كفاءة ومصداقية المحللين الماليين في الفضائيات … زياد الدباس

انخراط ملايين المستثمرين في الاستثمار في أسواق الأسهم في المنطقة وما تبعه من اهتمام شعبي بالتطورات اليومية لأدائها وتحرك مؤشراتها أدى إلى اهتمام وسائل الإعلام المختلفة بتغطية أخبار هذه الأسواق بحيث تصدرت أخبارها الصفحات الأولى لبعض الصحف ونشرات الأخبار في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة .

كما تسابقت القنوات التلفزيونية العربية والمحطات الفضائية في تخصيص برامج لمتابعة حركة الأسواق وتطورات أداء مؤشراتها بحيث أصبح عدد كبير من المستثمرين يعتمدون على وسائل الإعلام في اتخاذ قرارتهم الاستثمارية سواء البيع أو الشراء، وبالتالي لاحظنا ارتفاع حجم الطلب على المحللين الماليين الاقتصاديين لاستضافتهم في البرامج المخصصة لتحليل أداء الأسواق، ولعل انخفاض الوعي الاستثماري لعدد كبير من المستثمرين وبالتالي صعوبة اختيار الشركات الجديدة والشركات القوية واختيار الوقت المناسب للبيع والشراء ساهم في اعتماد نسبة مهمة من المستثمرين على نصائح هؤلاء المحللين .

ويؤدي عدم توافر عدد كاف من المحللين الماليين المحترفين في المنطقة يتناسب واتساع قاعدة المستثمرين في الأسواق المالية والذي يتطلب تخصصاً ودراسة وثقافة اقتصادية ومالية واستثمارية وخبرة ومتابعة إضافة إلى الحفاظ على شرف المهنة من حيث المصداقية والضمير والأمانة والحيادية والابتعاد عن المصالح الذاتية إلى اعتماد معظم القنوات التلفزيونية على بعض الوسطاء لتحليل أوضاع السوق، وبعض الوسطاء – كما لاحظت – يفتقدون الخبرة الاستثمارية الكافية وبالتالي تكون تحليلاتهم سطحية وعاطفية وارتجالية وبعيدة عن الواقعية بالإضافة إلى تضارب المصالح من حيث تحفيز بعض الوسطاء حجم الطلب على أسهم بعض الشركات أو العكس وبالتالي يفترض في وسائل الإعلام الطلب من هؤلاء المحللين الإفصاح عن أية مصالح لهم عند التعليق على أسهم أية شركة مدرجة في الأسواق .

والمفترض بالمحللين لعب دور مهم في توعية المستثمرين بأساسيات اقتصاد الإمارات من حيث قوته ونموه وتنوعه وتأثير ارتفاع أسعار النفط على أدائه بالإضافة إلى قوة الشركات المدرجة وتوقعات نموها، وبالتالي يفترض أن يعكس سوق الإمارات اقتصاد دولة الإمارات ولا يعكس وضع الاقتصاد الأمريكي والذي يعاني من ركود ومشاكل ائتمان وخسائر لبعض البنوك مع الأخذ في الاعتبار ان الاستثمار الأجنبي المؤسسسي لا يشكل أكثر من 5% من القيمة السوقية لأسهم الشركات المدرجة .

وما لفت انتباهي ومن خلال متابعتي لبعض القنوات التلفزيونية خلال الأسبوع الماضي التناقض الواضح في وجهات نظر العديد من هؤلاء المحللين في تشخيص وتوضيح أسباب ما يحدث في الأسواق من تذبذب في الأسعار وتراجع حجم السيولة فالبعض أشار إلى أن صناديق الاستثمار المحلية تقوم بعمليات تسييل كبيرة وهذا غير صحيح وبعضهم أشار إلى خروج مكثف لاستثمارات الأجانب وهذا الكلام غير دقيق والبعض أشار إلى بيع الخليجيين وبعضهم توقع أن تستمر عمليات جني الأرباح حتى نهاية الأسبوع، وجميع هذه التحليلات تشجع عمليات البيع والتردد في الشراء وبالتالي تراجع حجم السيولة في الأسواق وبعض المحللين كان لهم دور واضح في تعزيز الترابط بين ما يحدث في الأسواق العالمية وأسواقنا المحلية .

