صرخ أرسطو ذات مساء بأن النادي هو المكان الوحيد الذي يتعلم فيه الإنسان من أخيه الإنسان مهارة تمرير الكرة.
زيارة خاطفة قمت بها لنادٍ شهير، يعتبر زينة المدينة وبهجتها، فوقفت مشدوهاً في الصالة الرئيسة كما يقف الفنان المحترف في متحف اللوفر أمام لوحه الموناليزا، العشرات من الكؤوس والدروع والميداليات، إضافة إلى صور ترصع الجدران لمختلف البطولات والمهرجانات والمعسكرات والمؤتمرات مع شعار للنادي بالحجم الكبير (لا غالب إلا الله).

من الأمور التي لفتت نظري في الصالة صورة للمدرب الأكثر فتكاً في الخليج، صاحب قصة الهروب الشهيرة حين باع ضميره مقابل فيلا بحمام سباحة، يظهر مبتسماً في مهرجان أقامه أحد لاعبي الفريق بمناسبة اعتزاله التدخين، على الحائط نفسه صور عدة لنجوم النادي في أحد المعسكرات في أجمل مصايف سويسرا وهم «يتمرغون» في الحدائق ويتمددون في السهول مع طبيب الفريق صاحب شعار (ضرب المشجعين جزء من العلاج الطبيعي).
صورة كبيرة لنجم الفريق بعد إحرازه هدفاً يرسل قبلات لا تسمن ولا تغني من جوع إلى الجماهير عامة وصديقته هو على الأخص، وصورة للجماهير وهي تغمر الكأس بالقبلات وتغسله بالدموع، مع أن هناك عبارة نُحتت عليه بوضوح صارخ (كأس اللعب النظيف)، وصورة للحارس الاحتياط وهو متمترس أمام المرمى (قال يعني الطرابلسي) يقف بجانبه رئيس رابطة المشجعين، وهو بالمناسبة لاعب سابق لبست بسببه المدينة الحداد وبكته استوديوهات التحليل حين أضاع ركلة جزاء كانت كفيلة بتتويج النادي بكأس (الحليب).
ثلاثة أيام متوالية وأنا أقلب الأمر على جميع الوجوه، فحالة الخراب الرياضي والنتائج الكارثية التي يتندر بها الجميع على المستويين الخليجي والآسيوي، لم تترك لي فرصة الترحم على الزمن الجميل، الذي كان يمشي فيه النجم فينحني له المعجبون، ثم يبصق فيتهافت الجميع على جمع بصاقه، ويعطس فتصفق له الكواعب من المشجعات، زمن كان يضمن فيه النجم ظهور اسمه ضمن أسئلة امتحانات الثانوية العامة مشفوعاً بالسؤال الخالد: «استخرج من النص السابق اسم اللاعب، وبوسه ورجعه مكانه».
قال احتراف قال!!

2 thoughts on “كــــلام في الكورة


  1. مالي في هالسوالف بس فضول حريم حبيت ادش واشوف المووضوع

    موفق بإذن الله … لك مني أجمل تحية .

Comments are closed.