القبس 23/03/2008

لماذا العبار و«القبس» وجها لوجه؟ ولماذا اليوم؟ لعل الحديث أخيرا عن كويت تبحث عن انفتاح ما، جعلها تنظر الى ما هو حاصل في دبي، رمز الانفتاح في الخليج. والعبار احد احجار الزاوية في هذه المعادلة. فهو بالاضافة الى انه رئيس مجلس ادارة شركة اعمار يشغل حاليا منصب مدير الدائرة الاقتصادية في امارة دبي، وعضو مجلس دبي التنفيذي وعضو مجلس هيئة الاوراق المالية والسلع في الحكومة الاتحادية.

وبعيدا عن لغة الالقاب الرسمية، يعتبر بو راشد قريبا جدا من الرجل الاول في الامارة منذ 15 عاما، وأحد صناع الطفرة العقارية فيها. ابن الخمسين عاما، يعمل ليل نهار، ليحول وجه الصحراء الى ارض خضراء خصبة، تنبت منها ابراج لا تعد ولا تحصى. صاحب فكرة مهرجان التسوق، وضع دبي على خريطة السياحة العالمية منذ عقد ونيف.

قصدته «القبس» لتسأله عن رؤيته، عن شخصه، عن رأيه في الكويت واهل البزنس فيها، وعن التطور الحاصل في دبي والمنافسة من مراكز الجوار. لم يمتنع عن الاجابة عن اي سؤال طرحته عليه. حتى دام اللقاء ساعة بالتمام والكمال. ساعة لم تقطعها الا رشفة شاي من فنجان اعده بنفسه. حتى اتصالاته الهاتفية لم يعرها اهتماما. عفوي غير عشوائي، كانت معظم اجوبته هادئة، متناغمة، الا واحدا. «انظر الى برج دبي من ورائك، لتعرف اذا كانت طفرة الامارة فقاعة»، يجيب العبار منتقدا الحاسدين، الذين لم يسمهم. وصفهم بالعائشين على «الهتافات الفارغة» ووصف رجال الامارة بالشجعان الابطال.برج دبي كان وراءنا، لابل على مرمى حجر من فندق «القصر» حيث جرى اللقاء في قلب ورشة مشروع اطول برج في العالم. لمكان المقابلة ذكرى، لكن للمقابلة مع العبار مائة ذكرى وذكرى، خصوصا انه لم يجر اي لقاء مطول مع الصحافة منذ عامين تقريبا.

* أتينا لزيارتك في دبي، فمتى ستزورنا في الكويت؟
– أذهب إلى الكويت بشكل دائم للزيارات الخاصة، لكن زيارات العمل قليلة. أعتقد أنه إذا كانت هناك فرصة قصوى متوافرة، طبعا فستجدنا هناك.

* دخلت إعمار إلى السعودية وبعض دول الخليج، فماذا تنتظرون للدخول إلى الكويت؟
– الكويت تملك سوقا عقاريا ممتازا. نحن في «إعمار» نبحث عن فرص ضخمة وحجم اعتادت عليه الشركة. ليس من طبيعة الشركة أن تقصد الدول وتفتح مكاتبها وتبني عمارة أو عمارتين. مشاريعنا مثلا كناية عن توسعة للمدينة أو مشاريع سياحية بمستوى كبير أو مناطق تنموية جديدة في دولة ما. الكويت فيها فرص مميزة، فالحكومة وافقت أو في طور الموافقة على مشاريع ضخمة سواء كانت مدينة الحرير أو مشروعي جزيرتي بوبيان وفيلكا. نوعية المشاريع هذه وحدها تستاهل أن يتعب الشخص نفسه عليها. لماذا؟ لأن كلنا نغار على المنطقة العربية، وعندما تشارك في بناء مبنى واحد، لا يسمح لك هذا أن تضيف شيئا خاصا في المدينة.

فأنت لا تضع عملك لتحسين أسلوب معيشة الناس. نحن نسافر لنرى الناس كيف تعيش في فرنسا وفي أوروبا وأميركا، ونتساءل لماذا مستوى معيشتنا أقل؟ لذا نحن نرغب في تطوير مستوى معيشة الإنسان وليس موضوع البناء وحسب. ولهذا السبب نحن نحب المشاريع الضخمة. والحمد لله الكويت في هذا الاتجاه. وإذا حصلنا على فرص فيها، فسنكون أول ناس متواجدين في هذا البلد الشقيق.

* هل بدأتم مفاوضات مع الحكومة الكويتية أو القطاع الخاص للدخول في هذه المشاريع؟
– أجرينا اتصالات مع المسؤولين عن مدينة الحرير وننظر إلى فرص أخرى إذا أمكن.

شراكات استراتيجية

* هل أنتم قادرون أن تنفذوا مدينة الحرير في الكويت؟
– ليس هناك شيء صعب. لكن نحن عندما نقصد بلدا ما، نحب أن يكون لدينا شراكات مع أهل البلد في أي حال من الأحوال. إذا أنت أتيت دبي أو أنا قصدت مصر، أعتقد أن الشراكات مع أهل البلد تمنحك فرصة التعلم بسرعة لأن لديهم اتصالات بالدولة ومعرفتهم بالسوق.

ولا ننسى أنه في كل دولة أنت تتعاطى مع الحكومة وتتعامل مع الأشخاص الموجودين في الحكومة ومع النظام الحكومي، إذا لم أتكلم عن البيروقراطية.

والشريك من أهل البلد يعرف الطرق والناس لتسهيل الأمور. وإذا كانت هناك مشاريع عقارية أو تجارية ناجحة في الكويت، فلماذا لا نتشارك مع بعض، والخير موجود؟!

