• هناك قنوات ومواقع انترنت تحض بشكل صريح على الفتنة والكراهية
• أؤيد قرار إغلاق الفضائيات إذا كانت تنشر الفتنة والكراهية
• الدعاء على المسيحيين في المساجد حرام
• التطرف موجود في المساجد وعلى مواقع الانترنت

وحتى رسائل المحمول
• ما حدث في الإسكندرية نتيجة إتاحة وسائل الاعلام للفكر المتطرف
• كل مَن فتح مسجده او قناته للمتطرفين مسؤول عما حدث
• لم أشارك في قضية “خالد سعيد” لأنه ليس دوري
• حملة “share ف الخير” تهدف لمحاصرة وعزل الفكر المتطرف
• نعمل على إعداد قائمة لكلمات الكراهية والتحريض بين الأديان
• تجنيد المتطرفين يتم عن طريق الانترنت .. والمتطرفون كسبوا معركة الانترنت
• “الخناق” على بناء المساجد والكنائس “عيب” لأن مصر تحتاج مدارس ومصانع
• لم أوقع على “بيان التغيير” لأن المشاركة السياسية بهذا الشكل لا تناسبني
• أتوقع مشاركة الشباب المسيحي بقوة خلال حملتي الجديدة

عمرو خالد يعود مرة أخرى إلى صفحات الجرائد وبرامج “التوك شو” المسائية بعد حملته الجديدة “share ف الخير” التى أعلن عنها منذ يومين، لتواكب تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية وأحداث طائفية ومناخ متوتر. الداعية الإسلامي أطلق حملته لمواجهة الأفكار المتطرفة على الانترنت تحت شعار “انترنت بلا فتنة” في محاولة لكسب معركة يدرك هو تماما أن “المتطرفين كسبوها” منذ فترة. خالد حذر من دعاة الفتنة الذين يرتدون ثوب الدين من الطرفين، ويتحدث لـ”ياهوو! مكتوب” عن موقفه من قضية خالد سعيد وأسباب عدم توقيعه على بيان الجبهة الوطنية للتغيير.

حوار: محمد على الدين

** بعد تفجير كنيسة “القديسين” في الإسكندرية.. ما الكلمة التى توجهها للأقباط في مصر؟

أعتقد أنني سأوجه الكلمة للمصريين، لأن ما حدث لم يكن من المسلمين ضد المسيحيين .. أنا لا أريد أن أصنف تلك القضية بهذا الشكل لأن الإرهاب ضد مصر، أنا متأكد قبل أن تصدر نتائج التحقيقات أنه لا يمكن أن يرتكب هذا الحادث مواطن مصري. أود أيضا أن أقول للجميع احذروا الفتنة واحذروا التحريض على الفتنة، وأن نأخذ في الاعتبار أن المصريين شعب سمح وغير عنيف ولا يوجد في تاريخه دماء ولا طائفية.

** .. لكن في التسعينيات كان هناك عنف وتفجيرات ودماء وكل من ارتكبها من المصريين؟

عندما نتحدث عن التاريخ قد تجد واقعة أو اثنتين لكن منذ عام 1919 وحتى اليوم تستطيع أن تقول إن تاريخ مصر غير دموي على الإطلاق مقارنة بدول أخرى، لكن حتى أكون صريحا معك السنوات الأخيرة تشهد فتنة وحساسية وصوت تطرف يؤجج الفتنة من الطرفين لدعاة تطرف وفتاوى تطرف ونظرة كراهية واستخدام للدين لإعلان هذا التطرف والدين بريء منه.

** قلت في بيان إدانة تفجير “القديسين” إنك تحذر الشباب من الاستماع لدعاة الفتنة حتى لو أرتدوا ثوب الدين .. ما رأيك في السجال الكبير الذى دار بين الدكتور محمد سليم العوا والأنبا بيشوي؟

أعتقد – بعيدا عن الأسماء والواقعة التى تذكرها والتى لا أريد التحدث عنها – أن هناك متطرفين من الجانبين يساهمون في إشعال الفتن، وإذا فتحت بعض الفضائيات ومواقع الانترنت ستجد حض صريح على الكراهية من الجانبين. كل ذلك عوامل تؤدي إلى تأجيج الوضع بين الطرفين.

** بالنسبة للفضائيات .. هل تؤيد قرار وقف كثير من الفضائيات الدينية الموجودة على القمر الصناعي نايل سات؟

أنا لا أعرف هل قرار الوقف كان بسبب التطرف أم مجرد وقف إداري لعدم استكمال إجراءات.

