فقاعة دبي انفقعت
محمد عبدالله السويد
قبل عدة أيام، أنهت دبي حفلا كان منتظرا لافتتاح فندق اتلانتيس في جزيرة النخلة بميزانية تجاوزت 20 مليون دولار، في ليلة يتجاوز وصفها حكايات شهرزاد العامرة بالخيال، ولكن من المؤسف أنه جاء في وقت تختم فيه النهضة العمرانية الموعودة في دبي والتي أيضا تتجاوز الخيال. فمع مطلع السنة الحالية كنت قد تنبأت ببداية موجة تصحيح في سوق عقارات دبي في مقالة بعنوان سنة كبيسة لعقارات دبي، ومع تطور الاحداث المرتبطة بالأزمة المالية العالمية فأعتقد أن اسعار عقارات دبي ستكون محظوظة إن توقف التصحيح على مستويات سنة 2005م.
هذا الهبوط المتوقع في الأسعار يعتبر أمرا طبيعيا يحدث بعد كل فقاعة اقتصادية تحدث في أي سوق، فقد سبقتها أسواق الأسهم المحلية بما فيها سوق دبي المالي الذي يبدوا أنه مازال لنزوله بقية خاصة سهم إعمار الذي اعتقد بأنه سيواصل الهبوط لأقل من درهم خلال الأشهر القادمة. هذه الأزمة التي تلوح في الأفق يجب أن تستوعبها حكومة دبي بشكل جيد فهم يخوضون تجربة جديدة تتجاوز مستوى خبرات مستشاريهم.
المشكلة الأساسية التي وقعت فيها حكومة دبي هو أنها سمحت للقطاع العقاري أن يستنفد معظم مواردها المالية وأن تكون فقاعته قائدا لنمو اقتصاد البلد ككل (بخلاف النفط) في فترة حرجة جدا تحتاج فيها البلاد إلى قاعدة اقتصادية صلبة في مواجهة ازمات كالتي نعايشها الآن، وأيضا سمحت لصناع السوق العقاري بتضليلها وتضليل العامة أيضا، فهبوط الأسعار الآن لأكثر من 40% خلال عدة اسابيع يعتبر ردا قويا وصريحا لمن يقول ان هناك طلبا حقيقيا على الوحدات العقارية في البلد، وأن سوق العقار كان ولا زال مرتعا خصبا للمضاربين العقاريين الذين استغلوا ضعف الرقابة بالتلاعب في السوق.
الأزمة لن تنته بهدوء بل سنرى المزيد من تسريح الموظفين، والمزيد من المشاريع المؤجلة أو حتى الملغية أو المتعثرة، والمزيد من تعثر الصناعات الأخرى التي اعتمدت على صناعة العقار في الفترة الماضية، وزيادة اكبر في معدلات البطالة خاصة على مستويات العمالة الآسيوية التي تشكل نسبة كبيرة جدا من سكان دولة الإمارات العربية المتحدة.
عظم حجم مشكلة دبي لا يعني بأن الحكومة الإماراتية يجب أن تقوم بدعم القطاع العقاري سريعا، بل بالعكس دبي تحتاج الآن إلى وضع قوانين اضافية لضبط القطاع العقاري والقيام بتوجيه الدعم المالي للقطاعات الاقتصادية الأخرى في البلاد، فقطاعا الخدمات والصناعات التحويلية تحتاج الآن إلى الدعم أكثر من أي وقت مضى، وقوانين الهجرة والعمل تحتاج إلى مراقبة وتجديد بشكل مستمر خاصة مع ازدياد معدل البطالة المتوقع بين الآسيويين تحديدا، فترحيلهم المتوقع لن يكون بالحل المثالي فهذا سيؤدي إلى زيادة في معدل الانكماش الاقتصادي في البلد.
نعم، دبي يجب أن تتخلى عن القطاع العقاري في الوقت الحالي لكي تتمكن من انقاذ بقية اطرافها، فدعم القطاع العقاري ماليا سيؤخر فقط وقوع الكارثة تماما كما حدث مع سوق الأسهم السعودية بعد انهيار فبراير 2006م، فمع التدخلات الحكومية المتكررة مازال السوق يهبط للمستويات التي كان من المفترض أن يصل إليها قبل سنتين من الآن.