* إذا، مثلما دخلتم إلى السعودية، قد يكون دخولكم إلى الكويت كشركة مساهمة عامة؟
– نقول شراكات في الأول، شراكات استراتيجية. وطبعا قد تطرح هذه الشراكات الإستراتيجية في اكتتاب عام أو لا، هذا يعود للمساهمين.

* تحدثت عن البيروقراطية، هل تعتبرها أكبر معوق لدخولكم السوق الكويتي؟ وما المشاكل التي تواجهونها في هذا الصدد؟
– البيروقراطية منتشرة في جميع أنحاء العالم. كانت «إعمار» تبني مشروعا في كندا، وأخذت الموافقات على المشروع 5 أعوام. أقفلوا المكتب وأقفلوا الشركة في النهاية. لذا يجب ألا ننتقد بشدة البيروقراطية العربية. ما زالت في المنطقة البيروقراطية تختلف، إذ أنك تستطيع أن تصل إلى الوزير وإلى أصحاب الرأي وتقول لهم «اننا إخوانكم من المنطقة نفسها»، وتتغير اعتباراتهم. ومن خبرتي في الدول العربية، ما زال النظام أفضل من كل الدول الأجنبية.

حلول أزمة السكن

* إذا أردنا تصنيف الدول الخليجية ضمن أولويات، أين تصنف الكويت في أجندة «إعمار»؟
– الكويت تأتي رقم 2 بعد السعودية.

* ما رؤيتكم لحل الأزمة السكنية في الكويت؟
– في الإمارات أو كذلك في المملكة العربية السعودية أو البحرين أو في دول الخليج بما فيها الكويت، صاحب العقار أو الأرض قد يبيعها بعد سنة أو سنتين ويحصل على عائد ممتاز، فلا تلومه. فهو يسأل لماذا أتعّب نفسي وأدرس الجدوى والمواصفات الحكومية والبناء وابدأ بالبيع.

وفي موضوع البيع، هناك مشكلة إرضاء الزبون دائما: تصليح الأعطال في المنازل، التعاطي مع مشاكل الماء والكهرباء والمجاري، صيانة الطرق والمساحات الخضراء.

ويقول حينها أبيع الأرض بعد تقطيعها ويكون ربحي ممتازا. لماذا أتعّب نفسي؟ لا تنس أن هذا الواقع موجود في كل الدول، بما فيها الكويت. فبالنسبة للمستثمر في الأرض، العائد من البناء لا يساوي تعبه. وبصراحة، هذه هي المشكلة الرئيسية كانت في الإمارات وفي الخليج، وما زالت. في المملكة العربية السعودية اليوم، وحسب معلوماتي، وُضعت قوانين تشدد على البناء. أي إذا كنت تملك قطعة أرض كبيرة، ممنوع تقسيمها وبيعها. يجب أن تبني 70 في المائة في الأول. وهذه الأزمة متروكة للسوق.

* في الكويت، أقر مجلس الأمة منذ فترة قانون يمنع الاحتفاظ بأراضي السكن الخاص أكثر من عام دون بدء بناء مشروع ما على مساحة 70 في المائة من الأرض. هل برأيك هذا قد يحد من أزمة السكن؟
– من المستحيل أن تحكم القوانين السوق. فالقانون موجود والتاجر شاطر. لكن لا بد من وجود شركات تؤمن بالبناء وتؤمن بأن هناك عائدا مجديا على عملية البناء. نحن كـ«إعمار»، آخر شيء نؤمن به أو نحبه هو بيع الأرض. لم نبع مرة أرضا إلا وخسرنا فيها، لأن السعر في ارتفاع مستمر. ونعتقد أن السعر بعد البناء فيه فائدة، وأهم من ذلك نحن نحصل على الزبون، يؤمن بالشركة وبتصميمها وبنوعية بنائنا وبالخدمات ما بعد البيع.

هذا له تأثير علينا في كل دولة، له تأثير على سمعتنا، على قوة علامتنا التجارية. فعملنا هذا مربح لكنه متعب. مركز خدمة العملاء لدينا يعتبر دولة. فإذا اشتريت بيتا من عندنا وتعطلت قطعة كهربائية ما، هناك شخص مستعد ليصلحه في اللحظة نفسها. وحتى الأعطال في الحمام، تجد دائما من يصلحها. نحن لا نهتم بالضمان، لا، لا، لا. ولا نقول أبدا: نأسف، لن نصلح لكم العطل، فوثيقة الضمان انتهت صلاحيتها. أبدا، نحن في «إعمار» ليس لدينا ضمان، أنت زبوننا إذا أنت محمي. فهل أنت تملك إيمانا بكل هذا العمل.

ولذلك بالنسبة لنا، هذا العمل مربح. هذا من أهداف الشركة، فإلى جانب الربح، هناك مسؤولية وطنية، بمعنى أنك توفر مساكن للناس في منطقة ما، تبعد مدرسة الأطفال والجمعية التعاونية عن البيت فيها 50 مترا، ويبعد ملعب الأطفال 100 متر. نعتقد أن بهذا الشيء نحن مسؤولون في تحسين مستوى معيشة الإنسان. ولو بقينا على بيع الأراضي لما صارت لندن العاصمة التي نعرفها، ونيويورك لما صارت نيويورك.

* لكن ماذا عن أزمة السكن؟
– أحب كلمة الأزمة هذه (مبتسما). لذلك نحن نتحدث عن آلاف الوحدات السكنية التي تبنيها إعمار. هناك ناس تخاف التحدث حتى عن بناء 20 ألف وحدة سكنية كما نتحدث نحن، يجب أن تكون شجاعا. عندما تقول 20 ألف وحدة سكنية قد تخيفك ولا تنومك الليل، يجب أن تكون بطلا، 20 ألف وحدة سكنية مع مدارسها، مستوصفاتها، ملاعب أطفالها، المجاري، الكهرباء، المياه، الحدائق، النخل،… كله. بما فيها الكراسي تحت النخل. يجب أن تتحلى بالشجاعة لتفكر بهذا، لكن أين الشجاعة ما دمت تقول لي انها أزمة. والله هذه الكلمة حلوة. (ويضحك). هذه الأزمة موجودة في كل المنطقة العربية للأسف.

