الإتحاد – أيمن رمانة:

لم يكن المفتش العمالي محمد يعتقد أنه قد يكون في مرمى حجارة أولئك العمال حينما حاول اصلاح ذات البين بينهم والشركة التي يعملون لديها، وهو الأمر الذي ينسحب على سامي الذي كاد أن يكون هو الآخر ”فريسة سهلة” لكن هذه المرة لكلب ”دوبرمان”.
ولعل حال عبد الرزاق لم يكن بأحسن من محمد وسامي حيث وجد نفسه من دون سابق إنذار أمام خطر داهم بعد أن حاول عامل مخالف الاعتداء عليه هرباً منه.
وفيما رفض عزام قبول ”هدية” قيمتها مليون و500 ألف درهم. احتجز عمال مفتشاً متقاعداً في ثلاثة تخزين لحوم لفترة من الوقت بعد أن كان يلاحق عاملا مخالفاً اعتقد أنه اختبأ في الثلاجة وما ان فتح بابها حتى دفعه العمال الى داخلها واقفلوا عليه الباب، بحسب ما رواه المفتشون.
تلك بعض من مشاهد ومخاطر تعرض لها مفتشون في وزارة العمل أثناء تأديتهم لمهام وظيفتهم المتمثلة بتوجيه وتوعية طرفي معادلة سوق العمل من أصحاب أعمال وعمال وضبط المنشآت والعمالة المخالفة.
في مقابل الخطر الذي غالباً ما يسيطر على عمل المفتش ، فإن العديد من المنشآت وخاصة المحال التجارية في الأسواق الشعبية باتت تمتلك الخبرة في التعامل مع المفتشين من حيث تهريب المخالفين العاملين لديها عبر تركيب كاميرات ترصد قدوم المفتشين ودق الأجراس لتنبيه المخالفين حتى يتمكنوا من الهرب ، بحسب ما أوضح المفتشون.
ويقول محمد سعيد الشحي وهو مشرف قسم التوجيه العمالي في إدارة التفتيش في معرض سرده لواقعة تعرض لها أثناء عمله ” توجهت وزملاء لي في السادسة من صباح ذات يوم الى موقع تجمع عمال يطالبون بمستحقات لهم وذلك للوقوف على مطالبهم ومحاولة الوصول الى حلول لها مع الشركة التي يعملون لديها غير أنني وبعد وصولي بدقائق فوجئت بتدافع نحو 20 عاملا نحوي بشكل جنوني وبدأوا بالقاء الحجارة تجاهي ما دفعني الى الابتعاد فوراً عن المكان بعد أن أصابتني بعض حجارتهم التي منعها لاحقاً عني أفراد الشرطة الذين تواجدوا في المكان”.
هذه الواقعة لم تكن بأقل ضراوة من تلك التي تعرض لها محمد أيضاً، وقال ” كدت القى حتفي اختناقاً بغازات مكربنة حيث ساورني شك بوجود مخالفين في غرفة مغلقة داخل مصنع للرخام كنت زرته للتفتيش عليه ، وبعد أن دخلت الغرفة وجدت نفسي وسط أبخرة وغازات خانقة ما دفعني الى الخروج فوراً وتلقي الإسعافات اللازمة التي تقيني شر ما استنشقته”.
وفضل محمد ذات مرة أن يدع عاملا مخالفاً بحال سبيله بعد أن حاول الأخير رمي نفسه أمام سيارة في محاولة للافلات منه غير أن القدر اوقع العامل ذاته عقب أسبوع في قبضة حملة تفتيشية كان محمد أحد أفرادها.
ويروي عبد الرزاق باقر وهو مسؤول شؤون التدريب واقعة تعرض لها أثناء حملة تفتيشية على ورشة فنية ويقول ” بعد أن دخلت الى الورشة سرت في ممر طويل واذا بعامل يركض باتجاهي بشكل جنوني محاولا الاعتداء علي في محاولة للهرب كونه مخالفاً فما كان مني الا أن تصديت له مدافعاً عن نفسي خصوصاً وأنه لا مجال للتوجه يمنياً أويساراً نظراً لعدم وجود منافذ في الممر وتمكنت من الإمساك به وتثبيته قبل أن يجهز علي”.
