السلام عليكم و رحمة الله ..

عزيزي القاريء الكريم :
لا تبحث عن الفائدة و المتعة من خلال الحروف
فـ أنت لن تصل إليها أبداً .. إلاّ إذا قرأت
ما لم تقله الحروف ،
و رسمت صورة أخرى غير التي رسَمَتها ريشتي على الورق ،،
و رجـــــــاءً .. لا تحاول أن تكون عادلاً أو منصفاً ..
فالعدالة .. كالقاريء الجديد الذي بحثت عنه و الذي سأظلّ
أبحث عنه حتى آخر العمر .

متمنياً .. بأن يرقى هذا المتصفح إلى ذائقتكم

__________________________________________________ ___________

أين نجد الحقيقة في هذا الكون ؟
هل هي حقيقتنا نحن ، بما نراه وما نعتقده و ما نتوهمه و ما نودّ أن يكون أم أن الحقيقة هي ما يراه أصحاب المناصب و المراكز و القوى في كافة المجالات ؟
حينما أتأمل السياسة مثلاً أجد أن الحقيقة غائبة تماماً و مانراه و ما نسمعه هو ما يريد أن يرينا إيّاه أصحاب القوة والسلطة و المال لا ما هو كائن و موجود . ولتبسيط الأمر أكثر .. أين هي أسلحة الدمار الشامل في العراق ؟
و ما حقيقة ما حدث في سجن أبو غريب ومعتقل جونتانامو ؟
و من هو الارهابي هل هو شارون أم المناضل الفلسطيني ؟
و لو تأملنا الحياة في جانبها الإقتصادي أو الثقافي لوجدنا الحقيقة غير معروفة وغير مفهومة و حتى على المستوى الشخصي فيما يتعلق بالمشاعر والأحاسيس فـ نحن غير متأكدين من حقيقة مشاعر من هم حولنا : هل يحبوننا أم يكرهوننا ؟

طافت بذهني كل هذه الأفكار وأنا أتذكر الأسطورة الجميلة التي تحكي قصة ثوب الملك ، وتقول الحكاية :
(( أن إمبراطوراً إشتهر بعشقه للثياب الفاخرة الثمينة ، جاءه ذات يوم رجلان غريبان وعرضا عليه أن يحيكا له أفخر الثياب و أعجبها ، ففرح الامبراطور و قال لهما : أخبراني عن أفخر وأعجب ثوب بإمكانكما أن تحيكاه لي ، فأجاب أحد المحتالين :إن أعجب ثوب يحتاج إلى كمية هائلة من خيوط الذهب .. و أعجب ما فيه أنه لا يراه سوى الأذكياء ، أما الأغيباء فمحال أن يروه ….؟
سٌر الامبراطور سروراً عظيماً .. كيف لا ؟وهو سيمتلك ثوباً يكشف له الأذكياء من مستشاريه و وزرائه ، و قادة جيوشه ، وشعبه
؟؟فأعطاهما كمية كبيرة من الخيوط الذهبية .
و خبأ المحتالان الذهب .. و تظاهرا بأنهما بدأ ينسجان قماش الثوب العجيب .. فكانا يحركان نول الحياكة بدقة الى الامام والى الخلف وكأنهما منهمكان في عملهما .. فيسمع أهل القصر صوت النول المنتظم .
وهكذا لم يعد هناك حديث بين الجميع سوى عن هذا الثوب العجيب …؟؟
ذات ليلة إستدعى الامبراطور ” كبيرالمستشارين ” و طلب منه أن يذهب إلى غرفة الحياكة ليرى الثوب . ذهب ” كبيرالمستشارين ” فرأى المحتالين يعملان بنشاط وهمّة .. لكنه لم يرى ثوباً .. إلا أنه تذكر أن هذا الثوب عجيب لا يراه إلا الأذكياء .عاد إلى الإمبراطور ، وأخبره أنه لم ير قط أجمل من نسيج هذا الثوب الذي سيحتاج لخيوط ذهبية أكثر ليتم صفه .
بعث الامبراطور بكمية كبيرة من الخيوط الذهبية مع ” رئيس الحرس ” وطلب منه أن يسلمها للحائكين ويستعلم منهما متى سينتهيان من حياكة هذا الثوب الجديد .
ذهب رئيس الحرس فرأى الحائكين يعملان بإنهماك شديد .. لكنه لم ير الثوب ، إلا أنه تذكرأن هذا الثوب لا يراه إلا الأذكياء ، وكبير المستشارين قد رآه ..فأعطاهما الخيوط الذهبية بعد أن أثنى على جمال الثوب ، وعاد الى الامبراطور ليحدثه عن جمال الثوب و روعته ، و أعلمه بموعد الإنتهاء من حياكته .. في الموعد المحدد حضر المحتالان الى الامبراطور لقياس الثوب الجديد …خلع الامبراطور ثيابه .. تظاهر الحائكان أنهما يلبسانه ثوبه العجيب ويضبطان قياساته ..وقف الامبراطور أمام المرآة يتأمل نفسه .. ورغم أنه لم ير الثوب .. لكنه تذكر أنه ثوب عجيب لا يراه إلا الأذكياء وقد رآه كبير المستشارين ورئيس الحرس ، فصاح قائلاً بفرح و اعجاب : هذا ثوب بديع ، ما أخف قماشه و ما أجمل ألوانه .. إنه أروع ثوب أرتديته .. أكاد لا أشعربه من خفة وزنه .
بعد يومين أمر الإمبراطور بإقامة الإحتفالات في المدينة ..ليلبس فيه ثوبه الجديد العجيب ويراه الشعب .حل الموعد ………
وخرج الامبراطور فما أن رآه الناس أخذوا يلوحون بالاعلام ويهتفون بكلمات المديح والاعجاب .. ليثبتوا لبعضهم البعض أنهم أذكياء ……..
إبتهج الامبراطور .. وراح يلوّح بيده مسروراً .. ويرفع إصبعية علامة النصر والسعادة ..فجأة .. من بين الجموع خرح صبي صغير .. وأخذ يضحك ويضحك وهو ينظر الى الموكب وراح يصيح بكل براءةوطفولة :
الإمبراطور عار … الإمبراطور عار ..
صعقت الحقيقة الجموع …….. عادوا الى رشدهم وراحوا يصيحون مع الطفل …
الإمبراطور عار …الإمبراطور عار ..