* الحكومة في الكويت وعدت بتسليم 5 آلاف وحدة سكنية سنويا، لكن لم يبدأ الوفاء بالوعد بعد. ما رأيك؟
– الحكومة لا تستطيع تسليم وحدات سكنية، فالحكومة تكاد تدير أمورها، فكيف تبني بيوتا للناس؟ معقول هذا الكلام. هل هناك حكومة في العالم نجحت في بناء مساكن للناس غير سنغافورة. وأصلا سنغافورة بنت لهم «صناديق صغيرة». وكل واحد ساكن في صندوق.

النظام المشكلة

* بعد إطلاق قانون الـbot في الكويت، هل تبحث «إعمار» عن المشاركة في مشاريع حسب هذا النظام؟
– نشارك، ولم لا. لم يقترح أحد علينا بعد، لكننا مستعدون.

* لماذا برأيك تأخرت الكويت في بيزنس تطوير العقار؟
– حرام أن نقول ان الكويت تأخرت، حرام. لديكم أحسن تعليم، أحسن ثقافة، أحسن انفتاح للاستثمار، وأشطر ناس. فهل هو أسلوب تعامل الحكومة؟ فهل هو أسلوب الحكومة ومجلس الأمة؟ ترى كل ما تزيد الطباخين في المطبخ، خربت الطبخة. وربما هناك طباخون كثر في المطبخ، لا أدري. ليس لدي معلومات عن الأمور الداخلية لكن إذا كان هناك مجلس أمة وحكومة، يجب أن يكون هدفهما واحدا، مستوى معيشة الإنسان. أي تأخر يحمل معه تأثيرا سلبيا على مستوى معيشة الإنسان. أنا شخصيا، قلبي يؤلمني عندما نتكلم عن الكويت ونقول متأخرين. حرام، هم أشطر ناس. أعتقد أن النظام، لا أريد أن أفصح ما هو النظام… هذا السيستم الموجود هو السبب.

* هل تجدون من مبرر أن يكون سعر المتر المربع في العاصمة الكويتية أكثر من 45 ألف دولار؟
– كلنا يريد عقارا بسعر ممتاز، لكن هذا يعني أن المكاتب تصبح غالية، والشقق أيضا. والغلاء ليس لمصلحة البلد. معنى ذلك أنه يجب بناء مركز لمدينة الكويت آخر غير الموجود اليوم، وإلى جانبه. ليس للمنافسة لكن لتلبية الطلب. فالأسعار الغالية تعني أن هناك نقصا. فما الذي يمنع مدينة الكويت أن تتوسع وأن يكون لها مركز إلى جانب المركز الحالي على بعد 10 كلم فقط. هذا موجود في كل العالم، نتكلم اليوم عن لندن. فلندن مركزها مزدحم، لذا بنوا مركزا آخر. وتتكلم عن مدينة لوس أنجلوس، التي نفذت مدنا على بعد نصف ساعة عنها، لحل مشكلة الزحمة وتلبية الطلب، والتوسع طبيعي.

مساهمات كويتية

* هناك مساهمات كويتية صغيرة في شركة إعمار. لكن هل تقبلون مساهمة شركاء كويتيين استراتيجيين مثل الهيئة العامة للاستثمار، إذا عرضت عليكم؟
– طبعا، «إعمار» كشركة مساهمة عامة ترحب بالإخوان. لكن ليس هناك إلا السوق، فنحن كشركة لا نقدر أن نعطي صندوق التقاعد على سبيل المثال وندخلهم كمساهمين استراتيجيين، إلا المطروح في السوق. القانون واحد، إذا أرادت مجموعة ما شراء 5 في المائة، يجب أن تجد من يبيع. لكن إذا قلت انه عندك مشروع في الكويت، مشروع ضخم، ممكن أن ندخله نحن كمساهمين رئيسيين، فهناك شيء في المقابل.

* يقولون ان أموالا كويتية بنت جزءا كبيرا من إمارة دبي، ما رأيك بهذه المقولة؟
– الحمد لله أن هذه الأموال أتت إلى دبي ولم تذهب إلى نيويورك. إذا كان جزء من دبي مبنيا بأموال كويتية فهذه بركة علينا. لا نريد أحدا من بريطانيا أن يعطينا أمواله ويتمنن علينا، ولا واحد من هونغ كونغ ولا واحد من نيويورك. «خلّي» الكويتي يتمنن علينا، فنحن بخير وعافية. وبعدها، هذا ليس شيئا غريبا عنهم، لأنهم هم الذين علّمونا، أنا شخصيا تعلمت في مدارس كويتية حتى الثانوية، على حساب دولة الكويت. لكن إن شاء الله يكون العائد على استثمارهم مجزيا. فنحن نكون فخورين إذا كان هذا العائد ممتازا.

بين الطفرة والفقاعة

* في بداية انطلاقة دبي كمركز مالي في المنطقة في التسعينات، أشاد الكثيرون بتجربتها، وكانوا يقولون أنها ستصبح مثل سنغافورة..
– (مقاطعا) لا، بل أحسن من سنغافورة.

