موضوع قوي ومؤثر

——————————————————————————–

لن أُصيغ المقدمات الحزينة والكئيبة عن مصير شعوبٍ وبلدان لاقت حتفها بيدها وأختارت نهايتها بمحض إرادتها .. وبرغبةِ شعوبها ..!!

ولن أتطرق لضرب الأمثلة لا من قريب ولا من بعيد .. لكي لا يدور بذهن القاريء لكلماتي بأنني أود أن أُجَيِّشَ مشاعر شعبٍ أَبيٍّ أحب بلده وصرخ بعالي الصوت
(بلادي وإن جارت علَيِّ عزيزةٌ)

بل سأنقل صورةً مبسطةً من موقف تعرضتُ له فجر اليوم في مطار دبي, فبحكم عملي في المطار وحينما كنت في طابور الكاشير في السوق الحرة بانتظار دوري مزاحماً جنسيات أجنبية مختلفة أغلبهم من الجنسية الهندية, من أجل (فيتامين سي) فقط وبعد عناء الإنتظار وبأمتارٍ قليلة من وصولي لخط نهاية السباق (أقصد وصولي للكاشير) وإذا برجلٍ عربي الهيئة (داخل رونج سايد ) يحدق النظر في وجهي ..
ويقترب مني ويسألني فجأة وبلهجة مصرية ( لو سمحت انته إماراتي ؟؟!!!) ذلك السؤال الذي أخرجني من السباق ولم يتركني أصل للكاشير بعد أن أجبته بــ(نعم).

وأقسم بالله أنني شاهدت جميع عبارات السرور تلوح في وجهه مرتبكاً…
فقال : ممكن لحظة من فضلك.؟
ترتجف يداه يتلمس جيوب بدلته وكأنه يبحث عن بطاقة عمله ليُعَرِّف لي عن نفسه.

فقلت له : تفضل.
فقال: أنا أستاذ بالجامعة.

فقال: أنا هِنا ترانزيت ساعتين تلاتة وماشي .. بس كنت عاوز أشوف واحد إماراتي أكلِّمو كِلمتين

فظننتُ أنه يريد الإستفسار عن شيءٍ يخصُ تأشيرة الزيارة أو العمل ربما أو عن أماكن سياحية أو عن عجائب الدنيا التي تُبنى في مدينتي الجميلة دبي. فتسلل إليّ شعور الفخر والإعتزاز بموطني..
وأصبحت أُعدُّ له الإِجابات عن ظهر قلب لأُفحمهُ بما لدينا في دبي وأقنعه بالتصميم على الزيارة هذه المرة.!

فسألني سؤالٌ

أحسسته وكأنما يدقُ بالمطرقة ِعلى رأسي..

أو كأنه يصفعني أمام العالم أجمع..

وهو يقول: انتوا مش عاوزين بلدكم ولا ايه ..؟؟!!

أظلمت حينها الدنيا في وجهي …

أطرقت رأسي لوهلة ..
ونظرت يميناً وشمالاً أبحث عن مواطنٍ آخر قد يهوّن وقع المصيبة على أخينا العربي أو لربما يعيد إلىّ بعضاً من الثقة في النفس

لَخَصَ لي جميع المشاريع التجارية والعقارية في دبي ومشاريع عجائب الدنيا والجزر الإصطناعية
وعبّر عن أساه إذا ما تملّك الأجانب تلك المشاريع وسألني عن تأثير الأجانب في
هد القوة الإقتصادية إذا ما أرادوا الإضراب عن شيء.. وقال : (بلدكم هتتاكل يا جماعة) الهنود هياكلوا بلدكم ..
وانا مش عايزكم تبكوا ع اللبن المسكوب..

واسترسل بالحديث وضرب الأمثلة عن جزيرة فيجي التي ذهبت للحكم بالتناصف بين الهنود والسكان الأصليين بعد لجوء الهنود لمحكمة العدل الدولية ومطالبتهم بحق تقرير المصير .

وأكمل يقول: وكيف استطاع رجال عصابات ساندتهم أندونيسيا لتقسيم ماليزيا لمعارضتهم الإتحاد

وضرب مثلاً عن بيع الفلسطينيين لأراضيهم على اليهود..
وما حدث في أستراليا حيث كانت الشعوب على وشك اقامة حربٍ أهلية بين المهاجرين والأستراليين وما يحدث في جنوب أفريقيا و.. و .. و
أحسست بالغثيان .. وأغمضت عيني للحظة ارتَسمَت فيها أمامي صورة لمستقبل مظلم …
وهو يقول أن عمرنا يمضي ولكن عمر أطفالنا سيأتي ..

