بسم الله الرحمن الرحيم

طبيبة أسنان مواطنة تقود حملة « لست وحدك» لخدمة كبار السن

فوزية خلفان: الحملة تستهدف رد جزء من الجميل للوطن

فوزية خلفان تقدم الخدمات العلاجية لأحد كبار السن

للنجاح ملامح وسمات، وهذا ما ينطبق تماماً على الدكتورة فوزية خلفان أول من حصلت على درجة الدكتوراه في طب الأسنان في إمارة أبوظبي، قدمت خدمات عديدة لوطنها عبر أنشطة ومهام مختلفة، لعلّ آخرها إشرافها على حملة « لست وحدك»، الموجهة لكبار السن من الآباء والأجداد ممن أعطوا الكثير لهذا الوطن، وساهموا في مسيرة البناء والتقدم التي نرى مظاهرها الآن في كل مكان.

في سياق حديثها عن مسيرتها كابنة ناجحة من ثمرات هذا الوطن، تقول خلفان إنَّها بعد حصولها على الثانوية العامة من إحدى مدارس أبوظبي ابتعثت لاستكمال دراستها الجامعية في مصر، والتحقت هناك بكلية طب الأسنان التابعة لجامعة القاهرة، حيث مكثت هناك فترة 4 سنوات حتى حصولها على درجة البكالوريوس.

تلفت فوزية إلى أن سنوات الغربة، التي أكسبتها الكثير من الخبرات والتجارب، مثلت زخماً كبيراً لها في مسيرتها وسعيها لتحقيق ذاتها فيما بعد، وتشير إلى أن محطتها الأولى في طلب العلم في مصر، كانت خير تمهيد للسفر إلى بريطانيا تالياً ونيل شهادة الدكتوراه من هناك من الجمعية الملكية البريطانية في العام 2000، ذلك أن انتقالها في بداية الأمر من مجتمع محافظ وله عاداته وتقاليده مثل المجتمع الإماراتي إلى مجتمع مماثل وهو المجتمع المصري، بالإضافة إلى إقامتها هناك مع زميلاتها الإماراتيات في مسكن واحد، قد خفف كثيراً من وطأة البعد عن الأهل في تلك السنوات المبكرة من عمرها.

زمن قياسي

عن فترة بقائها في بريطانيا تشير أن أكثر ما لفت انتباهها هناك، الاهتمام المتناهي بالعلم، ووجود بيئة علمية راقية ومشجعة على الإنجاز والإبداع، لا سيما وأن المجتمع الإنجليزي يعد متحفظاً قياساً إلى كثير من المجتمعات الأوروبية الأخرى، وكان لهذه البيئة العلمية أفضل الأثر في دفعها أكثر للانهماك في البحث العلمي والحصول على الدكتوراه في زمن قياسي لم يتعد الـ 4 سنوات.

تضيف د. فوزية، أنَّها عند عودتها إلى أرض الإمارات، عملت طبيبة في مركز أبوظبي لطب الأسنان، ورغم أن بيئة العمل كانت جديدة عليها تماماً إلا أنها لم تجد أي مصاعب في بداية عملها، على العكس من ذلك، وجدت حسن استقبال وتعاون كبير من المسؤولين، فضلاً عن ترحيب من المرضى الذين ابتهجوا للتعامل مع طبيبة مواطنة للمرة الأولى.

مهارات متجددة

تلفت خلفان إلى أن العمل لم يمثل لها إرهاقا في أي من مراحله، كونها تمارسه عن حب ورغبة حقيقيين في النجاح، وهي في ذلك حرصت على إتباع مبدأ «حب ما تعمل، يكتب لك النجاح»، لأن حب العمل لابد وأن يتبعه الإتقان فيه، وأشارت إلى أن إتقان العمل من أجل الأمور التي حثنا عليها الإسلام، وهو ما يتبين من حديث الرسول الكريم « إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه»، وفي النهاية فالعمل هو سنة كونية، ومن ثم يجب أن نتفانى في أداء ما نعمل حتى نصل إلى تحقيق أهدافنا وآمالنا في الحياة.

وحول ما إذا كان العمل يضيف للمرأة أو يأخذ منها، تقول خلفان: لا شك أن العمل يضيف للمرأة الكثير، وهذا لا ينفى أن المرأة الجالسة في البيت لمتابعة شؤون أسرتها تؤدي مهمة جليلة، غير أن المرأة العاملة تكتسب مهارات متجددة، عبر احتكاكها بالبشر ومخالطة المجتمع بكل طبقاته وأطيافه، والقدرة على التعامل مع الجميع وكسب احترامهم وتقديرهم لما تقوم به المرأة من أدوار ناجحة في المجتمع، إلى الحد الذي يجعلهم يقرون باستحالة تحقيق تقدم المجتمع إلا من خلال تحقيق التوازن والتكامل بين جناحي المجتمع «المرأة والرجل».