* لكن اليوم بدأت تعلو أصوات من المنطقة أو من محللين أجانب منتقدة هذه الطفرة في دبي، وتعتبرها فقاعة. ما رأيك؟
– أعتقد أن الإنسان حر. الله خلقه حر، يفكر بحرية، ويعمل بحرية، ويبدي رأيه بحرية. نحن العرب مشكلتنا مشكلة. نؤمن بأن الناس في أوروبا يستطيعون بناء حضارات، ويستطيعون بناء باريس وبرشلونة ولوكسمبورغ ولندن، والأميركيون يستطيعون البناء، والصينيون كذلك. لكن نحن نخوّن بعضنا. ونقول لبعض: «أنت يا أخي ما تقدر، ومستحيل أن تنفذ هذا أو ذاك». نحن للأسف معتادون على ذلك.

فطوال حياتنا عشنا في الوطن العربي نسمع كلاما ونسمع كذبا مثل: الدولة ستعمل وإن شاء الله سننتصر.

عشنا على هتافات «فاضية» (فارغة)، فكل ما رأينا شيئاً مشغولا عليه نشكك فيه. لم لا نشكك بعمل في أوروبا أو في أميركا أو في الصين؟ أما في بعضنا، فنشكك بأعمالنا. وكل الذي أقوله، انني لا ألومهم، فكل المجتمع مبني على هتافات فارغة، وهتافات ليس لها برنامج زمني ولا عائد، وليس هناك من مسؤول يجازي من لا يعمل. إنه مجرد كلام. فإذا هم يعتقدون أو خائفون بأن طفرة دبي ليست حقيقية، أرغب في أن تنظر إلى ورائك، انظر إلى أطول برج في العالم، لترى إذا نحن حقيقة أم نحن فقاعة. هل تريد أن أذهب معك إلى الدور 165 في البرج لتقارن؟

لكن أشدد أن هذا الكلام يدفعنا لنتابع جهدنا، وأن نعمل بأمانة ونثبّت لهم أننا كلنا مع بعض، وأن هناك أملا وإمكانا، وأننا نحن رجال، وهم أيضا رجال، حتى الذين خوّنونا أو الذين ليسوا متأكدين من حقيقة دبي.

لكن عيب! نحن 300 مليون عربي والولايات المتحدة أقل من 300 مليون نسمة ربما. الأميركيون لديهم مركز عظيم في نيويورك، ومركز سياحي في ميامي، ومركز تجاري ومالي في لوس أنجلوس، بالإضافة إلى شيكاغو وسان فرانسيسكو. هذه فقط بعض المدن.

ونحن 300 مليون رأس ليس لدينا إلا مركز تجاري واحد، وهو دبي! معقول؟! لكن هل تعرف ما نحتاج له؟ نحتاج دبي وبيروت والكويت والقاهرة، نحتاج بغداد والرياض وجدة. فقط عملية حسابية، نحن نحتاج 7 مدن، كل واحدة أكبر من دبي بأربع مرات. نحن نقول للإخوان، الذين ليسوا متأكدين من قوة دبي. سنعطيهم وقتا، لنثبت لهم أن نيتنا الطيبة، ونيتنا بالنجاح. وعندنا شيخ لا يؤمن إلا بالنجاح، ويؤمن بالمثل القائل: تفاءلوا بالخير تجدوه. لكن لا تتفاءل وأنت جالس على الكرسي أو نائم، و«طق» حكي.

لا، بل تفاءل واجر ليل نهار، لأن ليس هناك شيء سهل أبدا. وعندما تغلط يجب أن يكون هناك رجال «يشيلونك شوي»، ونحن الرجال في دبي عندما نغلط (غلط بالعمل لا بالأمانة طبعا) يأتي شيخنا يشيل ويشجع.

الغلاء بعد عامين

* كيف تفسر الغلاء والتضخم في الإمارات؟
– أليس هناك غلاء في الكويت؟ أليس هناك غلاء في الأردن؟ (أتيت من الأردن مساء أمس) أليس هناك غلاء في القاهرة؟ الغلاء في كل مكان. الغلاء في الصين وفي الهند، اقرأ آخر أخبار الهند ومشاكل الغلاء. لكن نحن عندنا مشكلة بسيطة مؤقتا. وهي طلب عال جدا على المكاتب وعلى السكن. نعمل ليل نهار لنحل هذه المشكلة، فنحن في فندق الآن مفتوح وسط ورشة بناء. وإن شاء الله خلال الأشهر الـ24 المقبلة، ستهدئ المساكن الجديدة الأسعار. إذ ستتوافر وحدات عقارية كثيرة. لكن الغلاء للأسف موجود في كل محل. غلاء الإسمنت عندكم موجود عندنا، غلاء الأغذية عندكم موجود عندنا.

* إذا، هل تتوقع أن أسعار الإيجارات والعقارات السكنية والتجارية ستنخفض بعد سنتين؟
– نعم، لكن مستوى إيجارات دبي ستبقى 100 في المائة أغلى من الخليج،لأنها مركز مالي وبسبب الضغط على المدينة، لكن طبعا نحن أرخص من لندن ومن أغلب المراكز التجارية العالمية. ولا يقول لي أحد أن لندن أرخص، فالضرائب على الدخل والضرائب على الشركات وأسعار البترول ليست أرخص من هنا. إلا إذا ألغت لندن ضريبة الدخل وضريبة الشركات، فهذا بحث آخر.

* كيف تقيّم مسيرة دبي المعاصرة حتى اليوم، في ظل المنافسة التي تشهدها من الدوحة أو حتى من المنامة أو الكويت التي تفكر أن تتحول إلى مركز تجاري ومالي؟
– دبي لا تستطيع النجاح من دون مراكز أخرى، لا تقدر أن تعيش وأنت الناجح الوحيد، وربعك وعيال عمك حولك غير مشاركين بالنجاح. كما قلت قبل، نحن نحتاج نجاح البحرين، نحتاج نجاح قطر، عمان، الكويت، السعودية، القاهرة، الأردن، لبنان. أنا أفضّل نجاح كل هذه الدول، ولا أفضل نجاح تل أبيب، لا أرضى بذلك. ولا تنسى: لدينا كثافة سكانية، ولدينا سوق يكفي الناس كلهم. فنجاح هذه المدن أيضا سيخدم أسواق الجيران، التي تضم 1،4 مليار نسمة ما بين إيران وباكستان والهند. هذا سوق لنا. فنجاحنا له تأثير على هذه الأسواق. فنحن نقصد الهند للعمالة، واليوم نحن متواجدون في 21 مدينة. والهند ليست موضوعا بسيطا، فتأثيرها الاقتصادي علينا كبير إذا كنا لا نملك مراكز مالية ناجحة أكثر من مدينة دبي.

