يقول الشيخُ علي الطنطاوي في ” ذكرياته ” (8/279) : ” إنه لا يزالُ منا من يحرصُ الحرص كله على الجمع بين الذكور والإناث ، في كل مكان يقدر على جمعهم فيه ، في المدرسة ، وفي الملعب ، وفي الرحلات ، الممرضات مع الأطباء والمرضى في المستشفيات ، والمضيفات مع الطيارين والمسافرين في الطيارات ، وما أدري وليتني كنتُ أدري : لماذا لا نجعل للمرضى من الرجال ممرضين بدلا من الممرضات ؟ هل عندكم من علم فتخرجوه لنا ؟ هل لديكم برهان فتلقوه علينا ؟


ويكمل الشيخ رحمة الله عليه قائلا وكأنه يصف كثيرا مما يجري في دولنا الخليجية :



قد جاءتنا على عهد الشيشكلي من أكثر من ثلاثين سنة ، فرقة من البنات تلعبُ بكرة السلة ، وكان فيها بنات جميلات مكشوفات السيقان والأفخاذ ، فازدحم عليها الناس حتى امتلأت المقاعد كلها ، ووقفوا بين الكراسي ، وتسوروا الجدران ، وصعدوا على فروع الأشجار ، وكنا معشر المشايخ نجتمعُ يومئذ في دار السيد مكي الكتاني رحمة الله عليه ، فأنكرنا هذا المنكر ،وبعثنا وفدًا منا ، فلقي الشيشكلي ، فأمر غفر الله له بمنعه ، وبترحيل هذه الفرقة وردها فورًا من حيث جاءت فثار بي وبهم جماعة يقولون أننا أعداء الرياضة ، وأننا رجعيون ، وأننا متخلفون ، فكتبتُ أرد عليهم ، أقول لهم : هل جئتم حقا لتروا كيف تسقط الكرة في السلة ؟ قالوا نعم . قلتُ : لقد كذبتم والله ، إنه حين يلعب الشباب تنزلُ كرة السلة سبعين مرة فلا تقبلون عليها مثل هذا الإقبال ، وتبقى المقاعد نصفها فارغاً ، وحين لعبت البنات نزلت الكرة في السلة ثلاثين مرة فقط ، فلماذا ازدحمت عليها وتسابقتم إليها ؟ كونوا صادقين ولو مرة واحدة ، واعترفوا بأنكم ما جئتم إلا لرؤية أفخاذ البنات …

ثم يقول محذرا لنا من أن يحدث لنا مثل ما حدث لمصر وبلاد الشام :



ولكن من رأى العبرة بغيره فليعتبر وما اتخذ أحد عند الله عهدًا أن لا يحل به ما حل بغيره إن سلك مسلكه ، فحافظوا يا إخوتي على ما أنتم عليه ، واسألوا الله وأسأله معكم العون



سيل الفساد، المتمثل في العنصر الاجتماعي، مر على مصر من خمسين سنة وعلى الشام من خمس وعشرين أو ثلاثين، وقد وصل إليكم الآن ……. ، فلاتقولوا : نحن في منجاة منه ، ولا تقولوا : نأوي إلى جبل يعصمنا من الماء، ولاتغتروا بما أنتم عليه من بقايا الخير الذي لا يزال كثيراً فيكم، ولا بالحجاب الذي لا يزال الغالب على نسائكم، فلقد كنا في الشام مثلكم ـ إي والله ـ وكنا نحسب أننا في مأمن من هذا السيل لقد أضربت متاجر دمشق من ثلاثين سنة أو أكثر قليلاً وأغلقت كلها، وخرجت مظاهرات الغضب والاحتجاج ؛ لأن مديرة المدرسة الثانوية، مشت سافرة ـ إيوالله ـ فاذهبوا الآن فانظروا حال الشام …

رحمة الله عليك يا شيخ طنطاوي



أتراك كنت تنظر بعين الخبير العالم بما سيؤول إليه حالنا وحال كثير من مناطقنا وبلادنا الخليجية



أتراك كنت تنظر إلينا بعين الناصح الشفيق الحريص على مصلحتنا فكتبت ما كتبت



رحل جسدك عنا وبقي مداد قلمك ..



فلله درك ..



ولله در من انتبه لهذا الكلام قبل أن يستفحل الداء والفساد أكثر



ولله در من يقاوم هذا الفساد بإنكار المنكر والغيرة على أعراض أخواته وبناته وبنات إخوانه المسلمين



ولله در من يقف في وجه موجات التغريب ومقالات كتاب الاختلاط والانفتاح غير المنضبط بضوابط الشرع والدين والأخلاق .



ولله در من سخر قلمه لكشف زيف دعاوى من يريد لبناتنا وشبابنا وفتياتنا التبرج والسفور والتغريب والانسلاخ من الأخلاق ..



والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله ..


4 thoughts on “رسالة مهمة جداااااااااا من الشيخ الطنطاوي ((( الرجاء الكل يدخل )))

  1. بسم الله الرحمن الرحيم

    رحم الله الشيخ علي الطنطاوي ورحم الرئيس اديب الشيشكلي

    الحمدلله الخير باق في امة الاسلام الى يوم القيامة

Comments are closed.