماري او شخصي او في مجال عملي ,,ان اتخذه بناء على مردوده لي وللوطن

    وان لا اكون ضيق الحدود وان افكر في حدودي الخاصه اي ان اكون ذو رؤيه ,ووخاصه اذا كنت ممن حباهم الله بالقدره على التغيير والتأثير في المجتمع

  2. فعلا اصبحنااقليه حتى الردود قل عدد من ير د وينتقد مواضيعها من المواطنيين

    اين الهويه اذا كان القائميين على امر الهويه هم من اخل بشروط المواطنه

    اين الهويه اذا قلت الغيره على الموروث من الدين والعادات والتقاليد اصبحت موضه قديمه
    اين الهويه اذا كانت المطارات تستقبل الجموع من الجنسيات العالميه اكثر عما تودع

    اين الهويه اذا كان المواطن ليس له من يسمع اناته من ابناء وطنه

    الهويه لا تكون شعارا الا اذا طبق عملا قبل قولا

    الهويه سوف تكون حاضره اذا كان هناك شعب مقاوما ومصرا على الدفاع عن هويته

    اصبحت تبكينى كلمه هويتى لا انها مغربه مثل مواطنيها الاغراب على ارضهم

Comments are closed.