بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد.
في الذكرى الخامسة للحادي عشر من سبتمبر، وفي يوم الثلاثاء الموافق الثاني عشر من سبتمبر 2006م، فاجأ بنديكت السادس عشر بابا الفاتيكان العالم بهجوم شرس ومباغت وجهه من جامعة ريتسبون بألمانيا ضد الإسلام وتعاليمه ونبيه، وبصورة استفزازية مشينة، إذْ وصف ( على لسان إمبراطور بيزنطي ) ما جاء به محمد ما هو إلا شرير ولا إنساني.
ورغم أن هذا الهجوم يأتي ضمن سلسلة من الإساءات التي تعرض لها المسلمون في الفترة الأخيرة، وطالت كتاب الله تعالى وشخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولم تُلْقِ أي اعتبار لمليار وثلث المليار من المسلمين ، حتى أن المسلمين ما إن يفيقوا من إساءة حتى تظهر لهم أخرى، إلا أن هذه الإساءة من نوع آخر، حيث أنها من العيار الثقيل، ذلك لأنها صادرة من رأس الديانة المسيحية الكاثوليكية في العالم.
إن ما ذكره بابا الفاتيكان، والذي تناقلته جميع وسائل الإعلام الإقليمية والعالمية، يعكس مدى جهله بالإسلام أو مدى العداء المتأصل في نفسه تجاه الإسلام والمسلمين، كما أن خطابه يفتقر إلى الطرح العلمي المنصف الذي يفرق بين الدين الإسلامي وتعاليمه الواضحة ( والتي تضمنها كتاب الله وسنة نبيه ) وبين ممارسات بعض المسلمين واجتهاداتهم التي قد يصيبون فيها وقد يخطئون.
إن المنهج السوي يحتم على أصحابه أن يميزوا بين الشرائع والأديان وبين المنتسبين إليها، وإلا فإن من النصارى من هم أصحاب محاكم التفتيش، والحملات الصليبية، وقنابل هيروشيما وناجازاكي، وسجون جوانتناموا وأبو غريب، وإن منهم من استعمر كثيراً من مناطق العالم ونهب ثرواتهم في القرون الثلاثة الماضية، وكذلك منهم من قتل الأطفال والشيوخ والنساء وبقر بطون الحوامل وانتهك الأعراض في كثير من البلاد كفيتنام والبوسنة والهرسك وكوسوفو وأفغانستان والعراق والصومال وغيرها من البلاد.. ترى هل يعني ذلك أن الديانة المسيحية تدعو إلى القتل والنهب والظلم وانتهاك الأعراض وكل ما هو شرير وغير إنساني ؟!
إن تصريحات بابا الفاتيكان تدل على مدى استخفافه بالمسلمين الذين يمثلون ربع سكان العالم، كما أنها تشير إلى أن ثمة مرحلة جديدة تدخل فيها الكنيسة في حرب يقودها الغرب المعتدي ( وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ) ضد الإسلام والمسلمين، وهنا تكمن المشكلة، إذْ يتضافر الساسة مع رجال الدين النصارى في حرب واضحة جلية ضد الإسلام والمسلمين.. وهذا ما نخشاه ولا نريده، لأن عاقبته وخيمة ولأن المسلمين لن يقفوا مكتوفي الأيدي تجاه هذه الممارسات الظالمة المعتدية.
–
وإننا إذْ نستنكر بشدة هذه الإساءة التي قام بها رأس الكنيسة الكاثوليكية في روما فإننا نؤكد المطالب التالية: 1- على حكومات الدول العربية والإسلامية أن تستشعر مسؤوليتها تجاه دينها وأن تقوم بواجبها في التصدي لكل من تسوِّل له نفسه الاعتداء على الإسلام والمسلمين، ولا أقل من أن ترسل رسائل الاستنكار الواضحة والشديدة إلى بابا الفاتيكان وتطالبه أن يعتذر بصراحة عن هذه الإساءة.
2- على الأمة العربية والإسلامية أن تدرك أن سبب تجرؤ بابا الفاتيكان وغيره من اليهود والنصارى على الإسلام والمسلمين هو ضعفها وتمزقها وعدم سعيها الحثيث لامتلاك أدوات القوة التي يضطر خصومها إلى احترامها وعدم الاستهتار بها.
3- على الشعوب الإسلامية أن يعلنوا غضبتهم لله ولرسوله ولدينه وأن يظهروا استياءهم الشديد تجاه هذه الإساءة بكل الوسائل المتاحة والمشروعة، لاسيما من خلال الإعلام بجميع وسائله المرئية والمسموعة والمقروءة.
