يتوقع المحللون تراجعا حادا في صناعة السيارات العام المقبل مع إلغاء معظم المحفزات الضريبية الخاصة بالسيارات الجديدة هذا العام، غير أنه قد يكون عاما جيدا للغاية بالنسبة لعملاء القطاع الخاص مع توافر كميات كبيرة من السيارات المستعملة في السوق.

وبحسب الإحصاءات التي أعلنها اتحاد صناعة السيارات الألماني (في. دي.آيه) كانت مبيعات السيارات الجديدة مرتفعة في ألمانيا وفرنسا على وجه الخصوص بفضل المحفزات الضريبية. كما ارتفعت نسبة المبيعات في الصين بواقع أربعة بالمئة وفي الهند بواقع اثنين بالمئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.

غير أن المبيعات في الولايات المتحدة شهدت تراجعا حادا بنسبة 38 بالمئة لتصل إلى 2.2 مليون سيارة، كما هوت المبيعات في اليابان بواقع 23 بالمئة. ويتوقع فيلي ديتز رئيس المعهد الألماني لتصنيع السيارات (إيفا) أن تتراجع مبيعات السيارات في ألمانيا من 3.6 ملايين سيارة إلى 2.6 مليون العام المقبل، ما سيؤدي إلى خفض حاد لأعداد العمالة في القطاع.

ويتنبأ ديتز أن يتمكن نحو ستة آلاف تاجر فقط من تجار السيارات الألمان البالغ عددهم 11 ألف تاجر من البقاء في النشاط بحلول عام 2015. وهناك اتجاه مماثل في كل من الولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى.

وتواجه الشركات المصنعة للسيارات الفاخرة أمثال مرسيدس وبي إم دبليو وأودي مشكلات خاصة فيما يتعلق ببيع منتجاتهم. لقد انخفضت مبيعات مرسيدس في الولايات المتحدة بواقع الثلث، فمعظم عملاء السيارات الجديدة ينتمون لشركات الأعمال لكن هذه الشركات تحاول ضغط التكاليف خاصة الحوافز الإدارية مثل السيارات التى تخصصها لكبار المسؤولين فيها.

والمحفزات الضريبية التي تقدمها حكومات دول مثل فرنسا وألمانيا وبريطانيا وأميركا لشراء سيارات جديدة أفادت الشركات التي تصنع سيارات صغيرة رخيصة يمكن أن يشتريها الرجل العادي.

وبحسب دراسة أخيرة أجراها موقع «كارفاكس يوروب» الإلكتروني المتخصص في تقديم تقارير عن تاريخ السيارات للأفراد والشركات عن السيارات والشاحنات الخفيفة المستعملة، فإن سوق السيارات المستعملة في أوروبا وحدها يتمتع بإمكانية أن يصل إلى أربعين مليار يورو (57 مليار دولار).

في الوقت نفسه ألمحت الدراسة إلى أن أكبر عقبة فى هذا القطاع تكمن فى عدم ثقة العملاء في تجار السيارات المستعملة وفي حالة السيارات المعروضة للبيع . ومع ذلك يقبل الأفراد على شراء السيارات المستخدمة والفرص الآن أفضل من ذي قبل. وصعدت شبكة الانترنت من حدة المنافسة ، إذ بوسع العملاء الحصول على معلومات جيدة بشأن جودة السيارة وحالتها. وتتنافس العديد من المواقع الالكترونية على تقديم خدماتها للمشترين والباعة.

جنرال موتورز بدأت لتوها بيع منتجاتها على موقع (إي باي) الشهير. إن المستهلكين في كاليفورنيا يجرون اتصالات مباشرة مع 225 تاجرا. فيما يقدم الموقع مقارنات بين الأسعار مع معلومات إضافية مفيدة للمشترين ومقارنة المزايا المختلفة. البرنامج يمر بمرحلته التجريبية حاليا وحتى سبتمبر المقبل لكنه قد يحدث تغيرا كبيرا في سوق السيارات الذي نعرفه.

(د ب أ)

One thought on “صناعة السيارات العالمية تواجه أوقاتاً عصيبة في 2010

Comments are closed.