أ َسـَـفْ والله تغيـّـرنا
ومر الوقت وبدّلنــا
طوى أيام وهـِدَمْ أحلام
وبقى كل شي يذكـّـرنا


دخلت عليّ بنوتي ذات يوم وهي رادة من المدرسة وتقول لي يودي هدية حقج !

أنا طرت من الفرحة !

لقيت يا يبتلي هذا …

ذكرني بلبان بو قطوة سودا مال أول .

لا وبعد هذا راقي : صناعة اليابان مب تشيناوي مثل لبان القراشيه

فتحته وأنا أصابعي ترتجف من الترقـّـب …
وتمر اللحظات ببطء ..
أكاد أسمع دقات قلبي ..
تسابقني إليه ..
وكأن الزمن توقف عند .. بقالة غلوميه اللي في فريج قوم يدوه ..

وأنا كلي أمل أني أشوف التاتو اللي ورا القرطاسه اللي نخرسه بالماي .. ويالفرحتي التي لا توصف ! لقيته !

ما يذكركم بغراندايزر يوم يطرش الرّزة المزدوجة ؟

تشان أستااااااااااااااااااااااااانس!

والحين الخطوة التالية …
أواصل التبطيل عشان ألقى ان اللبان لونه أسود (دليل الأصالة) …ولكن ….. هيهات !

طلع اللبان نقلي خخخخخ
لونه أبيض ! شو أبابه ! أنا أبا الأسود عشان يعيدني إلى أيام الزمن الجميل !

تشان أزعل

تراه السر يكمن في اللون الأسود ،
اللي على فكرة اكتشفت انه بنكهة licorice يعني عرق سوس.

تحيدون هذيج الأيام ؟ وذكرياتها الطفولية الحلوة !

أحيانا أيلس أعلـّـم اليهال مفردات كنا نستخدمها عشان ما ينسون التراث

تشيه هم عاشوه عشان ينسونه ؟!!
شو نسوي ؟ تراه الغريق يتعلق بقشه !

مثلا أراوي اليهال العريش ..

وأيلس أسدح قصايد فيه :

ياعرش القيظ ردّ القيظ
ولا أحد ظـل يَذكِرنــــــا

عصــر قلبـي وذكرنـي
عريـش كـان موعدنــا

أكلمهم عنه وأنا أفيض شاعرية ..
فيكون ردهم : شقايل كانوا ييلسون فيه بدون كنديشن ؟!!

الصبر من عندك يا رب!

الموقف الثاني يوم أيلس أسحّي بنتي
وطبعا هذا أكثر وقت ما تحبه !

ومن كثر ما كانت تبا تعبر عن تبرّمها من هذه اللحظات
رسمت لي الموقف بصورة معبّرة
(لاحظوا شقايل هي مبوزة لكن لا يفوتكم تعبيرها الصادق عن رشاقتي)

وطبعا كل مرة تسوي لي مأساة وما تطيع تيلس !
فأقول لها تراه بيستوي شرباكه!

تحيدون مسلسل “شرباكه” اللي كان بالأسود والأبيض وكانت كلمات البداية :
شَ .. بَ .. رَ .. كـَـه .. صارت شرباكه !

وطول ما أنا أسحّي تردد هي الكلمات ويايه.
لكن حسيت انها مجرد تكرار !
لأنها ما عايشت هذيج الفترة عشان تحس بها مثلي !

ففكرت في طريقة مبتكرة أجمع فيها بين الجديم واليديد عشان الجيل اليديد يحس بالتراث بصورة عملية.وابتديت وياها بـ :

يوم تتمرد شوية على القوانين أقولها مثل ما يقولون لنا قبل :

“انتي حرمه وإلا برمه؟”

وهذا عشان تنطبع كلمة برمه في ذاكرتها بالاستخدام اليومي ،
أحسن ما أييب لها صورة برمة وأفهمها شو معناها :

وطبعا عشانها مثل باجي جيلها
تحب تكون …
مثل ما يقولون العنقريز cool
أو مثل ما يقولون اخواننا المصريين “بنت رِوْشـَـه جدا” ،

فترد علي وتقول :

^
^
^
^
^
“برمة”!

أنا بعد ديمقراطية وياها !

الله يرحم زمان أول يوم كنا نسوي زلاعة ..

ما شي كاني ماني !

تليها قذيفه لفظية من العيار الثقيل :
“سودا العين تبالها ريلين”!

الظاهر ان المناداة بتعدد الأزواج جذوره تمتد للماضي مب بس من الحين

وطبعا مباشرة يأتي دور الشردة ..
عن تتطور الأمور الى الأسوأ وتكون العواقب وخيمة أكثر من جذيه .

