ابنتي الصغيرة، تلك الطفلة البريئة تكذب!!! ابني غير صادق !! ماذا أفعل؟؟؟ احترت معه وأخاف ان يبدأ الكذب..!!
تخيل الولد اختلق اليوم رواية كلها من وحي خياله ؟!! أكيد هناك خطأ .. أنا ابني أحسن تربية ولا يمكن يكذب أبدا !!
كلها جمل مرت بأذهاننا خوفا على أطفالنا لدى ظهور بوادر انزلاقهم إلى هاوية الكذب، أو بحثا عن العلاج إذا ما صارت تلك المشكلة الخطيرة واقعاً لا مفرّ من مواجهته.

مِن الأطفال من يكذب ليستحوذ على بعض الأشياء أو يقنع والديه برغبة ما ومنهم من يكذب نتيجة الخلط بين الواقع والخيال، البعض الآخر يدعي وجود شيء ما عنده لشعوره بالنقص أمام أقرانه فيبادر بالكذب وادعاء ما هو غير صحيح، ومنهم الكثير الذي يكذب ليحاول إبعاد تهمة ما عنه بنسبتها لشخص آخر والهروب من العقاب المُستحق، كما قد يكون الكذب مجرد تقليد للآباء أوالأمهات …

ماذا نفعل..؟ هل ننتظر وقوع المشكلة لنبدأ بالعلاج أم نبادر منذ الآن إلى الوقاية؟ … كيف نحمي اطفالنا من عوامل الهدم المحيطة بهم؟

قبل البدء يجب ان نعلم ان الأساس في علاج ذلك كله تنمية الوازع الديني لدى الطفل وتذكيره دوما بأن الصدق منجاة من كافة الشرور والأخطار، ودعم هذه الفكرة بقصص من واقع الطفل المحيط.

* احرص دوما وفي كل الأحوال أن تكون لهم مثلا يحتذى، صدقا وأمانة وإخلاصا، فبذاك أنت تبني صرحا جديداً وترمم ما يهدمه الوسط المحيط.

* إن لاحظت أن طفلك قد بدأ يكذب فلا تندفع لعقابه حتى تتأكد من وقوعه في هذه الآفة، وحينها يلزمك أن تعاقبه عقابا رادعا في الأمر الأولى لتُثبِّت لديه فداحة الجرم الذي ارتكبه بالكذب وتغرس في صدره ألا يعود لمثل ذلك أبداً.

* بالمقابل احرص على مكافئته وتشجيعه باستمرار حال قوله الصدق في مواقف كان يتسنى له الكذب للهروب من العقاب، مع التأكيد المستمر أن الصدق منجاة والكذب مهلكة.

*احذر كل الحذر من أن تطالب طفلك بالكذب تحت أي ظروف كأن تنكر وجودك بالمنزل أو تتهرب من شخص ما فهذا يهز بلا شك الصورة المثالية التي يرسمها الطفل لوالديه ويُفقِد الطفل مع الوقت الإحساس بخطورة الكذب.

* تابع دوماً اختيار طفلك لأصدقائه واحرص على توجيهه ومتابعته، وتذكر الجليس الصالح الذي إما أن يحذيكما وإما أن تبتاعا منه وإما أن تجدا منه ريحا طيبة فتخيره لأولادك واحذر رفيق السوء الذي إن لم يحرق ثيابكما وجدتما منه ريحاً كريهةً.

* لا تعاقب طفلك على كل خطأ يرتكبه كي لا يضطر للكذب هروبا من العقاب، وليكن فى كلامنا لأطفالنا التوجيه والنصيحة هما الأصل في التربية.

* اجمع أطفالك دوما على قصص من السيرة وأخبار السلف الصالح واربطه بما كان لهم من خصال حميدة، واجعل لك يوما في الأسبوع لقراءة المزيد منها مع أولادك وحفزهم للتسابق في إزكاء إحدى الصفات في أنفسهم (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون).

تذكر قول النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم: “إنّ الصدقَ يهدي إلى البرِّ، والبرُّ يهدي إلى الجنّةِ وإنَّ الرجلَ ليصدُقُ ويصدُق حتى يكتب عند الله صديقًا وإنَّ الكذبَ يهدي إلى الفجورِ والفجورُ يهدي إلى النارِ، وإنَّ الرجلَ ليكذبُ ويكذبُ حتى يُكتَبَ عِندَ اللهِ كذابًا”.

والله الهادي والموفَّقُ إلى سواء السبيل

One thought on “تربية اطفالنا

  1. يولد الأطفال على الفطرة النقية ويتعلمون الصدق والأمانة شيئا فشيئا من البيئة إذا كان المحيطون بهم يراعون الصدق فى أقوالهم ووعودهم …ولكن إذا نشأ الطفل فى بيئة تتصف بالخداع وعدم المصارحة والتشكك فى صدق الآخرين فاغلب الظن أنه سيتعلم نفس الاتجاهات السلوكية فى مواجهة الحياة وتحقيق أهدافه ، والطفل الذى يعيش فى وسط لا يساعد فى توجيه اتجاهات الصدق والتدرب عليه ، فإنه يسهل عليه الكذب خصوصا إذا كان يتمتع بالقدرة الكلامية ولباقة اللسان وإذا كان أيضا خصب الخيال… فكلا الاستعدادين مع تقليده لمن حوله ممن لا يقولون الصدق ويلجئون إلى الكذب وانتحال المعاذير الواهية ويدربانه على الكذب من طفولته فإن الكذب يصبح مألوفا عنده . وعلى هذا الأساس فان الكذب صفة أو سلوك مكتسب نتعلمه وليس صفة فطرية أو سلوك موروث… والكذب عادة عرض ظاهرى لدوافع وقوى نفسية تحدث للفرد سواء أكان طفلا أو بالغا. وقد يظهر الكذب بجانب الأعراض الأخرى كالسرقة أو الحساسية والعصبية أو الخوف .