تصدير الخبرة

* كيف تسعى إعمار لتصدير خبرتها إلى العالم؟ وما هي استراتيجيتها في هذا المجال؟
– نحن نحاول تصدير خبرتنا. أساس استراتيجيتنا أن يكون لدينا أفضل ناس. أساس الاستراتيجية بعض الشباب الذين قابلتهم معي يعملون معنا: إماراتي، انكليزي، سوداني. أي أن الأساس هم موظفونا والعمل الذي قاموا به، والنجاحات التي حصلوا عليها والأخطاء التي مروا فيها.

* ما آخر مشاريعكم العالمية؟
– آخر مشروع هو بناء 20 ألف وحدة سكنية في المملكة السعودية في الرياض على مساحة 33 مليون متر مربع. كما نعتقد أن الحاصل في الاسواق الأميركية فرصة لنزيد مستوى تواجدنا في الولايات المتحدة، فنحن نملك شركة هناك. فالظروف الاقتصادية خصوصا في مجال العقار ظروف صعبة، وهناك فرصة جيدة أن نبدأ توسيع عملنا في أميركا. وكذلك نخطط لمضاعفة حجم عملنا في الهند.

*.. وفي الصين؟
– قد بدأنا نفتح مكاتبنا هناك. لكن في الصين، قبل أن يفتح الشخص مكتبا، يجب أن يعرف السوق ويبدأ علاقات ولا يستعجل. وجميع مشاريعنا في المغرب وتونس والسعودية ماشية على قدم وساق. بالفعل لقد أخذنا سنتين ونصف السنة لترتيب أوضاعنا في هذه البلدان. لنعرف كيف نوظف الناس، وكيف نضع أنظمة وكيف يعمل هؤلاء الناس بأسلوب إعمار نفسه في دبي. العملية ليست بسيطة، فليست مسألة أن تأتي بفريق عمل وتضعه في المغرب. هذا بصراحة يجعلنا نعيش في الطائرات.

* هل تفكرون بافتتاح «إعمار – الكويت»؟
– بصراحة، يكون يوما مهما بالنسبة لنا.

* لماذا لا تدرجون أسهم إعمار في غير سوق دبي المالي، خصوصا في الأسواق العالمية أو حتى في بورصات الخليج؟
– التفكير بذلك موجود، خصوصا الإدراج في ناسداك. لكن ننتظر الظروف الملائمة. وكذلك في أسواق المنطقة، ندع الأسواق تمر بالمرحلة التي تمر فيها حاليا بسبب تأثيرها بالأوضاع الأميركية.

* ما تأثير أزمة الرهن العقاري العالمية على شركتكم؟
– ليس هناك أي تأثير، عملياتنا بعيدة عن موضوع الرهن العقاري. والحمد لله.

مسيرة 10 سنوات

* تأسست إعمار عام 1997، كيف يقيّم محمد العبار مسيرة الشركة بعد عشرة أعوام؟
– في البداية، لم أتوقع أن نصل لما وصلنا إليه. ولا كنت أفهم كل الضغط الذي وضعه علينا الشيخ محمد بن راشد. وفي آخر المطاف، طلعنا بنتيجة أفضل مما أنا أتوقع. والآن المشكلة هي المحافظة على هذا النجاح وعلى هذا النمو. وهذا لن يحدث إلا إذا كان عندنا أفضل العقول، وأفضل العقول الفاعلة. كعقول هناك الكثير، كلام حلو، نسمع نظريات تطيحك عن الكرسي، لكن من يستطيع الفعل. وهذا ما تعلمته من الشيخ محمد بن راشد، الفعل. وحسب قول الأجانب Action. هل لديك القدرة أن تكون شجاعا، وتقفز. أنا وفريق العمل، مررنا بتجارب وتعلمنا وشفنا، تعاملنا مع الموضوع بشغف ومحبة. قليلون من يحصلون على فرصة تنفيذ ما يريدون. هذه فرصة من العمر. لذلك همنا اليوم أن نعمل كل ما نعمله بنوعية جيدة، وباحترام لكل بلد نعمل فيه. نريد أن ننفذ شيئا مميزا، في البناء واحترام معيشة الإنسان.

* في تقرير أخير حول إعمار، حدد بنك «إتش أس بي سي» أن أكبر المخاطر التي تواجهها الشركة هو تكلفة التضخم وضعف قيمة العملة الإماراتية المرتبطة بالدولار. كيف ستتفادون هذه المخاطر؟
– أنت لا تتكلم في هذا المجال عن «إعمار» فقط بل أنت تتكلم عن الدول العربية كلها. فموضوع ضعف الدولار أثر فينا كلنا. وما دامت مشترياتي ومبيعاتي بالدولار، فليس لدي مخاطر. لكن قد أنظر إلى هذا نظرة إيجابية فالمستثمر معي ينظر إلى كل ما أقدمه بالدولار، ما زال يعتبر سعرا مغريا إذا كان الإنسان يتعامل باليورو أو بالجنيه الاسترليني. وهذا له تأثير كذلك على أسعار مواد البناء. نحن وغيرنا، الجميع متأثر بها. لكن الحمد لله رب العالمين، ما زال هامش الربح لدينا ممتازا. وأقول ان لا تأثير للأوضاع التي نمر بها على المؤسسة. لكن حتى لو كان هناك تأثير، فليس هناك أي شركة اليوم في المنطقة العربية غير متأثرة، وإذا قلت لي هل أثر ذلك في عملكم؟ أجيبك بلا.