هذه الحكاية البسيطة الكلمات .. العميقة المعاني تحمل بين سطورها مغزى عظيماً ألا وهو طمس الحقائق بإدعاء ما لانراه و ما ليس فينا ، و ما لا نفهمه و ما لا نعرفه .
كم نحن اليوم بحاجة الى طفل بريء و صادق يخرج علينا ليقول لنا الحقيقة التي ضاعت من بين أيدينا و لم نعد نعثر عليها ،
فنحن لم نعد نعرف حقاً أين هي الحقيقة من السراب ؟
وأين هو الحق من الباطل ؟
ومن هو الظالم من المظلوم ؟
الكل يدعي أنه يرى ثوب الحقيقة لكي يثبت لنفسه وللآخرين كم هو ذكياً الكل يسير مع الركب دون أن يسأل نفسه إن كان حقاً يرى ثوب الامبراطور أم لا ..
إن ثوب الإمبراطور يقول لنا جميعا أن :
السياسة : كذبه كبيرة لا يصدقها سوى العقلاء
الحب: وهم كبير لا ندرك ذلك إلا متأخراً
الصداقة : فخ كبير لا نراه إلاّ بعد الخيبة والخذلان
الكتابة : خدعة للذات حينما نتوهم أن الآخرين لن ينسونا

في الغد حكاية أخرى

9 thoughts on “حـَكـــــــــــايا المـــــــطر . .

