الثلاثاء 24 ذو القعدة 1428هـ – 04 ديسمبر2007م

شركته تنفذ مشاريع بـ 3.7 مليار دولار
رياض كمال..المشارك في بناء أعلى برج بالعالم كان راتبه 140 ديناراً أردنياً

الطفولة والشباب
تأسيس أرابتك
مد وجزر
الطفرة..والمشروع الأضخم
إضراب العمال
اتقاقات غير رسمية

دبي-جمعة عكاش

39 مشروعا عقاريا كبيرا ينفذها رئيس” ارابتك” للمقاولات رياض كمال، ، قيمة عقودها الإجمالية 3.72 مليار دولار ،أي نحو 13 % من إجمالي قيمة العقود التي أستأثرت بها آلاف شركات المقاولات الأخرى التي تعمل في دولة الإمارات.

بدأ المهندس الفلسطيني الأصل ، حياته العملية موظفا في شركة مقاولات أردنية براتب 140 دينار عام 1967، قبل أن يؤسس ويترأس أكبر وأعرق شركة مقاولات حاليا في منطقة الخليج عام 1975. ورغم أن الأرقام تضعه في موقع متميز بنادي الأثرياء العرب ، يرفض أن يصنف نفسه في هذا المقام الذي يتسابق إليه ممن لا يمتلكون نصف ثروته أو حتى ربعها.

الطفولة والشباب

بين نكبة 48 ونكسة 67 ، نضجت شخصيته ، فبعد الأولى نزح مع عائلته من حيفا (مسقط رأسه) إلى الأردن وعمره 5سنوات،وحتى النكسة كان قد أتم دراسته الثانوية والجامعية(تخصص الهندسة المدنية) ثم الماجستير من بريطانيا التي غادرها إلى الأردن ليعمل مهندسا في شركة “شاهين” للمقاولات براتب 140 دينار أردني .

كان والده برهان كمال الذي تدرج في مناصب حكومية حتى أصبح وزيرا للمواصلات الأردنية لا يوفر جهداً في دعم ابنه ، ففيه رأى الشخصية الطموحة القادرة على تحقيق ما يتطلع إليه الإبن.

في وصفه لمرحلتي الطفولة والشباب يقول رياض كمال في مقابلة مطولة مع “الأسواق.نت ” في مكتبه ” أن تتواجد في مرحلة تمتد بين قوسي هزيمة ، يعني أنك ستتعلم البقاء والصمود، كنا نتأثر بالشعارات الوطنية والقومية التي يطلقها مزيج غير منتهي من الأحزاب التي تأرجحت بين اليمين و اليسار، وكان يفترض في شباب تلك المرحلة الوعي السياسي، لذلك كنا ننكب على قراءة الكتب والمطبوعات ونتابع الأخبار ونشارك في نشاطات حزبية ومستقلة”.

تأسيس أرابتك

ألتقى رياض كمال في دبي مجموعة من المستثمرين الأردنيين ومقربين منه يسعون لإنشاء شركة خاصة ، فأسس لهم الشركة العربية الفنية للإنشاءات التي أصبحت تعرف فيما بعد اختصارا بـ “ارابتك” عام 1974، وباشرت بعد ترخيصها عام 1975 برأسمال 2 مليون درهم ، أعمال إنشاء برج مكون من 17 طابقا.عد الأعلى في تاريخ الإمارة في حينها

لكن السياسة التي شغلت العرب وملأت بلدانهم توترًا لم تصبح مستقبل رياض ، الذي غادر الأردن مجددا إلى بريطانيا للعمل مدة 3 سنوات في واحدة من كبريات شركات المقاولات، بعدها جاء في جولة استطلاعية إلى دبي.