* قال البنك البريطاني ان شركة إعمار هي أكثر الشركات العقارية في العالم التي يباع سهمها بأقل من قيمتها العادلة. لماذا وأنتم تشكلون حوالي 40 في المائة من سوق دبي المالي؟
– كل إنسان يدير شركة مساهمة عامة ضخمة بمستوى إعمار يجب أن يركز على عمل الشركة. لا يركز يوميا على السهم، وإلا ضاعت العملية لأن رأسه قد يلف بذلك. والأهم هو نتيجة العمل. النتيجة في نمو أرباحك ونمو ميزانيتك، وفي اسواق اليوم من المفضل أن يكون عندك أقل مستوى من القروض. والحمد لله نحن بعيدون عن القروض. والسوق وحده يتعامل مع السهم، ومستوى السهم يحكمه المشتري، 70 في المائة من أسهم إعمار حرة مطروحة في السوق، و30 في المائة ما زالت تملكها الحكومة. لكن لا تنس كذلك أن سوق الخليج يمر بظروف صعبة مثل أسواق العالم كلها. والمساهمون لهم القرار في هذا وعلينا أن نكون شركة ناجحة تنمّي أرباحها، والحكم عند المساهم.

المنهج العام

* منذ عامين، قلتم انكم تسعون إلى جعل إعمار أكبر شركة عقارية في العالم من حيث القيمة السوقية بحلول سنة 2010، هل ما زلتم في هذا المنهج؟
– لا أحد يستطيع منع الإنسان من أن يحلم وأن يكبر. وهذا راجع لك ولنفسك، سبحان الله لو اليوم نظرت إلى ما هو حاصل في سوق العقار في العالم كله وخصوصا الشركات العملاقة سواء كانت في الصين أو في أميركا أو في الهند، تجد أن الناس كلهم متأثرون، ولو نظرت إلى نمونا خلال العامين الماضيين وإلى الذي ننوي فعله خلال السنتين أو السنوات الثلاث المقبلة، أعتقد أنه بكل سهولة إن شاء الله سنصل في عام 2010 لما نريده. لكن اليوم لن أقول العائق الوحيد، بل الشيء الذي يجب أن نكون حريصين عليه هو أن تكون لدينا كوادر بشرية قادرة على أن تقود عملية النمو هذه. فالفرص موجودة بفضل سمعة الشركة ومساندة الشيخ محمد. وسيكون تركيزنا على الهند وفتح عملياتنا في الصين خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة، وبكل تأكيد ننظر إلى كل الفرص الموجودة في أميركا وأوروبا باهتمام. في أميركا الذي كان سعره 100 دولار صار سعره 10 دولارات، نريد الانتظار والتأكد فقط، إذ قد يصير السعر 5 دولارات بعدها. ولا بد ان يكون هناك كادر بشري مؤهل لأن يقوم بعملية التنفيذ.

* ماذا تعلّم محمد العبَّار من والده «القبطان»؟
– الإخلاص، لأن والدي مخلص. وتعلمت قلة الصبر، فهو يريد كل شيء الآن. لا أعرف كيف، خصوصا أنه كان يبحر على البوم من خلال الشراع. والهواء قد يرسلك إلى أي مكان يشاء، ولا أعرف كيف كان قليل الصبر.

(يصمت ويفكر هنيهة) أنا مقصّر في حقه بصراحة، بسبب ضيق الوقت. أنا شبه والدي 100 في المائة، ترى والدي عمره سبعون عاما اليوم، تقول هذا محمد العبار في السبعين، شبهه تماما، حركة اليد والشكل (يضحك).

علاقته بمحمد بن راشد

* أنت صديق الرجل الأول في دبي الشيخ محمد بن راشد، وقلت مرة في تصريح صحفي أنك تخاف منه. لماذا؟
– أنا قلت أني أحبه وأخاف منه. أنت لا تملك شيخا وقائدا، مثل العسكر الخوف لا يعني هنا الرعب، بل الخوف احترام إذا لم يكن لديك احترام لقائدك، تقل أهمية العمل، خصوصا إذا قلت إنه رئيسي وصديقي، فهل هو سوبر ماركت؟ فأنا أقول «خوف» مخلوط بالاحترام والإعجاب. أنا معجب بالشيخ محمد، ولا اقول الكلام لأجامله كشيخ. لو كنت في أول أيام عملي معه وقلت هذا لاعتبرته مجاملة، لكنني أعمل معه منذ 15 سنة. فهناك محبة ومعزة، لأنه منحني فرص جميلة في حياتي وكوّن ما أكون عليه اليوم بصراحة. كل الذين في دبي يرغبون بفرصة مع الشيخ محمد بن راشد، إذا انا محظوظ. أنا اخافه وأحترمه لأنه لا يجوز معاملته كمعاملة الأصدقاء، لا يجوز هذا.

* بعد 15 عاما من الصداقة، هل يمكنك تحديد عيوب الشيخ محمد بن راشد؟
– قلت لك أنني أخاف منه وأنت تسألني عن عيوبه (يضحك).

عيب الشيخ محمد أنه يؤمن بقدرتك وبأن كل شيء ممكن أن يحصل غدا. وهو حقيقة يساعدك على أن تعمل كل شيء غدا. لا تسألني كيف. سبحان الله الذي اعطاه النعمة لأن يكون حقيقة قائدا. والقائد هو الذي يستطيع أن يشجع الناس ان يعملوا ما يريدونه. القائد لا يقود الناس فقط ولا يجبرهم على شيء، بل يملك قدرة على إقناع الناس أنه يمكن أن ينجزوا. وبعد التنفيذ، أكتشفت أنني قادر.
الحياة الشخصية.

