الاستثمار العقاري في عمان يتطلع لمستقبل مشرق

فالقانون العماني الذي تغير في عام 2006 يسمح الآن بتملك الاجانب لعقارات في مناطق سياحية محددة، وهي ملكية حرة لا تعوقها اي شوائب قانونية، ولا تحتاج الى كفالة من شركات تطوير العقار او اي جهات اخرى. وسلطنة عمان هي ايضا جنة ضريبية، حيث لا تفرض فيها ضرائب على الدخل ولا على القيمة المضافة من الاستثمار العقاري.

وحتى مجال التمويل العقاري، الذي كان حتى وقت قريب متاحا فقط للمواطنين العمانيين ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي، اصبح الآن متاحا للاجانب ايضا. ويختلف الاستثمار العقاري في عمان قليلا عن غيره من استثمارات المنطقة، فمن يرد الاستثمار فيها يرد في الغالب عقارا للاقامة فيه بعض الوقت وليس فقط للاستثمار عن بعد. ولذلك يبحث المستثمرون بدقة عن المواقع التي يريدونها، والتي تختلف في طبيعتها بين موقع وآخر الى درجة انها لا تنافس بعضها بعضا الا بقدر المزايا التي تتيحها وتتكامل فيها لجذب المستثمرين.
ويجتمع المستثمرون على حب عمان وتقاليدها، وهم يعشقون جمال الطبيعة وهدوء المكان ويقدرون صداقة وضيافة وتراث الشعب العماني. وفيما تعترف شركات العقار في عمان بأن نجاح دبي ساهم ايضا في نجاح عمان وجذب اليها الانتباه الذي عم على المنطقة بأسرها، الا انهم يؤكدون على ان عمان تختلف كما ونوعا عن دبي. فدبي مدينة صاخبة بها ناطحات سحاب وحركة دائبة وازدحام مروري وهي مثل القلب النابض لعداء يجري في ماراثون، اما عمان فهي بلد البيوت الصغيرة الهادئة التي لا يعكر هدوء دقات القلب فيها الا صوت امواج البحر تنحسر عن رمال الشاطئ. فالعمارات العالية والناطحات ممنوعة في عمان بحكم القانون، كما انها تفضل اسلوب الحياة الذي يسير بوتيرة أهدأ والبناء الذي يشيد على مساحات اكبر وعبر زمن اطول.
ولكن هذا لا يعني ان الاحلام ليست طموحة حتى بمقاييس دول الخليج الاخرى. فهناك مثلا مشروع “الموج” (The Wave) بالقرب من مسقط الذي تبلغ تكلفته 805 ملايين دولار، وتساهم فيه الحكومة العمانية. فالمشروع يمتد على مساحة 260 هكتارا من الاراضي وبشاطئ يمتد ستة كيلومترات. ويضم المشروع عدة احياء تتكون من اربعة آلاف فيلا وشقة، بالاضافة الى ملعب غولف ومارينا تتسع لحوالي 300 يخت. هذا بالاضافة الى العديد من المنافذ التجارية السياحية والفنادق والمكاتب والحدائق العامة. ولا يبعد الموقع الفريد سوي خمسة كيلومترات من مطار السيب الدولي. وعلى الرغم من ان المشروع لن ينتهي قبل عام 2012 الا ان المبيعات من على الخريطة بدأت من الآن.
ويشرح بعض المستثمرين في هذا المشروع العماني اسباب اختيار عمان، فيقول مصرفي لندني اشترى فيلا بمبلغ 800 الف جنيه استرليني: ان عمان لم تتغير وحافظت على تقاليدها العريقة التي تنتمي الى منطقة الخليج، كما ان عمان تفتقر الى “التسويق البراق المبهر الصاخب” وهو نوع من التسويق يعتقد المستثمر ان دبي صارت تتميز به الآن. وهو يعدد المزيد من مزايا الاستثمار في عمان بدءاً من دماثة خلق اهلها الى طقسها الرائع وطبيعتها المتنوعة ووجود العديد من الانشطة التي يمكن القيام بها من ركوب الخيل الى لعب الغولف والابحار الشراعي. وهي متنوعة جغرافيا ويتلازم فيها التحديث مع عراقة التراث، حيث يمكن شراء احدث المنتجات من مراكز التسوق وايضا شراء السمك الطازج من صياديه.
وما يدل على ان سوق عمان العقاري في طريقه الى طفرة قد تطغى على ما يجري في انحاء منطقة الخليج الاخرى وتجذب الانظار في الوقت الحاضر، ان هناك مئات من المستثمرين الذين يراقبون سوق عمان العقاري عن كثب بحثا عن الفرصة المناسبة لدخوله. وفي مناسبة تسويق المرحلة الرابعة لمشروع “الموج” التي تضم 79 فيلا منها 49 وحدة تطل على شواطئ خاصة بها، كانت الاسعار عالية حتى بالمقاييس البريطانية، وبمعدل ادنى بلغ 325 الف جنيه استرليني. ولكن المستثمرين الذين عرفوا بالمناسبة اصطفوا في طابور انتظار طوال الليل، وعندما فتحت الشركة باب الحجز بيعت جميع الوحدات في غضون ساعة ونصف الساعة فقط.