تقسيمات مضللة

وفي ذات السياق نوهت إلى أن المرأة الإماراتية لها دور مواز تماماً لدور الرجل في تحقيق النهضة الإماراتية، وكون المجتمع محافظا في عاداته وتقاليده، لا يمنع حدوث مثل هذا التوازن، خاصة وأن ديننا الحنيف يساوي بين المرأة والرجل، ومن هنا كان التنافس مفتوحاً بين كلٍّ من الرجل والمرأة في ميادين الحياة المختلفة، بغض النظر عن التقسيمات المضللة للفئات على حقوق المرأة، وهو ما أتاح للمرأة الإماراتية النجاح في كثير من المجالات إلى أن استطاعت تتبوأ أعلى المناصب في الدولة.
وأكدت أن أمَّ الإمارات، سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام ، كان لها الفضل الأكبر في دعم فتيات الإمارات، ودخولهن كافة المجالات، وهي قواعد أرساها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وسار على نهجه أولو الأمر،أصحاب السمو الشيوخ أطال الله في أعمارهم.

وهنا تشدد د. فوزية خلفان على أن المرأة الإماراتية لا ينقصها أي دعم من الدولة، ولا يتبقى سوى أن تقوم بدورها على الوجه الأكمل، شأنها شأن الرجل تماماً.

وعن النصائح التي توجهها للفتيات المقبلات على سوق العمل، تقول، عليهن التريث في اتخاذ الخطوات المصيرية في حياتهن، وعدم تعجل تحقيق النجاح، وعليهن دعم دراستهن بالقراءة والمعرفة العملية، وتنمية مهاراتهن بالدورات التعليمية المختلفة، حتى يستطعن مواكبة أحدث المستجدات.

صرامة وأنوثة

وعن الطموح في حياة د. فوزية خلفان، توضح أنه ليس له مدى ولا سقف، كون الإنسان الناجح في حياته، يتطلع دائماً نحو الأفضل والأرقى، وكلما تمكن من إنجاز أهداف بعينها، سعى لتحقيق ما هو أعلى.. مؤكدة على أن الطموح هو عملية مستمرة في حياة الأفراد، مرتبطة دوماً بصيرورة الحياة، ولا تنتهي إلا بالموت وانقضاء الأجل.

وحول ما إذا كان خروج المرأة للعمل ينتقص من أنوثتها، ويجعلها تأخذ بعض السمات الذكورية، من صرامة وصلابة، تقول الدكتورة فوزية:»إن نجاح المرأة واثباتها لوجودها في وسط عمل مختلط، لا يؤثر على طبيعتها مطلقاً، لأن طبيعة العمل تفرض الجدية في كل الأحوال سواء كان للرجل أو المرأة، والمرأة بطبعها أنثى سواء في البيت أو في العمل، ولكنها حين تدخل العمل تتصرف بحسب مقتضيات العمل وبحسب وضعها الوظيفي، على سبيل المثال، الطبيبة يجب أن يغلب على تعاملها الحس الإنساني، أما لو كانت مديرة أو تقع على عاتقها مسؤوليات كبيرة، فيجب عليها أن تكون منتهى الصرامة وعلى مستوى المسؤولية المخوّلة لها.

حديث الإنجازات

وبالحديث عن أهم الإنجازات التي قامت بها الدكتورة فوزية خلال مسيرتها تذكر أهمها:
– العمل كمديرة لمركز أبوظبي لطب الأسنان من عام 2000 إلى 2006.
– مديرة مركز الجميرة لطب الأسنان منذ عام 2006 حتى الآن.
– العمل كمنسق عام للورشة الاستراتيجية التابعة لمعالي وزير الصحة، وقيادة فريق عمل يتكون من 120 فرداً بين أطباء وموظفين، في العام 2007.
– في العام 2009، تم اختيارها من قبل مركز دراسات المرأة العربية سفيرة للنوايا الحسنة.
أما الآن، والحديث للدكتورة فوزية، فإن مسيرتها في خدمة الوطن قد توجت بقيادتها لحملة « لست وحدك»، التي انطلقت الشهر الماضي من مركز جميرة لطب الأسنان، وتقوم فكرتها الرئيسة على عمل زيارات ميدانية إلى كبار السن في أماكن تواجدهم وتجمعهم، وبالفعل تم التعاون مع هيئة الدفاع المدني وتم إعداد سيارة كعيادة متنقلة لتكون باكورة العمل في هذا المشروع الإنساني، المزمع تطويره مستقبلاً إلى عيادات عديدة تصل إلى كل شبر في أرض الإمارات بهدف تقديم خدماتها المجانية إلى الآباء والأجداد ممن أعطوا الوطن الكثير، وهذا المشروع يمثل جزءاً يسيراً من رد الجميل للوطن ممثلاً في هذه الفئة الغالية من أبنائه.