** وزير الإعلام أنس الفقي أعلن أن وقف تلك القنوات جاء لأن بعضها لا يحترم ميثاق الشرف الإعلامي وتثير الفتن والكراهية والمفاهيم غير الصحيحة عقائديا بين الناس.

إذا كانت قامت بذلك فعلا فله الحق أن يفعل ذلك.

** كيف ترى وتقدر حجم التطرف في المجتمع المصري الآن؟

هناك أسماء كثيرة مطروحة على الساحة تصعد طوال الوقت، من أول الدعاء الذى يفترض به ترقيق القلوب لكنه يستخدم للدعاء على المسيحيين وهذا أصلا حرام لأنهم أهل كتاب. من المقبول أن تدعو على من ظلمك او احتل أرضك لكن كيف تعمم الدعاء “اللهم انتقم من اليهود والنصاري”؟! رغم أن القرآن يقول إنهم أهل كتاب. وبالتالي التطرف موجود من أول الدعاء وحتى مواقع تشرح كيف تصنع قنبلة، ثم رسائل الهاتف المحمول التى تقول “سيحرقون غدا المصحف فأستعدوا .. انشر لتؤجر وسندعوا عليهم الليلة”، ويبدأ كل الناس في نشر الرسالة رغم إنها إشاعة. طوال الوقت ستجد إيميلات وكليبات فيديو تحض على الكراهية.

** أنت سكندري، ومحافظتك منذ سنوات تشهد انتشارا للمتشددين… وبعد أن كان سكانها من جميع الديانات والجنسيات والأعراق أصبحت مدينة لا تقبل الآخر بسهولة .. ما الذى حدث للإسكندرية؟

هذه نتيجة حتمية لإتاحة المجال للفكر المتطرف الإحادي الذى لا يقبل غيره، وفتح وسائل الإعلام كلها أمامه.

** مَن المسؤول عن هذا الوضع؟

حتى أكون صريحا معك، كل من ظن أنه لا خوف من هذا الفكر المتطرف مسؤول. كل من فتح بعفوية مسجده أو قناته أو موّل موقعا على الانترنت مسؤول أما الشباب فهم ضحية وغير مسؤولين.

** دعنا نبقى في الإسكندرية .. شهد العام الماضي قضية خالد سعيد التى تضامن معها كثير من الشخصيات العامة وعدد كبير من الشباب .. أين عمرو خالد من تلك القضية ولماذا لم نراه؟
أولا أنا أرسلت تعزية لأسرة خالد سعيد، ثانيا ليس مطلوبا مني ولا دوري أن أعلق على كل حادثة تحدث في مصر لأنك لا تتحدث الآن عن شخصية دورها مصري أو إسكندراني لكن شخصية تتحرك عربيا وعالميا. ليس دوري أن أكون جريدة أو إذاعة تتحرك مع كل حدث.. أنا لست قناة إخبارية. هناك قضايا استطيع أن أجد لي فيها دور مباشر واستطيع أن أقدم مبادرة. مَن يستطيع أن يقدم كل أسبوع مبادرة؟! .. هل المطلوب الشجب والتنديد؟! دي مش شغلتي ومش دوري. لكن دوري أن أجمع احداث مترابطة وأخرج منها بمبادرة.
على سبيل المثال في أزمة مصر والجزائر أنا لم أتكلم …

** لماذا لم تتكلم؟

لنفس السبب أنا أجمع الأحداث ثم أجد الوقت المناسب لإطلاق مبادرة تجمع الأحداث، وحملة “انترنت بلا فتنة” ستتضمن أيضا الأزمات التى تحدث على الساحات الرياضية كما حدث بين مصر والجزائر، فهي كانت فتنة وهناك من حرضوا عليها.

** لكن لماذا لم تصدر بيانا على الأقل في قضية خالد سعيد كما فعلت في حادث “القديسين”؟

عدد الناس الذين تعاملوا مع قضية الفتنة الطائفية والأحداث المترتبة عليها أكبر، مع الأخذ في الاعتبار أن ذلك ليس تقليلا من قضية خالد سعيد، لكن حادثة الإسكندرية لا يمكن السكوت عليها وهى تجميع لعدد من الفتن. وإذا سألتني لماذا لم تتحرك في أحداث الفتنة السابقة سأقول لك أن هناك تجميع لمشاكل ووقت مناسب تنطلق فيه المبادرة.