ويشرح لحظة دخوله للمطار ويقول :

ذهبت إلى الصرّاف فلم أجد من يحدثني العربية ,,
دخلت إلى السوق الحرة وأشتريت بعض الحاجيات فلم أرى وجوداً للعرب
( رحت ماشي وأنا مكلم نفسي زي المجنون يمكن حد يسمعني وانا بتكلم عربي .. يمكن ألائي حد عربي صدفة..!)( عاوز حد يؤلي انت مجنون بالعربي)

تحدث كثيراً عن الغيرة العربية .. وما زالت تدور في رأسي عبارتين ( انتوا مش عوازين بلدكم ولا ايه ؟) و ( بلدكم هتتاكل يا جماعة )

طلب مني في نهاية حديثه أن أعطيه عنوان موقع صحيفة الخليج أو الإتحاد ..
ولكن لعلمي فقط بموقع صحيفة الإمارات اليوم وأنها المتحدثة بصوت الوطن وحقوق المواطنين (كما استشعرناها) فقد كتبته له وطلبت منه الكتابة لرئيس تحرير الصحيفة (سامي الريامي)

وبعدما شعر أخينا الأستاذ بعلامات الشحوب والأسى على وجهي اعتذر مني في النهاية
وتمنى أن يفعل المواطنون شيئاً لبلدهم .. لإيقاف ضياع البلد .. وطلب مني أن أسامحه إذا أخطأ في حق بلدي..
ودّعني ..
وذهب بين الزحام .. وأختفى عن مد البصر ..
وأنا أنظر اليه صامتاً مبهم..
اغرورقت عيني بالدموع ..
حاولت ألا أسقط دمعتي ..
أغمضت عيني وفتحتها ..
نظرت إلى الكاشير
ليس هناك أحدٌ غيري ..

دفعت قيمة الـ (فيتامين سي) …
أخذت أمشي وأفكر …

لم أستطع فتح الزجاجة ..
فقد أحسست بالإنهيار من صدمات أخينا الأستاذ..
رميتها في القمامة ..
وأنا أردد
( بلادي وإن جارت علَيَّ عزيزةٌ)!!!

أخواني هذا الموضوع من بريدي ولكن لي تجربة من زيارتي لسنغفورا وماليزيا فعلاً هذا الكلام راح يحصل وهو ليس ببعيد فعمر بعض الهنود وصل فوق ال 30 سنة من تواجدهم في بلدنا والمسؤولين وعلى رأسهم
ولي الامر لا يحركون ساكن في هذا الموضوع

تجارب دول وشعوب أمامنا ونحن نجر أنفسنا الي نفس المصير
من يسافر الي سنغفورا ليمعن النظر الي العمله السنغفورية ويسأل عن صورة الشخصية التي على العملة (الاسم يوسف) وليسئل المواطن السنغفوري من يحل محل هذا الشخص في الوقت الحاضر ؟؟؟

الله المستعان

9 thoughts on “بلدكم هتتاكل‏

  1. مع احترامي لكاتب الموضوع لكن كلام استاذ الجامعه يدل على انه بياع كشري في بلده
    يعني لمل يضرب مثال على الفلسطنين كيف باعو بلدهم يكون في قمة المصدق للدعايه الصهيونيه فحيب دراسه اكادميه بحتة تبين ان الاراضي التي بيعت لليهود قبل عام 1948 كانت 5% وان ملاك هه الاراضي مقسمون 2% فلسطنين و3% عرب من سوريا ولبنان حيث هناك عائلة لبنانيه مشهرة باعت لليهود حوالي 2%
    اما الامثله الاخرى فلاتنطبق على الامارات من الناحيه الموضوعيه
    صحيح نسبة الهنود كثيره ولكن لاتنسى ان غالبتهم عماله في قطاع المقاولات وهذه العماله ستفقد مكانها عند انتهاء القسم الاكبر من المشاريع

  2. أتمني ان لا تكون الوطنية
    شعائر رنانه أو مجرد رقصه
    او مسابقة شعبية ..

    عجبا يابلادي ….
    تم بناء اول وأطول واكبر لكل شئ ..
    فمن قاطنوها .. بالأصح من ملاك تلك الطفرات ( الطفيليات ) التى دامت تهدد بانقراض المواطن ..

    أرجوا بناء الوطن للمواطن …

Comments are closed.