مصرفيون: الانتشار السريع للبنوك الشرعية يتبع الطلب

دبي
مصطفى عبدالعظيم:
توقع مصرفيون ان تستحوذ المصارف الإسلامية في الإمارات خلال السنوات الثلاث المقبلة على 40% من السوق المحلي، خاصة بعد ان تضاعف عدد البنوك الإسلامية في الدولة إلى ثمانية بعد تحول بنك دبي إلى مصرف دبي وبدء عمليات بنك نور الإسلامي، وانتظار بدء نشاط بنكي الهلال وعجمان قبل نهاية العام الحالي.

وأكد عاملون بالقطاع المالي ان التوسع في انتشار المصارف الإسلامية وشركات التمويل والتأمين المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية في الإمارات والمنطقة جاء لتلبية الطلب المتصاعد على خدمات التمويل الإسلامي التي تسجل نموا يتراوح بين 15 إلى 20 % سنويا.

وسجلت موجودات المصارف الإسلامية الخمس بالدولة: ”دبي الإسلامي وأبوظبي الإسلامي والشارقة الإسلامي والإمارات الإسلامي ومصرف دبي”، ارتفاعا خلال العام ،2007 إلى أكثر من 170 مليار درهم ”45,4 مليار دولار”، مقابل 123 مليار درهم ”33,5 مليار دولار”.

وتقدر مؤسسة التقييم الائتماني العالمية ”موديز” حجم أصول 23 مصرفا إسلاميا في دول مجلس التعاون الخليجي بنحو 125,7 مليار دولار”461,3 مليار درهم”، بنهاية العام ،2006 يبلغ نصيب البنوك وشركات التمويل الإسلامي في الإمارات منها ما يزيد عن 36,1 مليار دولار ”132,4 مليار درهم”.

وقالت المؤسسة في تقرير حديث لها ان قطاع الصيرفة الإسلامية في دول مجلس التعاون الخليجي نجح في مضاعفة حجمه وان يحقق معدلات نمو مضاعفة سنويا خلال السنوات العشر الماضية، الأمر الذي مكنه من ان يستحوذ على 15% من أصول المصارف الخليجية خلال العام الماضي، وأكثر من 25% من حجم الأصول المتوافقة مع أحكام الشريعة الإسلامية عالميا والتي تزيد عن 450 مليار دولار.

ويرى حسين الميزة عضو مجلس الإدارة المنتدب في شركة دبي الإسلامية للتأمين وإعادة التأمين ”أمان” ان قطاع الصيرفة الإسلامية من القطاعات الناجحة جدا وتلقى إقبالا كبيرا من قبل العملاء واعتقد ان المستقبل القريب سيشهد دخول المزيد من مصارف إسلامية الجديدة بالإضافة إلى خطط بعض المصارف التقليدية للتحول بالكامل إلى مصارف إسلامية.

وأعرب الميزة عن ثقته في استمرار هذه المصارف في التوسع والانتشار، لاسيما ان القطاع في الإمارات قوي وتتمتع المصارف فيه برؤوس أموال قوية وبتنظيم عال وكفاءة عالمية في تقديم الخدمات المصرفية وهو ما جعل البنوك الوطنية تساهم بفاعلية في تنمية البلد واستيعابها لكثير من المشاريع الضخمة من خلال القيام بعمليات تمويلية واسعة، إلى جانب دورها في توفير آلاف الوظائف وفرص العمل أمام المواطنين.

وشدد حسين القمزي الرئيس التنفيذي لمصرف نور الإسلامي الجديد على أهمية التخصص عند الحديث عن منافسة البنوك التجارية للمصارف الإسلامية من خلال افتتاحها لنوافذ خاصة تقدم منتجات متوافقة مع أحكام الشريعة، وقال ان التخصص في القطاع المصرفي مثله مثل أي عمل تجاري آخر أمر مطلوب، فالمصرف المتخصص يقدم سلعته الرئيسية بشكل محترف ومتقن، أما غير المتخصص فانه يعرض سلعة كسلع مكملة وليست أساسية، لهذا فانه يمكن القول ان المنافسة الحقيقة تكون بين البنوك الإسلامية بعضها البعض وذلك لما تتمتع به من مصداقية واسعة لدى العملاء بما تقدمة من خدمات مصرفية متخصصة متوافقة مع أحكام الشريعة.

وحول توقعاته لمستقبل المصارف الإسلامية في الدولة قال القمزي ان البنوك الإسلامية استطاعت خلال الفترة الماضية ان تقدم نفسها بطريقة تنافسية مختلفة ونجحت في الحصول على حصة كبيرة من السوق، وأتوقع ان تواصل هذه البنوك تفوقها في السنوات المقبلة لتستحوذ على 40% من السوق خلال عام ،2010 خاصة أنها تعمل على توسيع منافستها في مجالات كثيرة الأمر الذي وضعها ضمن اللاعبين الرئيسيين في مجال الصيرفة ليس على المستوى المحلي فحسب بل على المستوى العالمي أيضا.

