الحمد لله القائل

وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْ‏ءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ
وَنَقْصٍ مِنَ الأَْمْوالِ وَالأَْنْفُسِ وَالثَّمَراتِ
وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ
إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ
أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ
وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ.

[البقرة:157].

تأمل هذا الحديث جيداً

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أظنكم قد سمعتم أن أبا عبيدة قد جاء بشيء ). قالوا: أجل يا رسول الله، قال: ( فأبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله لا الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا، كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتهلككم كما أهلكتهم ) رواه البخاري

وقال :
(( لو أنكم تتوكلون علــى الله حــق توكلــه ، لرزقكــم كمــا يرزق الطير ، تغدو خماصاً وتروح بطاناً )) رواه الترمذي
خماصاً .. أي ضامرة من الجوع
بطاناً .. أي شبعا

عـن أبي هريرة رضــي الله عنــه ، أن فقـراء المهـاجرين أتوا رسـول الله صلى الله عليه وسلـم ، فقالوا .. ذهب أهل الدثور بالدرجات العلـى ، والنعيم المقيم ، يصـلـون كما نصلـي ، ويصـومون كما نصوم ، ولهــم فضــل من أمــوال يحجــون ، ويعتمــرون ، ويجاهدون ويتصــدقون . فقــال ..(( ألا أعلمكم شيئاً تدركون به من سبقكم ، وتسبقون به من بعدكم ، ولا يكـون أحد أفضـل منكــم إلا من صنع مثل ما صنعتم ؟ قالوا .. بلى يا رسول الله ، قال .. تُسبحون ، وتحمدون ، وتكبــرون ، خلف كل صلاة ثلاثاً وثلاثين )) قــال أبو صالح الراوي عن أبي هريرة ، لمــا سئــل عن كيفيــة ذكرهن قال .. يقول .. سبحان الله والحمد لله والله أكبر ، حتى يكون منهن كلهن ثلاثاً وثلاثين )) متفق عليه وزاد مسلم في روايته ..(( فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم , فقالوا .. سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. (( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء )).

هكذا هم الأفذاذ ..
لم يتنافسوا من أجل الدنيـا
وجمع الأمـوال والتكـاثـر
بالأولاد.. بل همهم الوحيد
إرضاء رب العباد ..

ونظرة إلى هؤلاء الأغنياء
لم تلههم الدنيا .. ولا كثـرة
الأموال والأولاد عن عبادة
الواحد الديان …

أما الآن ترى الكثير
لا يتحرز من بعض الأسهم
المشبوهة والعياذ بالله

كُن منافس للأعمال الصالحات
حتى تبقى لك بعد الممات
أين أغنياء هذا الزمان ..

عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
(( لا حسد إلا في اثنتين ..رجل أتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار )) متفق عليه

نحــن فــي زمـن قــل أن تجـد فيـه الفقيـر
وهذا فضل من الله فالحمد لله والشكر لــه
ولو أخرج الأغنياء جميعهم زكاة أموالهم
وتصـدق المقتــدر ونظــر الجــار لجــاره
لما وجد أحد مديون أو به فاقه ولكن حب
الدنيا ألهانا عن القيام بواجبنـا حتــى مــع
أرحــامنـــا .. فلا حـول ولا قــوة إلا بــالله

ولو توكلنا على الله حق التوكل .. لرزقنا من حيث لا نحتسب عن عمر رضي الله عنه قال .. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
(( لو أنكم تتوكلون علــى الله حــق توكلــه ، لرزقكــم كمــا يرزق الطير ، تغدو خماصاً وتروح بطاناً )) رواه الترمذي

فلا إله إلا الله ..

ولسنا أفضل من محمد بن عبدالله عليه الصلاة والســــلام ولا أبو بكر وعمر رضي الله عنهم فقد خرجوا من بيوتهم وما أخرجهم إلا الجوع ولما تقابلوا مع خير البشر بأبي هو وأمي وذهبوا إلى بيت الأنصاري وقدم لهم الرطب والبسر والتمر وذبح لهم الشاة وأكلا وشربا قــال عليــه الصــلاة والســلام

(( والذي نفسي بيده ، لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة ))

رواه مسلم

اللهــــــم لك الحمـــــــــد
كما ينبغي لجلال وجهك
وعظيم سلطانك

فاحذر أخي صاحب المال أن تكون من أول الناس الذين تسعر بهــم النـــار يــوم القيــامــة .. فأخلص عمـلـك لله فقــد ورد بالحديث عــن أبــو هريرة رضــي الله عنـــه قــال حدثنــي رسول الله صلــى الله عليـه وسلم
(( إن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة نزل إلى القيامة ليقضي بينهم وكل أمة جاثية ..حتى قال ويؤتى بصاحب المال فيقول الله له .. ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد ؟ قلى.. بلى يا رب ، قال فما عملت فيما أتيتك ؟ قال .. كنت أصل الرحم وأتصدق , فيقول الله له .. كذبت ، وتقول الملائكة كذبت ، ويقول الله .. بل أردت أن يقال فلان جواد .. فقد قيل ذلك … ))
فهذا أول من تسعر بهم النار يوم القيامة

وتذكر جيداً

اللهم ردنا إليك رداً جميلا
اللهم اجعنا من الذاكرين الشاكرين
اللهـــــــــم آميـــــــن

موضوع كتبته سنة 2005 وأحببت أن أنقله لكم في 2008 لتشابه الظروف

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم ومحبكم في الله
قــمــر

7 thoughts on “[ تمهل تمهل قليلاً ]

  1. جزاك الله خير الثوااب
    وجعل ماكتبته خير ومنفعه للجمييع
    كم جمبل بان نرى احدا يذكرنا مثل هذي الذكره الطييبه والمنفعه الطيبه في مثل هذي الاياام

Comments are closed.