وكالات – يعتزم رجل سعودي بناء مسجد في بلدة بعيدة وشبه معزولة عن العالم،بأقصى الشمال الكندي، القريبة تخومه 200 كيلومتر فقط من القطب الشمالي، وسيصل إلى البلدة بعد 10 أيام وهو الآن على متن عبارة تحمله إليها فوق مياه نهر يمر بجوارها.

وذكرت (العربية) على موقعها الالكتروني يوم الأربعاء أنه سيبنى المسجد في بلدة إينوفيك، البالغ عدد سكانها 3700 نسمة فقط تصل الحرارة فيها إلى 40 درجة تحت الصفر وأكثر ويقيم فيها بين 75 إلى 80 مسلماً، جميعهم تقريباً عرب جاؤوها من كندا التي يحملون جنسيتها و كانوا بلا مكان يقيمون فيه الصلاة، سوى بيت متنقل من الخشب عرضه 3 وطوله 7 أمتار، وبالكاد أصبح يسع نصفهم تقريباً.
وكان الحلم ببناء المسجد إلى قد تحول كابوس مالي يؤرق قلة من المسلمين وجدت نفسها غير قادرة على جمع ثمن الأرض وتكاليف البناء والتجهيزات وتوابعها المتنوعة، وكله يلزمه 750 ألف دولار على أقل تعديل، إضافة إلى أن الخبرة ببناء وتجهيز المساجد وكيف يجب أن تكون غير متوفرة فيها لأحد.

وعلى إثر ذلك قرر طبيب وصحافي سعودي يقيم في كندا أيضاً، ولكن بعيداً عن إينوفيك أكثر من 4 آلاف كيلومتر، ويشرف على مؤسسة خيرية إسلامية أسسها مع زوجته هناك تحت شعار يريح المؤمنين، وهو “السنة والصحابة والسلف الصالح” الظاهر بوضوح في موقع “جمعية زبيدة تلاب الخيرية” بناء المسجد.

وعمل الصحافي الدكتور حسين سعود قستي، المولود منذ 43 سنة في حي جرول بمكة المكرمة، على تحقيق حلم مسلمي البلدة الجليدية الدافئ بمسجد يبنيه لهم بنصف مليون دولار، أي أقل بمئتي ألف من تكاليفه بإينوفيك، وساعده عليه من بعيد بالجهد والتبرعات بعض المقيمين في البلدة من العرب، كما ساهم آخرون في كندا بالتبرع، ومنهم سيدة سعودية تحفّظ على ذكر اسمها بناءً على طلبها، وساهمت وحدها بأكثر من 190 ألف دولار.

وكان في مقدمة المساهمين بالجهد والتعب الكثير كان المهندس العراقي من البصرة، أحمد الخلف، المولود في الكويت قبل 37 عاماً، والمقيم منذ 9 سنوات بإينوفيك التي احتفلت في تموز 2008 بمرور 50 سنة على تأسيسها.

ويعتبر المسجد الأقرب إلى امتداد الجليد في القطب الشمالي، وهو بهذا المعنى أقرب إلى القطب من مسجد نورد كمال بمدينة نوريلسك في سيبيريا الروسية، وأقرب إليه جغرافيا أيضاً من مصلى مدينة ترومسو الذي أقامه في شمال النروج قبل عامين سعودي أيضاً، لكن اسمه مجهول.
ويقول الكتور حسين إن “أنسب علاج وجده للمشكلة المالية هي بناء المسجد في مدينة وينيبغ، عاصمة مقاطعة مانيتوبا وسط كندا”، حيث يقيم مع زوجته السعودية الدكتورة سوزان غزالي وابنه وابنته منها، ثم نقله كما البيوت الجاهز للتركيب بشاحنة ثم بعبّارة تمخر به مياه نهر يصل إلى إينوفيك، حيث محطته الأخيرة.

ويؤكد الدكتور حسين “هذه هي أطول عملية شحن ونقل برمائية معروفة حتى الآن لبناء جاهز للتركيب، لأنها تزيد عن 4300 كيلومتر تقريباً وتستغرق 45 يوماً، لذلك سنعمل على إدخالها في كتاب غينيس للأرقام القياسية”، وفق تعبيره من وينيبغ التي يقيم ويعمل فيها في حقل البناء وصحافياً يكتب المقالات في صحيفة شهيرة فيها اسمها “غراسروت”، إلى جانب اهتمامه بشؤون الجمعية كناطق باسمها ومدير لحساباتها، وهي جمعية أسسها مع زوجته تكريماً لوالدتها زبيدة هاشم تلاب التي توفيت بالولايات المتحد قبل 4 أعوام.