    وقد يلجأ بعض الآباء إلى وضع أبنائهم فى مواقف يضطرون فيها إلى الكذب وهذا أمر لا يتفق مع التربية السليمة كأن يطلب الأب من الابن أن يجيب السائل عن أبيه كذبا بأنه غير موجود… فان الطفل فى هذه المواقف يشعر بأنه أرغم فعلا على الكذب ودرب على أن الكذب أمر مقبول كما يشعر بالظلم على عقابه عندما يكذب هو فى أمر من أموره كما يشعر بقسوة الأهل الذين يسمحون لأنفسهم بسلوك لا يسمحون له به .

    ولكى نعالج كذب الطفل يجب دراسة كل حالة على حدة وبحث الباعث الحقيقى إلى الكذب وهل هو كذب بقصد الظهور بمظهر لائق وتغطية الشعور بالنقص أو أن الكذب بسبب خيال الطفل أو عدم قدرته على تذكر الأحداث .والبيت مسئول عن تعليم أولادهم الأمانة أو الخيانة. وغالبا ما يقلق الوالدين عندما يكذب طفلهم أو ابنهم المراهق.

    وهناك أنواع من الكذب منها:

    1- الكذب الخيالى

    حيث يلجأ الأطفال الصغار (من سن 4 إلى 5 سنين) إلى اختلاق القصص وسرد حكايات كاذبة. وهذا سلوك طبيعي لأنهم يستمتعون بالحكايات واختلاق القصص من أجل المتعة لان هؤلاء الأطفال يجهلون الفرق بين الحقيقة والخيال.

    كذب الدفاع عن النفس

    وقد يلجأ الطفل الكبير أو المراهق إلى اختلاق بعض الأكاذيب لحماية نفسه من أجل تجنب فعل شيء معين أو إنكار مسئوليته عن حدوث أمر ما. وهنا ينبغي أن يرد الآباء على هذه الحالات الفردية للكذب بالتحدث مع صغارهم حول أهمية الصدق والأمانة والثقة.

    3-الكذب الاجتماعى

    وقد يكتشف بعض المراهقين أن الكذب من الممكن أن يكون مقبولا في بعض المواقف مثل عدم الإفصاح للزملاء عن الأسباب الحقيقية لقطع العلاقة بينهم لأنهم لا يريدون أن يجرحوا شعورهم. وقد يلجأ بعض المراهقين إلى الكذب لحماية أمورهم الخاصة أو لإشعار أنفسهم بأنهم مستقلون عن والديهم (مثل كتمان أمر هروبهم من المدرسة مع أصدقائهم في أوقات الدراسة).

    4-كذب المبالغة

    وقد يلجأ بعض الأطفال ممن يدركون الفرق بين الصراحة والكذب إلى سرد قصص طويلة قد تبدو صادقة. وعادة ما يقول الأطفال أو المراهقون هذه القصص بحماس لأنهم يتلقون قدرا كبيرا من الانتباه أثناء سردهم تلك الحكايات.

    وهناك البعض الآخر من الأطفال أو المراهقين ممن يكونون على قدر من المسئولية والفهم وبالرغم من ذلك يكونون عرضة للكذب المستمر… فهم يشعرون أن الكذب هو أسهل الطرق للتعامل مع مطالب الآباء والمدرسين والأصدقاء. وهؤلاء عادة لا يحاولون أن يكونوا سيئين أو مؤذيين، لكن النمط المتكرر للكذب يصبح عادة سيئة لديهم.

    5-الكذب المرضى

    كما أن هناك أيضا بعض الأطفال والمراهقين الذين لا يكترثون بالكذب أو استغلال الآخرين. وقد يلجأ البعض منهم إلى الكذب للتعتيم على مشكلة أخرى أكثر خطورة… على سبيل المثال يحاول المراهق الذي يتعاطى المخدرات والكحوليات إلى إخفاء الأماكن التي ذهب إليها، والأشخاص الذين كان معهم، والمخدرات التي تعاطاها، والوجه الذي أنفق فيه نقوده.

    6-الكذب الانتقامى

    فقد يكذب الطفل لإسقاط اللوم على شخص ما يكرهه أو يغار منه وهو من أكثر أنواع الكذب خطرا على الصحة النفسية وعلى كيان المجتمع ومثله وقيمه ومبادئه، ذلك لان الكذب الناتج عن الكراهية والحقد هو كذب مع سبق الإصرار، ويحتاج من الطفل إلى تفكير وتدبير مسبق بقصد إلحاق الضرر والأذى بمن يكرهه ويكون هذا السلوك عادة مصحوبا بالتوتر النفسى والألم .

    وقد يحدث هذا النوع من الكذب بين الاخوة فى الأسرة بسبب التفرقة فى المعاملة بين الاخوة ، فالطفل الذى يشعر بان له أخا مفضلا عند والديه ، وانه هو منبوذ أو اقل منه ، قد يلجا فيتهمه باتهامات يترتب عليها عقابه أو سوء معاملته …كما يحدث هذا بين التلاميذ فى المدارس نتيجة الغيرة لأسباب مختلفة .

    ماذا تفعل عندما يكذب الطفل أو المراهق:

    يجب على الآباء أن يقوموا بالدور الأكبر في معالجة أطفالهم. فعندما يكذب الطفل أو المراهق، ينبغي على والديه أن يكون لديهم الوقت الكافى لمناقشة هذا الموضوع مع أبنائهم وأجراء حديث صريح معهم لمناقشة:

    -الفرق بين الكذب وقول الصدق.

    -أهمية الأمانة فى المعاملات فى البيت والمجتمع .

Comments are closed.