على طاري الشردة !

طبعا قبل الطلاب في المدارس ما قصروا في الشردة والقفز من أعلى أسوار المدرسة
.. مهما طالت وعلت !

مطوّعين أي صعوبة تعترضهم بالتفنن في التغلب عليها :

سواء كان ذلك باستخدام دري بدائي الصنع …

أو تشندله لايثة من موقع بناء مجاور…

أو التسلق على أكتاف بعض للوصول الى غايتهم المنشودة
وهي بلوغ الجانب الآخر من الجدار
(بس ما أدري آخر واحد كيف كان يتصرف!!!)

طبعا الكل كان يوصفهم بالدامرين والفاشلين !

لكن لو كانوا في الدول المتقدمة
تشان الحين عالجوا عقدهم النفسية
وخلوهم أبطال في رياضة القفز الحر والقفز بالزانة

قبل كمن يوم شفت لاعبة أولمبية روسية في القفز بالزانة
اسمها يلينا ايزينباييفا …

لم تخسر في حياتها الرياضية أبدا
(إلا مؤخرا في مرتين بس وقررت تبتعد عن الملاعب عشان تستعيد لياقتها)

فقلت هذي أكيد كانت من ربع الشردة من المدرسة

لكن حسن حظها عقاها في روسيا وأرسلوها الى الأكاديمية الرياضية
اللي فيها سنــّـعوها وحوّلوها الى

^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
بطلة !

أما ربعنا الله يخلف عليهم فقد حولهم النظام العقيم آنذاك الى

^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
^
بصلة !

وطبعا كان مصيرهم المحتوم هو ارسالهم للمدرسة الصناعية
اللي – خلافا لسائر الأمم – كان ما يدخلها إلا الفاشل دراسيا !!!!
لكن غطي البيبسي تدخل ضمن الجوانب المظلمة من تاريخ طفولتنا اللي ما تنقال لعيالنا :

أحيد عيال الفريج كانوا يلعوزون راعي الدكان :

بعد ما يشترون غرشة بيبسي وحلاوة وحدة جدامه ( وعشرة في الجيب من وراه)

يوقفون برع الدكان ..

ياكلون الحلاوة ويشربون البيبسي ..

وبعدين ياخذون غطي البيبسي المعدنية ويلزقونها في نعولهم من تحت
وييلسون يجرونها على الساباط ..

سايرين رادين محدثين صوت صرير فظيع ولا يطاق
فيجن جنون راعي الدكان المسكين وتبدأ المطاردة !

لكن جهوده المضنية في الإمساك بهم تذهب أدراج الرياح

بعد ان يدخل كل واحد منهم بيته (للتمويه) ويصك الباب

فيعود خالي الوفاض لدكانه المتواضع

ولسان حاله يقول :

يا ويودي يا ويودي يا ويودي .. يوم ييت و لا منازلهم خليّه
قمت اطالع وآتلفت للعنودي .. و أصفج اليمنى على اليسرى خليّه

)قصيدة للشاعر المرحوم غصاب المنصوري)

ما تلاحظون ان الشردة هي سيدة الموقف في كل أحداث الطفولة ؟

على قولة بعلولي :” راعي دكان فريجكم مؤدب ! بس يركض ورا اليهال ؟!!

عيل راعي دكان فريجنا يوم كنا نصب ماي جدام الساباط ماله عشان ينزلق ويطيح ،
كان يسبنا ويقول كلمات بذيئة خارجة لا تسمح بها الرقابة
و تخدش الذوق العام وتشمخه بعد”

أما بفك نمكي وعليه الداغوس

فأهديه سلامي وأقول له:

لا تذكرني بشي …أنا قلبي قد نسي
لا تذكرني بحبك .. والليالي اللي بقربك ..
انت اللي ضيعت فيها كل شي .

(كلمات : المحضار)

وطبعا المشاعر الصادقة والنابعة من القلب تجاه البفك تعكسه هالصورة
اللي لقيتها في النت ..

^
^
^
^
^
^
^

(لا تفوتكم فرحة راعين الدكان المرسومة على الوجوه)

3 thoughts on “انتي حرمه وإلا برمه ؟” (بالصور)

  1. روعه يا ام كشه

    الموضوع غاوي ،، مع اني مش من جيلكم بس عجيب و استمعت بالقرايه و الي شدني العنوان

    ذكرتيني بمسلسل يوم يحطون الخرده فالبرمه ^ـ^

    لو كنتي كاتبة مسلسل اوراق الحب ^ـ^ تعلمينهم الرمسه و المذهب شوي ^ـ^

    تقبلي مروري

Comments are closed.