دبي -رشيد بوذراعي

حافظت الأسهم السعودية اليوم الإثنين 3-11-2008 على خط المكاسب وارتفعت مع ظهور بوادر استقرار توحي بأن السوق ربما بلغت القاع وهي ترتد الآن عائدةً إلى تعويض الخسائر القاسية التي منيت بها الشهر الماضي.

وقال محللون إن تحسن نفسية المستثمرين كعاملٍ يحفز على الشراء كان انتقائيًا ولم يشمل جميع الأسهم؛ حيث بدا الابتعاد واضحًا عن الأسهم التي تحيط بها مخاطر كبيرة وتلك التي ظهر تأثر نتائجها المالية عن الربع الثالث بالأزمة المالية العالمية.

وكسب السوق بنهاية التعاملات حوالي 88 نقطة مرتفعًا بنسبة 1.52% إلى مستوى 5889 نقطة وسط مكاسب لجميع قطاعات السوق بقيادة أسهم قطاع البناء والتشييد التي أضافت حوالي 275 نقطة، فيما حصدت أسهم قطاع التجزئة ثاني أفضل ارتفاع بحوالي176 نقطة.

ورغم المكاسب في 109 أسهم من مجمل 125 سهمًا شملته حركة السوق اليوم، فقد كان حجم السيولة محدودًا وسجلت قيمة التداولات حوالي 6.44 مليار ريال من بيع وشراء 344 مليون سهم (دولار = 3.75 ريالات).

وتصدر سهم مصرف الإنماء لائحة الأسهم الأكثر تداولاً بالكمية بحجم 105 ملايين سهم، وتلاه سهم زين السعودية بحجم 35 مليون سهم، وجاء ثالثًا سهم معادن بحوالي 16 مليون سهم.

وفي صف الرابحين سجل سهم المتطورة أعلى ارتفاع بنسبة 10% مع كل من سهم الإحساء لتنمية واميانتيت ونماء، بينما صعد سهم العقاري بنسبة 9.9%.

ملامح شراء انتقائي

وقال الرئيس التنفيذي في مجموعة كسب الاستشارية عبد الله الرشود إن السوق تشهد نوعًا من الانتقاء في الشراء على خلفية الأزمة العالمية التي كشفت الأسهم المعرضة لخسائر بسبب ارتباط أدائها بالأسواق الخارجية.

وأوضح الرويشد لبرنامج “جرس الإغلاق” على قناة العربية: “أتوقع أن هناك انتقائية لدى المستمرين، ولكن هذا يحتاج إلى وقت لكي نتأكد”، مضيفًا أن بعض الأسهم أصبحت غير مغرية”، حتى لو كانت كبيرة.. وهي غير جيدة للشراء حاليًا لأن مخاطر تحيط بها”.

من جهته علق محمد علي ياسين من” شعاع كابيتال” في دبي أن تراجع حجم السيولة في التداولات يعود إلى توقف عمليات تغطية المراكز المكشوفة، مما أعطى انطباعًا بالاستقرار للسوق.

وأشار إلى أنه في حال حافظ السوق على الاستقرار لثلاث جلسات متتالية “يمكن أن يقتنع المستثمرون بأن السوق قد بلغ القاع وهو يرتد منها وسيبدأون بالشراء”.

توفعات متفائلة

من جهةٍ أخرى توقع الأهلي كابيتال وهو الذراع الاستثمارية للبنك الأهلي ارتفاع سوق الأسهم السعودية بمعدل 23% سنويًا خلال الخمسة أعوام القادمة؛ بناء على افتراض مكرر ربحية عند 14.7 مرة، وهي أقل 43% عن المتوسط التاريخي في الخمسة عشر عامًا الماضية والمتمثل في 19.8 مرة.

وقال إنه من المتوقع أن يصعد مؤشر السوق إلى معدل 30% سنويًا في حال عودة السوق إلى مكرر الربحية التاريخي عند 19.8، متوقعًا عودة أسهم الشركات ذات الأداء الممتاز بشكل أسرع من المؤشر العام.

وقال التقرير إن هذه التوقعات المتفائلة تدفعها التقييمات المغرية للشركات، وتوقعات بتحسن معنويات المتعاملين في الأسواق العالمية، وزيادة اهتمام المستثمرين الأجانب في السوق السعودية، خصوصًا وأن حصة المستثمر الأجنبي لا تزال قليلة، بالإضافة إلى التوقعات حول زيادة حصة الاستثمار المؤسساتي والتي ستقوم بلعب دور صحي.

وأوصى التقرير المستثمرين بالشراء على أسهم الشركات التي ستتأثر أقل من نظيراتها من الأزمة العالمية، مثل التركيز على الشركات ذات نسبة اقتراض منخفض، والشركات التي لا تعتمد بشكلٍ كبير على الأسواق العالمية، والشركات ذات الملكية المنخفضة هيكليًا، والشركات التي تتمتع بمحفزات قوية في المستقبل.