باقر يروي حادثة أخرى كادت أن تودي بحياة مجموعة عمال لولا تدخل أفراد شرطة أبوظبي وانقاذهم. ويقول” أثناء حملة تفتيشية مشتركة مع شرطة أبوظبي للتأكد من الأوضاع القانونية لعمال يعملون في برج تحت الإنشاء صعدنا الى الأدوار العلوية حيث يتواجدون فاذا بهم يحاولون الاختفاء من خلال التعلق بأعمدة حديدية ثبتت على أطراف المبنى الخارجية مما دفع بأفراد الشرطة الى التدخل السريع وانقاذ حياة العمال من خلال سحبهم الى داخل المبنى”.
وللمفتش سامي إسماعيل قصة لكن هذه المرة مع كلب ” دوبرمان ” حيث يقول ” أثناء زيارة تفتيشية لأحد المصانع راودني الشك بوجود مخالفين في إحدى غرفه فما كان مني الا أن سارعت بفتح الباب واذا بكلب يهاجمني محاولا الانقضاض علي وافلت منه بعد أن تمكنت من اغلاق الباب عليه”.
ولأن العديد من العمال باتت لديهم الخبرة في التعرف على المفتشين ، فقد سارع عامل آسيوي مخالف الى القاء نفسه من نافذة أحد المكاتب الواقع في الطابق الثالث من بناية تجارية للهرب من سامي بعد أن علم زملاؤه بتواجده في المكتب ، وفقاً لسامي الذي أوضح أنه في ذات مرة تعرض وزملاء له للاعتداء من قبل مجموعة عمال كانوا توقفوا عن العمل حيث رجموهم بالحجارة بعد أن كسروا حافلات تابعة للشركة.
وفي الوقت الذي يشير فيه عزام السويدي رئيس قسم الصحة والسلامة المهنية الى أن أغلب المخاطر التي تعرض لها كانت أثناء محاولته اقناع عمال متوقفين عن العمل الى العودة لتأدية أعمالهم يروي واقعة تعرض لها قبل سنوات انتهت بحبس وابعاد ”محتال” آسيوي الجنسية.
ويقول ” تمكنت وزميل لي من التوصل الى محاولة احتيال شخص آسيوي قام بتأجير مسكن عمالي لعدت الشركات بعقود وهمية حيث تمت مواجهته بالحقائق التي لم ينكرها وقام بعرض مبلغ 90 ألف درهم لاغلاق ملف التحقيق لصالحه على أن يتم التعاون فيما بيننا لاحقا لمساعدته في استخراج تصاريح عمل جماعية مقابل حصولي وزميلي على مبلغ مليون و500 ألف درهم”.
ويضيف السويدي” اظهرنا له لاحقاً موافقتنا بعد أن أبلغنا شرطة دبي بالوقائع ثم تواعدنا على الالتقاء في أحد المراكز التجارية في دبي للحصول على المبالغ التي عرضها وبالفعل تلاقينا بحسب الموعد وتم القاء القبض عليه من قبل شرطة دبي بشبهة تقديم الرشوة والاحتيال”.
ويعتبر السويدي أن مفتش العمل غالبا ما يتعرض لضغوطات نفسية ومحاولات اعتداء أثناء تأديته للعمل غير أنه وزملاؤه الثلاثة يؤكدون سعي جهاز التفتيش لاقناع أصحاب العمل بأنهم أصدقاء لهم لا غرماء وتثبيت مفهوم ”المفتش الصديق” وبالمقابل توعية العمال وتوجيههم وارشادهم للعمل بما يتوافق مع القانون الذي يضمن لهم حقوقهم ومستحقاتهم

5 thoughts on “عمال يحتجزون مفتشاً في ثلاجة والاعتداء على آخر وثالث ينجو من فكي كلب حراسة

  1. اللي أعرفه،
    تم التوقيع على قرار إعطاء مفتشي جمارك دبي “مسدسات” للدفاع عن أنفسهم في حالة مواجهة أي خطر خلال تأدية واجبهم. لأن سمعت إن واحد منهم إنجتل في مره من المرات.

    بس بخصوص مفتشين وزارة العمل، ما عندي أي علم. بصراحه لازم يعطونهم مسدسات (يردونها بعد الدوام).

  2. مساكين مفتشين العمل والله يستاهلون علاوه خطر بالشغل الي يشتغلونه وعلى فكره عندهم اوامر ما يطلعون البنايات الي تحت الانشاء لانه في احتمال كبير اي عامل مخالف يحذفه من الطوابق العليا بس انا مستغرب العمل والعمال يدخلون في السنه اكثر من 4 مليار درهم ما اعتقد كم الف خساره على الموظفين هذيلا الي يداومون في عز الحر

    تحياتي لك

Comments are closed.