وفيما يتعلق بالتحديات الرئيسية التي مازالت تواجه المصارف الإسلامية يرى القمزي انه رغم النمو اللافت لعمليات الصيرفة الإسلامية، إلا ان هناك عددا من التحديات يجب مواجهتها من أهمها توحيد العقود والمعايير والوصول إلى استقرار في المنتجات لان هذا يعطي ثقة اكبر في بيئة العمل، بالإضافة إلى ضرورة إعداد وتأهيل جيل جديد من المشرعين يواكب تفاصل عمليات الصيرفة الإسلامية خاصة ان أعداد العلماء الحاليين لا تفي لمواكبة النمو الكبير في هذا المجال.

من ناحيته، قال يوسف خلف، الرئيس التنفيذي لمصرف عجمان ”تحت التأسيس”: ”توفر السوق المصرفية المتوافقة مع الشريعة الإسلامية في دولة الإمارات العربية المتحدة، إمكانيات كبيرة لنجاح المؤسسات القادرة على تغيير النموذج الراهن للخدمات المالية، والتي تستطيع إبداع علامة تجارية مصرفية تركِّز بقوة على خدمة العملاء وتوفر لهم تشكيلة متنوعة من الخيارات ومستويات رفيعة من الخدمات داخل الدولة في البداية وفي سائر دول مجلس التعاون الخليجي في مرحلة لاحقة.

واضاف: ”نعتقد أن مصرف عجمان يمتلك الاستراتيجية المناسبة والخبرات الإدارية الضرورية لانتهاز هذه الفرصة وتوفير قيمة عالية لزبائنه ولحَمَلة أسهمه على حد سواء”، لافتا إلى ان مصرف عجمان سوف يطرح مستوى جديداً من خدمات العملاء في أسواق الخدمات المالية في الدولة. ونحن نسعى إلى تفهم حالة كل زبون على حدة وبشكل متعمِّق لكي نستوعب احتياجاته المالية بدقة ونصمِّم له المنتجات التي تلبي تلك الاحتياجات ونوفرها له بأسلوب رائد في خدمة العملاء”.

من جانبه أكد عبدالله شويطر المدير العام للأعمال المصرفية التجارية والاستثمارية في مصرف الإمارات الإسلامي ان سوق الصيرفة الإسلامية يشهد معدلات نمو متسارعة ويعد الاسرع نموا في القطاع المصرفي المحلي مما أدى الى زيادة المنافسة التي تعد عاملا صحيا ودليل قوة، مشيراً إلى ان المنافسة لا تقتصر فقط بين المصارف الإسلامية بعضها البعض، بل امتدت إلى المصارف التجارية التقليدية التي تتسابق لتقديم منتجات تتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية لكنه شدد على ان المصداقية والكفاءة والجودة هي الفيصل في هذه المنافسة.

أما رشدي صديقي المدير العالمي لمؤشرات داو جونز الإسلامية فأكد ان سوق التمويل الإسلامي الذي يقدر حجمه بنحو 500 مليار دولار يشهد نمواً سنوياً بنسبة 10-15% سنوياً وهو ما يزيد عن بمعدلات أكبر من المصارف التقليدية.

وأشار صديقي الى دراسة قامت بها شركة ”ماكنزي للأبحاث” قالت فيها ان البنوك الإسلامية تنمو بنسبة 20 % سنوياً في حين تنمو التقليدية بنسبة 10 % سنوياً فقط وهذا نتيجة لزيادة عدد طلبات الحصول على رخص مصارف إسلامية جديدة والتي تصدرها المصارف المركزية.

ويرى صديقي أن عدم توفر علماء شريعة بالقدر الكافي في هيئات الرقابة الشرعية -حيث لا يتجاوز عدد هؤلاء العلماء اليوم 20 في الهيئات الشرعية- يعد أحد عوائق نمو وتوسع الأعمال المصرفية الإسلامية؛ بالإضافة الى عدم توفر موظفين مؤهلين وهنا تأتي أهمية وجود بنى تحتية لتدريب العاملين وذلك ليس متوافراً بالشكل الكافي حالياً، فمن غير المنطقي أن تحضر موظفين يعملون في بنك تقليدي وتخضعهم لدورة لمدة شهر واحد ثم تقول إنهم مؤهلون ومطلعون على مفردات التعامل الإسلامي، فذلك يتطلب الوقت والجهد والإشراف.

وفي هذا الإطار أشارت دراسة قامت بها شركة (اي.تي آند كيرني) للأبحاث بأنه سيكون هناك 30 ألف وظيفة شاغرة في مجال التمويل الإسلامي خلال السنوات العشر القادمة، وأظهرت الدراسة كذلك أن التمويل الإسلامي سيشكل ”تهديداً” للتمويل التقليدي وقد يتفوق عليه، ولكن من أين سيأتي موظفون قادرون على سد تلك الشواغر الوظيفية بكفاءة إن لم تتوفر مؤسسات تدريبية بالشكل الكافي.

