حكم تبييت النية في صيام الفرض والنفل

ما حكم من لم يعلم بدخول شهر رمضان إلا بعد طلوع الفجر فكيف يعمل؟
من لم يعلم بدخول شهر رمضان إلا بعد طلوع الفجر فعليه أن يمسك عن المفطرات بقية يومه؛ لكونه يوماً من رمضان لا يجوز للمقيم الصحيح أن يتناول فيه شيئاً من المفطرات، وعليه القضاء لكونه لم يبيت الصيام قبل الفجر وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له)) رواه الدار قطني بإسناده عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها، وقال: إسناده كلهم ثقات. ونقله الموفق ابن قدامة رحمه الله في المغني، وهو قول عامة الفقهاء، والمراد بذلك صيام الفرض؛ لما ذكرنا من الحديث الشريف، أما صيام النفل فيجوز أثناء النهار إذا لم يتناول شيئاً من المفطرات بعد الفجر؛ لأنه صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يدل على ذلك، ونسأل الله أن يوفقنا وجميع المسلمين لما يرضيه وأن يتقبل منهم صيامهم وقيامهم إنه سميع قريب، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

حكم من نوى الصيام ثم مرض

رجل قرر أن يصوم شعبان، وأثناء صيامه لأيام شعبان داهمه مرض فأفطر وفي نيته إكمال شعبان بالصيام، فهل له أجر تلك النية؟

يرجى له ثواب ما نواه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا مرض العبد أو سافر كتب الله له مثل ما كان يعمل مقيماً صحيحاً))أخرجه البخاري في صحيحه، ولقوله صلى الله عليه وسلم: ((إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى)).

حكم من أفطر لشدة العطش في رمضان
إننيقد أفطرت يوماً من أيام رمضان؛ وذلك لأنه اشتد بي العطش وخشيت على نفسي من الضر،فهل الواجب علي أن أقضي يوماً واحداً، أم أنه يجب علي تطبيق حكم من أفطر متعمداً؟أفيدونا جزاكم الله خيراً.

ليس عليك إلا قضاء يوم واحد، وهكذا من أفطر متعمداً عليه التوبةويقضي يوماً واحداً، أما حديث أنه لا يقضي عنه الدهر ولو صامه، فهو حديث ضعيف، من أفطر عامداً فعليه التوبة والقضاء لما أفطره يوم أو أكثر، يقضي ما أفطر والحمد لله مع التوبة النصوح، أما من اضطر إلى ذلك، كمسألتك التي خشيت معها الضرر البين، ثم أفطرت فإنك تقضي هذا اليوم وتمسك باقي النهار، إذا أفطرت تمسك وتقضي، إذ عند الضرورة، خوف من المرض الشديد، أو الموت. إذا لم يمسك سماحة الشيخ؟ إذا أفطر ولم يمسك بقية اليوم؟ يأثم، وعليه التوبة إلى الله.

المريض الذي يضره الصيام
أنامريضة ولا أستطيع الصيام، وإذا صمت يضرني، هل علي كفارة، أم ماذا أفعل؟ جزاكم اللهخيراً

هذا فيه تفصيل: إن كان المرض يرجى برؤه والأطباء يقولون إن كان يعالج يرجى برؤه يبقى الدين يبقى الصوم في الذمة حتى يشفى المريض ثم يقضي، أما إذا قررالأطباء أن هذا المرض لا يرجى برؤه مرض دائم، فهو مثل كبير السن الذي ما يستطيع يصوم، يطعم عن كل يوم مسكين، المريض الذي لا يرجى برؤه سواء رجل أو امرأة يطعم عن كل يوم مسكين، نصف صاع تمر أو رز، ويجمعها في أول الشهر أو في آخر الشهر يعطيها فقير أو فقيرين أو أكثر، ما هو بلازم كل يوم فقير، يجمع الجميع ويعطيها بعض الفقراء، هذاإذا كان ما يرجى برؤه، مرض ذكر الطبيب المختص أنه ما يرجى برؤه، أو طبيبان أحوط مختصان يقولان: إن هذا لا يرجى برؤه المرض يستمر، فهذا المريض الذي مرضه مستمر يفطر ويطعم عن كل يوم مسكين، يجمعها خمسة عشرة صاع إذا كان الشهر تام، أو أربعة عشر ونصف إذا كان ناقص ويعطيها بعض الفقراء، ويعطيها بيتا فقير أو شخصا فقير، والحمد لله. أما إذا كان يرجى برؤه يمكن يطيب إن شاء الله هذا يتأجل عليه الصوم فإذا عافاه الله يقضي؛ لقول الله سبحانه: وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ (185) سورة البقرة، تبقى في ذمته حتى يشفيه الله ثم يقضي، ولو بعد سنتين أو ثلاث، والحمد لله.

هل يفطر من نصحه الطبيب بالإفطار خشية الشلل
علىأثر الصيام تصاب بمرض الشقيقة، ونصحها الطبيب بالإفطار لئلا تصاب بالشلل، فماذا يجبعليها؟

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله،وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فقال قد الله -جل وعلا- في محكم التنـزيل: وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَسورة البقرة]. فإذا كانت السائلة يضرها الصوم في شقيقتها، يعني في رأسهاضرراً بيناً فإنها تفطر، وتقضي إذا استطاعت بعد ذلك، فإذا قرر الأطباء أن هذا المرض يحصل بالصوم دائماً فإنها تطعم عن كل يوم مسكيناً، كالشيخ الكبير العاجز، والعجوز الكبيرة العاجزة. أما إذا كان يزول فإنها تقضي عند السلامة إذا شفيت من هذا المرض تقضي إما في أيام الشتاء و إلا في أوقات أخرى ترى أنها تستطيع فيها القضاء بدون هذاالمرض.
بعض الناس يفطر رمضان بعذر أنه مريض وظاهره الصحة فما الحكم؟
يقول رأيت بعض الناس في شهر رمضان غير صائمين ويقولون إنهم مصابون بمرض ما، ولكن مظهرهمأنهم في تمام العافية فما هو توجيهكم؟

