دع القلق.. وابدأ الحياة
تاريخ النشر: الثلاثاء 30 نوفمبر 2010
مجتمعاتنا محرّضة على الإعياء والتعب والتقاعد المبكر، ومن ثم الدخول في طقوس الحنوط والكافور، فهي ما أن تلمح شخصاً دخل في نادي الخمسين أو امرأة شارفت الأربعين، حتى تبعث بإشارات مرضية وهمية، وأخرى متخيلة للجسد، بعدها تتحول نحو التحضير للدفن المبكر لهؤلاء الأشخاص الذين في حقيقة أمرهم أنهم وصلوا سن النضج والعقل والحكمة والعطاء الصحيح، فالرجل يدفع به نحو الحج أولاً لتكفير الذنوب، والموت على الفطرة والمحجة البيضاء، خوف الأيام وما تخبئه في قادمها، وبالتالي يتحول من الإنتاجية والإبداع والاستفادة من عمره الرجولي الحقيقي، وحدة ذهنيته وتفكيره إلى إجباره على التفكير في مربع الموت، وأن الذي مضى من العمر ليس بقدر الآتي، وتبدأ شعارات الاستقالة المبكرة من الحياة، بدءاً من الزوجة التي تعايره منذ الصباح” عنبوك أنت الشايب العايب” أو”شيبه وريوله في القبر” أما المرأة فسيشق المجتمع والمتعاونون فيه حفرتها في عز فرحها بالحياة، وسيبقون يرهبونها بالماورائيات، وأن جهنم سكانها جلهم من النساء، وأنه آن لها أن تكمل عقلها ودينها الناقصين، ويبدأون يظهرون مقترحاتهم المهدئة، النقاب والحجاب والسواد، وأن كل همزة ولمزة من المرأة حرام، وتعاقب عليها، وأنها كلها عورات وللناس أعين، عطرها حرام، وزينتها تبرج، وصوتها عورة، وأي رجل يراها يختبئ خلفه شيطان هو ثالث الثلاثة، لذا تجدهم يجعلونها تحضّر كفنها بنفسها، هذا غير تخويفها الدائم من تلك البثرة التي تتحسسها كل يوم تحت وحول صدرها، وإن حجت واعتمرت أصبح على أولادها لزاماً أن يقبّلوا بوجهها صوب القبلة عند مطلع كل شمس، لأنها إن ماتت ماتت وهي تناظر الكعبة فتشفع لها، أما شعارات قتل المرأة المبكر فهي كثيرة منها: سن اليأس، عيالك غدوا رياييل، وأصبحت جدة، تهديدات الزوج بجلب ضرة، وأنها بارت، فيغدو وجهها مصفرّاً وهي كظيم.
بالمقارنة في المجتمعات الأخرى انظروا إلى الرجل يبلغ الثمانين وهو متعاف بالحياة، ومنطلق نحو ربيعها و”هاب ريح” يمارس الرياضة، ولا يقول سيعيبني المجتمع أو يشكو من وجع المفاصل، ليس لديه فراغ، ويسافر دائماً في رحلات ما بعد التقاعد، يمارس طقوس حياتية اليومية، وكأنه سيعيش أبداً، ولا يعترف بأي مخطط يمكن أن يستهدف حياته ونعيمها أو يخطف منه ضحكته، والمرأة في تلك المجتمعات وحين تبلغ سنها الذهبي، تجدها كأي فتاة تمارس الرياضة وتخرج مع أبنائها وكأنهم أصدقاؤها، لا تشكو من العيب ولا من هشاشة العظام، ولا من الترهل المنزلي.
لدينا الكثير من المغالطات في الحياة، وهذا ما يجعلنا حين نرى جماعتنا، نشعر بأنهم يزيدوننا أعواماً على أعمارنا، ويطفئون نور وجوهنا، ويجعلوننا نفكر فيهم أكثر مما يفكرون في أنفسهم، ويرسمون في طريقنا شعار أهلاً بالكآبة.. وداعاً للحياة!

9 thoughts on “شو هذا المقال يا ناصر الظاهري ……………………………………….؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟

  1. مع ان عندي بعض التحفّضات على بعض إستلالاته الخاصه بالمرأه،

    إلا أني أجده أصاب بنسبة 70% من الحقيقه.

    فعلا،
    الشخص عندنا يوم يوصل الخمسين، يحسسنا إنه وصل التسعين مره وحده.

  2. اول مره اشوف كاتب ما يعرف يكتب
    ولا يعرف يعبر عن اللي في باله !!!

    شو هذا !؟

    كتبت عنه الياعده ..

  3. أنا بالنسبة لي المقال راائع وواقعي جدا في كل المجتمعات العربية

    وكلامه صحيح 100%

    بالتوفيق

  4. الكاتب ناصر الظاهري
    معروف عنه أنه من الكتاب القلّة
    الذين يكتبون بكل نزاهة وموضوعية

    مقال رائع من كاتب رائع

    دعوا القلق و ابدأوا الحياة

Comments are closed.