4- في حالة إصرار بابا الفاتيكان على عدم الاعتذار الصريح والواضح عن هذه الإساءة فإننا ندعو الدول العربية والإسلامية إلى قطع العلاقات مع بابا الفاتيكان واعتباره شخصاً غير مرغوب فيه وإغلاق مكاتبه في جميع الدول العربية والإسلامية.
5- ندعو الشعوب والحكومات العربية والإسلامية إلى المساهمة الحثيثة في نهضة هذه الأمة، كل في مجاله وحسب إمكاناته، وهذا أقوى رد يمكن أن يتلقاه كل من تسوِّل له نفسه الإساءة للإسلام والمسلمين. 6- ندعو العقلاء من النصارى أن يتبرؤوا من هذه الإساءات، وأن يدركوا أنها لا تخدم السلام العالمي، كما أنها لا تخدمهم، بل تسيء إليهم كما تسيء إلى المسلمين.
7- ندعو المسلمين في الدول الغربية أن يجتهدوا في توضيح حقيقة الإسلام للغرب وأن يبذلوا جهوداً أكبر في الدعوة إليه ونشره لتنعم البشرية بما فيه من الهدى والنور والرحمة للعالمين.
وأخيراً يقول الله تعالى: يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون . ( آل عمران: أية 71) والحمد لله رب العالمين
–
الموقعون
م الاسم الوظيفة
1. د. إبراهيم الشمسي أستاذ الإعلام جامعة الإمارات
2. د. أحمد صالح الحمادي أستاذ في جامعة الإمارات
3. فضيلة الشيخ / أحمد صقر السويدي مدير معهد عجمان الإسلامي سابقا
4. فضيلة الشيخ /د. أحمد يوسف الزعابي مدير دائرة التفتيش القضائي سابقا
5. فضيلة الشيخ حمد الرقيط مدير الأوقاف بوزارة الأوقاف سابقا
6. أ. خالد الشيبة رئيس جمعية الإرشاد عجمان
7. د. خليفة اليوسف أستاذ في جامعة الإمارات
8. أ. سعيد ناصر الطنيجي مدير جمعية الإصلاح رأس الخيمة
9. الشيخ سلطان بن كايد القاسمي رئيس جمعية الإصلاح رأس الخيمة
10. أ. سليمان بن جمعوه عضو مجلس استشاري سابق
11. فضيلة الشيخ / سيف الظنين واعظ أول وزارة الأوقاف سابقا
12. أ. سيف العطر مدير إدارة الحج بوزارة الأوقاف سابقا
13. أ. صالح الظفير مدير جائزة القرآن الكريم رأس الخيمة
14. أ. صالح المرزوقي رئيس جمعية التنسيق لجمعيات النفع العام
15. فضيلة الشيخ / طاهر التميمي ديوان المحاسبة سابقا
16. أ. طاهر عبيد سرور مساعد مدير مدرسة – أم القيوين
17. د. عبدالله الشامسي أستاذ كلية الهندسة جامعة الإمارات
18. فضيلة الشيخ عبيد خلفان بن سبت مصلح أسري – محاكم دبي
19. د. على الحمادي رئيس مركز التفكير الإبداعي – دبي
20. أ. علي الدباني رئيس اللجنة الوطنية لمقاومة التطبيع
21. أ. علي بن زايد الظنحاني نائب مدير منطقة الفجيرة التعليمية سابقا
22. د. محمد المنصور رئيس جمعية الحقوقيين
23. فضيلة الشيخ / محمد ذياب العبدولي قاضي شرعي – أبوظبي
24. فضيلة الشيخ / محمد عبدالرزاق الصديق جامعة الشارقة
25. أ. مصبح الرميثي مدير قسم جهاز أبوظبي للإستثمار
26. أ. ناصر الرمسي مدير محكمة النيابة العامة دبا الفجيرة
27. د. يوسف الشامسي أستاذ قسم الدراسات جامعة الإمارات
28. أ. بدرية حسن بوكفيل عضو المجلس البلدي
29. د. جميلة سالم الطريفي مديرة تدريب – المنطقة الحرة – دبي
30. أ. خولة الملا عضو المجلس الإستشاري
31. الشيخة عائشة حميد القاسمي موجهة تربية إسلامية
32. الشيخة عزة عبدالله النعيمي مديرة مدرسة
33. أ. حصة خلفان بن كامل مديرة سابقة
34. أ. نوال حمد بوشهاب موجهة تربية إسلامية
35. أ. نوال خلفان بن كامل موظفة بوزارة التربية
36. أ. هدى خلفان بن كامل مديرة مدرسة اقرأ الدولية الخاصة
منقول من الساحة العربية