تغطية اكتتاب الريان 20 مرة وجمع 5 .16 مليار ريال

Al Qabas – 30/01/2006

أغلق الاكتتاب في أسهم مصرف الريان أمس عقب أسبوعين حبست معهما الدوحة انفاسها، وعاشت خلالهما تجربة فريدة غير مألوفة في شوارعها العامة وجميع مرافقها، كان الازدحام الذي لا يمكن تصوره، أبرز سماتها، بسبب الحالة غير المسبوقة التي خلقتها تجمعات الأعداد الهائلة من المواطنين الخليجيين الذين قدموا للاكتتاب، وما سببوه من ضغط شديد على العاصمة القطرية التي تميزت دوما بهدوئها وصغر مساحتها.

وقدرت أوساط القائمين على الاكتتاب أعداد الخليجيين الذين قدموا الى الدوحة للاكتتاب في مصرف الريان خلال فترة الأسبوعين الماضيين بأكثر من 600 الف.

وعلى الرغم من انتهاء فترة الاكتتاب رسميا، فإن نحو 200 موظف وعامل في بنك قطر الوطني (مدير الإصدار والوسيط المعتمد للاكتتاب) لا يزالون على رأس عملهم من اجل استكمال تسجيل اكتتابات كل من حصل على رقم، حتى يتم إنجاز اكتتاب جميع المواطنين الخليجيين الحاصلين على أرقام.

ومع ذلك، فإن عدة مئات، من مواطني دول التعاون قدمت أمس للاكتتاب في اللحظات الأخيرة، بقيت تنتظر الى حين حل مشكلتها بعد وصولها عقب الساعة الواحدة ظهرا بتوقيت الدوحة وهو الموعد الذي تم تحديده وأعلن عنه لقبول آخر طلب اكتتاب.

خياران مستبعدان

وقال علي شريف العمادي الرئيس التنفيذي لبنك قطر الوطني إن كل من حصل على رقم اكتتاب سيتم تسجيل اكتتابه، مضيفا «لن يغادر الدوحة أي مواطن خليجي حصل على رقم اكتتاب دون ان يسجل اكتتابه».

وتشير كل التقديرات الى ان أعداد المكتتبين الخليجيين في مصرف الريان لن تقل بأي حال من الأحوال عن 800 الف مكتتب، الأمر الذي يعني ان المكتتب لن يحصل على أكثر من 100سهم فقط كحد أعلى، إلا في حالة رفع رأسمال المصرف، أو زيادة النسبة المطروحة للخليجيين، وهما خياران مستبعدان، وتبعا لذلك، لن يكون هناك أي تخصيص زيادة على الـ 100 سهم.

وبلغ إجمالي المبلغ المطروح لاكتتاب الخليجيين في مصرف الريان 825 مليون ريال تمثل ما نسبته 20 في المائة من مجمل المبلغ المطروح للاكتتاب، والذي يصل الى 4.125 مليارات ريال، حيث ان 80 في المائة من هذا المبلغ مطروح للمواطنين القطريين، بينما تصل نسبة الاكتتاب العام الى 55 في المائة من رأسمال المصرف البالغ 7.5 مليارات ريال، حيث ان المؤسسين كانوا قد اكتتبوا بـ 45 في المائة.

تغطية الاكتتاب

ويعتقد من تابع تطورات اكتتاب الريان من المصرفيين القطريين ان عدد مرات تغطية الاكتتاب قد تتجاوز 20 مرة، في حين كانت قد تمت تغطية الاكتتاب بالكامل منذ اليوم الثالث لبدء الاكتتاب.

وبناء على هذه المعطيات، سيصل إجمالي المبلغ الذي تم جمعه من المكتتبين الخليجيين الى نحو 16.5 مليار ريال، في حين ان المطلوب كان 825 مليون ريال فقط.

وقالت مصادر من داخل بنك قطر الوطني لـ «القبس» إن السعوديين استحوذوا على نصيب الأسد من إجمالي المكتتبين الخليجيين، حيث هيمنوا على نسبة لن تقل عن 45 في المائة من المكتتبين، في حين يأتي الكويتيون في المرتبة الثانية بنسبة قد تتجاوز بقليل 20 في المائة، بينما تتوزع النسبة المتبقية على المكتتبين الإماراتيين والبحرينيين والعمانيين.

ويرجع هذا العدد الكبير من المكتتبين السعوديين الى أكثر من سبب أبرزها عدد سكان المملكة العربية السعودية الذي يتجاوز 20 مليون نسمة، إضافة الى قرب العديد من المدن السعودية الكبيرة الى الحدود مع قطر، ما جعل معظم المكتتبين السعوديين يأتون الى الدوحة برا عبر الحدود، والاكتتاب ومن ثم العودة الى مناطقهم في اليوم نفسه.

