صفحة من مذكراتي :

قذفتني أمواج الزمن في إحدى المرات إلى محطة غريبة طرحت فيها عدة تساؤلات واستوقفتني عدة إجابات ولكن عرفت هذه المحطة وقت استكمالي للدراسة الجامعية أي بعد أخذي شهادة البكالوريوس وفي أثناء تحضيري لشهادة الدبلوم العالي ، ربما فكرت كثيراً خلال مواصلة دراستي فقط أن أواصل دراستي وأن أحقق ما أصبو إليه وهو التفوق مهما واجهتني الصعاب واستطعت بفضل الله الاستمرار على هذا المنوال وهو النجاح بجدارة منذ مرحلة المدرسة حتى مرحلة الجامعة ولكن مرحلة الدبلوم العالي أخذتني إلى نقلة جميلة في الحياة وهنا ستدور علامة استفهام حول رؤؤسكم فكيف نقلتني للحياة وهي شهادة علمية وهنا بدأت قصتي مع تلك الذكريات الجميلة وكانت أروعها في أثناء خوضي لمرحلة التدريب في التربية العملية في إحدى المدارس الثانوية واستطعت أن أكون مع الطالبات الأم الحنون والصديقة والأخصائية الاجتماعية رغم صغر سني وبالرغم من أنني كنت من الأشخاص الذين لا يتحملون المسؤولية وكنت اعتبر نفسي فاشلة في هذا الجانب ولكن في التدريب العملي أصبحت إنسانة أخرى في هذا المجتمع المصغر ولكن القصة لم تنتهي بعد فما النقطة التي أثرت في حياتي أكبر هنا أقص عليكم الحكاية تحت ظل القمر ونور الشموع إنها قصة الحياة الجميلة التي فاحت عبيراً عندما كنت أعطي العلم لهؤلاء الطالبات فهناك أمراً ما جذبني يوماً في إحدى الطالبات وهي أنها كانت تمتلك بديهة وذكاء كبير وكنت أجد بأن المنهج لا يناسب عقليتها فهو صغير عليها وهي تحتاج الأفضل ولاحظت ذلك من خلال أسلوبها في طرح الأسئلة والإجابة ولا أبالغ إذا قلت بأنها لم تحصل يوماً على درجة أقل من 100% وهذا ما عرفته من بقية معلماتها والأمر الآخر الرائع هو حصولها باستمرار على جائزة التفوق من الشيخة فاطمة بنت مبارك أطال الله في عمرها وهذا الأمر جعلني أكون أكثر فضولاً في استكشاف ذات الآخر لهذه الفتاة المميزة والتعمق في سر هذا التفوق وحتى أنير عقلي وافتحه بمفتاح إجابة يريح البال فماذا فعلت الأستاذة ريم الشحي طلبت من هذه الطالبة استدعاء والدتها حتى أناقشها في بعض الأمور فقمت بالتواصل مع والدة الطالبة المتفوقة دانة وما جذبني لشخصيتها وجعلني أجري لقاء مع والدتها هو أن دانة تتمتع بهذه السمات

1 – صاحبةطموحات وأهداف عالية.
2 – صاحبة عزيمة وهمة عالية في الدراسة.
3 – واثقة مننفسها غير شاعرة بالعجز.
4 – قوية الإرادة والشخصية لا تخضع لأهواء الآخرينورغباتهم.
5 – قادرة على ضبط النفس وتنظيم أعمالها.
6 – صبورة ، جلدة، متحملةللصعوبات ومواجهة العقبات الدراسية.
7 – ناجحة في علاقتها مع المحيطين به.
8 – فعالة ، نشيطة لا تعرف الكسل والخمول.
9 – محبة للعلم والمعرفة والمطالعة.
10 – تجيد استثمار الأوقات للمذاكرة بالطرق العلمية وتطبيق معايير المذاكرةالناجحة.

11 – حريصة على المذاكرة بالطرقالعلمية وتطبيق معايير المذاكرة الناجحة.
12 – حريصة على التفوق في العلوموالمعارف.
13 – جادة وتعاشر الجادين في الدراسة.
14 – مستقيمة ومتزنة الشخصية.
15 – صاحبة قدرات عقلية ومواهب عالية.
16 – واهبة نفسها للمذاكرة ، ولمزيد من التحصيل العلمي.
18 – تذاكروتراجع الدروس السابقة بانتظام.
19 – تنتظم في حضورها وتؤدي واجباتها أولا ًبأول.
20 – منتبهة لمعلماتها ، وتسجل عناصر الدرس والملاحظات.

21 – تستجيب لنصائح معلماتها وتوجيهاتهن
22 – تستفسر عن كل ما غمض عليه ولا تخجل.
23 – تهتم بالموضوعات العامة إلى جانبالاهتمام بالدراسة.
24 – تنظم حياتها العلمية ، وتحدد أوقات المذاكرة وأوقاتالراحة بدقة.
25 – تلتزم بالعوامل المساعدة على المذاكرة الجيدة مثل الغذاءالجيد والنوم المبكر.
26 – صادقة مع نفسها وغيرها ، لا تفكر في الغش أو النجاحبالمحاباة أو الواسطة.

