جلس الشاب المتحمس على مائدة فى أحد المقاهى المتاخمة لبورصة الأوراق المالية و تصادف أن جلس بجواره رجل عجوز إمتلأ شعره بالمشيب و دار بينهم الحوار التالى :-

– قال الشاب ساخطاً : إن ما يحدث بأسواق المال المحلية أمر غير طبيعى و غير مفهوم و لا يعبر عن قوة الإقتصاد و الأداء القوى و الأرباح الرائعة للشركات المدرجة و هو ما يتنافى مع طبيعة الأسواق المالية التى تعد المرآة التى تعكس الحالة الإقتصادية .

– قال العجوز بهدوء : لا تنسى أننا ما زلنا سوق ناشئ و من سمات تلك الأسواق وجود إنفصال و فجوة بين الأداء القوى للشركات و حركة التداول على أسهمها المدرجة بالسوق و هو يرجع إلى عدم نضوج الفكر الإستثمارى و التعامل مع السوق بالفكر المضاربى مع وجود قلة يمكنها التحكم فى مجريات السوق و بمرور الوقت سيدأ الفكر بالنضوج و ستجد إستجابة الأسعار للأداء .

– صاح الشاب غاضباً : و أين الهيئة و الأسواق مما يحدث من تلاعبات و إستنزاف الكبار لأموال الصغار و لماذا لا يتدخلوا لإيقاف تلك المهازل و التلاعبات .

– قال العجوز و هو ينفث دخان الشيشة : حتى لو تدخلت الهيئة و الأسواق فى إيقاف بعض تلك التلاعبات فإنما الأمر لن يخرج عن كونه مسكنات و سيعود الأمر إلى ما هو عليه و من ثم فإن المطلوب هو روشتة للعلاج الجذرى و إعادة ترتيب المنظومة من آليات للتداول إلى القوانين و التشريعات .

– قال الشاب متعجباً : و لماذا لا يتم السير فى إجراءات التعديل و العلاج .

– أجاب العجوز بإبتسامة ساخرة : إن الهيئة و الأسواق تعمل بنظام الجزر المنعزلة فلا الهيئة تستطيع فرض رقابتها على الأسواق و ليس هناك إستجابة من الأسواق للهيئة و لكا منهم قوانينه و قواعده و بل و جهازه الرقابى و كل يغنى على ليلاه .

– قال الشاب متذمراً : و لكن هل لذلك علاقة لما يحدث بالسوق خلال الشهرين الأخيرين و الهبوط المستمر الذى تعانى منه الأسواق المحلية .

– قال العجوز : بالتأكيد هناك تأثير لما يحدث بالأسواق بسبب غياب التشريعات التى تنظم نسب تملك الأجانب فى الأسهم المحلية و هو ما كشف عنه خروج الأجانب من وجود خلل فى تركيبة السيولة المتحكمة بالسوق .

– قال الشاب متهكماً : و أين سيولة المحافظ و البنوك المحلية ألا تستطيع دعم السوق بل و الإرتفاع به إلى قمم كبيرة .

– إبتسم العجوز و قال : دور المحافظ المحلية إنتهى فى أواخر 2005 بعد أن كانت هى المتسيدة للسوق و لكن مع دخول جهات أجنبية للسوق على مستوى عالى من الإحترافية و السيولة الضخمة الموازية لسيولة المحافظ بدأ دور المحافظ المحلية فى التلاشى بعد الخسائر التى حققتها نتيجة اللعب مع الأجانب و إقتصر دورها على متابعة حركتهم و التسييل معهم دون وجود دور فعال لها .

– قال الشاب بمرارة : كل أسواق المنطقة شهدت إرتفاعات كبيرة و إختراقات مؤشراتها لقمم شاهقة بينما نحن من هبوط إلى هبوط .

– قال العجوز : ألم تسبق الأسواق المحلية كل أسواق المنطقة فى الصعود خلال شهر أكتوبر الماضى و إرتفع السوق إرتفاعاً هائلاً بحجم تداولات قياسى بينما كانت الأسواق الأخرى بالمنطقة فى مرحلة ثبات نسبى فلماذ لم نعلق على ذلك وقت الصعود و نعلق عليه فقط فى الهبوط .

