دبي، الإمارات العربية المتحدة (cnn)– توقع خالد جناحي، رئيس مجلس إدارة بنك الإثمار البحريني، أن تشهد منطقة الشرق الأوسط بعض التباطؤ في النمو بتأثير الأزمة المالية العالية، وبسبب تراجع أسعار النفط، مستبعداً حصول ركود بالمعنى الغربي للكلمة، وإن كان لم ينف إمكانية تسجيل عجز في بعض موازنات المنطقة، خاصة بالكويت ودبي.
ورفض جناحي، بحديث لبرنامج “أسواق الشرق الأوسط Cnn” الانتقادات الموجهة لنموذج دبي الاقتصادي، معتبراً أنها ما تزال المكان الأفضل للاستثمار، وطالب الحكومات الخليجية باستثمار أموالها في بلدانها ومنح الأولوية للأسواق المحلية، مضيفاً أن على اقتصاديات دول المنطقة عدم إسقاط نفسها كي تتمكن الولايات المتحدة من الاستمرار.
وعن اتجاهات النمو في المنطقة، قال جناحي: “نحن دول نعتمد على النفط، الذي تراجعت أسعاره مؤخراً، ورغم أننا نتوقع عودة الأسعار لما بين 60 و90 دولاراً خلال الأشهر المقبلة، فإن هذا الرقم سيبقى أدنى بكثير من أسعار العام الماضي.”
وأضاف: “ومع ذلك، فأنا لا أرى في المنطقة حالة ركود بالمفهوم الغربي للمصطلح، بل أتوقع حصول تراجع في النمو وعجز في الموازنة بأماكن مثل الكويت ودبي.”
وعن وضع إمارة دبي في ظل الأزمة المالية العالمية قال جناحي: “لنتحدث بصراحة، هناك من كان يقول طوال الفترة الماضية: إن دبي تتوسع أكثر من اللازم، وبعد حصول هذه الأزمة، سارع هؤلاء إلى تذكير الناس بتحذيراتهم السابقة للإشارة إلى أنهم كانوا على حق، لكن بالنسبة لي، فإن دبي قامت بالخيارات الصائبة، وهي المكان المناسب للاستثمار.”
أعاد جناحي مواقفه إلى واقع أن الإمارة بنت البينة التحتية الضرورة خلال الفترة الماضية، ما يعطيها أفضلية على دول الجوار قائلاً: “صحيح إن البنية التحتية باتت موجودة بنسبة 90 في المائة، لكن دبي على الأقل تمتلك تلك البينة، في حين يفتقدها البعض.”

ولدى سؤاله عن القلق حيال أن تدفع التطورات الاقتصادية الحكومات في المنطقة إلى الانكفاء عن الإنفاق على المشاريع وبالتالي تركها دون إنجاز وتعطيل التنمية رد جناحي بأن ذلك سيشكل “الخطأ الأكبر،” ورأى أن البعض قد بدأ بالفعل السير في هذه الطريق.”
وأوضح جناحي أسباب تحذيراته بالقول: “تطوير البينة التحتية في الخليج فقط سيتطلب إنفاق 550 مليار دولار خلال الأعوام المقبلة، وإذا توقفنا عن متابعة هذه المشاريع، فسنكون أمام مشكلة بعد ثلاثة أو أربعة أعوام، وهنا أتحدث ليس فقط عن البناء والطرقات، بل عن البنية التحتية الصحية والتعليمية أيضاً.”
وتطرق جناحي إلى أداء المصارف الخليجية حالياً، فقال إنها كانت على مر السنين مصدر التمويل، متمنياً على حكومات المنطقة ضخ السيولة في السوق عبر المؤسسات المالية لاستكمال المشاريع الموجودة، عوض نقل الأموال إلى الخارج لشراء السندات الأجنبية.
وذكر جناحي أن الأموال المدفوعة لشراء السندات تعود من جديد للخليج عبر المصارف على شكل سيولة قابلة للإقراض، لكن بكلفة مرتفعة.
ودعا إلى ضرورة تحديد الأولويات في المنطقة في الفترة الراهنة، وإعطاء الأولوية المطلقة لحماية الأسواق المحلية قائلاً: “نحن بالتأكيد لا نرغب في سقوط الاقتصاد الأمريكي، لكن يجب ألا نُسقط أنفسنا كي تتمكن الولايات المتحدة من الاستمرار.”

وأضاف: “ربما بعد سنوات سيكون هناك تعاريف جديدة لمفهوم العولمة في هذه الحقبة، وقد يكون أحدها وصف الفترة الراهنة بأنها الفترة التي قامت فيها الولايات المتحدة بأخذ واستهلاك وفقدان مدخرات سائر العالم، ولكن لا تلم الولايات المتحدة على ذلك، بل وجه اللوم إلى نفسك لأنك وضعت مالك هناك وليس في بلدك.”
وذكّر جناحي دول الخليج، التي قال إنها كانت ترغب دائماً بالتمثل بالنموذج السنغافوري للتنمية، بأن سنغافورة قامت بإنفاق جميع الأموال التي اكتسبتها على النمو الداخلي، وبعد ذلك انتقلت للاستثمار في الخارج بالفائض، معتبراً أن مشكلة المنطقة تتمثل في تخصيص الفوائض لسوء في شراء الأسهم والسندات في الغرب، عوض الاهتمام بالسوق الداخلية.

2 thoughts on “خالد جناحي: لا يجوز سقوط اقتصاديات الخليج لتستمر أمريكا

  1. هذه الجُملة تلخص الكثير مما يمكن أن يُقال عن الأزمة:

    “سنغافورة قامت بإنفاق جميع الأموال التي اكتسبتها على النمو الداخلي، وبعد ذلك انتقلت للاستثمار في الخارج بالفائض، معتبراً أن مشكلة المنطقة تتمثل في تخصيص الفوائض لسوء في شراء الأسهم والسندات في الغرب، عوض الاهتمام بالسوق الداخلية “

    بالفعل دول الخليج إستثمرت رؤوس أموالها في الغرب وعندما حققت أرباح من رؤوس الاموال هذه قامت بإعادة إستثمار هذه الارباح في دول الغرب عوضاً عن إستثمارها في الداخل

    وهذا السبب هو الذي جعل الخسارة مضاعفة على الصناديق السيادية لدول الخليج

    فقد خسرت ما حققته من ارباح خلال الاعوام الماضية وفوقها جزء من رأس المال

    اللهم لك الحمد

Comments are closed.