لاحظت يا أخوان انتشار مواضيع بيع وشراء الكلاب في المنتدى. وبعضها لأخوان نحبهم ونحترمهم ويعلم الله أني لا أكتب موضوعي هذا تحديا لأحد ولا تشفيا في أحد. بل هي إحدى الأمانات التي أودعها لدينا الله جل وعلى حسب ما ورد في عدة آيات من القرآن الكريم والسنة النبوية. فأرجو ألا تأخذ أحدكم العزة بالإثم ويتعامل مع كلامي بشكل عاطفي أو عصبي أو شخصي.

فقد ورد في القرآن الكريم عن ضرورة إنكار المنكر عند رؤيته:

((ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون)) آل عمران 104

((كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)) آل عمران 110

((لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون، كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون)) المائدة 79

((التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين)) التوبة 112

وفي السنة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان) وفي رواية صحيحة (ليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل).

وكذلك قوله (الإسلام أن تعبد الله لاتشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت ، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وتسليمك على أهلك، فمن انتقص منهن شيئا فهو سهم من الإسلام يدعه، ومن تركهن كلهن فقد ولى الإسلام ظهره).

فكما ترون. الإنكار واجب على كل مسلم لا يستقيم دونه دينه.

نرجع لبيع الكلاب.

في البداية يتذرع البعض للأسف برخصة الإسلام حول اقتناء الكلاب للحراسة والصيد. فيقول كلبي هذا للحراسة مع أن العرف حاليا يعارض هذا الشئ ولم تعد للناس حاجة للكلاب في الحراسة فالأمن ولله الحمد مستتب ولم تعد البلاد بلاد بادية وقبائل وغارات ليلية. وإذا قلنا أن هناك سرقات فهناك بدائل كأنظمة الأمن والإنذار وكاميرات التصوير والربط بمراكز الشرطة.

وإذا خاطب مقتني الكلاب نفسه بشكل مباشر وصريح، فهو يعرف في قرارة نفسه أن عذر الإقتناء للحراسة هو مجرد تبرير لا يستند على أي واقع. فلا يجعل أحدكم دينه هينا لديه لهذه الدرجة. ويغض الطرف عنه بدافع اقتناء كلب!

ومن المبررات التي يستخدمها مقتنو الكلاب للتحايل على الحديث الشريف: (إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب ولا صورة)، أن الكلب موجود خارج المنزل.. أو خارج السور.. أو حتى في بيت مختلف أو مزرعة!

فما هو ردهم على الحديث الشريف:

(من اقتنى كلبا ليش بكلب صيد ولا ماشية ولا أرض فإنه ينقص من أجره قيراطان كل يوم)؟

تصور. تعمل وتصلي وتصوم.. وينقص من أجرك كل يوم قيراطين.. فقط لأنك تقتني كلبا.. حتى لو كان في المزرعة!

ويتذرع البعض بأن الكلب نظيف وأنه يحممه كل يوم ويغسله ويشتري له الشامبو والصابون (سبحان الله كيف يقولها وهو عالم بأن له أخوان لا يحصلون على الماء لسقي أطفالهم وهو يخلطه بالصابون والشامبو والعطور لغسيل كلبه) المهم. نجاسة الكلب ليست نجاسة حكمية تزول بتنظيفها لكن هي نجاسة عينية تبقى ببقاء الكلب كلبا.

هذا بالنسبة لإقتناء الكلاب.

ماذا عن بيعها وشراءها؟

بيع الكلب حرام. حتى لو كان الشاري يريده لغرض من الأغراض المباح فيها اقتناء الكلب كالحراسة أو الحراثة أو الصيد.

فقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث صحيح عن قبول ثمن الكلب. حتى لو كان مباعا لغرض مباح. إلا لو كان الشاري بحاجة ماسة إلى الكلب لغاية مباحة. عندها يجوز له شراء الكلب. لكن يأثم البائع ويأخذ إثمه وإثم الشاري معا كما أفتى ابن حزم.

أتمنى أن تصل الرسالة وأن يتفهم الأخوة بأن الموضوع لا يقع في منطقة رمادية يجوز الإجتهاد فيها والتأويل. بل الموضوع واضح وصريح والأحاديث صحيحة وبلغة بسيطة يفهمها الجميع ولا تحتاج حتى لكتب تفسير!

جزاكم الله خيرا على القراءة!

منقذ

9 thoughts on “للأمانة فقط: حكم بيع الكلاب واقتنائها.

  1. ربي يبارك فيك أخوية
    مدري كيف يتحملونها أصلاً في بيوتهم؟
    الواحد يربي ذيب مهب جلب!!

  2. أحسنت أخوي

    والكلب لا يباع

    اما كلب السلق

    وهو كلب القنص فهنالك اراء مختلفة لاكن اكثرها يدل على اباحة بيعة وتربية لغرض القنص بة فقط

    ومشكوووووووووووووووووووووووووووورين

Comments are closed.