ادعو الله أن يتمكن الاقتصاد الإماراتي من تجاوز هذه المحنة القادمة بسلاسة فالتجربة جديدة على إداراتها الحكومية والأمر شبيه بما حدث مع الاقتصاد السعودي عندما انهار العقار ودخلت البلد في ركود اقتصادي طويل نسبيا.
مدير مجموعة الخليج للاستثمار – دبي
اشكرك على جرأتك وبعد نظرك وابتعادك عن العواطف في نظرتك للأمور
انا من متابعي كتاباتك من يوم ما حضرت الى دبي في مهمة وكتبت بانك لاحظت هروب الأجانب من دبي الى الشارقة وعجمان من غلاء السكن والحياة بشكل عام وتنبأت حينها بان الطفرة يستحيل ان تستمر وان التصحيح قادم لا محالة هذا كان قبل اكثر من سنة ان لم تخني الذاكرة
وقد واجهوك الأخوة الأعضاء بعاصفة من الإستنكار وبعضهم بالتهجم تماما كما يحدث الآن
واذكر بانك ايضا كتبت عن نزول السوق واعمار الى مستويات سحيقة وقد كانت يوم كتابتك تباع في السوق في حدود ال 13 درهم او اكثر قليلا وايضا تم مواجهتك بجميع اشكال الهجوم والتقريع والسباب وان هذا ما تحلم به لأنك حاسد وحاقد ولم يلتفت احد الى انه من الممكن ان يحدث ما تتنبأ به ولو بنسبة بسيطة والنتيجة كما تراها البكاء والعويل من قبل الجميع على ما آلت اليه الأمور في وقت لا ينفع فيه لا البكاء ولا العويل
بل بعدك بشهور صار الأخوة الأعضاء ممتنين للمحللين الذين حذروا بان اعمار ذاهب ل 7 او 6 دراهم ويعجزون عن شكرهم
وقد كان لي مداخلة انذاك وذكرت الأخوة بمقال سوبر سعودي وكيف هوجم بل وطرد من المنتدى لانه قال ان اعمار يتجه الى 11.7 عندما كان ب 29.1 درهم
انا عن نفسي اشكرك مرة ثانية وادعوك للإستمرار ولكن لا تطول الغيبات
اخي الكريم قد يكون ما تكتبه ينم عن نظرة ثاقبة وبعيدة وصعب على كثير من العقليات تصوره وهذا يتضح حين قلت ان اعمار الى 7 دراهم وبعد مقالك بفترة ليست بالقصيرة جاء الأخ كوازيميدو وذكر نفس المضمون
فجميعهم شكروه وهم انفسهم من قاموا بتقريعك
ان الكثير منا هم بحاجة الى تقارير من عيار شعاع كابيتال وهيرمس وهي التي تنطلي عليهم في كل مرة او انهم يصدقوا ما يحبوا ان يصدقوه فقط بغض النظر ان كان صحيحا ام لا
للعلم الأخ محمد السويد من اشد المعارضين للمدن الإقتصادية التي تقيمها السعودية وكتب في هذا اكثر من مرة
بصراحه عنوان الموضوع استفزازي وفيه كثير من الشماته والناس الي فيهم كافيهم
كلام الاخ مجازف عين الصواب
محمد السويد لم يتحامل على دبي ولكنه وضع رأيه فيما يحصل الآن
بالفعل دبي صرفت اللي وراها واللي قدامها في بناء العقارات التي تُناطح السحاب
لكن أين الإستثمارات الصناعية والزراعية التي سيأكل منها الشعب ؟؟ لا يوجد ولا أحد يكترث بها
اين الإستثمارات التي ستخلق وظائف وسيستفيد منها أبناء البلد (المواطنون) ؟؟ لا يوجد
بل كل مانجده هو بنايات تتنافس في الطول والعرض
وفي النهاية يسكنها أناس غريبون عنا ويأتوا بعادات وتقاليد لا نقبلها ونجد أنفسنا في غربة داخل وطننا
وين ها الغيبه يا رجل…طولت علينا بارك الله فيك
المهم وجهة نظر نحترمها مع اني دخلت والابتساامة شاقه فمي
الحمد لله على كل حال
اخوكم ومحبك ابتسامة العبار