ويعتقد مراقبون انه لولا تحذير السلطات السعودية مواطنيها من حمل جوازات سفر للغير لكانت نسبة المكتتبين السعوديين تجاوزت بكثير الـ 45 في المائة.

متوسط اكتتاب الخليجيين

وكانت الداخلية السعودية قد حذرت المواطنين السعوديين الذين يريدون مغادرة البلاد من انهم في حال تم ضبطهم يحملون جوازات سفر لا تخصهم، فإنهم سيعرضون انفسهم لعقوبة تصل الى فرض غرامة مقدارها خمسة آلاف ريال ومنع من مغادرة البلاد لمدة ثلاث سنوات.

وقد حدت هذه التحذيرات كثيرا من أعداد المواطنين السعوديين المغادرين الى الدوحة للاكتتاب في مصرف الريان، حيث كان العديد منهم قبل إطلاق تلك التحذيرات يأتي الى الدوحة حاملا جوازات سفر بالعشرات، وبعضهم كان يحمل أكثر من 100 أو 200 جواز سفر.

وبلغ متوسط اكتتاب المواطنين الخليجيين 700 سهم، بينما اكتتب معظمهم بالحد الأدنى فقط البالغ 500 سهم، حيث ان شريحة كبيرة من المواطنين الخليجيين كانت على علم مسبق ومنذ البداية من انها لن تحصل على أكثر من الحد الأدنى، هذا إذا حصلت عليه، لكن هناك مواطنين اكتتبوا مع ذلك بألف سهم.

نجاح كبير

وعلى أي حال، وإزاء هذا النجاح الكبير الذي سجله الاكتتاب في مصرف الريان، وإن صاحبه الكثير من السلبيات، لا يخفي أكثر من مسؤول اقتصادي قطري فضلا عن أعضاء اللجنة التأسيسية لمصرف الريان، سعادتهم الغامرة بنجاح عملية الاكتتاب وبتغطيته أكثر من مرة، حيث يعتقدون ان ذلك يؤشر بلا أدنى شك الى قوة الاقتصاد القطري وجاذبية المشروعات الاستثمارية والشركات المساهمة العامة التي يتم طرحها للمواطنين.

وإذا كان هناك من رابح تجاري كبير من عملية الاكتتاب في أسهم مصرف الريان فهو البنوك التجارية القطرية، ولكن البنوك الإسلامية كانت الخاسر الأكبر بلا منازع من عملية الاكتتاب.

هذه البنوك الإسلامية وقفت لمدة أسبوع كامل في موقف المتفرج على البنوك التجارية القطرية وهي تقوم منذ اليوم الأول للاكتتاب بإقراض المواطنين القطريين وتقدم لهم كافة التسهيلات والحوافز والإغراءات لتحفيزهم على الاقتراض.

وبعد ان أفتى الدكتور يوسف القرضاوي بتحريم قيام البنوك الإسلامية بتمويل الاكتتاب في مصرف الريان، لم تتمكن هذه البنوك من تقديم أي تمويل لمدة أسبوع، حيث تم التوصل الى آلية شرعية جديدة وافق عليها القرضاوي وتمكنت بموجبها تلك البنوك من المشاركة في عملية التمويل.

سيناريوهات سعر السهم

بالنسبة لسيناريوهات سعر سهم الريان، فإن من أسعفه الحظ من المواطنين الخليجيين الذين قدموا الى الدوحة وتمكن من الاكتتاب، فإنه ينتظر الآن مرحلة طرح سهم مصرف الريان للتداول في سوق الدوحة للأوراق المالية لمعرفة سعر السهم واتخاذ القرار المناسب على أساس السعر لبيع الأسهم أو الاحتفاظ بها لبعض الوقت.

لكن، يبدو ان هناك اتجاها كبيرا لدى الكثير من المكتتبين الخليجيين في مصرف الريان ومن تجربة سابقة في شركة دانة غاز نحو بيع سهم المصرف بمجرد طرحه للتداول.

وإذا ما بلغ سعر السهم في اليوم الأول لطرحه للتداول 45 ريالا كما يتوقع العديد من المصرفيين والاقتصاديين، فإن أي بائع للسهم في ذلك اليوم سيضمن ربحا مقداره 40 ريالا في السهم الواحد.

ويؤكد مراقبون ان سعر سهم الريان لن يقفل في أحسن الأحوال خلال اليوم الأول لطرحه على أكثر من 50 ريالا.

إلا ان هناك مكتتبين سيفضلون الاحتفاظ بسهم الريان الى أطول فترة ممكنة، حيث ان الطلب الكبير على السهم سيساعد في رفع سعره الى مستويات ربما تكون قياسية في فترات لاحقة.
__________________