وكانت “العربية نت” قد اقترحت تسمية المسجد ب”نهاية العالم” حين علمت من تواصلها مع القيّمين عليه بأنهم حائرون في اختيار اسمه، فاقترحت بدورها هذا الاسم لأنه يوحي للحال بالبعد الجغرافي للجامع المبني من خشب يقاوم الصقيع والذي وافق عليه الجميع.

وما أن سمع الدكتور قستي الاسم حتى أبدى سروره به وقال “صحيح إنه الأفضل، فهو اسم على مسمى وأنا موافق عليه تماماً، والقرار هو في النهاية للأخوة بإينوفيك على أي حال”.

وذكر الدكتور حسين قستي أن “بناء مسجد نهاية العالم بدأ في نيسان الماضي، وساهم هو شخصياً بالتصميم وبالعمل اليدوي مع العمال والفنيين، وحين انتهى البناء اتفقوا مع سائق كندي خبير بمنطقة السفر البري إلى إينوفيك واسمه كفن أندرسون، فجاء ومعه شاحنة عملاقة عرضها أكثر من 7 أمتار مزودة بفريق من العمال والفنيين وضعوا كامل هيكل المسجد البالغة مساحته 457 متراً مربعاً وبداخله لوازمه من منبر وثريات وأبواب وسجاد، برافعات ضخمة على ظهرها”.

بدأ أندرسون رحلته في أوائل آب الماضي موغلاً بالسير البري نحو الشمال وسط ظروف مناخية هي دائماً صعبة هناك، فمر بمدينة إدمنتون بمقاطعة ألبرتا، ومن بعدها أمعن في السير البطيء طوال شهر كامل لم يقطع خلاله سوى 2900 كيلومتر فقط، أي المسافة بين السعودية والمغرب تقريباً.
و تنتهي تلك المسافة عند بلدة في منطقة لا تستطيع الشاحنة التوغل من بعدها بالبر، وفيها انتهت مهمة السائق كفن أندرسون، والتي تقاضى عنها ما قد لا يصدقه حتى محترفو العمل في النقل البري هنا وهناك، وهو أكثر من 45 ألف دولار.

ويعتقد أن تنتهي الرحلة بعد 10 أيام وتصل إلى هدفها الموعود ليتم تثبيت المسجد على إحدى قطعتي أرض اشتراهما مسلمو البلدة في حي سكني بمبلغ 97 ألف دولار كندي، حيث سيدعون السكان لحفل تدشينه كأول جامع في الجزء الجنوبي الغربي من المحيط المتجمد الشمالي.
ومن جهته قال المهندس أحمد الخلف إن “تكاليف نقل مسجد نهاية العالم بالعبارة النهرية إلى إينوفيك “فهي تقريباً 49 ألف دولار”,مضيفاً أن “أول صلاة ستقام فيه ستكون بعد أسبوعين تقريباً من وصوله الموعود إلى البلدة”.

ويشار إلى أن المهاجرون المسلمون في إينوفيك يفكرون في إقامة مدرسة ومقبرة إسلامية، وربما مركز ثقافي في الأرض الثانية التي اشتروها، لكن هذا الحلم مستحيل التحقيق وسط الصعوبات المالية التي يعيشونها جراء التزامات وقعوا عليها، فالمسجد حين يصل يحتاج إلى 40 ألف دولار لتركيبه وتثبيته وتجهيزه بالكامل، فيما خزينة “جمعية إينوفيك الاسلامية” خالية من أي مبلغ يشفي الغليل.

9 thoughts on “رجل سعودي يبني ”مسجد نهاية العالم” بجوار القطب الشمالي

  1. الله يجزيهم الخير
    والحمدلله الي المال هو العائق الوحيد
    ناس تفكر في اخرتها وتفكر شلون تساعد اخوانهم المسلمين
    الله يفتح لنا ابواب الخير يارب
    تسلم اخوي ع الخبر والله يعطيك العافية

Comments are closed.