– صاح الشاب غاضباً : لقد خرج علينا البعض مفسراً الهبوط الذى تعانى منه الأسواق المحلية بإرتباطه بالظروف الجيوسياسية تارة و إرتباطه بأزمة الرهن العقارى تارة أخرى و إرتباطه بالأسواق العالمية تارة ثالثة و على الرغم من ذلك فإنه مع صعود الأسواق العالمية تهبط أسواقنا و مع هبوطها نهبط أيضاً فأين هذا الإرتباط .

– قال العجوز و هو ينفث دخان الشيشة : الإرتباط قائم و موجود و لكن كل ينظر إليه من زاوية مختلفة وفقاً و هدفه من الإرتباط فالبعض يستغلها للضغط على السوق سواء للتصريف أو التجميع و البعض يستخدمها كعقدة نفسية و لكن من ينظر للأمر بصورة موضوعية سيجد إن الإرتباط مع الأسواق العالمية فى ظل الظروف غير المستقرة التى يعانى منها المجتمع الدولى سواء من الناحية السياسية أو الإقتصادية يمثل عاملاً سلبياً على الأسواق التى تسمح للأجانب بالتداول فى أسواقها لأنها تعد بمثابة أسواق إستثمار بديل و مع أى إرتفاع أو هبوط بالأسواق الأصلية تهبط الأسواق البديلة .

– قال الشاب بسخرية : و هل الخروج المكثف للأجانب من أسواقنا المحلية نتيجة للظروف السياسية الناتجة عن الأزمة الإيرانية أم لإرتفاع أسواقهم أم مؤامرة على أسواقنا أم هناك أسباب أخرى لا نعلمها .

– أجاب العجوز و هو يضغط على مخارج ألفاظه : إن الشرارة فى خروج الأجانب من السوق قد بدأت مع التصعيد فى الأزمة النووية الإيرانية و لكنه كان بمثابة خروج بسيط لا يشكل عبئاً على السوق و لكن قد يكون السبب الرئيسى الأن للبيع المكثف للأجانب بالسوقين هو السياسات الإقتصادية الجديدة التى بدأت تنتهجها إمارة دبى فى تصحيح مسار العقار و القرارات التى تم إصدارها بشأن الإقامات أو منع المضاربات و هو ما يمثل تحولاً فى السياسة الإقتصادية من الإقتصاد الحر المفتوح إلى الإقتصاد المتحفظ المقيد و قد يكون إشارة إلى وجود قيود جديدة على الأنشطة الإقتصادية الأخرى و من المتعارف عليه أنه مع التحولات الإقتصادية يصاحبها فترات فوضى أو فترات ضبابية و هى بيئة غير صالحة للإستثمار الأجنبى مع الأخذ فى الإعتبار زيادة التقارير المصدرة من مؤسسات مالية دولية عن تضخم التمويل العقارى فى دول الخليج و مؤشرات بدء أزمة رهن عقارى و لذلك نجد أن البيع المكثف يتم على الشركات العقارية بشكل اكبر من غيرها .
و للحديث بقية ما دام فى العمر بقية .

23 thoughts on “على مقهى فى شارع البورصة


  1. بعد إنقطاع عن الحوار منذ جلسة تداول الخميس الماضى إلتقى العجوز و الشاب مجدداً و إحتلا مكانهما المعتاد بالمقهى المجاور للبورصة و قد أخذ الحديث بينهما طابعاً مختلفاً للظروف و المستجدات التى طرأت على الساحة و قد بادر العجوز الشاب بالسؤال :

    قال العجوز بهدوء : ما رأيك فى وضع السوق خلال الثلاث جلسات الماضية .

    أجاب الشاب و علامات الحيرة ترتسم على وجهه : سلوك عجيب ومحير للسوق فلا هو إرتفاع و لا إنخفاض و مؤشرات فنية تذهب إلى الإيجابية ثم لا تلبث أن تعود إلى السلبية و العكس و يبدو تصربف ثم يبدو تجميع و سيولة شحيحة لا ترتقى لسوق مثل سوقنا و لكن ما هو تعليقك أنت على ما يحدث .

