يعتقد بعض الناس بأن الخادمة أي ( العاملة المنزلية ) منحصرة ً بين النفع والضرر وعند التجارب الفعلية في المجتمعات الخليجية أكتشف أن الضرر والسلبيات فاقت على الفائدة، لذا سوف نناقش سوياً هذا الموضوع الذي هو في غاية الأهمية، وسوف نعرف أيضاً ما هي السلبيات والإيجابيات وما هي الضغوط والاضطهاد الذي تمر به تلك الخادمة وما هي أيضاً الضوابط والقواعد المثلى والسليمة لوجود الخادمة في المنزل.

سوف نبدأ بالناحية الإيجابية لوجود الخادمة وهذه كانت بعض آراء الناس الذين كانوا يقولون بأن وجود الخادمة يعطي الزوجة أي ( ربة البيت ) وقتاً أكبر للاهتمام بعائلتها والتفرّغ لزوجها وللأبناء بشكل ٍ أوسع من الناحية التربوية والتعليمية وترك أعباء التنظيف والطبخ للخادمة، وبعض الأزواج كانت تقول بأن وجود الخادمة سببٌ لإراحة الزوجة وإذا كنت مستطيع لذلك مادياً لما لا أريحها فراحتها واجبٌ عليّ، والبعض الآخر كانوا يقولون بأن وجود الخادمة يعطي مخدومتها وقتاً أكبر للتفرّغ النفسي وممارسة هواياتها كالرياضة وغيرها….. والتفرّغ أيضاً للواجبات الاجتماعية كحضور حفلات الزواج والتواصل الاجتماعي والأسري وتوجيب الناس وغيرها … والتخفيف والمعاونة في الأمور المنزلية، والبعض الآخر أيضاً كانوا يقولون سوف يكون وجودها مهم وإيجابي إذا كانت تهتم برعاية امرأة ً عجوز أو مريضة وتمر بظروف صحية وبحاجةٍ ماسةٍ إلى من يرعاها أو رعاية طفلٍ معاق وغيرها….

أما من الناحية السلبية وهذه لا تحتاج إلى آراء احد فكلنا يعرف بأن الأغلبية في المجتمعات الخليجية جعلت الخادمة من أساسيات الحياة في هذا العصر المليء بحب الترف وصارت المخدومات وربّات البيوت تضع رجلا ً على رجل جاهلة ً عما يحدث في منزلها وتاركة ً الأمور كلها كما نقول ( الحل والربط ) في يد الخادمة وهي مُهتمة ٌ في مشاهدة التلفاز وترك أعباء المنزل للخادمة قال الإمام علي ( كرم الله مجهه ) [ كن مشغولا ً بما أنت عنه مسؤول ]، من السلبيات أيضاً تعلّق الأبناء بالخادمة التعلق التام وتفضيلها عل أمهم والسبب يعود إلى ترك الأبناء أغلب الأوقات في أحضان الخادمة حتى مصروفهم اليومي يأخذونه منها لأن البعض منهن كن يعاملوهم برفق ٍ وحنان فيتعلقون بها والخادمات الأخريات كن يضربونهم ولا يعرفون الشكوى خاصة إذا كانوا رضّع وصغارٌ في السن …. فلقد استبدلوا حناننا بحنان الخادمة وهو في الأصل واجبٌ علينا، من السلبيات أيضاً أنها سوف تنقل طباعها وتقاليدها وعاداتها إلى مجتمعنا وإلى أبناءنا وتغذيّهم بذلك ونحن نعرف بأن الطفل يتأثر بمن حوله بسرعةٍ تامة وكيف من الخادمة أو المربية التي تكون بقربه طوال اليوم؟ وتجاهلنا أنها ربما تحمل أمراضاً معدية كالكبد الوبائي والكوليرا والايدز والملاريا وغيرها ….. ونحن نعرف يوجد تهاون في هذا الجانب من مراكز الفحص الطبي في المستشفيات الأهلية، من السلبيات أيضاً أن بعض النساء عديماتٌ من الغيرة لأنها تجعل العاملة المنزلية هي الخادم الرئيس لزوجها ورب الأسرة وإعطاءها الحرية المطلقة في تسيير الأمور الإدارية في المنزل كتقديم فطوره الصباحي وكي ملابسه الخاصة وتقديمها له بنفسها أو وتقديم أيضاً كوب ماء أو شاي أو قهوة بيديها خاصة إذا كانت الزوجة موظفة وتجعل الخادمة أمام أعين الزوج في مكان ٍ منفرد وتتجاهل بأن الخادمة تحمل مشاعر وأحاسيس والشيطان يحمل لهم الإغراءات بذلك تكون أرتكبت خطأ جسيماً وقد لا يحمد عقباه في نهاية الأمر لأنها نسيت بأنها امرأة وتستطيع إغراء زوجها بشتى الطرق كخلع الحجاب واللبس الفاضح أو العكس قد يكون هو المبادر في هذا الجانب فهذا سببٌ للخلوة المحرمة وأعذروني للتحدّث في ذلك ولكن هي الحقيقة وكثرت المشكلات المتعددة في هذا السياق ومنها زواج رب البيت من الخادمة وغيرها …. قال الإمام علي ( كرم الله وجهه ) [ ربُ فتنةٍ أثارها قول ] وقال أيضاً [ سبب الفجور الخلوة ].