** أطلقت مؤخرا حملة “share ف الخير” لمحاربة التطرف على الإنترنت .. ما توقعاتك لهذه الحملة وإلى أي مدى ستنجح؟

هذه الجملة لن تنجح اعتمادا على جهة واحدة ولكن من خلال شركاء لأن حجم التطرف كبير وبالتالي لابد أن يكون الشركاء كبار أيضا، ولذلك أنا لا اعتمد على أنني أطلقت تلك الحملة أنا فقط بادرت بها بينما يشارك في الجملة معي سبعة شركاء كبار؛ هم موقع مصراوي، ويلا كورة، وفي الفن، في الجول، واليوم السابع، وأقباط متحدون، وعمرو خالد دوت نت، وصفحة عمرو خالد عى “فايس بوك”. حجم التطرف خطير على الإنترنت ولن تنجح وحدك مهما كان صوتك قوي، لذا لابد من وجود مجموعة شركاء يضعوا للشباب على الإنترنت أفكار ضد التطرف ينطلق بها أعداد ضخمة من الشباب. الهدف ليس القضاء على التطرف لأن فكر ولا يمكن القضاء عليه ولكن محاصرته وعزله، وعدم تعميم “share & like” لأفكار متطرفة.

** كيف يمكن أن تحقق ذلك؟

نحتاج إلى مليوني شاب يتناولوا المادة الفكرية والثقافية التى سننشرها على المواقع السبعة، وتضم قائمة بكلمات التحريض المستخدمة.

** هل ستضمن مواقع الشركاء تلك القائمة في كتاب الأسلوب لديها وبالتالي تحذف أي تعليقات تحتوي على أي من كلمات التحريض؟

الاتفاق أن نخرج من هذه الحملة بميثاق شرف ثم نطلب من المواقع تعميم هذا الكلام لكن بعد نشر تلك الثقافة بين الشباب. نريد من مليوني شاب أن يضعوا “لوجو” حملة “انترنت بلا فتنة” على البروفايل بتاعهم على “فيس بوك”. بدأنا الحملة أمس واليوم يوجد 100 ألف شخص غيروا صورة البروفايل الخاصة بهم، لكننا نريد أن يصل العدد إلى مليوني شخص. ونريد أيضا 50 ألف شاب يصور كليب لنفسه، وهو يقول “نرفض الفتنة”. والغرض النهائي هو محاصرة أو تقليل العنف اللفظي على شبكة الانترنت في مصر بين المسلمين والمسيحيين.

** ما مدة تلك الحملة وكيف ستعرف أنها حققت نجاحا؟

الحملة محدودة وتستمر لخمسة أسابيع لكنني نسعى إلى تحويلها إلى مشروع وثقافة. ونجاح الحملة يتحقق عندما ينضم إليها مليوني شاب ليس بالكلام فقط بل بتغيير صورة البروفايل الخاص بهم إلى “انترنت بلا فتنة”، التضامن ليس بالكلام ولكن بعمل شئ ملموس.

** ما أمثلة كلمات التحريض التى تضمها القائمة؟

أهم تلك الكلمات والأفعال هى الدعاء على أحد من الطرفين في خطب الجمعه أو على الانترنت، وأيضا نشر رسائل تقول أن الطرف الآخر سيفعل أمر ما أو أخبار كاذبة دون أن تكون متثبت مائة بالمائة، ولا ترسلها share. والقائمة مازالت تحت الإعداد من قبل الشركاء.

الانترنت ساحة مفتوحة بلا ضابط، واستطيع أن أقول لم يعد تجنيد المتطرفين يتم عن طريق المساجد بل عن طريق الانترنت ولا أحد يتحرك، وقد كسب المتطرفون معركة الانترنت. لذا نحن نحاول ونقدم مبادرة لم يقدمها أحد من قبل.

** هل تنوي الحملة إعداد قائمة أخرى بأسماء مواقع تحرض على الفتنة والتطرف؟

صحيح أننا فكرنا في ذلك لكن ليس من مصلحتنا إعداد تلك القائمة لأننا عانينا كثيرا من نشر الشر وأنت تريد أن تحجبه، لو أعددنا تلك القائمة ستكون طريقة تسويق جيدة لتلك المواقع.

** ما رأيك في الصراع الدائر حول بناء المساجد والكنائس في مصر؟

أرى أن “الخناق” على هذا الموضوع “عيب” لأن مصر تحتاج 10 آلاف مدرسة و20 ألف مصنع، وفي مصر مزارع تهدم لتبنى عليها بيوت أو تتعرض للتجريف، البلد تحتاج للتنمية بينما نحن نتصارع على بناء المساجد والكنائس. والسؤال هل القانون يمنع أم أن هناك انطباعات تمنع؟!

