على أي أساس يتم اختيار مدرس في الجامعة؟ هل الشهادة تكفي؟ هل الخبرة تكفي؟ أم هل يُفضّل معرفة شيء عن خلفية المدرس الفكرية والثقافية وربما الدينية ؟! ومعرفة هل تحتوي شخصيته على عقد نفسية معينة قد لا يجد لها منفذاً سوى الطلبة الذين يقوم بتدريسهم؟

قد يظن البعض أن طرح مثل هذا التساؤل فيه شيء من المبالغة، لكن لو تأملنا الموضوع جيداً لأدركنا مدى خطورة دور المدرس ومدى تأثيره على الطلبة الإيجابي والسلبي.

ترى هل غاب عن صناع العملية التعليمية أن المدرس في الجامعة أو المدرس عموماً لا يعطي للطلبة علماً فقط – هذا إن استطاع إيصال المادة العلمية لهم – إنما يعطيهم من فكره، من نظرته للأمور، من خلاصة تجربته في الحياة، من سلوكه وتعامله معهم، مما يؤثر على التكوين الفكري والسلوكي للطلاب، سيما ليني العود منهم والخريجين حديثاً من المرحلة الثانوية، والذين لا يحتوي كتاب تجاربهم سوى على عدة وريقات، فيساهم كل من المدرس المخلص وغير المخلص في صياغة وكتابة أجزاء كثيرة من هذا الكتاب.

معلمة من بلد آسيوي في “جامعة خاصة” تكرر على مسمع الطلاب أكثر من مرة ” آم نوت كدامة ” – أنا لست خادمة – وتتعامل مع الطلاب بشيء من الترفع لتوصل لهم رسالة “أني لست كبني جنسي الذين يعملون خدماً في منازلكم أنا هنا لأعلمكم وعليكم احترامي”، ظنت أن الاحترام يُنتزع من مشاعر الطلاب، غاب عنها أن من يريد احتراماً من شخص ما عليه أن يقدم له الاحترام، لا أن يعامله باستعلاء ويحاول إشعاره بأنه أقل منه، ففي تعاملها مع الطلاب تستدعي عقدة إحساسها بالنقص لتجلد بها فكر الطلاب ومشاعرهم، وكأنهم مسؤولون عن وضع أبناء بلدها، وهي هنا لتثأر لهم فتعطي نفسها حجماً أكبر من حجمها كأن ترفض مشروع بعض الطلبة لاحتوائه على نسبة بسيطة من الانتحال دون محاولة لسماع حججهم، مهددة إياهم بأنهم ربما يحصلون على علامة متدنية في هذه المادة ولن يُبَت في أمرهم سوى بعد امتحانهم النهائي فيها، لتشعرهم أنهم تحت رحمتها، فيعيشون حالة من القلق والتخوف من ضياع مجهودهم في التحضير للامتحان هباء منثوراً.

ذات المُدرسة حكت لطالباتها في إحدى محاضراتها عن قصة هربها من زوجها ليلة الزفاف، والذي خُطبت له لمدة أربع سنوات، وسبب هروبها – كما تقول – اكتشافها في آخر لحظة أنها لا تحبه !!

تُرى هل هذه قصة تُحكى لطالبات خرجن لتوهن من المرحلة الثانوية، ومشاعرهن قد تستقبل كل ما يودع فيها من قصص الحب؟ ولو خرجت قصة كهذه من فم المدرسة فأثرها يكون كبيراً، فقد تختبئ في مكان ما من العقل الباطن لتظهر يوماً ما على شكل قول أو سلوك لهذه الطالبة.

مدرس آخر في نفس هذه الجامعة سمعت حكايته من إحدى الطالبات اللواتي جُلدن بإحدى عقده، قالت لي : كان لدينا مدرس لمادة ” المجتمع الخليجي والإماراتي” وهذا المدرس إسرائيلي الجنسية!
شهقت : ماذا ؟ إسرائيلي ؟
قالت : إسرائيلي من أصل عربي.