* هل وصلت لعمر الخمسين أم بعد؟
– بعد أشهر قليلة إن شاء الله. ولدت في خيمة وقالت لي أمي: «أنا حفظت سنة ميلادك من خلال الجيران الذين اشتروا سيارة لاندروفر موديل 1958». يا ليته كان موديل 1965 . (يضحك).

* بعد الخمسين، ماذا يريد أن يفعل محمد العبار؟
– أولا أشكر ربي على النعمة، نعمة الصحة ونعمة الأولاد. أشكره لأنه أنعم علي بوظيفة، فالكثير من الناس لا يملكون وظيفة. والذي افعله وأنفذه اليوم، هو حلم للكثير من الناس. فأنا لا أنسى أن الله أنعم عليّ بأن اكون مسؤولا عن شركة ضخمة بهذا المستوى، وهذه مسؤولية ليست بسيطة، خصوصا أنها شركة مساهمة عامة، والمساهمون وراءك وراءك كل 3 أشهر. وهذه المشكلة والعملية ليست بسيطة. والحمد لله أنا راض عما أقوم به. أتمنى أن يعطيني ربي الوقت لأردّ الجميل.

والله أكرم علينا وأعطانا الكثير، منصبا، مالا، أولادا، شيخا كريما طيبا. لذلك أريد أن أبني منازل منخفضة التكاليف، فأنا شخص اعمل في مجال البناء، وقد أحل مشكلة الإنسان السكنية. وأريد ان ارتب وقتي، فترتيب الوقت مشكلة بالنسبة لي.

عن إعمار
– نسعى لتحسين مستوى معيشة الإنسان من خلال بناء مدن كاملة متكاملة
– نؤمن بالبناء وبالعائد المجدي منه ما يؤثر على سمعتنا وعلامتنا التجارية
– مركز الخدمة في شركتنا دولة.. ولا وقت محدوداً للضمانات والصيانة
– سنبدأ قريبا بتطوير 20 ألف وحدة سكنية على 33 مليون متر مربع في الرياض
– متواجدون في 21 مدينة هندية.. وننوي مضاعفة حجم أعمالنا هناك
– نترصد الفرص في أميركا وأوروبا.. فأسعار العقارات هناك أصبحت مغرية
– مكاتبنا في الصين سترى النور خلال العام الجاري
– نفكر في إدراج الشركة في ناسداك
– لا تأثير البتة لأزمة الرهن العقاري على نتائجنا
– أول مدارس ووحدات سكنية في مدينة الملك عبدلله تسلم في سبتمبر 2009

الله يقدرني لأرد الجميل للكويت
يقول العبار في نهاية اللقاء: «أريد أن أشكركم على زيارتكم، وسامحوني على التأخير. واتمنى أن تكون لدينا فرصة للعمل في الكويت. انا لا أنسى فضل الكويت علينا، فمكتب الكويت هو الذي علمنا، والعلم أهم ما يحصل عليه الإنسان. الله يقدرنا ونرد الجميل للكويت سواء كان لمصلحة مساهمينا أو لتنمية البلد أو لمساهمين كويتيين. وآخر شيء أقوله خليك بطل واقصد البرج إلى الطابق 165. لكن المشكلة أن الوصول إلى هذا الطابق عليك الاستعانة بمصعد المقاول في آخر الطوابق، والذي هو خارج المبنى وقد تخاف.

سياحة التسوق
يُعتبر محمد العبار صاحب فكرة سياحة التسوق في دبي وصاحب مبادرة إطلاق مهرجان التسوق السنوي. ويقول عن هذه الخطوة: هدف سياحة التسوق كان التسويق لزيارة دبي. إذ يجب أن تعطي الإنسان سببا لزيارة البلاد، لكن لم أتخيل في عمري أن يكون بهذا المستوى من النجاح، بصراحة. النجاح حقيقة أعطيه للفريق المسؤول عن برنامج المهرجان، فهم يعملون عملا جبارا. لكن لا تنس أن الشيخ كان هو أكبر مسوق للمهرجان لمدة 6 سنوات، شخصيا في الشارع.

أهمية التشطيب في مشاريع «إعمار»
سألنا محمد العبار عن سبب تأخير برج دبي، فيجيب: “تأخرنا فقط 3 أشهر ونصف، والسبب الرئيسي هو أن كل شيء ماشي على الوقت، لكن لدينا موظفون يعيشون داخل البرج. وكل ما شطب المقاول الشقق، يزور الفريق هذه الشقق. وهناك بعض الشقق نهدمها، ونعيد بناءها مرة ثانية. لا نسمح بمستوى متدن من التشطيب. طبعا، المستوى ممتاز، لكن عندنا ناس ينظرون إلى كل التفاصيل.

لذلك تسمعهم يقولون: غيّر باب، غيّر خشب. هذا يكلفنا 4 أو 5 أشهر تأخير، ليست هناك مشكلة لدينا. فأنت تبني واحدا من أعظم المباني على وجه الأرض. هذه فرصة العمر. 4 أشهر تأخير حتى لاأعطي زبوني أقل ما هو متوقع”.

كُتّاب «القبس».. الإماراتيون والربعي
يشيد محمد العبار بجريدة «القبس»، ويقول عنها أنها صاحبة مصداقية. كما يتحدث عن كتاب الصحيفة ويذكر محمد مساعد الصالح وعبد اللطيف الدعيج والمرحوم أحمد الربعي الذي قال عنه: «الله يرحمه، في الإمارات كانوا يقرؤون مقالاته كثيرا.

