فيزيائيون يستعدون لإطلاق أكبر تجربة علمية في تاريخ البشرية ..لمعرفة أسرار نشأة الكون

وضع اليوم 350 عالم فيزياء من 35 دولة الخطوط النهائية لعمل جهاز أطلقوا عليه اسم “أطلس” لرصد وتحليل البيانات التي سيقدمها المعجل النووي العملاق “هادورن” بالمركز الأوروبي للأبحاث النووية بجنيف، بعد بداية عمله في غضون أسابيع قليلة.

ويوصف المُعجّل “هادورن” والكاشف “أطلس” بأنهما أعقد جهازين علميين توصل إليها الإنسان إلى اليوم، ليقدما ما يقول عنها العلماء “أكبر تجربة في تاريخ العلوم الطبيعية، تهدف إلى معرفة أسرار نشأة الكون وطبيعة المادة”.

وقال رئيس قسم الطاقة الفيزيائية بجامعة برن البروفيسور أنطونيو إريديتاتو للجزيرة نت إن لقاء العلماء في هذا المؤتمر الذي استمر أسبوعا كاملا “كان للتأكد من مراحل عمل برامج التشغيل وأجهزة الحاسوب، وفق المعايير القياسية الدقيقة والخطوات المتبعة لتلقي النتائج وتحليلها، وكيف يمكن التعامل في حالات الطوارئ التي لا نتوقعها في الأساس”.

مخاوف غير مبررة
ونفى رئيس مجموعة تجهيز “أطلس” البروفيسور إريديتاتو أن يكون المؤتمر قد طرح المخاوف التي أثارها من قبل بعض المتشككين في نجاح “هادورن” أو التحذيرات من احتمال وقوع كارثة، لأنها مخاوف “ليست مبنية على أساس علمي سليم”.

كما أوضح أن المخاوف من حدوث ما يوصف بثقب أسود سيبتلع الكون إثر انطلاق “هادورن” في العمل غير مبررة، “لأن قوة التصادم المتوقعة داخل الجهاز ليست مثل تلك التي تحدث بين المجرات والنجوم أو داخل الشمس، بل هي أشبه بسقوط قلم رصاص على الأرض من ارتفاع متر واحد”.

ولتبسيط التجربة قال إريديتاتو “إن المخاوف التي يتحدثون عنها تكون عند انشطار نواة الذرة وحدوث ما توصف بالتفاعلات الانشطارية المتسلسلة مثل تلك التي تحدث في القنبلة النووية، بينما ما نقوم به هو الخطوة العكسية، أي أننا نسعى لإعادة البروتونات إلى الجزئيات عن طريق التصادم”.

وقال إن النتائج المتوقعة من هذا التفاعل العكسي كثيرة، فمن تلك النتائج “يمكن التعرف بشكل عملي على تكوين المادة وكيف نشأ الكون، وسنحاول التعرف على صحة نظريتي التصادم الكبير والانفجار الهائل التي نعتقد أنها أدت إلى ظهور المجموعة الشمسية”.

نتائج مفاجئة
لكنه في المقابل يرى أن جميع النتائج التي سيحصل عليها العلماء ستكون مفاجئة بكل المقاييس، “فهي إما ستعزز بقوة صحة النظريات التي لم نتمكن من إثباتها، أو تضع العلم أمام حقائق أخرى لم نكن نعرفها”.

وبصفة عامة فإن تحليل البيانات التي سيرصدها “أطلس” ستستغرق وقتا طويلا، ويقول إريديتاتو “سنحصل على البيانات التي يمكن تحليلها بعد أسابيع من تشغيل المعجل “هادورن”، أما النتائج فقد تستغرق شهورا للحصول عليها.

ويبرر إريديتاتو هذا الوقت بحجم البيانات الهائل الناجم عن مليار عملية تصادم بين البروتونات تحدث في الثانية الواحدة داخل المعجل النووي العملاق “هادورن”، وتحتاج لمجموعة كبيرة من أجهزة الحاسوب لتحليلها وصولا إلى النتائج وربطها بعضها ببعض.

أجزاء أطلس
ويزن “أطلس” 7000 طن، ويبلغ محيطه 22 مترا، ويتكون من أربعة أجزاء، أهمها مُولد للمجال المغناطيسي بقوة 2 تسلا، يقوم برصد مراحل تأين الجزيئات وتغيير شحنتها، ثم جهاز تنسيق القوة المغناطيسية الناتجة لتكون متجانسة في تأثيرها على الجزئيات.

