عبد الله رشيد

التجار ورجال المال والأعمال في القطاع الخاص لدى كل الشعوب والأمم على وجه الكرة الأرضية يحترمون مناسباتهم الدينية، إلا تجار المسلمين، الذين ينتظرون أي مناسبة دينية لاستغلال الناس والضعفاء والمساكين والمستهلكين البسطاء أبشع استغلال!
الذين عاشوا في الغرب خلال فترات أعياد الميلاد المقدسة أو رأس السنة الميلادية أو مناسبة دينية أخرى مثل ”إيستر داي”، لاشك أنهم لاحظوا عن قرب كيف أن الناس تتكاتف لإسعاد الجميع وإدخال الفرحة إلى قلوبهم، يساعدهم في ذلك مواقف التجار وأصحاب المال والأعمال الذين ينتظرون هذه المناسبة الدينية للتنازل عن جزء من مداخيلهم وأرباحهم، والتكاتف لتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين والمقيمين، خاصة غير القادرين على توفير الحد الأدنى من الميزانية المطلوبة لمشاركة الآخرين فرحتهم بالمناسبة· يتم كل ذلك عن طريق عروض تخفيضات ضخمة ومميزة للأسعار خاصة بالمناسبة الدينية·
هدف التجار وأصحاب رؤوس الأموال والأعمال هو مساعدة أكبر فئة من قطاعات المجتمع للمشاركة في المناسبة ومنحهم فرصة العمر التي لا تتسنى لهم طوال أيام وشهور السنة، للشراء والشعور بأن الجميع قادر على المشاركة والاحتفال بأية مناسبة دينية·
وأتذكر عندما كنت في الولايات المتحدة الأميركية أن غالبية الطلاب العرب والمسلمين كانوا ينتظرون المناسبات الدينية للتسوق وشراء الاحتياجات الاستهلاكية الضرورية وبعضهم يدعون بالخير للتجار والموردين على سلوكياتهم ومواقفهم النبيلة، لأن التجارة هناك في البلدان التي يطلق عليها بعض المسلمين ”بلاد الكفر والنصارى”، لا يقدم التاجر على سرقة الكحل من عيون المستهلك، ولا ينتظر التاجر المناسبة الدينية لكي ينهب المجتمع ويشفط ما في جيوب الناس، ولا يتجمع التجار في المناسبات الدينية لإخفاء البضائع في مخازنهم بهدف رفع أسعارها· كل هذا لا يحدث في تلك البلدان ولدى تلك الشعوب غير المسلمة التي لا تسكت ألسنة البعض عن تشويه صورتها عند مقارنتها بشعوبنا المسلمة· في البلاد المسيحية واليهودية والبوذية وحتى البلاد التي لا تدين بأي ديانة سماوية أو غير سماوية، هناك تكاتف وتآلف بين تجار السوق والمناسبة الدينية أيا كان شكل هذه المناسبة، بهدف مساعدة أكبر عدد ممكن من البشر للمشاركة الروحانية والوجدانية في هذه المناسبة·
شعوب وأمم الكون كلها لديها مناسبات دينية ومعتقدات وعقائد، ويقومون خلالها بأداء طقوس دينية مختلفة تتخللها زيارات وسفر وغيرها، ولكن الذين عاشوا مع هذه الشعوب أثناء تلك المناسبات يعرفون جيدا كيف يتعامل التجار وأصحاب المال والأعمال مع هذه المناسبات ويقدمون أرخص الأسعار لمساعدة أكبر قاعدة بشرية للاشتراك في المناسبة وإدخال البسمة إلى قلوب ونفوس الجميع·
التجار لدى جميع شعوب وأمم العالم يؤمنون بقدسية المناسبات الدينية ويحترمونها ويقدرونها حق تقدير ويعملون جاهدين على إسعاد أكبر شريحة اجتماعية وإدخالهم ضمن المحتفلين بالمناسبة، إلا تجار المسلمين، فإنهم يعملون العكس·· وغدا نواصل

7 thoughts on “تجارنا وتجارهم

  1. سبحان الله

    وجزاك الله كل الخير

    اسمح لي يا اخي البرق اريد ان اضع هذة القصيدة بعد اذنك طبعاً

    لو كل تاجر مسلم التزم بالزكاه فقط فلن تجد اي مسلم محتاج . ولكن مع الاسف اصبح تجار المسلمون يتسابقون بمن منهم يمكلك اكثر ويتسابقون بالجري خلف الدنيا الفانية ولم يعملو لاخرتهم الا الدعاية من كرم امام الاعلام فقط

    سبحانك ربي لا اشرك بك شي

    واكرر شكري لك

  2. المشكله انه سوقنا يسيطر عليه الكثير من التجار

    الغير اماراتيين وربما غير مسلمين ايضا ؟ ولكن

    الضمير ما يباله اماراتي ولا اجنبي ؟

    وللاسف الجمعيات كذلك شاركت في هذه الجريمه

    في حق المجتمع ؟؟

  3. تذكرت المقولة التاريخية الشهيرة للعلامة الإسلامي الشيخ محمد عبده حين زار أوروبا وقال: (وجدت الإسلام ولم اجد المسلمين، وفي البلاد الإسلامية وجدت المسلمين ولم اجد الإسلام)

    والادهى من ذلك ان في اعياد المسلمين لا نجد اي مظاهر احتفاليه ولا اي شيء يدل على ان هناك مناسبة دينيه اما في اعياد النصارى تجد كل مظاهر الاحتفال في مراكزنا ومحلاتنا

    شكرا على النقل
    كل الود

  4. اشكرك على هذا الطرح القييم اخوي

    بلفعل نحن نستغل العطلات الخاصه بمقدساتنا أسوء استغلال .

    لقد انصدمت عندما قرأت عن أن اليهودي مستحيل أن يؤدي أي عمل في يوم عطلته اللتي هي يوم السبت . ومن يخالف ذلك يعتبره قومه شخص غير متدين .

Comments are closed.