هم أعلم بأنفسهم إذا كان المرض شديد يشق عليهم فلهم عذر، لأن الله سبحانه يقول: ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر ولو كان مظهره حسناً،لأنه قد يكون مرضاً داخلياً ما يظهر للناس، فإذا كان المرض الذي يحسن به يؤلمه ويشق معه الصوم فالله قد عذره سبحانه وتعالى، ولو كان مع الناس ظاهره الصحة وهذا شيء بينه وبين الله عليه أن يراقب الله جل وعلا فإن شق عليه المرض فهو معذور يفطر ثم يقضي وإن كان لا يشق عليه وجب عليه الصيام وأن يتقي الله سبحانه وتعالى..
مصافحة الأجنبي هل تبطل الصيام
كنت صائمة وجاء صديق أخي وصافحني بالرغم أني تهربت منه، والله شاهد على هذا، هل عليإعادة الصوم؟

المصافحة للأجنبية لا تجوز، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إني لا أصافح النساء). وقالت عائشة رضي الله عنها: “والله ما مست يد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يد امرأة قط، -يعني في البيعة-، ما كان يبايعهن إلا بالكلام”. وهو سيد الخلق،وأكملهم إيماناً، وهكذا ينبغي للناس أن يتأدبوا بالآداب الشرعية، وأن لا يصافحواالنساء إلا إذا كانت محرماً له كأخته وعمته، ونحو ذلك، أما الصوم فلا يبطل بذلك،ولا يفسد بذلك، الصوم صحيح، والمصافحة للأجنبي لا تبطل الصوم سواء كان أخا الزوج أوزوج الأخت أو ما أشبه ذلك، لكن لا يجوز، يجب ترك ذلك، والحذر منه، إلا إذا كانت حصلمنها مني عند المصافحة فهذا تقضي اليوم؛ لأن المصافحة نوع من المباشرة، فإذا باشرت الرجل وحصل منها مني عند المباشرة بالمصافحة، أو بالتقبيل من زوجها مثلاً، حصل منيمنه أو منها فإن الصوم يبطل، وعليها القضاء، تمسك ويمسك الرجل لا يفطر، لكن يقضي،إذا باشر امرأته أو امرأة زوجة محرمة عليه -والعياذ بالله-، ثم حصل المني فإنه يقضي ذلك اليوم مع التوبة، وهكذا المرأة إذا صافحت إنساناً أو قبلت زوجها أو لامسته أوكررت النظر في إنسان فأمنت فإن عليها القضاء، هذا الذي عليه عامة أهل العلم.

من أفطر رمضان لشدة العمل والحر ولم يقض
ما حكم من فرط في شهر رمضان من شدة العمل في الحر، ولقد مضى عليه ستة أعوام، فهل يجزئ عنه الإطعام، وما مقداره، أم لا بد من الصيام؟ جزاكم الله خيراً.

أولاً عليه التوبة إلى الله -سبحانه وتعالى-، والندم على ما مضى منه،والعزم الصادق أن لا يعود في ذلك ثم عليه القضاء، قضاء ذلك الشهر مع إطعام مسكين عنكل يوم إذا كان يقدر، أما إذا كان فقير ما يستطيع فإنه يكفيه الصيام والحمد لله معالتوبة، وهذه جريمة عظيمة نعوذ بالله، فعليه التوبة إلى الله والندم والإقلاع والعزم الصادق أن لا يعود، وعليه القضاء والبدار بالقضاء وعليه مع ذلك إطعام مسكين عن كل يوم، نصف صاع يعني كيلو ونصف عن كل يوم من طعام بيته من أرز أو حنطة أو تمر أو غيرها من قوت البلد، فإن كان فقيراً عاجزاً لا يستطيع ذلك سقط عليه الإطعام وبقي عليه الصيام. جزاكم الله خيراً

يقدم الصيام على العمل
أنا أصوم رمضان في بلدي والحمد لله، ولكن لكثرة العمل وصعوبته أواجه بالإرهاق، فهل عليّ من شيء، أم أترك العمل وأبدأ بالصيام؟
عليك أن تصوم كما أمر الله ، وأن تدع العمل الذي يضرك ، تعمل ماتستطيع ، وتكمل صومك ، فإذا كان العمل عشر ساعات ويشق عليك تجعله سبع ساعات ست ساعات خمس ساعات حتى تستطيع الصيام ، ولا تعمل عملا يضرك أو يسبب فطرك ؛ لأن الله أوجب عليك الصيام، وأنت صحيح سليم ليس مريضاً ولست مسافراً ، فالواجب عليك أن تصوم وأن تدع العمل الذي يرهقك ويتعبك ويضرك، أو تخففه.

المزيد من الفتاوي في الصيام لسماحة الشيخ:
حكم القضاء

4 thoughts on “فتاوي سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمة الله في الصيام

  1. يزاك الله خير اخوي مايكروسوفت وبارك الله فيك

    والله يرحم ابونا الشيخ بن باز .. فقد كان علماً في العلم وفي الخلق ..

  2. يزاك الله خير مايكروسوفت

    احكام مهمه لكل صائم ومسلم

    وبالذات في هذا الشهر الفضيل لان الاسئله

    والاستفسارات تكثر وتزيد وكل شخص يفتي من عنده فتوى ؟؟

    الله يعطيك العافيه

Comments are closed.