ويقوم مقياس الطاقة الحرارية بمتابعة وتحديد مسار الطاقة الناجمة عن المجال الكهرومغناطيسي، ويرصد التغيرات التي يحدثها هذا المجال نتيجة عملية التأين وتصادم البروتونات.
تليها وحدة رصد الجسيمات الناجمة عن مراحل التفاعل المختلفة في المعجل هادورن، التي تقوم بتصنيفها تمهيدا لتحليل كل نوع على انفصال قبل وحدة الربط بين البيانات التي تقوم بها مجموعة من الحواسيب.
ويعد المغرب البلد العربي والإفريقي الوحيد الذي شارك في هذه التجربة وقد ساهمت فرق من الباحثين المغاربة في بناء “مولد المجال المغناطيسي” أحد مكونات أطلس. وسيمكن هذا العنصر العالي التكنولوجيا من قياس دقيق لوضعية وطاقة الفوتونات المولدة بفعل التصادمات داخل معجل هادرون.
وأشارت البروفسور رجاء الشرقاوي المرسلي العضو المراسل لأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، وعضو الفريق المتعاون في تجربة أطلس حول المعجل النووي العملاق “هادورن” إلى أنه قد تم ربط واختبار ما مجموعه50 ألف آنود عالي الدقة بالمغرب (جامعة الحسن الثاني عين الشق بالدار البيضاء وجامعة محمد الخامس أكدال بالرباط والمركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية) قبل أن يتم تجميعها بغرونوبل وستوكهولم.

6 thoughts on “فيزيائيون يستعدون لإطلاق أكبر تجربة علمية في تاريخ البشرية

  1. نظرية Big Bang تتحدث بشكل مختصر عن كيفية نشأة الكون..
    النظرية تقول بان الكون باكمله كان عبارة عن نقطة صغيرة ذات كثافة عالية جداً، هذه النقطة الصغيرة انفجرت مما ولدت الانفجار العظيم Big Bang ..

    كنتيجة للانفجار العظيم، تحركت في الكون مجموعة من الجسميات مع جسميات مضادة لها matter و antimatter بسرعة الضوء و في جميع الاتجاهات. حركة هذه الجسميات سببت في توليد طاقة..
    و مع مرور الوقت و برود الكون من الانفجار تلاحمت هذه الجسميات لتشكيل الديتيريم deuterium و هو عبارة عن نظير للهيدروجين و من ثم تلاحمت من جديد لتشكيل نواة الهيلوم و الخ.

    مع هذا التقدم في البحث، الا ان العلماء لم يستطيعوا تفسير جسميات The God Particle .

    بعد الانفجار العظيم، كما ذكرنا سابقاً، تحركت جسميات بكل الاتجاهات في ارجاء الكون، هذه الجسميات عبارة عن Elementary Particle و لا تحتوي على كتلة Mass ..
    اذن السؤال المطروح هو كيف اصبح الكون كما هو عليه الآن مع وجود الـ Mass حولنا؟
    كيف اصبح للجسميات كتلة؟
    للاجابة على هذه الاسئلة، قام العالم Peter Higgs بوضع نظرية بوجود جسميات اخرى غير مكتشفة تم تسميتها لاحقاً بـ Higgs boson ( او كما تشتهر بـ The God Particle )
    هذه الجسميات تقوم بجذب الجسميات الاخرى من حولها مما تولد بالنهاية كتلة Mass

    العلماء الان يحاولون اعادة خلق حالة مشابهة لما بعد الانفجار العظيم عن تحريك جسميات و جسميات مضادة لها Matter و AntiMatter باتجاهين معاكسين و بسرعة مقاربة لسرعة الضوء، و العلماء سيراقبون كيفية تلاحم او انشطار الجمسيات ببعضها البعض و سيرون اذا كان سيستطيعون رصد جسميات الـ The God Particle او Higgs Boson
    هذه احدى اهدافهم الرئيسية

    الا انهل لا زال العلماء في البداية جداً عندما يتعلق الحديث بنشأة الكون..
    فالموضوع اشبه بالحديث عن كيفية صنع ناطحة سحاب مكونة من 100 طابق، و العلماء يحاولون فك لغز كيفية صنع اول طابوقة موضوع باساس ناطحة السحاب.

    عموما جهاز LHC يحاول فك اسرار اخرى بالكون
    مثل المادة و الطاقة السوادء dark energy , dark matter التى تملىء الكون..

    اترككم مع هذه الصور تجربة محاكاة الإنفجار العظيم وكشف أسرار الكون أضخم آلة أبحاث في التاريخ


    سوووبر كمبيوترات تسجل الأحداث .. التفاعلات وإلخ .

    SIZE][/url] :
    Large Hadron Collider

Comments are closed.