من السلبيات أيضاً تفشي روح السلبية وتعلمّ الكسل والتعوّد على التقاعس والاتكالية لربات البيوت وللأبناء أيضاً وانعدام روح المسئولية وتحويلهم من أبناءٍ يتحلون بالنشاط إلى كسالة تاركين أمور الحياة وراء ظهورهم، من السلبيات أيضاً تشويه لغة الطفل من لغته الأم وهي العربية إلى لغة مخلوطة ومكسّرة ووجود الخادمة أيضاً إرهاق ٌ مادي وتكلف مالي خاصة إذا كان الزوج من ذوي الدخل المحدود ولا يريد زعل زوجته وهي تريد التفاخر والمباهاة فقط وليس لها حاجة ماسة لذلك….. فالعنة على المُباهاة والتفاخر إذا كان وجود الخادمة سببها قال الإمام علي ( كرم الله وجهه ) ما لا بن آدم والفخر : أوله نطفة وآخره جيفة ولا يرزق نفسه ولا يدفع حتفه ].

من السلبيات أيضاً الآثار التي قد تنجم عن الخادمات وهي السرقات سواءاً كانت حلي أو أموال والتبذير وتحمل مسئولية أكبر ونشر الفساد في المنزل كالسحر خاصة إذا كانت خادمة ٌ غير مسلمة ولا تخشى الله تعالى، من السلبيات أيضاً أن الخادمة قد تكون سبباً في جلب راحتك الجسدية والبدنية وسبب لرفاهيتك ولكنها سوف تكون عبئاً كبيراً يسرق منك الأمان وسوف تجلب إليك الوسواس وتقيّد حريتك في منزلك لأنها سوف تسقط الحواجز فيما بينكم بما أنكم تعيشون في منزل ٍ واحد وقد تثار الفتنة في غياب الزوجة ومن ثم الانجراف للخلوة المحرمة فالاستغناء عنها أفضل.

من السلبيات أيضاً تعلق الأبناء عاطفياً بالخادمة أو المربية ونحن نعلم بأن الأم هي التي تربي وليس التي تنجب وبما أنها هي المربية فسوف تحتل مكان الأم وتتأثر بمعتقداتها الدخيلة على مجتمعنا وإعطاءها الدور التربوي الكبير ولا ندرك بأننا سوف نخلق فجوة ٌ واسعة ُ النطاق بيننا وبين أبناءنا وذلك لفقدهم الرعاية والحنان الدافئ الذي يؤثر على العقل الباطني والروحي وتجاهلنا أيضاً أن الخادمة شخصٌ مجهول لا نعرف جذوره وأساسه وكيف نشأ وتربى وما هي البيئة المحيطة به والتي عاش فيها وأيضاً هي شخصٌ غالباً ما يملكه الصمت فكيف نؤمن على أبناءنا معه والخطأ أيضاً أن نجعلهم في أحضانها وينامون على صدرها ونسينا أيضاً أنها غالباً ما تأتي من بلدها وهي خائفة من البيئة الجديدة والتي سوف تقطن فيها مستقبلا فتلجأ إلى ما يحميها واعتقادها الخاطئ يجرها لعمل وسائل الشعوذة والطلاسم والتعويدات التحضيرية لسحر كل من في المنزل وجعلهم في قبضتها، من السلبيات أيضاً نشوء علاقات غير سوية بين الخادمة والسائق أو الخادمة ورب الأسرة أو أحد أبناءه أو أي رجل أجنبي تقوم بإدخاله المنزل في غياب الأسرة وتمارس الرذيلة معه وهذا ليس بغريب فلقد وجدنا ذلك حتى في منطقتنا خاصة إذا كانت فتاة شابة وتحمل أفكاراً تحررية ومنفتحة نوعاً ما وتفتقد الحنان والعاطفة وترغب في الإشباع الجنسي وضعيفة الإيمان فسوف تلجأ لإنشاء علاقة غير مشروعة بأي وسيلة وهذا سوف يفسد الأسرة بأكملها و ربما تعلم بنات هذه الأسرة أطباعها الخبيثة …… نحن يا أخواني وأخواتي لا ننكر ففي مجتمعاتنا الخليجية نجلب الخادمة إلى منازلنا ونبدأ بإعطائها أمور النظافة كالكنس والمسح وتنظيف الملابس وكيها ومن ثم التطوّر للأمور المطبخية نبدأ بالمساعدة في تقشير البصل والبطاطا ومن ثم التحول للكبسة والبرياني ومن ثم التدّخل في الأمور التربوية وإعطاءها حرية مطلقة في إدارة المنزل بأكمله ونحن نعلم بأن الخادمات أغلبهم من الطبقة المعدمة والمتخلفة و نعلم أيضاً أن فائدة الخادمة منحصرة بين التنظيف والغسيل والاهتمام بزي الأطفال وملابسهم أما ضررها فمتوسع الأبعاد وينعكس على الأسرة كاملة.