كما لاحظت أن عدداً كبيراً من المحللين يشجعون على المضاربة وعدم الاحتفاظ بأسهم الشركات لفترة طويلة مما يساهم في عدم استقرار الأسواق المالية واستمرارية تذبذبها وارتفاع مخاطرها كما أن بعض المحللين يشجعون المستثمرين على الاعتماد على التحليل الفني في اتخاذ قرارتهم الاستثمارية وتجاهل التحليل الأساسي بالرغم من أن التحليلات الفنية تعتمد على النظريات والاستنتاجات التي تم تطويرها في أسواق مالية عالمية أكثر تطوراً ونضجاً ونمواً وكفاءة مما يجعل تطبيقها في أسواق المنطقة والتي تعاني من انخفاض الكفاءة وسيطرة المضاربين وضعف الاستثمار المؤسسي وانخفاض مستوى الوعي أمراً بالغ الصعوبة، والتحليل الفني يعتمد على فرضيتين أساسيتين الأولى أن المستثمر راشد اقتصادياً واستثمارياً والثانية أن سلوكه يتسم بالنمطية، وفرضية النمطية تعطي محللي الأسهم فرصة لتوقع تكرار بعض سلوكيات المستثمرين تجاه الأسهم بحسب وجود معلومات جوهرية أو عدم وجودها ومدى الرشد الاقتصادي يحدد اتجاهات هذه النمطية .

ارباب

7 thoughts on “كفاءة ومصداقية المحللين الماليين في الفضائيات

  1. جزاك الله خير اخويه ارباب ….. اخويه لا تلوم هؤلاء المحللين …..

    لانهم حصلو على فرصه ومافي حد وقف في ويهم

    والاعلام ساعدهم ومكنهم ……..

  2. والله موضوع بوقته يا ارباب ,

    هؤلاء رضوا لانفسهم حمل الامانه الثقيله , ونسوا ان اموال الناس كحرمة ارواحهم , هؤلاء المشعوذين

    والمنتديات لا تخلوا من امثالهم , من يتلصص على تحليلات الاخرين ويلطش ويضيف كم مصطلح من الاعلام

    الوضع جيد , لا افهم لماذا الهبوط , سوقنا بخير والاسعار تجميع , وضغط , ووووو , وياتي بعد ذلك سواءا

    السوق صعد او هبط يقول سار السوق حسب توقعنا , او رؤيتنا , او نظرتنا ,

    تبا للمشعوذين

  3. اذا سوقنا ناشىء صارله 7 سنين فقط شو تتوقعون من محللينا!!!

    اختي الكريمة.اذا سوقنا ناشئ وصار له 7 سنوات مثل ماتفضلت.فهذا مب معناه انه خلال ال 7 سنوات الي طافت ماقدرورا المسؤولين يسوون اي شي تجاه انظمة الاسواق وقوانينها.هذا ان دل على شي فانما يدل على القصور وللاسف.ونتيجة لهذا القصور نشوف اليوم المحللين المتجولين.وللاسف 90% منهم ليسوا بمحللين وانما وسطاء ومدراء تداول وموظفين في هذه المكاتب والشركات.ومع هذا اللعب الهيئة موافقة على تسميتهم كمحللين.
    هذا الموضوع يذكرني قبل عدة سنوات لما تم القبض على دكتور بيطري وهو يعالج البشر لاكثر من 15 سنة.وبعد 15 سنة اكتشفوا المسؤولين انه الدكتور بيطري.
    نفس الشي وبعد 15 سنة راح يجون المسؤولين ويكتشفون ان المحللين الاقتصادين هم بالاصل باعة ورود وموظف بدون شهادة او بالكثير ثانوية عامة.
    وهذا اكبر دليل على قصور الجهات المسؤولة وترك المسألة حتى تتفاقم وتخرج عن حدود السيطرة ولو مؤقتا.

  4. يعطيك الصحة والعافية ارباب

    وأنا كذالك لاحظت التناقض بين المحللين في حلقة واحدة على قناة أبوظبي في البرنامج اللي يقدمه المذيع زياد الطحش او مدري شسمه

    حيث ذكر أحدهم بأننا في نهاية التصحيح وفي مرحلة التجميع الذكي بينما ذكر المحلل الثاني بأن التصحيح سيستمر ولازالت عمليات البيع مستمرة

    ولو تلاحظ أيضاً أن كل محلل خاصة في التلفزيون يتكلم حسب أهدافه الشخصية

    ولا تلوم المحلل اذا كان من شركة وساطة مالية ويشجع المضاربة لأن فائدة الأساسية من المضاربة

    ولكن المصيبة بأن هناك من قد ياخذ برايهم دون دراية أو علم

    وكان مفروض على وسائل الاعلام ايجاد محللين محترفين (فنياً وأساسياً محايدين (في المشمش)

    وشكراً لك مرة ثانية على الموضوع

Comments are closed.