والغريب ان شركات تطوير العقار لاحظت اقبالا متزايدا من المواطنين العمانيين انفسهم على شراء المزيد من العقارات العمانية منذ وقت تغيير القانون في العام الماضي لفتح باب الاستثمار العقاري للاجانب. ومن حوالي 500 وحدة عقارية بيعت هذا العام كانت نسبة 40 في المائة منها لمواطنين عمانيين. ويأتي البريطانيون بعد العمانيين بنسبة 20 في المائة، ثم الهنود بنسبة 15 في المائة، وتتوزع نسبة 15 في المائة اخرى على مستثمرين من 33 دولة. وبعض هؤلاء المستثمرين اعجب بالمناخ والانشطة المتعددة المتاحة الى درجة الاقامة الدائمة في عمان.
المدينة الزرقاء: ولعل اكبر المشاريع على الاطلاق هو مشروع “المدينة الزرقاء” الذي يتكلف حوالي 20 مليار دولار وينتهي العمل فيه في عام 2020. وهي بالفعل مدينة ساحلية كاملة تقع على مساحة 35 كيلومترا مربعا على الساحل الشمالي من مسقط، وتقع على مقربة نصف ساعة بالسيارة من العاصمة العمانية. وهي تحوي وحدات سكنية وتجارية ومستشفى ومعاهد تعليمية بالاضافة الى قرية رياضية وحوض للاحياء البحرية وقاعة اجتماعات.
ويصل عدد الفلل في المدينة الى حوالي 200 فيلا بالاضافة الى خمسة آلاف شقة سكنية، لكي تستوعب المدينة ربع مليون نسمة من المقيمين الدائمين والمؤقتين. ويستفيد هؤلاء من وجود 16 فندقا وخمسة مراكز تسوق تجارية وملعبي غولف. وهي تعد ثاني اكبر مشروع سياحي في المنطقة بعد مشروع “ووترفرونت” في دبي الذي يستوعب عددا اكبر من السياح.
وهناك مشروعات اصغر حجما تديرها شركة “شانغري لا” العالمية مثل مشروع “بر الجسة” ومشروع “نادي مسقط للغولف” الذي بيعت كل الوحدات فيهما في غضون ايام ايضا. ويمتلك نصف وحدات الاستثمار في المشروعين مستثمرون بريطانيون. ويستفيد المشروعان من موقع خلاب بين الشاطئ الرملي الناعم وبين خلفية جبلية بواجهة طبيعية تحمي الموقع.
كما يجري العمل ايضا على مشروع “جبل السلام” الذي يتكلف مليار دولار ويضم مجموعة من الفنادق والفلل والشقق وسط ملاعب غولف ومركز بحري به قنوات محفورة تصل الجبال بالشاطئ. ويطل المشروع على مناظر خلابة في خليج عمان. وتقوم بأعمال البناء في المشروع شركة “سما دبي”، وهي جزء من شركة “دبي القابضة”. وينتهي العمل في المشروع في عام 2009. وتراعي الشركة المنفذة نواحي المحافظة على البيئة في المشروع.
وتلتزم كافة المشاريع السياحية في عمان بالعديد من الشروط منها عدم بناء مبانٍ شاهقة الارتفاع حتى لا تشوه طبيعة المكان الخلابة، وايضا الالتزام بالتراث العربي في تصميم العقار، بحيث تكون للمشاريع شخصيتها الاعتبارية مع عوامل مشتركة وأسلوب البناء العام في سلطنة عمان. ولكن هذه الالتزامات لا تمنع تطويع احدث تقنيات البناء والتصميم الداخلي واحدث التجهيزات الالكترونية. وتتيح هذه التصميمات للاجانب ملكية وحدات سكنية عربية التصميم واقرب في الشكل والموقع الى المساكن العمانية التقليدية التي يمنع بيعها الى اجانب. فالاستثمار العقاري الاجنبي في عمان ينحصر حتى الآن في المشروعات الجديدة وفي المناطق المحددة لها. وهي لم تصل بعد الى درجة نمو عقاري مثل المغرب الذي تباع فيه الوحدات التاريخية القديمة التي يقوم المستثمرون بترميمها وتحديثها ثم استخدامها تجاريا في الضيافة.
وتحاول عشرات من شركات التسويق العقاري دخول اسواق عمان في الوقت الحاضر ولا يحد من نشاطها حاليا إلا انتظار الترخيص. ومن الشركات الغربية التي حصلت على تراخيص عمل في عمان، هناك شركتان بريطانيتان فقط احداهما هي شركة هامتونز والاخرى هي كلوتنز. وتعمل شركة هامتونز في عمان منذ ثماني سنوات شهدت فيها ارتفاعا كبيرا في الاسعار وايضا في الاقبال على العقار العماني. وتقول الشركة انها تستقبل في العادة حوالي 600 استفسار شهريا من مستثمرين من جميع انحاء العالم، ولكن الاغلبية العظمى من الاستفسارات تأتي من بريطانيا.
