برنامج للتعليم الطبي المستمر بالتعاون مع الجمعية السعودية لطب الأسرة

وتأتي اهمية اطلاق المبادرة الجديدة الهادفة لتقديم التعليم الطبي المستمر للأطباء والمختصين، من كونها مكملة للمبادرة الأولى التي أطلقها برنامج “سلامة قلبك”، التي اطلق عليها مسمى “سيفيوس – cepheus، وتستهدف تحقيق أول دراسة من نوعها في المملكة ودول الخليج، لمتابعة وتحديد النسبة الفعلية من المرضى الذين يستطيعون الوصول إلى مستويات الكوليسترول المستهدفة باستخدام العقارات المستخدمة حالياً، إلى جانب كونها تمهد الطريق لتحقيق أهداف المرحلة الثالثة من البرنامج والتي تسعى لإحداث نقلة نوعية في مجال الوعي الصحي بين فئات المجتمع السعودي وتعزيز ثقافة الوقاية وتبني سلوكيات صحية ضرورية لحماية المجتمع من امراض القلب والكوليسترول والتي تمثل أحد الأسباب الرئيسية للوفاة في السعودية ودول الخليج.

أشاد الدكتور سعود الحسن رئيس الجمعية السعودية لطب الاسرة والمجتمع، خلال المؤتمر العلمي الذي أقيم مؤخرا في مدينة الرياض للإعلان رسميا عن تدشين المبادرة بحضور عدد كبير من استشاريي واختصاصيي أمراض القلب وأطباء الطب العام وطب الأسرة وعدد من كبار تنفيذيي “أسترازينيكا”، بأهمية المبادرة كونها تؤسس لمرحلة جديدة من الوعي الصحي في المملكة، موضحا أن اللجنة العلمية للمبادرة قد عملت على اختيار 25 استشاريا في امراض القلب والاوعية الدموية وامراض السكري تم استقطابهم من كافة مناطق المملكة والعمل معهم ضمن دورة تدريبية مكثفة أشرف عليها خبراء من جمعية القلب الامريكية وفق مناهج ونماذج تدريب الكلية الامريكية لأمراض القلب، وذلك ليكونوا النواة الأساسية لتدريب 500 طبيبا تم اختيارهم للمشاركة في دورات هذه المبادرة العلمية.

ربط الدكتور الحسن اهمية هذه الدورات وتميز مادتها العلمية المتقدمة مع كونها توفر للأطباء المشاركين فرصة نوعية لمتابعة آخر التطورات والابحاث العلمية التي تمت في السنوات الاخيرة بمجال امراض القلب وطرق الوقاية عالميا، مؤكدا أن المبادرة توفر جرعات معرفية تطويرية ذات مستوى أكاديمي رفيع ومصادر مرجعية موثوقة من كفاءات تتمع بمستوى علمي رفيع وخبرة طويلة، لافتا إلى أن الدروة قادرة على تاهيل اطباء الطب العام وطب الاسرة من المشاركين على تحسين مستوى الوعي لدى الناس حول كيفية الوقاية من هذه الأمراض.

حول إن كانت الدورات التفاعلية تعتبر الأولى من نوعها على مستوى المملكة ومنطقة الخليج قال عمرو فهمي المسؤول الأول عن إدارة التسويق في شركة “استرازينيكا” الجهة الراعية لبرنامج “سلامة قلبك”، بان المبادرة تقدم أولى الدورات التي تقام بشكلها التكاملي الحالي، وذلك من خلال تصميمها الذي اعتمد أنواع مختلفة ومتنوعة من وسائل التعليم الحديثة مثل التدريب المباشر عبر ورشات عمل تضم 20-25 طبيبا بحد اعلى لرفع درجة الاستفادة وتحقيق تركيز اكبر، إلى جانب التدريب عن بعد عن طريق إرسال المواد والمناهج من قبل الكلية الأمريكية لأمراض القلب وتوزيعها للأطباء لدراستها ومراجعتها ومن ثم إخضاعهم لاختبارات على مستوى عال من الكفاءة.

أضاف فهمي إلى اعتماد وسائل تقنية متطورة في نقل المعلومات منها استخدام الأنظمة الصوتية عن طريق نظام “access” المقدم من الكلية الأمريكية لأمراض القلب، وهو عبارة عن مجموعة من 60 محاضرة يتم إيصالها للأطباء بشكل مستمر حيث يمكنهم من الاستماع إليها عن طريق أي نظام صوتي، إضافة إلى الأقراص المدمجة وأشرطة الفيديو التي تحتوي على محاضرات حول لقاءات ومحادثات مع اختصاصين في أمراض القلب والسكري، مشيرا إلى ان مستوى المادة العلمية المقدمة سيتيح للأطباء المشاركين إمكانية التقدم لامتحان الزمالة للكلية الأمريكية لأمراض القلب والحصول على شهادة معتمدة.

لخص الدكتور محمد عرفه خلال ورقة عمل قدمها خلال المؤتمر العلمي الخاص بتدشين المبادرة، خطورة أمراض القلب على صحة المجتمعات عالميا، مؤكدا تزايد سرعة انتشارها العالية في السعودية استنادا لعدد حالات المرضى في مستشفيات المملكة، حيث أكد على وجود 10 مراكز متخصصة في أمراض القلب ممتلئة دائما بالمرضى في مدينة الرياض لوحدها، الامر الذي وجده يعكس مدى انتشار الأسباب المؤدية للمرض ومن اهمها ارتفاع نسبة مرضى السكري في المملكة لتسجل نسبة 26% من سكانها، إضافة إلى أمراض ارتفاع الضغط والكوليسترول، حيث أثبتت أحدث الدراسات التي أجريت على أكثر من 20 ألف شخص إصابة 54% منهم بارتفاع نسبة الكوليسترول، و26% بارتفاع الضغط، و40% بارتفاع نسبة الدهون الثلاثية، و40% بزيادة الوزن، وهذه جميعها مؤشرات تدل على مدى خطورة الوضع الحالي.

أشار الدكتور عرفه “إننا الآن بمرحلة إعادة صياغة أولوياتنا فليس عملنا فقط هو معالجة المريض بل أصبح يتركز في تطوير أساليب منع المريض من أن يصل لهذه المرحلة عن طريق القضاء على العوامل المسببة لمرض القلب، الامر الذي نعمل عليه من خلال مسارات برنامج “سلامة قلبك” الثلاثة والتي تعتبر مسارات متكاملة، كونها بدأت بدراسة الواقع الحالي، ثم الانتقال إلى مخاطبة الأطباء المشاركين، ثم نشر التوعية لعامة الناس عن طريق مختلف الوسائل الإعلامية.