  1. نخطيء أحياناً حينما نظن أننا نختار أقدارنا ،
    و نحدد مستقبلنا بأيدينا و إرادتنا ..
    لأن الواقع ، والمنطق ، و الحقيقة تقول لنا بشكل أو بآخر
    أن أقدارنا هي التي تتحكم فينا في النهاية
    مهما إجتهدنا ، وحرصنا ، و عملنا ..
    و لست هنا أدعو إلى الركون و التكاسل و إثباط الهمم ،
    و إنما هي مجرد تأملات أحسست بها بعد إنتهائي من قراءة
    هذه القصة الجميلة و الأصيلة لأحدى القصص العالمية الرائعة
    و التي حملت عنوان :” خادم الكنيسه “
    و هي للأديب الكبير :”سومرست موم “
    و تحكي قصة خادم أمّي ظلّ يخدم الكنيسة
    ما ينوف عن العشر سنوات .
    و حينما جاء إلى الكنيسة قسّيس جديد
    و علِمَ أن خادمه أمّي ،
    طلب منه أن يتعلم القراءة و الكتابه خلال أشهر ثلاثة
    و إلا سوف يستغني عنه و يصرف منه الخدمة .
    و حاول الخادم البائس ، اليائس أن يستعطف القسيس
    و يرجوه أن يبقيه لأن الحياه صعبه
    و لا يمكنه أن يجد عملا بسهوله ،
    لكن القسيس أصرّ على رأيه
    و طرد الخادم المسكين من العمل في الكنيسة .
    و خرج الخادم حزيناً ، متألماً ،
    و سار في الدرب على غير هدى ..
    وفجأة .. أحس بحاجة ملحّـة للتدخين ..
    و بحث عبثاً في الشارع الطويل الممتد عن علبة سجائر
    في محلات هذا الشارع الطويل و لم يجد ،
    هنا خطرت في ذهنه فكرة نفذها في الحال ..
    إستأجر محلاً في ذلك الشارع
    و أصبح يبيع السجائر فيه
    و لم يتعلم القراءة و لا الكتابه ،
    ودرّ عليه المحل ربحاً كبيراً و دخلاً وفيراً ..
    مما دفعه لأن يطوف شوارع لندن ،
    يستأجر محلاً في كل شارع لا سجائر فيه ..
    حتى أصبح بعد فتره و جيزة و مدة قصيرة ،
    من أغنى رجال المدينه و إتسعت أعماله ،
    وإنتشرت تجارته .
    و ذات يوم ذهب إلى البنك الذي يودع فيه نقوده ..
    مثقلاً بالنقود والأموال الطائلة كعادته ،
    و هنا سارع مدير البنك الجديد
    و هو شاب حديث التخرج من الجامعة ليرى
    صاحب هذه الثروه الطائلة المجهول ،
    و طلب منه التوقيع على إيصال الإيداع ،
    لكن الرجل أجابه بتواضع و أدب جم :
    بأنه لا يعرف التوقيع لأنه لا يعرف القراءة و الكتابة ،
    هنا صعق المدير الشاب من هول المفاجأة
    و قال بإعجاب كبير :
    ” لقد صرت مليونيراً وأنت أمّي هكذا ،
    ترى إلى أيّ قمة من الثراء و الغنى ستصل ،
    لو كنت تعرف القراءة و الكتابة .. ؟”
    هنا أجاب الرجل ببساطة و هدوء :
    “أبداً.. كنت سأكون خادم كنيسة “! .
  2. فال ..
    هنالك أسماء .. حين لا أراها في نصوصي .. أفتقدها ،
    و ربما يُــداخلني الشك في جودة النص ..

    أنت أحد هذه الأسماء التي يُفرحني مرورها و أعتز كثيراً و أفخر بمشاركتها

    شكراً لمرورك سيّدي العزيز
    و ألف شكر .. لأنك دوماً تمدّ ظلال الزوايا نحو رؤى تكاد تشرق

    دمت لأخــــيك

    لي شرف العودة للتعقيب
    على مداخلتك . .

  3. عزيزي الفارس أرجوا السماح لي بهذه المداخلة في موضوعك …

    الانسان المتقلب المزاج هي شخصية مركبة مليئة بالتناقضات … فلا يرى الناس الا من خلال حالته المزاجية وللتعامل معه تحتاج الى عدة مهارات تختلف فى تعاملك مع الشخص الطبيعي الذى تتعامل معه بعفويه الى حد ما …

    الشخص المزاجي يجب ان تقرأ أطباعه والتي تكون مرسومة بوضوح على وجه وانفعالاته فاذا كان مزاجه سيء فيفضل تجنبه فهو يكون كالنار التي تحرق من حولها ولا يسمع الا بركان الغضب الذى ينبع من شخصيتة المتناقضة …

    وعليك توخي الحذر فيما تقول فهو يترجم ما تقوله الى مشاعر لها ارتباط في ماضيه الحزين ومن الممكن ان
    ينفعل عليك دون ان تعرف سببا مقنعا لذلك في هذه الحالة عليك بالصبر وملء فراغ أو هالة السلبيه المحيطة بهذه الشخصية بنوع من الايجابية المنتقاه بعنايه …

    لكي يتخطى هده المرحلة المليئه بالتناقضات بالتأكيد وموضوع مجهد نوعا ما بالنسبة للاشخاص المحيطين لهذه الشخصية ولكن لعلاج هده الحالة ينبغي لصاحب الشخصية الالتزام بتغيير هذا النمط من الاسلوب

    والموضوع جدا سهل ( نيه صادقه … عزيمه قويه … إراده كافيه للتعامل مع كل ماسبق ) …

    فليس كل مايلمع ذهبا
  4. للشتاء والمطر رائحة عشق أبدية تعطر زوايا الفؤاد..وتبث فينا الحنين لزمنٍ ما نجهله..
    اخي فارس بلا جواد..
    بعض الحروف لا تتعدى قدر كاتبها.. وبعضها تنحني خجلا من صاحبها.. سلمت يمينك
    تقبل مروري بعدد زخات المطر ^_^

    زهرة آذار

    الحرف .. جواز مرور لمن يستشف النقاء

    شكراً .. لـ حضوركِ الذي عنى لي الكثير

Comments are closed.