** القانون يضع عراقيل وفي بعض الأحيان يكون مانعا وفقا لما يراه الأقباط و عدد من المسلمين المؤيدين لتعديل القانون، فما موقفك أنت من القانون؟

سأتحدث عن نفسي كأحد دعاة المسلمين عندما يأتيني شاب مقتدر وتوفى والده، ويقول لي إنه يريد يخرج صدقة جارية لوالده ببناء مسجد جديد، أنا أقول له لا تبني مسجدا لأن عدد المساجد أكثر من عدد المصلين وأظن أن عدد الكنائس أيضا أكثر ممن يترددون عليها. وأنصحه بعمل شئ تحتاجه البلد كبناء مدرسة، وسيكون ثوابها أكثر من بناء المسجد.

** تعرضت للمنع من العمل الدعوي في مصر أكثر من مرة ثم سمح لك أن تعود .. من تجربتك متى يصبح عمرو خالد غير مرغوبا فيه بمصر؟

أنا لا اعمل في فراغ ولا استطيع أن أفعل ما أشاء وقتما أشاء في مصر أو في أي مكان آخر، ثانيا الجميع يعلم أن مصر تمر بفترة دقيقة بعد خروجها من انتخابات برلمانية ثم ننتظر انتخابات رئاسية بالإضافة إلى أزمات المنطقة. الموضوع معقد وبالتالي متوقع من تجربتي خلال العشر سنوات الماضية أن بعض الأبواب تفتح وأبواب أخرى تغلق. وأنا أدرك أنني لن أجد الأبواب مفتوحة دائما.

** ما أكثر الأطراف التى تفرض على عمرو خالد مواقف واختيارات معينة؟

هذه الأطراف غير ثابتة فأحيانا تكون دول وحكومات، وأحيانا أزمات تمر بها دول، وأحيان أخرى وضع شعبي.

** بدأت الجمعية الوطنية للتغيير منذ فترة تجميع توقيعات من المصريين على عدد من المطالب السياسية .. هل فكرت أن توقع على بيان التغيير؟

لا

** لماذا؟

هناك أشكال للمشاركة السياسية البعض يشارك من خلال الأحزاب والجبهات الوطنية ومراقبة الانتخابات، وهؤلاء احترمهم وأقدر دورهم لكن أنا اخترت شكل آخر لممارسة السياسة، وهو تفعيل الشباب ليكون إيجابي وباعتباره القوائم الأساسية للديمقراطية. في برنامج “صناع الحياة” كنت ادعو المنسحبين من الشأن العام للقيام بشئ مفيد لبلدهم تنمويا عن طريق حملة جميع الملابس والمنتديات الصحية وحملة مواجهة المخدارت وغيرها.

في نفس الوقت أنا لا استطيع القيام بالدور الآخر لأنني لو فعلت ذلك أصبحت محسوب حزبيا على طرف ما، وبالتالي سيحدث تحيز فئوي يؤثر على تعميم رسالتي التى تؤدي دور مهم في المناخ الاجتماعي والشبابي والسياسي.

** هل لم تفضل التوقيع على البيان لأن ذلك قد يؤثر على موقفك أمام الدولة؟

ليس موقفي فقط أمام الدولة ولكن أمام العوام أيضا

** إذن هل تعتقد انه لا يجوز للداعية أن يمارس دورا سياسيا؟

أنا أمارس دورا سياسيا إيجابيا ودفعت ثمنه، لكن هل لابد أن أمارس دور سياسي بشكل معين؟! .. أنا أمارس دور سياسي بشكل آخر.

** تحدثت عن التطرف على الانترنت لكن ماذا عن التطرف على الأرض وفي المساجد .. كيف تواجهه؟

لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وأنا أعرف حجم امكانياتي وقدراتي وهى محدودة، لذا لجأنا للشركاء على الانترنت. وهناك أدوار لا استطيع القيام بها مثل توعية القيادات الدينية، وهو دور يقوم به الأزهر من خلال مباردة “بيت العيلة” التى يقودها الإمام الأكبر.

** أنت تدعو في الحملة الجديدة الشباب مسلمين ومسيحيين للمشاركة لكن هل تتوقع أن تنجح في اجتذاب الشباب المسيحي في ظل أجواء طائفية متوترة؟

كانت هناك مشاركة مسيحية في حملة “حماية” ضد المخدرات، وجزء من الحملة كان مع المدمنين في مركز الحرية التابع للكنيسة الإنجيلية، وبالتالي اعتقد أنهم سيشاركون بقوة ومشاركة موقع أقباط متحدون مؤشر على الاستعداد للمشاركة.

المصدر : ياهو! مكتوب
شاهد ايضا : حملة انترنت بلا فتنة