من جهته يرى محمد الشرقي الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب للشرق الأوسط في سيتي جروب ان الصناعة المصرفية الإسلامية تتنامى بشكل كبير من حيث اتساع الرقعة الجغرافية، أو من ناحية المنتجات والخدمات، مشيرا الى انه بالرغم من عدم وجود إحصائيات دقيقة، الا أن هذه الصناعة يتوقع لها النمو بمعدلات تتراوح مابين 10 و15%سنويا خلال الأعوام القليلة القادمة .

وحول خطط سيتي جروب لتطوير العمليات المصرفية الإسلامية خاصة في ضوء تزايد شريحة المتعاملين بها قال الشروقي: ”لدينا التزام طويل الأمد بتطوير الخدمات المصرفية الإسلامية، حيث ننشط في هذه الصناعة منذ 25 عاما، إذ بدأت خدماتنا اولا في لندن عام 1981 ، ثم قمنا عام 1996 بتأسيس أول مصرف إسلامي مستقل مؤسسة مالية عالمية، هو مصرف سيتي الإسلامي الاستثماري.

واضاف:” تقع الخدمات المصرفية المتطابقة مع أحكام الشريعة في صميم التشكيلة المتنوعة من خدماتنا في المنطقة. حيث نقوم حاليا بتعزيز قاعدة عملائنا في كل من منطقة الخليج واسيا. وبموازاة ذلك، نركز على تطوير منتجات استثمارية إسلامية وتعميق خدمات التمويل الإسلامي التي نقدمها لعملائنا من الشركات، إضافة الى كل ذلك، نخطط لإطلاق باقة متنوعة من المنتجات والخدمات التي تلبي متطلبات كبار العملاء من الأفراد وليس فقط الشركات.

كريدي سويس يتوسع في الصيرفة الإسلامية

دبي (الاتحاد) – كشف المدير الدولي للاستثمارات الإسلامية في بنك كريدي سويس، فارس مراد، عن اعتماد البنك خطة للتوسع في تقديم الخدمات المصرفية المتوافقة مع أحكام الشريعة على نطاق عالمي وذلك لمواكبة الطلب المتزايد على المنتجات المالية الإسلامية التي حققت معدلات نمو مضاعفة خلال السنوات الأخيرة، ولا يوجد أمامها اي عوائق تحد من استمرارية هذا النمو لعقود مقبلة.

وأكد ان الانتشار الكبير للبنوك الإسلامية لا يمكن ان يطلق عليه ”موضه” ولكنه نتاج طبيعي لما تشهده الأسواق من تنام في الطلب على المنتجات المصرفية والتمويلية المتوافقة مع أحكام الشريعة في مناطق كثيرة من العالم، مضيفا ان البنوك الإسلامية يعود تاريخها الى أربعين سنة ومستمرة حتى الآن وتتوسع بشكل ملحوظ، في حين انه لا توجد ”موضة” في اي مجال استمرت لأربعة عقود متتالية ويتوقع ان تستمر لعقود أخرى.

وأشار مراد الى ان دولة الإمارات العربية المتحدة نجحت في رسم تجربة رائدة في مجالات عديدة لتأخذ دورا إقليميا وعالميا في الكثير من هذه المجالات، ومنها تحديدا قطاع الصيرفة الإسلامية، لافتا الى ان السوق يستوعب المزيد من البنوك الإسلامية في الإمارات إذا ما جاء ذلك في إطار التطلع للريادة الإقليمية والعالمية في هذا المجال.

وأكد مدير الاستثمارات الإسلامية في كريدي سويس ان التطور والنمو الذي تشهده صناعة الصيرفة الإسلامية في المنطقة هو امتداد طبيعي لتاريخ هذه الصناعة التي ولدت في المنطقة والتي مازالت تستحوذ على 50% من الأنشطة المالية المتوافقة مع أحكام الشريعة، فيما تتوزع النسبة المتبقية على آسيا 25% وبقية بلدان العام 25%، مشيرا الى ان هذه النسب تعطي دلالة على أهمية السوق بالنسبة لهذه الصناعة والاهتمام العالمي بها.

وأوضح مراد ان هناك عوامل كثيرة ساهمت في تطور صناعة التمويل الإسلامي منها ما يتعلق بجانب اقتصادي او سياسي ومنها ما يتعلق بجهود الجهات القائمة على تنظيم هذه الصناعة مثل هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية التي وضعت المقاييس والمعايير للتمويل الإسلامي، مما سهل ابتكار منتجات وسلع جديدة وفقا لقواعد متفق عليها بكل الهيئات الشرعية.

ولفت الى ان صناعة الصيرفة الإسلامية والتي بدأت بشكل منظم قبل أربعين سنة نجحت خلال العقدين الآخرين في تحقيق معدلات نمو مضاعفة وهو الأمر الذي يشير الى عدم وجود اي عوائق او عراقيل يمكن ان تحد من تطور هذه الصناعة، خاصة ان هناك كثيرا من الدول بدأت في صياغة قوانين وأنظمة خاصة لتطوير الصيرفة الإسلامية.

عقبال مصرف عجمان الاسلامي

2 thoughts on “توقعات باستحواذ الإسلامية على 40% من سوق الخدمات المصرفية بنهاية 2010

Comments are closed.