لقد عرفنا في الآونة الأخيرة قضايا لا تعد ولا تحصى عن مشاكل الخدم وبعضها قد تقشعر منها النفوس ورأينا مقاطع بلوتوث كثيرة ووجدنا كيف أن الخادمات يضربن الأطفال بكل قسوة بقلوبٍ ميتة وبشكل ٍ مريب مثلا ً … واحدة ٌ منهن كانت تضع للطفل المخدر كي ينام ويريحها من صراخه وإزعاجه، والأخرى تضرب طفلا ً بعنف وتضعه في الغسالة كي يخاف ويصمت عن بكاءه، والأخرى ترفع سكيناً على مخدومتها وتضربها حتى الموت انتقاما لاضطهادها الدائم، والأخرى تضع الدبابيس على رأس الطفل كي يكف عن بكاءه، والأخرى تضع القاذورات في طبخها حتى تطلب منها مخدومتها عدم الطبخ وغيرها …. التي كلما سمعنا عنها لا نتعظ بل نسفرّها ونأتي بغيرها وهذا كل ما نستطيع فعله قال الإمام علي ( كرم الله وجهه) [ ما أكثر العبر وأقل الاعتبار] وقال أيضاً [ رحم الله امرأ اتعظ وازدجر وانتفع بالعبر]، ومن القصص الغريبة أيضاً أن امرأة ً وجدت أبنتها شاردة ذهنياً وعندما حققت في الأمر وجدت أن الخادمة كانت تنوي دفع ابنتها للرذيلة فلقد سهّلت تعارفها مع أبن الجيران وعملت كساعي بريد فيما بينهم وتبادل الرسائل الغرامية وسهلت مقابلتهم وليس كذلك فقط فلقد كانت تزوّد الفتاة بالأفلام الخليعة، ومن القصص أيضاً أن طفلة في السادسة من عمرها وجد خادمتهم مع السائق في وضع فاحش ومشين وعندما أحسوا أنها رأتهم قرروا معاقبتهم وكان العقاب هو الدخول عليهم في غرفتها وفعل السائق الفاحشة بها بمعاونة الخادمة .. وهذا قليل من كثير من قصص الخادمات التي لا تنتهي.

أما من ناحية الاضطهاد المستمر الذي تمر به تلك الخادمة وهذا له دافع ٌ كبير لتخريب ذلك المنزل بأي وسيلة ….. ومن أمور الاضطهاد تأخر الرواتب ومعاملتها كالرق والعبيد ولا نتحلى بالأخلاق الرصينة معها وعدم الظلم قال الإمام علي ( كرم الله وجهه) [ شر الناس من يظلم الــناس ] وقال أيضاً [ ظلم الضعيف أفحش الظلم ]، معاملتها كالآلة أي تعمل طوال اليوم دون توقف، معاملتها بالتحجيم والانغلاق والتوبيخ والخشونة والإهانة وبنتهاكٍ لحقوقها كالتهم الكيدية بالسرقة مثلا ً للتغطية على العنف والاضطهاد، معاملتها بالحرمان والإرهاق والعناء وفقد أبسط الحقوق ففي بعض الأحيان تمنع تلك الخادمة من إجراء مكالمة هاتفية لأهلها أو لأحد أقرباءها في نفس البلد فهذا حرمان ٌ بشكل ٍ تعسفي قال الإمام علي (كرم الله وجهه ) [ رأس السخف العنف ] وقال أيــــــضاً [ بالرفق تتم المروءة ]، البعض منهن يصبن بالتحرشات الجنسية من بعض الرجال سواءاً كان رب الأسرة أي كفيلها الذي لا تريد أن تزّعله كي لا يسفرها أو أحد أبناءه وغيرها، ومنها أيضاً إجبارها على المشي خلف مخدومتها وليس في صفها للتقليل من شأنها وإهانتها وحرمانها من الصداقات لذلك تجد نفسها وحيدة ولا تجد من تشتكي إليه فتلجأ للفرار وهذا ما وجداناه بكثرة في الآونة الأخيرة ولجوئهن في شقق الدعارة وممارسة الرذيلة، ونريد أن نقول أن ليس كل الخادمات شريرات فهي في النهاية إنسانة ٌ فقيرة وتركت أهلها وتغرّبت وجاءت لبلدنا لكسب الرزق ولقمة العيش ونحن من جاء بها ولا نريد وضع كل اللائمة عليها فإحساس الغربة واشتياقها لأبنائها إذا كانت متزوجة والفقر الذي جاء بها إلى هذا المكان ومعاملة قهرية وقاسية قطعاً سوف تحوّلها إلى إنسانة انتقامية بأي طريقة وأسهل طريقة هي النيل من الأبناء في غياب الأم وضربهم الضرب المبرح.