حملة كبرى

عن ذلك المشروع تقول خلفان، إنها تسعى ليكون حملة كبرى تثبت للعالم كيف يحسن أبناء الإمارات خدمة وطنهم، وكيف تتم ترجمة حب الوطن إلى شكل عملي وفعال، خاصة وأن حملة « لست وحدك» تعتبر الأولى من نوعها التي يطلقها المركز بالتعاون مع المؤسسات المجتمعية وعلى رأسها الدفاع المدني للكشف عن أسنان الآباء والأجداد في المجالس الخاصة بهم، ومن ثم تقديم الخدمات العلاجية لهم في المركز على مستوى عال من الجودة والخدمة دون مقابل، لتمكينهم من مواصلة حياتهم الطبيعية بعيداً عن مشكلات الأسنان ومضاعفاتها.

بطاقات ذهبية

تشرح محدثتنا، أن المركز أعد بطاقات ذهبية لكبار السن تخولهم تلقي العلاج المجاني والدخول على الطبيب المختص، دون مواعيد مسبقة، مشيرة إلى أن عملية الانتظار والمواعيد تعتبر مزعجة لكبار السن وتقودهم إلى التخلي عن المراجعة الدورية للاطمئنان على صحة أسنانهم. وأوضحت أن الخدمات العلاجية التي يقدمها المركز لكبار السن تشمل التركيبات والزراعة والجسور وعلاج العصب والتسوس وتنظيف الأسنان وأطقم الأسنان، والمتابعة الدورية، مشيرة إلى أن المركز قام وبالتعاون مع الدفاع المدني بتجهيز عيادة متنقلة مزودة بأحدث الأجهزة للعلاج وتحتوي على كافة التجهيزات التخصصية في علاج الأسنان لكبار السن في المجالس والبيوت ودون الحاجة حتى لزيارة المركز، وكأن مركز جميرا يتنقل بكافة معداته وتخصصاته وكادره الطبي يقوم بتقديم الخدمات العلاجية في أماكن تجمع كبار السن فلذلك تم اختيار العيادة بشكلها الحالي الكبير لتسهيل دخول كبار السن بداخلها حتى وإن كانوا على كراسي متحركة وتم توفير بداخلها جلسة مريحة لمرافقيهم. وأهابت الدكتورة فوزية بكافة مؤسسات المجتمع المدني دعم الفكرة والتعاون مع المركز لرد الجميل لجيل الآباء والأجداد الذين قدموا الغالي والنفيس لخدمة وطنهم ومجتمعهم، وهو حق وواجب على الجميع.

خدمات مجانية يقدمها مركز طب الأسنان المتنقل

– فحص شامل للفم والأسنان.
– وضع خطة علاجية زمنية متكاملة حسب متطلبات الحالة العلاجية الخاصة بالفم والأسنان لكل فرد.
– توفير العناية الخاصة التي تجنب كبار السن المضاعفات الناجمة عن الأمراض المزمنة كالضغط والسكري وأمراض القلب وغيرها، أثناء علاج الفم والأسنان.
أهداف الحملة
– الانتقال إلى أماكن فئة كبار السن من الآباء والأمهات وتوفير الخدمات العلاجية التخصصية للفم والأسنان لهم.
– تقديم الخدمات العلاجية التخصصية للفم والأسنان دون الحاجة إلى تحديد المواعيد والإجراءات المكتبية الروتينية.
– تقديم الخدمات العلاجية التخصصية لهم بأسلوب حضاري إنساني وفي بيئة محلية مفعمة بالود العائلي.
– نشر الوعي الصحي لفئة كبار السن من الآباء والأمهات بأهمية وقاية وعلاج الأسنان، وتشجيعهم على التواصل مع مركز جميرا التخصصي لطب الأسنان التابع لوزارة الصحة.

دنيا

4 thoughts on “طبيبة أسنان مواطنة تقود حملة « لست وحدك» لخدمة كبار السن

  1. عساها عالقوه

    الله يعطيك العافيه يابو أمل
    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك

    مــن مــــواضـــيـــعـــي :

    الله يعافيك اخوي بو دانة وشكرا على المرور والمشاركة

  2. عساها عالقوه

    الله يعطيك العافيه يابو أمل

    شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك

    مــن مــــواضـــيـــعـــي :

Comments are closed.