وتعتقد الشركة ان سوق سلطنة عمان العقاري هو من الاسواق الناشئة في المنطقة، وهو على رغم الثراء الجغرافي والتراثي الذي يقدمه الا انه ما زال اقل في الاسعار من غيره في مواقع مثل دبي. ويتميز قطاع العقار العماني بعدم الازدحام وبفرص نمو اكبر من غيره نظرا للمزايا التي يقدمها. وتضيف الشركة ان ابحاثها تدل على اقبال السوق على فترة انتعاش مقبلة قد تطول.
وهي تنصح المستثمر في عمان بأن يكون حريصا على موقع الاستثمار وعلى اختيار الوحدات التي تلائمه. ويجب على المستثمر ايضا ان يختار بحرص الشركة العقارية التي يتعاقد معها، حيث تعددت حالات التأخير في تسليم العقارات في المواعيد المتفق عليها في دبي.
واذا كانت هناك من مخاطر للاستثمار في عمان فهي من العوامل الطبيعية، مثل اعصار “غونو” الذي كلف السلطنة حوالي مليار دولار من الخسائر في شهر يونيو (حزيران) الماضي. ولكن مثل هذا الاعصار يعتبر من الظواهر الطبيعية النادرة التي لم يشهد مثلها الخليج منذ عشرات السنين.
* نماذج من العقارات المعروضة للبيع في مسقط تعرض بعض شركات العقار العاملة في سلطنة عمان مجموعة من العقارات للبيع للمستثمرين من جميع انحاء العالم. وتقوم بعض الشركات ايضا بعرض خدمات تأجير هذه العقارات لصالح المشتري. ومن ضمن خدمات احدى الشركات استقبال الزائر في العاصمة مسقط واصطحابه في رحلة سياحية في ارجاء المدينة قبل مشاهدة العقارات المعروضة للبيع. وتقوم الشركات بتعريف الراغبين في الاقامة بمسقط بالخدمات المتاحة مثل المدارس والمستشفيات والخدمات الاخرى. من العقارات المعروضة للبيع الآن:
> فيلا مكيفة الهواء في مسقط بها ثماني غرف نوم مفروشة بأحدث تصميمات الاثاث. الطابق الاول مفتوح المساحة به مجلسان، وملحق به حمامات بغرفتي نوم رئيستين. وهي متاحة للبيع فقط لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي لانها خارج نطاق المناطق السياحية. ويبلغ ثمن البيع 390 الف ريال عماني ( اكثر من مليون دولار ).
> فيلا قيد الانشاء بها اربع غرف نوم واربعة حمامات وحديقة خاصة ومرآب للسيارة، تقع على مساحة 341 مترا مربعا. وهي معروضة للبيع داخل اطار منطقة سياحية بالقرب من مسقط ومتاحة للاستثمار للاجانب، بالاضافة طبعا الى العمانيين والخليجيين. ويبلغ ثمن هذه الفيلا 265 الف ريال عماني ( 688 الف دولار) ، ويتم تسلمها في عام 2008.
> منزل جديد يستكمل في عام 2008، مكون من ثلاث غرف وثلاثة حمامات مع حديقة عامة ومرآب ويقع على مساحة 356 مترا مربعا. وهو مكيف الهواء ويختار المشتري التجهيزات النهائية، وهو معروض بسعر 220 الف ريال عماني ( 571 الف دولار ).
> فيلا تستكمل في عام 2009 مكونة من خمس غرف نوم وخمسة حمامات وتضم حمام سباحة خاصاً وحديقة ومرآباً، تقع على مساحة 1125 مترا مربعا. وتشمل تجهيزاتها تكييف الهواء وتجهيزات المطبخ والزجاج المزدوج. وهي تقع في منتجع للغولف ومتاحة للبيع دوليا بثمن يبلغ 499 الف ريال عماني ( 1.3 مليون دولار ) .
> فيلا مكيفة الهواء مكونة من ثلاث غرف نوم وثلاثة حمامات وحديقة. تصل مساحة الفيلا الى 357 مترا مربعا ضمن مساحة اجمالية تصل الى 473 مترا مربعا. من تجهيزاتها تكييف الهواء وتجهيزات المطبخ، وتتاح للمشتري فرصة اختيار الديكورات الداخلية. اما الثمن فيبلغ 339 الف ريال عماني ( 880 الف دولار ).

وتقبلوا تحياتى فقط للأفاده والأطلاع على المشاريع !!

منقول عن جريدة الشرق الأوسط …
http://www.asharqalawsat.com/details…45&issue=10497

One thought on “سلطنة عُمان .. جنة عقارية مجهولة من يكتشفها؟

  1. الاستثمار العقاري هو الاسثمار الافضل والآمن حتى الآن .. ويتطلع الكثير له، حيث ان كل الدول الخليجية وغير الخليجية تشهد نفس النهضه تقريبا ..

    عالعموم الله يوفق الجميع وشكرا اخوي على الموضوع الرائع

Comments are closed.