هنا خفّ تعجبي قليلاً والتمست للجامعة العذر في توظيفه، إذ ربما اضطرته ظروف وطنه المسلوب أن يحصل على جواز سفر إسرائيلي وبغير رضا تام منه.

استطردت الطالبة : في إحدى محاضراته بدأ بالحديث عن دولة عربية قائلاً: أن في هذه الدولة رجل خرج منذ زمن بعيد وقال: …. – “لا أتذكر ما قاله بالضبط “، وعلى هذا – والحديث للأستاذ – فأهل هذه البلد جميعهم كفار !

صُدمت الطالبات من هذا التصريح من المدرس والذي ختم حديثه بقوله: أتمنى ألا يوجد طالبات من هذه الدولة في الصف ! فرفعت كثير من الطالبات أيديهن مشيرات أنهن من هذا البلد، ثم بدأ النقاش الذي احتد، وخرج بالتأكيد عن حدود الأدب بين المدرس الذي جهد في تسفيه وتكفير واحتقار أهل تلك البلاد، وبين الطالبات اللواتي أخذتهن الحمية للدفاع عن موطنهن.

تقدمت الطالبات بعد ذلك بشكوى لعميدة الكلية محدثاتها بما جرى، فما كان منها إلا أن قالت: هذه حرية رأي، وفي هذه المادة يحق له قول ما يريد!

زاد حديثها من النار المتأججة في صدور الطالبات إثر الشرارة التي رماها المدرس و الذي جاء في المحاضرة التي تليها مردداً قول العميدة: حرية رأي!
ردت إحدى الطالبات : هل تعني أنه يحق لأي شخص قول رأيه دون تحفظات؟
رد: نعم . قالت : إذن، أنا أكره إسرائيل.

ترى ماذا ستتوقعون إجابته؟ أرجوكم.. اربطوا أحزمة مشاعركم حتى لا تتأثر بشدة من اصطدامها بجواب المدرس.. قال: هذه دولتي ويجب أن تحترميها!!!!
مفارقة مضحكة لأمر مؤلم، بالأمس هاجم وكفّر بلد عربي مسلم، ولم يحترم شعور طالباته، واليوم يطالبهن باحترام إسرائيل!

وما إسرائيل ؟ دولة مغتصبة غير شرعية قامت على الانتهاك، انتهاك الأرض والعرض والمال، وها هو أحد مواطنيها في عقر دارنا جاء لينتهك حرمة العقول، ويدوس بأفكاره القذرة على فكر الشباب، على فكر مستقبل هذه الأمة، وكأن هذا العدو لم يكفه إزهاق الأرواح فجاء ليزهق عقول الشباب.

أبشركم .. تم فصل هذا الأستاذ من الجامعة، لكن ليس لهذا السبب أبداً، بل بسبب تسريبه لأسئلة الامتحان، فتسريب الأسئلة جرمه أكبر من الدعوة إلى احترام إسرائيل.. ويا عجبي ..

“أنا هنا لا أحتقر جنساً معيناً، فكل إنسان يستحق الاحترام لأنه إنسان أولاً، ثم لما يحمله من علم وفكر قد يفيد به غيره مهما كان جنس أو لون أو دين هذا الشخص، الفكرة أننا بحاجة إلى مدرسين – لا أقول خالين تماماً من العقد النفسية – لكن على الأقل أن يتركوا عقدهم في المنزل، ويركزوا أكثر أن لديهم رسالة نبيلة، وأن التدريس ليس مجرد مهنة أو وسيلة لتسريب أفكارهم والتخفف من عقدهم”. في النهاية .. رحم الله أحمد شوقي الذي لو عاصر مدرسين كهؤلاء لما قال : كاد المعلم أن …!

7 thoughts on “حدث في جامعة خاصة..مدرس يطلب احترام إسرائيل

Comments are closed.