عندما حل في الإمارة ، ألتقى رياض كما يسرد القصة مجموعة من المستثمرين الأردنيين ومقربين منه يسعون لإنشاء شركة خاصة ، فأسس لهم الشركة العربية الفنية للإنشاءات التي أصبحت تعرف فيما بعد اختصارا بـ “ارابتك” عام 1974، وباشرت بعد ترخيصها عام 1975 برأسمال 2 مليون درهم ، أعمال إنشاء برج مكون من 17 طابقا.عد الأعلى في تاريخ الإمارة في حينها.”الدولار يساوي 3.67 درهم”

إنشاء هذا البرج الذي بلغ قيمة عقد إنشائه 22 مليون درهم شكل تحدياً كبير بالنسبة للمهندس الشاب،وشركته الفتية ، وبذكائه استفاد من خبرات شركة ألمانية وعمالتها الماهرة في تشييد البرج ، ومن يزور برج اللؤلؤة على ضفاف الخور ويتفحصه هندسيا ،سيلمس عظمة انجازه في السبعينيات.

في مدينة العين ، استلمت ارابتك مشروعها الثاني (سكن الطالبات) المكون من 12مبنى ، وكانت ملزمة وفقا للعقد بتسليمه في غضون 3 أشهرمن تاريخ البدء فيه ، فخيم الفنيون والعمال والمهندسون ورئيس الشركة بجانب المشروع 24 ساعة ،يربطون الليل بالنهار ،حتى انجزو المشروع الذي بلغ قيمة التعاقد عليه 30 مليون درهم.

مد وجزر

52 مليون درهم من هذا المشروع ومن مشروع البرج الأطول ، أدفأت خزينة ارابتك وكانت كفيلة بتلميع سمعتها ، لكن التاريخ لم يكن لصالحها وصالح منافسيها في فترة الثمانينات ، فقد شهدت أسواق العقارات الناشئة اضرابات قاسية نتيجة حرب الخليج الأولى وهبط الخط التصاعدي لأرباحها بسبب خسارة كبيرة منيت بها في السعودية.

لكن الشركة وسعت من قاعدة عملها وغيرت خط عملها نوعا ما ، بالتحول صوب انجاز الديكورات الداخلية للفنادق والبنوك والمكاتب الكبيرة ، إلى جانب ذلك وسعت من قاعدة العملاء ودخلت في علاقات مع أغلب المطورين العقاريين في المنطقة ، تهميدا لمرحلة النهضة العقارية . وفعلا بدأت العقارات تتحرك في تسعينيات القرن المنصرم ،نتيجة لحاجة الشركات النفطية للمساكن لكافة شرائح موظفيها وعمالها خاصة في أبو ظبي، وكان لارابتك نصيب كبير من العقود تلك أفضلها مع غازكو.

كان لدى الشركة حينها 1500 موظفا وعاملاً، ورصيداكبير من الأعمال ، مثل التصاميم الداخلية لبرج العرب ، بالاضافة إلى إنشاء قرية جسر القرهود.

الطفرة..والمشروع الأضخم

في بدية الألفية الجديدة ، كانت الشركة جاهزة لاستلام العقود الكبيرة ، وكانت طلبات المطورين العقاريين تتدفق عليها لانجاز مشاريعهم، فنفذت عشرات المباني والمجمعات السكنية الضخمة والمميزة مثل تلال الإمارات والسهول والينابيع وفندق الفيرمونت وحاليا أطول ناطحة سحاب في العالم وهي برج دبي الذي شارف على انتهاء الأعمال الإنشائية فيه.

خلال هذه المسيرة الطويلة يقول رياض كمال “إن من بين أبرز المخاطر التي تعرضنا لها اخفاقنا في السعودية ، وكنا نعتقد انها تسير على خطى الإمارات ، فأسسنا شركة مقالولات في الثمانينات ،أخفقنا بعد 5 سنوات ، وعدنا أدراجنا نجر خسارة كبيرة “

إضراب العمال

وفجاة ومنذ شهر تقريبا ، وجدت ارابتك نفسها في مواجهة اضطرابات عمالها الـ 35 ألف دفعة واحدة داعين الشركة الاعرق في الدولة لرفع اجورهم ، وتقديم خدمات تليق بانسانيتهم ضمن حزمة مطالب وصفها رياض كمال بالعادلة وتابع “خلال الـ 30 سنة الأخيرة لم ترتفع رواتبهم إطلاقا فيما كانت تكايف المعيشة ترتفع أضعاف ماكنت عليه”.