حكاية بداية أطول برج في العالم.. في دقائق معدودة
يروي محمد العبار حكاية بناء برج دبي: رفض الشيخ محمد 3 مرات أن يمنحني ترخيص بناء برج دبي. قلت له اني أريد الأرض من الحكومة وأعطيهم أسهما، قال لي أجلب المشروع. قدمت له 4 أبراج، نظر إلى أعلاها وسألني «كم طوله هذا البرج؟»، فقلت له «90 دورا»، أجابني: «لن أعطيك تصريحا”.

خرجت من مكتبه ثم عدت وأتيت ببرج أعلى، كان طوله على ما أعتقد 130 دورا وكل هذه القصة التي أرويها استغرقت دقائق فقط. ليس لدينا اجتماعات مطولة نحن، مجرد لقاءات لدقائق. قال لي: «كيف تقارن هذا بأبراج العالم؟»، أجبته: «أطول بـ5 في المائة من أي برج آخر في العالم». ومرة أخرى رفض منحي الترخيص.

والمشكلة أنه لا يقول لك كم يريد طوله، أنت عليك أن تفهم، وهذا أتعبني. أتيت بالبرج الجديد، وبحوزتي طول الأبراج في العالم كله. دخلت إلى مكتبه وقلت له قبل أن يسألني: «يا طويل العمر، هذا البرج أطول بـ40 في المائة من أي شيء بني في العالم». فقال لي: «هذا البرج يمكن أن نبنيه.

واحد آخر غيره كان قد سأل أين المهندسون؟ وهل أنت قادر على بنائه؟ وهل متأكد أن التصميم صح؟ ماذا لو لم تقدر؟ الشيخ محمد ليس لديه كلمة «لو». وكأنه يقول لك دون أن يتلفظ بالكلمات: هذا هو البرج، وإذا أنت رجل يا محمد، تأتي بأفضل ناس على وجه الأرض. هذا الكلام يكون من العقل إلى العقل. أنا عندي 45 استشاريا من أعظم ما وجد على وجه الكرة الأرضية. وطبعا بعدما يعطيك الموافقة، تبدأ المشكلة. يسألك فورا اين الكرنك؟ (الونش) (يضحك).

في اليوم التالي سألني: «لماذا لم تبدأ بالبناء بعد؟» فأجبته أن الأوراق عند البلدية. وهو يعرف أنني أحترم البلدية والتزم بالنظام. سألني: «أنت تريد أن تزعّل من؟ تريد ان تزعلني أم تزعل مدير البلدية؟» فأجبته: «لا يا طويل العمر، الموضوع واضح». وبدأنا البناء فورا (يضحك).

الشايع والخرافي والمخيزيم والغنيم أبرز أصدقائي الكويتيين
سألنا محمد العبار عن معارفه من رجال الأعمال الكويتيين، فأجاب أنهم كثر من أبرزهم: «أعرف الأخ محمد الشايع، وعائلة الخرافي، خصوصا مرزوق الخرافي رئيس أمريكانا، أعرف رئيس بيت التمويل الكويتي بدر المخيزيم. أعرف الأخت رئيسة غلوبل مها الغنيم. أسماء كبيرة ما شاء الله».

أسافر 700 ساعة سنويا
يقول محمد العبار أنه يقضي 700 ساعة تقريبا في الطيران سنويا. وهو يسافر مرة في الاسبوع. ويفضل قضاء إجازته في سان دييغو كاليفورنيا. مع عائلتك أم لوحدك؟ يجيب: «أحيانا مع العائلة وأحيانا لوحدي. حتى لو ذهبت مع العائلة آخذ نصف يوم لوحدي. لكن الوقت قصير. إجازتي قصيرة، أذهب عشرة ايام مع الأولاد، ثم أرجع للعمل 10 ايام، لأعود إلى إجازتي بعدها 10 أيام.

وبصراحة، ارغب في زيارة نيوزيلاندا، إنها بلد جميل. إن شاء الله سأذهب لأشتري مزرعة، وأبدأ في مجال الزراعة. بصراحة في بالي مشروعان: أدخل مجال الزراعة، وأبني شققا منخفضة التكاليف». ويضيف «لدينا شباب يعملون في الولايات المتحدة في المشروع وقريبا سنصل إلى حل، سنبني البيت ونبيعه بـ12 ألف دولار، وهذه أكبر مشكلة في الوطن العربي.

عن الشيخ محمد بن راشد
– لا يؤمن إلا بالنجاح.. وعيبه الوحيد أنه يريد كل شيء غدا
– يقول لنا تفاءلوا بالخير واعملوا للحصول عليه
– عندما نغلط يأتي شيخنا يشيل ويشجع
– منحني فرصة جميلة في حياتي وكوّن ما أكون اليوم
– يؤمن بقدرتك ويساعدك على تحقيق أحلامك
– قائد حقيقي لا يقود الناس فحسب بل يقنعهم بقدراتهم
– اجتماعاتي معه لا تدوم إلا دقائق
– يتحدث إليّ كثيرا من العقل إلى العقل دون كلام

14 thoughts on “العبار: كثرة الطباخين في الكويت أحرقت طبخة التنمية فضل الكويت كبير عليّ.. علمتني حتى

  1. السلام عليكم ورحمة الله

    نعم كلام جميل ورائع والعبار اقتصادي محنك وهذا لا غبار على ،،،،،،،،،،،،،،،

    ولكن الحديث عن عدم اهتمامة بما يجري لسعر السهم هو العجب من للأسف !!!!!!!!!

    نعم سهم اعمار مثل ماتفضل به 70% حر ولكن سمعة السهم له دور قوي في الشركة ؟

    السهم الان يتداول تحت السعر القيمة الحقيقية ياالسيد العبار !!!!!!!!!!!!!

    تحياتي
    بوعمر

Comments are closed.