أما الضوابط والشروط التي يجب أن تراعى عند وجود الخادمة منها : وضعها في غرفة مستقلة لتحاشي الاختلاط بالذكور والإشراف عليها وعلى سلوكها ونحن نجد هذه الأيام كل خادمة تمتلك هاتف جوال فيجب الاهتمام في هذا الجانب لتوجيهها بمعاملة جيدة، أيضاً حسن الاختيار له دور مهم كأن تكون مسلمة وتخاف الله تعالى ويستحسن وجود محرم معها يعمل سائق عند نفس العائلة إذا كانت محتاجة كما نجده في بعض البيوت، معرفة المهام المنوطة بها وعدم تجاوز الحدود، من الشروط أيضاً وجود حاجة ملحّة تستدعي وجود الخادمة كالمرض وغيرها وحصرها في أمور معينة، من الشروط أيضاً إذا كانت الزوجة عاملة كطبيبة أو في مجال التدريس وغيرها قد تحتاج إلى من يعينها في ترتيب منزلها وليس تربية الأبناء أو للتباهي والتفاخر ويجب أن نعلم ليس كل ما تطلبه المرأة يجب أن يُجاب وينفذ قال الإمام علي [ ثلاث مهلكات طاعة النساء وطاعة الغضب وطاعة الشهوة ] وقال أيضاً [ طاعة النساء غاية الجهل].

هشام ماجد ال شرف

4 thoughts on “خفايا الخدم

  1. الموضوع رائع

    ولكن لدي تحفظ واحد عليه وهو التركيز على ذكر أقوال الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه وإغفال ذكر أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين والأحاديث النبوية كثيرة في هذا الموضوع.

  2. مشكوووره اختي الموضووع ….

    وبالفعل الخادمه لها سلبيات ولها ايجايبات….

    انا امس كنت اسمع برنامج البث المباشر بوظبي

    وشي واحد يشتكي على الخادمه …

    عنده طفل او طفلين…يقوول لاحظت بالفتره الاخيره

    خمول على الاطفال وضعهم مش طبيعي استغربت من وضعهم…شو فيهم شو صاير فيهم مب عارف

    المهم راح وحط كميرا للمراقبه بالمطبخ..ويلس

    يراقب المطبخ ويراقب الخادمه…

    بالفعل الخادمه دخلت المطبخ عسب تسوي الحليب للاطفال اكتشف انها تحط مع الحليب دواء المستشفى الاكتفيد..

    يقول مسكتها ع طول وقلت ليش تحطين الدواء بالحليب … طبعها ماعرفت شو تقول وخذها

    ع طول للمكتب يقول المكتب عصبوا عليها اشويه

    وقالوا له خلاص راح انغيرها لك…الطامه انه المكتب عرفوا شو كانت تسوي الخادمه تستروا عليها

    وعطوها لعايله ثانيه وطلب المكتب من الريال مايخبر العائله الثانيه بالي كانت تسويه وياهم..

    طبعا بعد ماعرف انه عدهم اعيال وراح وخبرهم انه هاي البشكاره كانت عندي وهاي سوالفها…

    المشكله ياخوان انه مع هاي المشاكل الي تصير من الخدم للاسف للاسف اصحاب مكاتب الخدم

    هم الي يساعدون الخادمه على هذا الشي وكل هذا بسبب الماده…

Comments are closed.