ويضيف رياض كمال “أن العمال في الهند وباكستان والبنغال يعرفون كل تفاصيل العقود قبل المجيئ. لكن ما حدث مؤخرا أن أسعار المواد الغذائية والإستهلاكية ارتفعت بشكل لافت وشكلت ضغطا على العمالة، كما تراجعت قيمة الدولار ،ففقدت تحويلاتهم جزء كبيرا من قيمتها وهذان عاملان فجرا الإحتجاجات”.

ولاتوجد في دولة الإمارات العربية المتحدة نقابات عمالية تدافع عن حقوق العمالة ما يثير انتقادات دولية . ويبدي رياض رأيه في هذا الموضوع بقوله ” أنه لا يحبذ وجود نقابات”، ويفسر”أنها قد تدفع العمال نحو المزيد من الإضرابات التي قد يستخدمون فيها العنف مجددا “.

اتقاقات غير رسمية

وفي نهاية المطاف ، وبشكل غير رسمي توصل العمال مع رياض كمال وشركات مقاولات وأطراف في الحكومة إلى صيغة تفاهم تضمنت وفقا لرئيس ارابتك ” زيادة الرواتب بنسبة 15 إلى 20 % ، تفاهم عليها 15 من كبريات شركات المقاولات في الدولة كمبادرة ذاتية لاتحمل طابعا رسميا”.

وهذه الزيادة غير المتوقعة والتوقف عن العمل 10 أيام ستؤثر بنسبة 3 % في أرباح ارابتك التي تتوقع التقارير المالية أن تتخطى 450 مليون درهم عام 2007. لكن ذلك لن يؤثر بشكل كبيرا في ايراداتها التي يتوقع رئيسها التنفيذي “إن تبلغ 3.7 مليار درهم هذا العام”.

وأرابتك مرشحة للمزيد من النمو ، خاصة بعد قرارات توسع خارج الحدود المعروفة لها صوب أسواق عربية وأجنبية جديدة ، مما سيعزز من مكانتها المالية ، ومكانة مؤسسها ومساهميها الذين أصبحو شركاء النجاح الذي بدأ منذ أكثر من ثلاثة عقود.

2 thoughts on “تاريخ نشاة شركة العربية الفنية للانشاءات( أرابتيك) وقصة نجاح رجل (رياض كمال….)

  1. شكراً أخي أبو رامي على نقل هذه المقابلة الرائعة.

    يا ليت كل إدارات الشركات المساهمة العامة في الدولة لديها رياض كمال….

    بصراحة ليست لي مصلحة شخصية في تلميع صورة الرجل، لكن من خلال متابعة مسيرة أرابتك على مدى 3 سنوات من تاريخ إدراجها في السوق المالية، أعتقد أن رياض كمال كان أبرز (مدير) بين كافة مدراء الشركات المساهمة العامة.

    لفت انتباهي آخر المقالة موضوع 3% من أرباح أرابتك، على ما أذكر أن رياض كمال ذكر أن الاتفاق مع العمال لن يؤثر على الشركة بما يزيد على 1% من صافي الأرباح….

    على كل حال، لا أتوقع بأي حال أن تقل أرباح أرابتك لكافة سنة 2007 عن 400 مليون درهم.

    تذكروا: رأسمال الشركة هو 598 مليون درهم.

    مرحى للسيد رياض كمال، ومرحى لأرابتك

    وألف مبروك لملاك سهم أرابتك وجود رياض كمال على رأس شركتهم.

  2. تسلم على التقرير الموجز عن تاريخ الشركة وقصت نجاح احد المحنكيين في عالم الانشاءات

    يالله يا بو مجد وينك

    ارباب

Comments are closed.