27 – تستعدللامتحانات استعدادا ً جيدا ً عن طريق الآتي :أالتأكد من موعد الاختبار ووقته.بالتأكد من مكان الاختبار.جالتأكد من ساعتها وذلك لضبط الوقت.دالتأكد من ورقة الأسئلة.هــالتأكد من كتابة اسمها على ورقة الإجابة.والقراءة الجيدة قبل الإجابة ومن ثم فهمها السؤال.زمراجعة ما كتبته في الإجابة قبل تسليمها للورقة.

ولذا أجريت اتصالاً مع والدتها من أجل أن أجري معها حواراً من أجل مصلحة دانة التقيت بها الساعة التاسعة صباحاً وأخبرتها في بادئ الأمر بتفوق دانة وتميزها وقدرتها الكبيرة على التفكير وسألتها هذه الأسئلة .

دانة طالبة متميزة تسعى دائماً للوصول إلى ما تريد كما لاحظت أنا ذلك وسؤالي لك كيف استطعتِ غرس حب العلم لديها ؟
أجابت : قبل أن أجيب على سؤالكِ أنا لدي 7 أطفال غير دانة وجميعهم في المدارس وبنفس مستوى دانة وحاصلين على جائزة التفوق من الشيخة فاطمة بنت مبارك فأنا والحمد لله استطعت تكريس حياتي من أجل خدمة أبنائي رغم أنني خريجة من كلية التربية وكنت أسعى جاهدة في الوصول إلى سلم التدريس والارتقاء في الحياة وذلك بالحصول على وظيفة تليق بي وبالرغم من كل طموحاتي سابقاً طرحت كل هذا جانباً ووجدت أن رسالتي الحقيقية في الحياة هي خدمة أبنائي من أجل مستقبلهم جميعاً فقد استطعت بمساعدة الله قبل كل شيء ومن ثم بمساعدة زوجي وهو أستاذ في جامعة الإمارات في تكوين أسرة ناجحة علمياً حيث قمنا بتوفير 5 مكتبات مليئة بالكتب التي تحوي ثقافات متعددة وأبنائنا ممن يحبون الإطلاع على الكتب منذ مرحلة الصغر وهذا ما وجدتيه مع دانة فهي تحب القراءة لتنمي عقليتها بشكل مستمر وصدقيني أيتها الاستاذة الفاضلة لم أفكر يوماً سوى بأبنائي وربما أنام 3 ساعات يومياً فقط حتى أكون موفقة في العناية بالجميع .

1- بما أن دانة تمتلك الكثير من المواهب فكيف تحفزنها في المنزل ؟

تحفيزنا لها يكون معنوي بالأغلب في المدح والثناء والتشجيع

2- دانة في مرحلة فكرية متقدمة وهي تحتاج لإعطائها كتب تتناسب مع قدراتها العقلية المتفتحة الكبيرة مع وجود التحفيز المادي إلى جانب التحفيز المعنوي فهي تستحق الأفضل .

أجابت : شكراً على هذه النصائح القيمة يا أستاذة ريم وما ذكرتيه مهم للغاية

3- إدارة المدرسة يا أم دانة تضع أيضاً اختبارات للمتميزين وتضع المزيد من الأنشطة من أجل ارتقائهن ولكن المشكلة تكمن في ضيق وقت الطالبة ولاسيما بأنها تواجه يومياً وتنجز اختبارات لمواد متفرقة وهذا يشكل عبئاً ثقيلاَ يقع على عاتقها

الأم : أجل هذه مشكلة كبيرة في حد ذاتها ولكن سأحاول قدر الإمكان توفير سبل الراحة لابنتي الرائعة دانة .

وفي نهاية اللقاء أعطيت أم دانة هدية تحفيزية لدانة وكانت عبارة عن كتاب كليلة ودمنة

وهدية أخرى عبارة عن ثوب مطرز وقد علمت لاحقاً بأن دانة فرحت بالهدية كثيراً .
ولكن ما تعلمته بالفعل من هذه الأم التي يفتقد جيلنا لأمثالها هي أنها واصلت دراستها وأخذت عدة شهادات علمية وتخلت عن الوظيفة وعن أن تحضر خادمة تلبي حاجات أطفالها السبعة
بذلت كل جهدها لخدمتهن فأين مثقفات هذا الجيل من كل ذلك للأسف كلما تزايدت أعبائنا الوظيفية ألقينا بقية الأعمال على كتف خادمة تم استيرادها من الخارج لتفعل وتفعل كذا وكذا وربما أدت هذه الخادمة دور الأم لأطفال تلك الأم العاملة التي تهدف فقط للصعود والوصول إلى ما تريد على حساب أن يفتقد الأبناء حضن الأم الدافئ وبالفعل تملكتني غيرة إيجابية تجاه هذه الأم وصدقوني بالرغم من أن أغلب أساتذتي أرادوني يوماً إنسانة تطمح للدراسات العليا ولكن اليوم أنا أطمح لأخذ تقدير الامتياز في تحضيري في المستقبل لرسالة الأمومة وسأكون كهذه الأم التي لم تفتح يوماً بابها لاستقبال مربية أو خادمة لتعينها على تربية أبنائها وأدت رسالتها على أكمل وجه وفي رأيي حصلت على تقدير فوق الامتياز والكمال لله وحده فأنا أتمنى أن أصل يوماً للحصول على تقدير امتياز في رسالة الأمومة فهل سأصل إلى ذلك يوماً ما .

4 thoughts on “صفحة من مذكراتي1

  1. الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراقِ

    شكرا لكِ على هذه الصفحة الرائعة من مذكراتكِ

    تقبلي تحياتي

Comments are closed.