    أجاب العجوز : أمر طبيعى جداً إذا ما أخذنا فى الإعتبار الأجواء التى تحيط بالسوق فقد سبق أن ذكرت لك فى حوارنا السابق أن هدف المتحكمين بالسوق هو إيهام الجميع بعدم فعلية الإرتداد الذى حدث بجلسة الأربعاء و أن السوق يتجه نحو التصريف و إذا وضعنا صوب أعيننا ما ذهب إليه بعض المحللين الفنيين من إحتمالية توجه المؤشر العام نحو 4850 نقطة و هو ما يعنى المزيد من الهبوط فى الأسعار و بقاء السوق خلال الثلاث جلسات السابقة فى حركة جانبية من شأنه دفع العديد من المتداولين المتعلقين على أسعار عالية إلى البيع على هذه الأسعار بإعتبارها فرصة لا تعوض على امل إعادة الشراء مجدداً عند الهبوط و قد ساهم فى تنفيذ مخطط المتحكمين فى السوق تزايد الإعلان عن حالات الإختلاس فى الشركات المساهمة و خلق مناخ خصب للشائعات يطول جميع الشركات .

    قال الشاب بحماس : و لكن ألا تتفق معى أن ما يحدث من ظهور حالات للإختلاس يوماً بعد يوم يعد مؤشراً خطيراً و بداية مرحلة لإنعدام الثقة فيما يحدث داخل الشركات المساهمة .

    أجاب العجوز : ألمحت إلى وجهة نظرى فيما يحدث من ظهور لعمليات الإختلاس بصفحة تداولات اليوم و ذكرت أنها أمر طبيعى و عادى و حدث فى جميع مراحل النمو المتسارع فى كافة البلدان و ضربت مثلاً فعلياً من هنا و أمثلة بالثورة الصناعية فى أوروبا و تجربة الإنفتاح الإقتصادى فى مصر و عقبت أن الأمر لن يخرج عن كونه مخلفات مرحلة منقضية و أنه زوبعة فى فنجان و ستثبت الأيام ذلك و لكن المهم الأ نتعامل مع الأمر بإندفاع و تهور و يتحول الأمر من مناقشة ما يحدث بهدوء و تعقل إلى نشرة يومية من الهجوم على كل شيئ و فقدان الثقة فى أى شيئ و توسيع دائرة الشك و الإتهام إلى ما لا نهاية .

    قال الشاب بتجهم : ألا زلت متفائلاً بوضع السوق بعد كل هذا .

    أجاب العجوز بثقة : نعم و السوق الأن فى مرحلة التجهيز و سيتم الإقلاع قريباً جداً .


    و للحديث بقية ما دام فى العمر بقية .


    اتفق معك تماما……ان ما يحدث بالسوق هو أفضل سيناريو أنا شخصيا كنت بانتظاره

    بعد الهبوط الكبير ولأشهر لل5000 وما دونها ثم الانتفاضة الكبيرة للسوق والارتفاع لحدود 5100 وبتداول حوالي المليار ونص….انا شخصيا تمنيت ان لا يتم الصعود سريعا بعدها وان يكون السوق ما بين ارتفاعات تدريجية بسيطة ومملة او أن يكون باتجاه جانبي وفعلا هذا ما حدث ويحدث بعد ان تم إخراج أغلب مشتريين المكشوف في يوم الطلعة القوية في اليوم اللاحق تقريبا بخفي حنين.

    ومع اني لا احب التأكيد خوفا من اي مفاجات غير محسوبة ..بس هالمرة أنا اقول ان السوق طالع طالع لان كل ما هو سلبي اصبح وراءنا ومخصوم بمعظم اسعار الاسهم.

  2. أنا اسمي مكتووووووب ؟؟؟

    لأ ؟؟

    طـــــــــــــــيـــــــــــــب !!

    هههههههههههههههههههههههههههههههههه

    حسبي الله على ابليسك يا بو سعيد…والله موتني من الضحك…

    ده سيادتك القاسم المشترك فى كل الموضوعات و إسمك أول إسم فى الكشف مبروك عليك مقدماً .

  3. و الله انا خايف على العجوز لأن صحته على قده و مش هيستحمل الإعتقال و الإستجواب و مع اول قلم هيعترف و المشكلة أنه مع الضغط يجيب إسمك و أسماء ناس كتير فى المنتدى على انهم شركاؤه .

    أنا اسمي مكتووووووب ؟؟؟

    لأ ؟؟

    طـــــــــــــــيـــــــــــــب !!

    هههههههههههههههههههههههههههههههههه

    حسبي الله على ابليسك يا بو سعيد…والله موتني من الضحك…

Comments are closed.